المجموع : 5
بأَبِي زائراً أتانِيَ جُنْحاً
بأَبِي زائراً أتانِيَ جُنْحاً / لا وِداداً منه فعنّى ومَنّى
زاده ضِنَّةً بموضعه الما / لكِ قلبي بُخلاً عليَّ وضَنّا
لَم يُنِلنِي شيئاً وعند رُقادي / أَنّه جاءني فَأَغنى وأقنى
صَدَّ صُبحاً والعينُ منِّيَ يَقْظى / وسرى واصلاً وعينِيَ وَسْنى
وجفا بالنّهار من بعد أن خي / يِلَ لِي أنّه أتانِيَ وَهْنا
زَوْرَةٌ ما درى بها ذلك الزّا / ئرُ رَبْعِي فكيف يوجب مَنّا
هو لاهٍ عنها وما بتُّ فيه / لم يُحِطْهُ عِلْماً ولم يكُ ظَنّا
فهْيَ تعليلةٌ لصبٍّ عليلٍ / أوْ خداعٌ يُهْدى لقلبي المُعَنَّى
فهي مثلُ السّراب أو مثلُ لفظٍ / ما له حاصلٌ ولا فيه مَعْنى
قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهم
قل لقومٍ شنّوا المعاتبَ منهم / في الأحاديث شَأْمَةً ويمينا
لم تُنيلوا شيئاً ففيمَ شمختُم / وعَهِدنا ذا النَّيْلِ يشمخ فينا
إنّ كِبْرَ الفتى ولا فضلَ فيه / عند أهل النُّهى يكون جنونا
قد تَرَكْناكُمُ وويلٌ لمن يت / رُكُهُ النّاسُ كلُّهم فاِتركونا
في غَدٍ يَرجعُ الغنيُّ فَقيراً / وهزيلاً من كان ليس سمينا
لم يكن مَن شراكُمُ وتدلَّس / تمْ عَلى ناظِرَيْهِ إلّا غنينا
وظننّا بكمْ جميلاً ولكنْ / أكْذَبَتْ منكمُ السّجايا الظُّنونا
وَوَرَدْنا فلم تكونوا مَعيناً / وهززنا فلم تكونوا غُصونا
ما رأينا منكمْ وأنتم على أفْ / ضلِ ما تبتغون إلّا مَهِينا
عَبِقاً بالقبيح ما كانتِ السَّوْ / آت إِلّا مُوَسَّماً مَزْنونا
لم يكن للدّفاعِ حصناً حريزاً / لا ولا في البِياعِ عِلْقاً ثمينا
وَخِصالاً إِذا تُؤُمِّلْنَ كانتْ / مسخناتٍ قُلوبَنا والعُيونا
ووجوهاً بيضاً فإنْ سُئِلوا الخَيْ / رَ وما هنّ أهلُهُ عُدْن جُونا
لا سقَى اللَّه مَعشراً تسكن السَّر / راءُ أبياتَنا إذا فارقونا
عَجزوا مُعظمَ الزّمانِ فلمّا / قَدَروا بعد عجزهمْ ظلمونا
وتراهمْ عن كلّ خيرٍ نُكولاً / وعلى الشّرِّ وحدَه قادرينا
ليس وعدٌ منهمْ وإن غلِطُوا بال / وعدِ يوماً كانوا له ماطِلينا
وهُمُ الواجدون حتّى إذا ما / سُئِلوا الرِّفْدَ أصبحوا عادِمينا
نتمنّى من لُؤْمِهِمْ أنّهم لمْ / يرفدونا وأَنّهمْ حرمونا
ليت قلبي وقد صَبا سَفَهاً مِنْ / هُ إِلى ما دَعَوْه كان حَرونا
والّذي ذاقَ مُرَّهُم يتمنّى / بَدَلاً منه أن يذوق المنونا
أرِنِي منهُمُ وخذْ مُهلَةً طو / لَ مدا الدّهرِ واجداً مأمونا
وقريباً أكون فرْداً فأرْضا / هُ أنيساً لِوَحْشَتي وقرينا
كلُّ مَنْ قرّبوه قرّبَ نَهْداً / هَرَباً منهُمُ وإلّا أمونا
فَاِذهَبوا حيث شِئتمُ لم تَرَوْا من / نا اِشتِياقاً إليكُمُ وحنينا
لا ولا ناكثاً لبَيْنٍ ثنايا / هُ ولا قارعاً لبُعْدٍ جَبينا
وإذا ما جُفونُنا سِلْنَ حُزْناً / لنَواكمْ فَلَسْنَ مِنّا جُفونا
فجعةٌ ما اِحتسبتُها في زماني
فجعةٌ ما اِحتسبتُها في زماني / نادَمَتْ بِي غرائبَ الأحزانِ
وأشدُّ الخطوب عُنفاً بنفسٍ / ما أتى بَغْتَةً بغيرِ أوانِ
أيُّها الآخذِي بِشَأنِ التسلِّي / جلَّ ما بي عن طاعةِ السُّلْوانِ
رُمْتَ عَذْلي وأنتَ تجهل ما بِي / وَفُؤادي مُستيقِنٌ ما عَناني
خَلَجَتْ في بَبْغاءَ نَبْوَةُ دهرٍ / مُولَعٍ بالنَّفيسِ من أثماني
بعث الدّهرُ نحوها يدَ شخصٍ / مُزعِجِ الكيدِ ثائرِ الأضغانِ
غالها فرصةً وما الغافلُ الوَسْ / نانُ كُفْواً للرّاصدِ اليقظانِ
لَو أَتى معلناً بِيَوم رَداها / لاِنثَنى غانماً من الحِرمانِ
أمكَنَتْهُ حُشاشةً طالما خا / بَتْ لديها وسائلُ الإمكانِ
صَدّها الحَيْنُ عن تعاطي حِذارٍ / منه والحَينُ عُقلَةُ الأذهانِ
إنْ تكنْ عُوجِلَتْ فما مُهلةُ المُر / جى على سُنّةِ الرّدى بأمانِ
ذاتُ جِسمٍ يحكي الزَّبَرْجَدَ قدْ نِي / طَتْ ذُراهُ بمِنْسَرٍ مَرْجاني
وخَوافٍ قد فارقتْ لونَها الأظ / هرَ فيها بمنظرٍ أُرجُوانِي
غَضَّةُ اللّونِ تُبصرُ العينُ منها / روضةً أخْمَلَتْ بلا بُستانِ
تُرجع القول كالصّدى في أقاصي / درجاتِ الإفصاح والتّبيانِ
تمحضُ الصّدقَ إنْ أجابتْ سَؤولاً / وهْيَ خِلْوٌ من فهم تلك المعاني
لا اِستَقلّتْ من بعد فقدِكِ وَرْقا / ءٌ تُبكِّي الدّجى على الأغصانِ
إنّ نُعمى وما دَرَتْ
إنّ نُعمى وما دَرَتْ / حَمَلَتْنِي بظعنها
سَرَقت ليلة الجِما / رِ فؤادي بحسنها
كنتُ صُبحاً حُرّاً وأمْ / سيتُ من بعض قِنِّها
طَلَبتني على شجا / عةِ قلبي بجُبْنِها
كنتُ لمّا كنّيْتُ عن / ها كأنّي لم أعْنِها
لَيتَني كنتُ في الظّلا / مِ ضجيعاً لغُصنها
أو نسيمَ الصَّبا يمر / رُ اِجتِيازاً برُدْنِها
ولقد عدّدَت عَلَي / ىَ ذُنوباً لم أجْنِها
في العناءِ الطّويل كيف وقعتُم
في العناءِ الطّويل كيف وقعتُم / لاعَدِمْتم هذا العناءَ المُعَنِّي
قد مضتْ نوبةُ السُّرور فلم يب / قَ سوى تَرْحَةٍ ونَوْبةِ حُزْنِ
ورَكوبٍ ظهورَ حُدْبٍ شَموسا / تٍ على كلّ راكبيهنّ خُشْنِ
أيّها المظهرُ القبيحَ وقد كا / ن قديماً ما بين قُبحٍ وحُسْنِ
ليس مَن بات مُرصداً مضرمَ الكي / دِ بكُفْوٍ للغافلِ المطمئِنِّ
أيُّ شيءٍ أردتَ بِي ثُمّ ماذا / راب يوماً صميمَ قلبكِ مِنّي
لَيت حالاً دامتْ بعقلٍ فمن ذا / يرتجي أَنْ يَدوم حالاً بأفْنِ
إِنْ تَبت حصنك الثَّراء وقومٌ / نَصرهمْ في يديك فاللَّهُ حِصْنِي
وَإِذا ما اِتّخذتَ ركناً من النّا / س فمن غيرهمْ لعَمْرُكَ ركني
لم تقدني قهراً إليك فمن قب / لك بالقهرْ نحوه لم يقُدْني
أنَا حرٌّ بين الرّجالِ فما يَمْ / لك رِقّي ذو المنِّ فيهمْ بمَنِّ
رابَني في اِختيارِ مثلك عقلي / وأَرَتْني المحالَ عيني وأُذني
وظننتُ الجميلَ ثمّ تأَمَّلْ / تُ فأكْدى حَدسي وأخفَقَ ظَنّي
ولو أنّي لمّا شريُتك جرّبْ / تك قبل الشّراءِ ما بان غَبْنِي
كَيفَ ضَيّعتَنِي وقد كنتَ بي فَوْ / قَ محلِّ السِّماك لو لم تُضِعنِي
فإذا هِجتَني فقد وَدّ من قب / لك مَن ودّ أنّه لم يَهِجْني
أنا في كلّ ساعةٍ بين أمْرَيْ / نِ فُمبْكِ عيني ومضحكِ سِنِّي
ومقيمٌ على خِطارِ اللّيالي / بَينَ راوٍ يروي عليّ وعنِّي
وتَجَنٍّ من الزّمان ومن يُد / رِكُ يا قومُ غايةَ المُتَجَنِّي
وَلو اِنّي أطَعْتُ عزمي لأصبح / تُ من النّاس نافضاً فَضْلَ رُدْني