القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 8
مَرَضي مِن مَريضَةِ الأَجفانِ
مَرَضي مِن مَريضَةِ الأَجفانِ / عَلِّلاني بِذِكرِها عَلِّلاني
هَفَتِ الوُرقُ بِالرِياضِ وَناحَت / شَجوُ هذا الحَمامِ مِمّا شَجاني
بِأَبي طَفلَةٌ لَعوبٌ تَهادى / مِن بَناتِ الخُدورِ بَينَ الغَواني
طَلَعَت في العِيانِ شَمساً فَلَمّا / أَفلَت أَشرَقَت بِأُفقِ جَناني
يا طُلولاً بِرامَةٍ دارِساتٍ / كَم رَأَت مِن كَواعِبٍ وَحِسانِ
بِأَبي ثُمَّ بي غَزالٌ رَبيبٌ / يَرتَعي بَينَ أَضلُعي في أَمانِ
ما عَلَيهِ مِن نارِها فَهوَ نورٌ / هكَذا النورُ مُخمِدُ النيرانِ
يا خَليلَيَّ عَرَّجا بِعِناني / لَأَرى رَسمَ دارِها بِعَياني
فَإِذا ما بَلَغتُما الدارَ حُطّا / وَبِها صاحِبَيَّ فَلتَبكِياني
وَقِفا بي عَلى الطُلولِ قَليلاً / نَتَباكى بَل أَبكِ مِمّا دَهاني
الهَوى راشِقي بِغَيرِ سِهامٍ / الهَوى قاتِلي بِغَيرِ سِنانِ
عَرَّفاني إِذا بَكَيتُ لَدَيها / تُسعِداني عَلى البُكا تُسعِداني
وَاِذكُرا لي حَديثَ هِندٍ وَلُبنى / وَسُلَيمى وَزَينَبٍ وَعِنانِ
ثُمَّ زيداً مِن حاجِرٍ وَزَرودٍ / خَبراً عَن مَراتِعِ الغِزلانِ
وَاِندُباني بِشِعرِ قَيسٍ وَلَيلى / وَبِمَيٍّ وَالمُبتَلى غَيلانِ
طالَ شَوقي لِطَفلَةٍ ذاتِ نَثرٍ / وَنِظامٍ وَمِنبَرٍ وَبَيانِ
مِن بَناتِ المُلوكِ مِن دارِ فُرسٍ / مِن أَجَلَّ البِلادِ مِن أَصبَهانِ
هِيَ بِنتُ العِراقِ بِنتُ إِمامي / وَأَنا ضِدُّها سَليلُ يَماني
هَل رَأَيتُم يا سادَتي أَو سَمِعتُم / أَنَّ ضِدَّينِ قَطُّ يَجتَمِعانِ
لَو تَرانا بِرامَةٍ نَتَعاطى / أَكَؤساً لِلهَوى بِغَيرِ بَنانِ
وَالهَوى بَينَنا يَسوقُ حَديثاً / طَيِّباً مُطرِباً بِغَيرِ لِسانِ
لَرَأَيتُم ما يَذهَبُ العَقلُ فيهِ / يَمَنٌ وَالعِراقُ مُعتَنِقانِ
كَذِبَ الشاعِرُ الَّذي قالَ قَبلي / وَبِأَحجارِ عَقلِهِ قَد رَماني
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً / عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَهَلَّت / وَسُهَيلٌ إِذا اِستَهَلَّ يَماني
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً
قمر شاهدَ الغيوبَ عياناً / بين جسمٍ وبين روحٍ دَفينِ
وحباه الإله منه بعلم / لم ينله بعد المطاعُ المكين
غيره فانعموا بما لاح فيكم / من سناه البهيجِ عند السكون
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ
سرُّ سرِّ الوجودِ فردٌ بعيدٌ / عن نظيرٍ له بدارِ أمانِ
هو علم في أول الحالِ عار / وكذا كان في الوجود الثاني
فانظر ذا في الكيان سرّ علاه / ثم تنقيصه بآي المثاني
يطلب الرشد والرشادُ سناه / وهو أصل للكائنات الحسانِ
وإنَّ هذا لهو العُجابُ فمهد / عقلك القاضي لانقلابِ العيانِ
ولو توالى أصلُ الوجودِ على ما / كان في الأصل ما التقى زوجان
ثم لما شاء الحكيمُ أموراً / أيّدتْها حقائقُ البُرهان
أظهر الضدَّ والنظير جميعاً / بالعلى والثرى فلاحَ إثنان
فأمدَّ العلوُّ للسّفلِ سِرَاً / وكذا السفلُ للعلوِّ الداني
حكمة شاءها الحكيم فأبدتْ / كل سرٍّ بواضحات البيانِ
فاشكر الله يا أخيّ على ما / أودعته حقيقة الإنسان
كلُّ وقتٍ اراك ليلةَ قدري
كلُّ وقتٍ اراك ليلةَ قدري / والتي للأنام في رمضانِ
هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ وإني / أنا خيرٌ منها بغير زمان
فضلها راجعٌ إليَّ وفضلي / راجعٌ للذي عليه براني
فانظروا الخلقَ كلَّه تجدوه / أرضَه وأسماؤه المَلوان
جسداً ميتاً يزول ويفنى / يومَ أمشي عنه لدارِ الجنانِ
فحياةُ الوجودِ حيثُ حللنا / منه والموتُ عند من لا يراني
كل فخر في كل شخص معار / غير فخري بصورة الرحمن
وبأشياء جمعةٍ تتعالى / كعلومِ دليلها في عيانِ
وتخلى لله دنيا وأخرى / في عياني وتارة في جناني
إنَّ لله بالحجازِ يميناً
إنَّ لله بالحجازِ يميناً / ومقاماً مؤمناً وأمينا
بايعوها فإن فيها نجاةً
بايعوها فإن فيها نجاةً / واجعلوه لكم مصلى ودينا
ولتقوموا إذا وصلتم إليه
ولتقوموا إذا وصلتم إليه / ونزلتم به عليه سنينا
فجوارُ الإله خيرُ جوارٍ / تعلموه يومَ الورودِ يقينا
وادخلوه إذا أتيتم إليه / دون هدى بعمرةٍ مُحرمينا
فهو الشرع لا تحيدون عنه / وهو نصُّ الرسول فيهم وفينا
مع هذا فقلت عبد نقي / وسِعَ الحقُّ بالنصوصِ المتينا
حين ضاقت عنه سماءٌ وأرضٌ / نصَّ فيه الرسولُ حيّاً مبينا
فثقلنا كما ثقلنا بقولٍ / حين كنا بما أتى مؤمنينا
لم نكن بالذي سمعناه منه / وتلوناه بالهدى كافرينا
لم نكن في الذي ذكرناه عنه / ونسبنا لذاته مفترينا
فاحمدوا الله إنني لنبيّ / لم يكن مثله نبيّ يقينا
من عذاب الحجاب في دار بعد / حصل الغير فيه حزناً وهونا
ما مقامي بأرضِ شرقٍ وغربٍ / وشمالٍ إلا خساراً مبينا
فاعملوه نحوه مطيّ الأماني / لتكونوا لحكمه مسلمينا
إنما أنتمُ عبيدٌ دعاةٌ / لتكونوا بذلكم آمينا
واتقوا الله في الدعاء إليه / فبتقوى إلهكم تعملونا
كلُّ فرقٍ يكون ما بين هدى / وضلالٍ به يكون مصونا
من أذى باطل وعصمة حق / ولأشبالٍ أسدِه فعرينا
من يكن هكذا يغزُ بمقامٍ / حازه من أتاه من طور سينا
لم يكن قصده فكان امتناناً / وجزاء لسعيه ليبينا
عندنا جودُه فنعلم حقاً / أنه لم يكن بذاك ضنينا
ولهذا الفقيرُ يطمعُ فيه / وإليه شدَّ الحريصُ الوضينا
يبتغي الجودُ والوجودُ جميعاً / لتكونوا لديه حيناً فحينا
إنه ذو جدى وربُّ وفاءٍ / بعيدٍ أضحى لديه مكينا
فإذا ما ابتغاه جاء إليه / ومن أسمائه أراه كمينا
فيه حتى تراه عيناً بعين / شافياً علة وداء وفينا
إنه الداءُ والدواءُ جميعاً / لتقوموا بحقِّه أجمعينا
واطلبوا العدلَ حيث كنتم لديه / واسكنوا من أماكنيه عرينا
مثل زيتونة تمد بدهن / نورَ مصباحِنا به لترينا
ما أتانا به لضربِ مثالٍ / نعلم الحقَّ منه حقاً يقينا
خاب ظني إن لم تكن عند ظني
خاب ظني إن لم تكن عند ظني / قلْ فمن لي يا منية المتمني
والذي فات لا تعده علينا / ومن الآن فلتكن عند طني

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025