المجموع : 8
مَرَضي مِن مَريضَةِ الأَجفانِ
مَرَضي مِن مَريضَةِ الأَجفانِ / عَلِّلاني بِذِكرِها عَلِّلاني
هَفَتِ الوُرقُ بِالرِياضِ وَناحَت / شَجوُ هذا الحَمامِ مِمّا شَجاني
بِأَبي طَفلَةٌ لَعوبٌ تَهادى / مِن بَناتِ الخُدورِ بَينَ الغَواني
طَلَعَت في العِيانِ شَمساً فَلَمّا / أَفلَت أَشرَقَت بِأُفقِ جَناني
يا طُلولاً بِرامَةٍ دارِساتٍ / كَم رَأَت مِن كَواعِبٍ وَحِسانِ
بِأَبي ثُمَّ بي غَزالٌ رَبيبٌ / يَرتَعي بَينَ أَضلُعي في أَمانِ
ما عَلَيهِ مِن نارِها فَهوَ نورٌ / هكَذا النورُ مُخمِدُ النيرانِ
يا خَليلَيَّ عَرَّجا بِعِناني / لَأَرى رَسمَ دارِها بِعَياني
فَإِذا ما بَلَغتُما الدارَ حُطّا / وَبِها صاحِبَيَّ فَلتَبكِياني
وَقِفا بي عَلى الطُلولِ قَليلاً / نَتَباكى بَل أَبكِ مِمّا دَهاني
الهَوى راشِقي بِغَيرِ سِهامٍ / الهَوى قاتِلي بِغَيرِ سِنانِ
عَرَّفاني إِذا بَكَيتُ لَدَيها / تُسعِداني عَلى البُكا تُسعِداني
وَاِذكُرا لي حَديثَ هِندٍ وَلُبنى / وَسُلَيمى وَزَينَبٍ وَعِنانِ
ثُمَّ زيداً مِن حاجِرٍ وَزَرودٍ / خَبراً عَن مَراتِعِ الغِزلانِ
وَاِندُباني بِشِعرِ قَيسٍ وَلَيلى / وَبِمَيٍّ وَالمُبتَلى غَيلانِ
طالَ شَوقي لِطَفلَةٍ ذاتِ نَثرٍ / وَنِظامٍ وَمِنبَرٍ وَبَيانِ
مِن بَناتِ المُلوكِ مِن دارِ فُرسٍ / مِن أَجَلَّ البِلادِ مِن أَصبَهانِ
هِيَ بِنتُ العِراقِ بِنتُ إِمامي / وَأَنا ضِدُّها سَليلُ يَماني
هَل رَأَيتُم يا سادَتي أَو سَمِعتُم / أَنَّ ضِدَّينِ قَطُّ يَجتَمِعانِ
لَو تَرانا بِرامَةٍ نَتَعاطى / أَكَؤساً لِلهَوى بِغَيرِ بَنانِ
وَالهَوى بَينَنا يَسوقُ حَديثاً / طَيِّباً مُطرِباً بِغَيرِ لِسانِ
لَرَأَيتُم ما يَذهَبُ العَقلُ فيهِ / يَمَنٌ وَالعِراقُ مُعتَنِقانِ
كَذِبَ الشاعِرُ الَّذي قالَ قَبلي / وَبِأَحجارِ عَقلِهِ قَد رَماني
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً / عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَهَلَّت / وَسُهَيلٌ إِذا اِستَهَلَّ يَماني
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً / بين جسمٍ وبين روحٍ دَفينِ
وحباه الإله منه بعلم / لم ينله بعد المطاعُ المكين
غيره فانعموا بما لاح فيكم / من سناه البهيجِ عند السكون
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ / عن نظيرٍ له بدارِ أمانِ
هو علم في أول الحالِ عار / وكذا كان في الوجود الثاني
فانظر ذا في الكيان سرّ علاه / ثم تنقيصه بآي المثاني
يطلب الرشد والرشادُ سناه / وهو أصل للكائنات الحسانِ
وإنَّ هذا لهو العُجابُ فمهد / عقلك القاضي لانقلابِ العيانِ
ولو توالى أصلُ الوجودِ على ما / كان في الأصل ما التقى زوجان
ثم لما شاء الحكيمُ أموراً / أيّدتْها حقائقُ البُرهان
أظهر الضدَّ والنظير جميعاً / بالعلى والثرى فلاحَ إثنان
فأمدَّ العلوُّ للسّفلِ سِرَاً / وكذا السفلُ للعلوِّ الداني
حكمة شاءها الحكيم فأبدتْ / كل سرٍّ بواضحات البيانِ
فاشكر الله يا أخيّ على ما / أودعته حقيقة الإنسان
كلُّ وقتٍ اراك ليلةَ قدري
كلُّ وقتٍ اراك ليلةَ قدري / والتي للأنام في رمضانِ
هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ وإني / أنا خيرٌ منها بغير زمان
فضلها راجعٌ إليَّ وفضلي / راجعٌ للذي عليه براني
فانظروا الخلقَ كلَّه تجدوه / أرضَه وأسماؤه المَلوان
جسداً ميتاً يزول ويفنى / يومَ أمشي عنه لدارِ الجنانِ
فحياةُ الوجودِ حيثُ حللنا / منه والموتُ عند من لا يراني
كل فخر في كل شخص معار / غير فخري بصورة الرحمن
وبأشياء جمعةٍ تتعالى / كعلومِ دليلها في عيانِ
وتخلى لله دنيا وأخرى / في عياني وتارة في جناني
إنَّ لله بالحجازِ يميناً
إنَّ لله بالحجازِ يميناً / ومقاماً مؤمناً وأمينا
بايعوها فإن فيها نجاةً
بايعوها فإن فيها نجاةً / واجعلوه لكم مصلى ودينا
ولتقوموا إذا وصلتم إليه
ولتقوموا إذا وصلتم إليه / ونزلتم به عليه سنينا
فجوارُ الإله خيرُ جوارٍ / تعلموه يومَ الورودِ يقينا
وادخلوه إذا أتيتم إليه / دون هدى بعمرةٍ مُحرمينا
فهو الشرع لا تحيدون عنه / وهو نصُّ الرسول فيهم وفينا
مع هذا فقلت عبد نقي / وسِعَ الحقُّ بالنصوصِ المتينا
حين ضاقت عنه سماءٌ وأرضٌ / نصَّ فيه الرسولُ حيّاً مبينا
فثقلنا كما ثقلنا بقولٍ / حين كنا بما أتى مؤمنينا
لم نكن بالذي سمعناه منه / وتلوناه بالهدى كافرينا
لم نكن في الذي ذكرناه عنه / ونسبنا لذاته مفترينا
فاحمدوا الله إنني لنبيّ / لم يكن مثله نبيّ يقينا
من عذاب الحجاب في دار بعد / حصل الغير فيه حزناً وهونا
ما مقامي بأرضِ شرقٍ وغربٍ / وشمالٍ إلا خساراً مبينا
فاعملوه نحوه مطيّ الأماني / لتكونوا لحكمه مسلمينا
إنما أنتمُ عبيدٌ دعاةٌ / لتكونوا بذلكم آمينا
واتقوا الله في الدعاء إليه / فبتقوى إلهكم تعملونا
كلُّ فرقٍ يكون ما بين هدى / وضلالٍ به يكون مصونا
من أذى باطل وعصمة حق / ولأشبالٍ أسدِه فعرينا
من يكن هكذا يغزُ بمقامٍ / حازه من أتاه من طور سينا
لم يكن قصده فكان امتناناً / وجزاء لسعيه ليبينا
عندنا جودُه فنعلم حقاً / أنه لم يكن بذاك ضنينا
ولهذا الفقيرُ يطمعُ فيه / وإليه شدَّ الحريصُ الوضينا
يبتغي الجودُ والوجودُ جميعاً / لتكونوا لديه حيناً فحينا
إنه ذو جدى وربُّ وفاءٍ / بعيدٍ أضحى لديه مكينا
فإذا ما ابتغاه جاء إليه / ومن أسمائه أراه كمينا
فيه حتى تراه عيناً بعين / شافياً علة وداء وفينا
إنه الداءُ والدواءُ جميعاً / لتقوموا بحقِّه أجمعينا
واطلبوا العدلَ حيث كنتم لديه / واسكنوا من أماكنيه عرينا
مثل زيتونة تمد بدهن / نورَ مصباحِنا به لترينا
ما أتانا به لضربِ مثالٍ / نعلم الحقَّ منه حقاً يقينا
خاب ظني إن لم تكن عند ظني
خاب ظني إن لم تكن عند ظني / قلْ فمن لي يا منية المتمني
والذي فات لا تعده علينا / ومن الآن فلتكن عند طني