ما أَقَلَّ اِعتِبارَنا بِالزَمانِ
ما أَقَلَّ اِعتِبارَنا بِالزَمانِ / وَأَشَدَّ اِغتِرارَنا بِالأَماني
وَقَفاتٌ عَلى غُرورٍ وَأَقدا / مٌ عَلى مَزلَقٍ مِنَ الحِدثانِ
في حُروبٍ عَلى الرَدى وَكَأَن / نا اليَومَ في هُدنَةٍ مَعَ الأَزمانِ
وَكَفانا مُذَكِّراً بِالمَنايا / عِلمُنا أَنَّنا مِنَ الحَيوانِ
كُلَّ يَومٍ زَريئَةٌ في فُلانٍ / وَوُقوعٌ مِنَ الرَدى بِفُلانِ
كَم تَراني أَضَلُّ نَفساً وَأَلهو / فَكَأَنّي وَثِقتُ بِالوَخَدانِ
قُل لِهَذي الهَوامِلِ اِستَوثَقي لِل / سَيرِ وَاِستَنشَزي عَنِ الأَعطانِ
وَاِستَقيمي قَد ضَمَّكِ اللَقَمُ النَه / جُ وَغَنّى وَراءَكِ الحادِيانِ
كَم مَحيدٍ عَنِ الطَريقِ وَقَد صَر / رَحَ خَلجُ البُرى وَجَذبُ العِرانِ
نَنثَني جازِعينَ مِن عَدوَةِ الدَه / رِ وَنَرتاعُ لِلمَنايا الدَواني
جَفلَةُ السِربِ في الظَلامِ وَقَد زُع / زِعَ رَوعاً مِن عَدوَةِ الذُؤبانِ
ثُمَّ نَنسى جُرحَ الحِمامِ وَإِن كا / نَ رَغيباً يا قُربَ ذا النَسيانِ
كُلَّ يَومٍ تَزايُلٌ مِن خَليطٍ / بِالرَدى أَو تَباعُدٌ مِن دانِ
وَسَواءٌ مَضى بِنا القَدَرُ الجِد / دُ عَجولاً أَو ماطَلَ العَصرانِ
يا لَقَومي لِهَذِهِ الصَيلَمِ الصَ / ماءِ عَنَّت وَالنازِلِ الأَروَنانِ
هَل مُجيرٌ بِذابِلٍ أَو حُسامٍ / أَو مُعينٌ بِساعِدٍ أَو بَنانِ
مَضرَبٌ مِن مَضارِبي فَلَّهُ الدَه / رُ وَغُصنٌ أُبينَ مِن أَغصاني
نَسَبٌ ضارِبٌ إِلى هاشِمِ الجو / دِ وَفَرعٌ نامٍ إِلى عَدنانِ
حُفرَةٌ أَطبَقَت عَلى واضِحِ الأَث / وابِ في المَجدِ طَيِّبِ الأَردانِ
خُلُقٌ كَالرَبيعِ رَوَّضَهُ القَط / رُ وَصَدرٌ صافٍ مِنَ الأَضغانِ
وَجِنانٌ ماضٍ عَلى رَوعَةِ الخَط / بِ وَنَفسٌ كَثيرَةُ النَزَوانِ
لا زِمٌ شُرعَةَ الوَفاءِ يَرى حِف / ظَ التَصافي ديناً مِنَ الأَديانِ
شَيَّعوهُ بِالدَمعِ يَجري كَما شُي / يِعَ غُدواً بَواكِرُ الأَظعانِ
كُلُّ عَينٍ قَريحَةٍ تَتَلَقّا / هُ بَوادٍ مِن دَمعِها مَلآنِ
قَد مَرَرنا عَلى الدِيارِ خُشوعاً / وَرَأَينا البِنى فَأَينَ الباني
وَجَهِلنا الرُسومَ ثُمَّ عَرَفنا / فَذَكَرنا الأَوطارَ بِالأَوطانِ
جَمَحَت زَفرَةٌ بِغَيرِ لِجامٍ / وَجَرَت دَمعَةٌ بِغَيرِ عِنانِ
فَاِلتِفاتاً إِلى القُرونِ الخَوالي / هَل تَرى اليَومَ غَيرَ قَرنٍ فَاني
أَينَ رَبُّ السَديرِ وَالحيرَةِ البَي / ضاءِ أَم أَينَ صاحِبُ الإيوانِ
وَالسُيوفُ الحِدادُ مِن آلِ بَدرٍ / وَالقَنا الصُمُّ مِن بَني الدَيّانِ
طَرَدَتهُم وَقائِعُ الدَهرِ عَن لَع / لَعَ طَردَ السِفارِ عَن نَجرانِ
وَالمَواضي مِن آلِ جَفنَةَ أَرسى / طُنُباً مُلكُهُم عَلى الجَولانِ
يَكرَعونَ العُقارَ مِن فَلَقِ الإِب / ريزِ كَرعَ الظِماءِ في الغُدرانِ
مِن أُباةِ اللَعنِ الَّذينَ يُحَيّو / نَ بِها في مَعاقِدِ التِيجانِ
تَتَراءاهُمُ الوُفودُ بَعيداً / ضارِبينَ الصُدورَ بِالأَذقانِ
في رِياضٍ مِنَ السَماحِ حَوالٍ / وَجِبالٍ مِنَ الحُلومِ رِزانِ
وَهُمُ الماءُ لَذَّ لِلناهِلِ الظَم / آنِ بَرداً وَالنارُ لِلحَيرانِ
كُلُّ مُستَيقِظِ الجَنانِ إِذا أَظ / لَمَ لَيلُ النَواسَةِ المِبطانِ
يَغتَدي في السَبابِ غَيرَ شُجاعٍ / وَيُرى في النِزالِ غَيرَ جَبانِ
ما ثَنَت عَنهُمُ المَنونَ يَدٌ شَو / كاءُ أَطرافُها مِنَ المُرّانِ
عَطَفَ الدَهرُ فَرعَهُم فَرآهُ / بَعدَ بُعدِ الذَرى قَريبَ المَجاني
وَثَنَتهُم بَعدَ الجِماحِ المَنايا / في عِنانِ التَسليمِ وَالإِذعانِ
عُطِّلَت مِنهُمُ المَقاري وَباخَت / في حِماهُم مَواقِدُ النيرانِ
لَيسَ يَبقى عَلى الزَمانِ جَريءٌ / في إِباءٍ وَعاجِزٌ في هَوانِ
لا شُبوبٌ مِنَ الصُوارِ وَلا أَع / نَقُ يَرعى مَنابِتَ العُلجانِ
لا وَلا خاضِبٌ مِنَ الرُبدِ يَختا / لُ بِرَيطٍ أَحَمَّ غَيرِ يَمانِ
يَرتَمي وُجهَةَ الرِئالِ إِذا آ / نَسَ لَونَ لإِظلامِ وَالإِدجانِ
وَعُقابُ المَلاعِ تُلحِمُ فَرخَي / ها بِإِزليقَةٍ زَلولِ القِنانِ
نابِلاً في مَطامِحِ الجَوِّ هاتي / كَ وَذا في مَهابِطِ الغيطانِ
لَو لَوى عَنكَ رائِعَ الخَطبِ ذَبٌّ / أَو رَمَت دونَكَ الحِمامَ يَدانِ
لَوَقتَكَ الرَدى نُفوسٌ عَزيزا / تٌ وَأَيدٍ مَليئَةٌ بِالطِعانِ
وَرِجالٌ إِذا دَعوا غُدوَةَ الرَو / عِ وَقَد خَفَّ جانِبُ الأَقرانِ
شَمَّروا يَطلُبونَ ناشِئَةَ الصَو / تِ خَناذيذَ كَالقَنيِّ اللَدانِ
لا أَغَبَّ الرَبيعُ تُربَكَ مِن نو / رٍ هِجانٍ وَمَنظَرٍ إِضحِيانِ
وَحَدا البَرقُ كُلَّ يَومٍ إِلَيهِ / عَجِلَ القَطرِ بِالنَسيمِ الواني
في جِبالٍ مِنَ الغَمامِ كَأَنَّ ال / لَيلَ يَرمي رِعانَها بِرِعانِ
هَزِجاتٌ مِنَ البُروقِ كَأَنَّ ال / بُلقَ فيها مَجرورَةُ الأَرسانِ
بَعدَما كُنَّ كَالشُفوفِ تَراهُن / نَ خَفِيّاتٍ نَقِيَّةَ الأَلوانِ
نَشءُ مُزنٍ كَأَنَّ في الأُفقِ مِنهُ / نَفَسَ القَينِ في الحُسامِ اليَماني
أَو كَماوِيَّةِ الصَناعِ عَلاها / صَدَأُ اللَونِ بَعدَ طولِ صِيانِ
لا حَمَت بَينَهُ الرِياحُ فَأَوفى / كَمَجَرِّ الأَنقاءِ وَالكُثبانِ
تَمتَريهِ هَوجاءُ مِن قِبَلِ الغَو / رَين نَزعَ الدِلاءِ بِالأَشطانِ
تَحفِزُ القَطرَ كُلَّما جَلجَلَ الرا / عِدُ حَفزَ الحَنِيَّةِ المِرنانِ
كَعِيابِ الدُروعِ أَسمَعَ رَكضُ ال / خَيلِ فيها خَشاخِشَ الأَبدانِ
لَو تَراخَت تِلكَ الرِياحُ لَأَرسَل / تُ رِياحَ الزَفيرِ وَالإِرنانِ
لَو وَنى ذَلِكَ الغَمامُ لَأَطلَق / تُ مَزادَ الدُموعِ مِن أَجفاني
فَعَلَيكَ السَلامُ مِن خاشِعِ النا / ظِرِ مُستَسلِمٍ لِرَيبِ الزَمانِ
يَنظُرُ الدَهرَ بَعدَ يَومِكَ وَالنا / سَ بِعَينٍ وَحشِيَّةِ الإِنسانِ
وَيَرى الأُنسَ لَستَ مِن حاضِريهِ / وَحشَةً وَالجَميعَ كَالوِحدانِ
مُعطِياً لِلعِدا بِهِ الواهِنَ الضا / رِعَ بَعدَ الأَنصارِ وَالأَعوانِ
أَذكَرَتهُ أَيّامُ هَذا التَنائي / ما مَضى مِن أَيّامِ ذاكَ التَداني
لَم يَكُن غَيرَ قَبسَةِ الفَرِقِ العَج / لانِ وَلّى وَنَهلَةِ الظَمآنِ
أَصدِقائي أَقارِبي وَأَخِلّا / ئي قَبيلي وَإِخوَتي إِخواني
فَاِمضِ لا غَرَّني الزَمانُ بِعَهدٍ / في خَليلٍ وَلا بِعَقدِ ضَمانِ
قَد تُخَلّى النَفسُ الحَبيبَةُ بِالرُغ / مِ وَقَد يُبعَدُ القَريبُ الداني
صُرِفَ الطَرفُ عَنكَ لا عَن تَقالٍ / وَأُقِلَّ اللِقاءُ لا عَن تَواني