المجموع : 5
حفظَ الله مهجةَ الشعر في الشرقِ
حفظَ الله مهجةَ الشعر في الشرقِ / ووقّاهُ عادياتِ زمانِه
هبةٌ من مواهب الله للضاد / ونعمى حلت على لبنانِه
بسماتٌ على شفاه الحزانى / ومدام طافت على ندمائه
وكسا الأرز حاليات قوافيهِ / وغنى الهوى على قضبانه
كان ريحانةَ المناذرةِ الغُرِ / وراح الأرواح في غسّانه
ما زها مفرقٌ بتاجٍ إذا لم / يزهُ بالخالداتِ من تيجانِه
حل في ذروة العروبة حتى / حضنَنتهُ الآياتُ من قرآنِه
يتمضى حينا على الوتر الشادي / وحينا على شبا مرّانِه
وأحايين في لمى غزلانه / وأحايين في لها فرسانِه
يتمنى الملوك لو أنعم الله / عليهم بسكرة في حانه
ليت شعري ماذا أساء إلى الأيام / حتى أمعنَ في عدوانه
فهوى من سمائه كاسف اللون / إلى هوة الشقا وهوانه
كلما هم أن يطاطيء للدهر / ثناهُ العريقُ من عنفوانِه
مؤثرٌ أن يموت في كوخهِ الفاني / على الباقيات من ديوانه
كسراج في جوف دير قديم / هرقت روحهُ على جدرانه
يشهق الشهقة الخفيفة في الفجر / ويفني أنفاسهُ بدخانه
ايها الجدول الوديع الذي / تسمُرُ زهر الدجى على تحنانه
يتمنين لو جعلن حُلِيّا / في يديه أو حكمة في لسانه
أيها المدمع الحنون الذي لولاه / ما افتر مبسم عن جمانه
كنت إن جف مدمعي في جفوني / أستعير الدموع من أجفانه
يا لها ثورةً تأجّجُ في صدركَ
يا لها ثورةً تأجّجُ في صدركَ / تردي الظنون فيها الظنونا
بسمةُ الهزءِ أين منها أبو بحر / وفولتير سيدا الهازئينا
فأحايين لا أرى لك دنيا / وأحايين لا أرى لك دينا
لست أدري أأنت في وصفِكَ النفسَ / مصيبٌ أم الحكيمُ ابنُ سينا
أيراها ورقاء من رفرفِ الخلد / وتبقى لديك ماء وطينا
سر ذي النفس لا مدارهُ روما / أدركتهُ ولا شيوخُ أثينا
هل رأيت النجوم تزداد نوراً / كلما احلولك الدجى وفتونا
هكذا الفكرُ يصدعُ الليل بالنور / غذا لم تك العيون عيونا
سابحٌما يشاءُ في بحرهِ الهادي / كما يدفعُ الشراع السفينا
أيبالي من عنده البعد والقرب / سواءٌ أن يعجزَ المعجزينا
قد تحدّ الأبعاد من نافذِ الطرف / فينهار متعَبا مستكينا
عثراتُ العيون نصف حياة المرء / مهما يكن رصيناً رزينا
ربّ شاكٍ فقدَ العيون ولا / ينفكّ يهدي العيون للمبصرينا
آه ياهندُ لوترينْ
آه ياهندُ لوترينْ / موقفي بين حائطينْ
لايحيران أخرسينْ / وعلى الخدِ دمعتينْ
انصف الليل والأنامْ / كلهم كلهم نيامْ
وأنا يشهد الغرامْ / بعتُ للسُهد ناظرينْ
أبدا" ساهر" كئيبْ / لا صديق ولا حبيبْ
ومع الليل لي نحيبْ / كنحيب الحمامتينْ
ولقد خيم السكون / ونجوم السما عيون
فتمنيت أن نكون / في سما الحب نجمتين
ليتنا والهوى أمانْ / بالجناحين طائرانْ
فأذا ضمنا مكانْ / ضمً قلبين عاشقينْ
يا لأحلامي العِذابْ / ذابلاتٌ مع الشبابْ
فكأًن المنى ضبابْ / يتلاشى بِنفختينْ
لَم يعُد في السراجِ زيتْ / وكما ينطفي انطفيتْ
فأنا الأن مثل ميْتْ / مالهُ غيرُ ساعتينْ
إيه لبنان! والجداول تجري
إيه لبنان! والجداول تجري / فيك بردا فتنعش الظمآنا
إيه لبنان! والنسيم عليلا / يتهادى فيعطف الأغصانا
حبذا السفح معبدا لصغار ال / طير تشدو لربها الألحانا
خافقات الجناح للشمس آنا / خافقات الفؤاد للحب آنا
آمنات في السفح كاسرة الج / و فلا تأتلي به طيرانا
فترف الأديم تختلس الح / ب وتظمى فتقصد الغدرانا
وإذا الشمس ودعت , ودعت تل / ك السواقي والزهر والأفنانا
/
عجبوا أن يموت في ريّقِ العُمر / ويطوي كالبرق سفرَ حياته
هوَ العمرُ ما نَعُدّ لهُ الأيام / أم بالشهيِ من ثمراتِه
غاية السابق الجواد من الدنيا / بلوغُ البعيدِ من غاياته
ما عليه إن جازها وكفَتهُ / وثبةٌ في السباق من وثباتِه
أيلامُ الورد الجنيّ إذا جفَ / رحيقُ الجمال في وجناتِه
وإذا كان عمرهُ بعضَ يومٍ / وتمشّى الذبولُ في ورقاتِه
غايةُ الورد أن يُضَمّخَ هذا / الجوّ بالمستحبّ من نفحاته
أفذّنبُ الهزارِ إن هامتِ / الأقفاصُ بالساحراتِ من آياته
توقِظُ الروضَ من كراهُ وتجلو / بسماتِ الضحى على زهراتِه
غاية الطائر المغردِ من / دنياه أنشودةٌ على هضباته
عُطّل السبق بعد فوزي وجفّ / العطر من بعد طرسهِ ودواته
وتعرّى روضُ البيان من السجع / وجاسَ الخريف في جنباته