القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمَر بنُ أَبي رَبِيعة الكل
المجموع : 20
صاحِ إِنَّ المُلامَ في حُبِّ جُملِ
صاحِ إِنَّ المُلامَ في حُبِّ جُملِ / كادَ يَقضي الغَداةَ مِنكَ مَكاني
فَاِنظُرِ اليَومَ مَن كُنتَ تَهوى / فَاِنجُ مِن شانِهِ وَدَعني وَشاني
فَبِحَسبي أَنّي بِذِكرَةِ هِندٍ / هائِمُ العَقلِ دائِمُ الأَحزانِ
وَإِذا جِئتُها لِأَشكو إِلَيها / بَعضَ ما شَفَّني وَما قَد شَجاني
هِبتُها وَاِزدُهي مِنَ الحُبِّ عَقلي / وَعَصاني بِذاتِ نَفسي لِساني
وَنَسيتُ الَّذي جَمَعتُ مِنَ القَو / لِ لَدَيها وَغابَ عَنّي بَياني
مَن لِقَلبٍ أَمسى حَزيناً مُعَنّى
مَن لِقَلبٍ أَمسى حَزيناً مُعَنّى / مُستَكيناً قَد شَفَّهُ ما أَجَنّا
إِثرَ شَخصٍ نَفسي فَدَت ذاكَ شَخصاً / نازِحَ الدارِ بِالمَدينَةِ عَنّا
أَن أَراهُ وَاللَهُ يَعلَمُ يَوماً / مُنتَهى رَغبَتي وَما أَتَمَنّى
لَيتَ حَظّي كَطَرفَةِ العَينِ مِنها / وَكَثيرٌ مِنها القَليلُ المُهَنّا
أَو حَديثٍ عَلى خَلاءٍ يُسَلّي / ما أَجَنَّ الضَميرَ مِنها وَمَنّا
أَنَرى نِعمَةً نَراها عَلَينا / مِنكَ يَوماً قَبلا المَماتِ وَمِنّا
خَبِّرينا بِما كَتَبتِ إِلَينا / أَهُوَ الحَقُّ أَم تَهَزَّأتِ مِنّا
ما نَرى راكِباً يُخَبِّرُ عَنكُم / أَو يُريدُ الحِجازَ إِلّا حِزَنّا
ثُمَّ ما نِمتُ بَعدَكُم مِن مَنامٍ / مُنذُ فارَقتُ أَرضَكُم مُطمَئِنّا
ثُمَّ ما تُذكَرينَ لِلقَلبِ إِلّا / زيدَ شَوقاً إِلَيكُمُ وَاِستُجِنّا
ذاكَ أَنّي ذَكَرتُ قَبلَكِ يَوماً / يا صَفِيَّ الفُؤادِ لا تَنسِيَنّا
أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري
أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري / وَاِبتَداني بِهَجرِهِ وَالتَجَنّي
أَبِعِلمٍ أَتَيتَ ما جِئتَ مِنّي / عَمرَكَ اللَهَ سادِراً أَم بِظَنِّ
وَلَوَ اِنَّ الَّذي عَرَضتَ عَلَينا / كانَ مِن عِندِ غَيرِكُم لَم يَرُعني
أَنتِ كُنتِ المُنى وَرُؤيَتُكِ الخُلدُ / فَقَري عَيناً بِهِ وَاِطمَئِنّي
وَاِعلَمي أَنَّ ذا مِنَ الأَمرِ حَقٌّ / قِسمَةٌ حازَها لَكِ اللَهُ مِنّي
فَلَقَد نِلتِ مِن فُؤادي مَحَلّاً / لَو تَمَنَّيتِ زادَ فَوقَ التَمَنّي
يا خَليلَيَّ مِن مَلامٍ دَعاني
يا خَليلَيَّ مِن مَلامٍ دَعاني / وَأَلِمّا الغَداةَ بِالأَظعانِ
لا تَلوما في أَهلِ زَينَبَ إِنَّ ال / قَلبَ رَهنٌ بِئالِ زَينَبَ عانِ
وَهيَ أَهلُ الصَفاءِ وَالوِدِّ مِنّي / وَإِلَيها الهَوى فَلا تَعذُلاني
لَم تَدَع لِلنِساءِ عِندي نَصيباً / غَيرَ ما قُلتُ مازِحاً بِلِساني
وَلَعَمري لَحَينُ عَمروٍ إِلَيها / يَومَ ذي الشَري قادَني وَدَعاني
ما أَرى ما حَيِّيتُ أَن أَذكُرَ المَو / قِفَ مِنها بِالخَيفِ إِلّا شَجاني
ثُمَّ قالَت لِتِربِها وَلِأُخرى / مِن قَطيبٍ مَوَلَّدٍ حَدِّثاني
كَيفَ لي اليَومَ أَن أَرى عُمَرَ المُر / سِلَ سِرّاً في القَولِ أَن يَلقاني
قالَتا نَبتَغي إِلَيهِ رَسولاً / وَنُميتُ الحَديثَ بِالكِتمانِ
إِنَّ قَلبي بَعدَ الَّذي نالَ مِنها / كَالمُعَنّى عَن سائِرِ النِسوانِ
إِنَّني اليَومَ عادَني أَحزاني
إِنَّني اليَومَ عادَني أَحزاني / وَتَذَكَّرتُ مَيعَتي في زَماني
وَتَذَكَّرتُ ظَبيَةً أُمَّ رِئمٍ / هاجَ لي الشَوقَ ذِكرُها فَشَجاني
لا تَلُمني عَتيقُ حَسبي الَّذي بي / إِنَّ بي يا عَتيقُ ما قَد كَفاني
إِنَّ دَهراً يُلُفُّ شَملي بِسُعدى / لَزَمانٌ يَهِمُّ بِالإِحسانِ
لا تَلُمني وَأَنتَ زَيَّنتَها لي / أَنتَ مِثلُ الشَيطانِ لِلإِنسانِ
إِنَّ بي داخِلاً مِنَ الحُبِّ قَد أَب / لى عِظامي مَكنونُهُ وَبَراني
لَو بِعَينَيكَ يا عَتيقُ نَظَرنا / لَيلَةَ السَفحِ قُرَّتِ العَينانِ
إِذ بَدا الكَشحُ وَالوِشاحُ مِنَ الدُر / رِ وَفَصلٌ فيهِ مِنَ المَرجانِ
وَقَلى قَبلي النِساءَ سَواهَ / بَعدَما كانَ مُغرَماً بِالغَواني
وَأُرَجّي أَن يَجمَعَ الدَهرُ شَملاً / بِكِ سَقياً لِذَلِكُم مِن زَمانِ
لَيتَني أَشتَري لِنَفسِيَ مِنها / مِثلَ وُدّي بِساعِدي وَبَناني
خَلَجَت عَينِيَ اليَمينُ بِخَيرٍ / تِلكَ عَينٌ مَأمونَةِ الخَلَجانِ
ضَحِكَت أُمُّ نَوفَلٍ إِذ رَأَتني
ضَحِكَت أُمُّ نَوفَلٍ إِذ رَأَتني / وَزُهَيراً وَسالِفَ اِبنَ سِنانِ
عَجِبَت إِذ رَأَت لِداتِيَ شابوا / وَقَتيراً مِنَ المَشيبِ عُلاني
إِن تَرَيني أَقصَرتُ عَن طَلَبِ الغَي / يِ وَطاوَعتُ عاذِلي إِذ نَهاني
وَتَرَكتُ الصِبا وَأَدرَكَني الحِل / مُ وَحَرَّمتُ بَعضَ ما قَد كَفاني
وَدَعاني إِلى الرَشادِ فُؤادٌ / كانَ لِلغَيِّ مَرَّةً قَد دَعاني
وَجَوارٍ مُستَقتِلاتٍ إِلى اللَه / وِ حِسانٍ كَناضِرِ الأَغصانِ
قُتُلٍ لِلرِجالِ يَرشُقنَ بِالطَر / فِ حِسانٍ كَخُذَّلِ الغِزلانِ
بُدَّنٍ في خَدالَةٍ وَبَهاءٍ / طَيِّباتِ الأَعطافِ وَالأَردانِ
قَد دَعاني وَقَد دَعاهُنَّ لِلَّه / وِ شُجونٌ مِن أَعجَبِ الأَشجانِ
فَاِهتَصِرنا مِنَ الحَديثِ ثِماراً / ما جَنى مِثلَها لَعَمرُكِ جانِ
ذاكَ طَوراً وَتارَةً أَبعَثُ القَي / نَةَ وَهناً بِالمِزهَرِ الحَنّانِ
وَأَنُصُّ المَطِيَّ بِالرَكبِ يَطلِب / نَ سِراعاً بَواكِرَ الأَظعانِ
فَنَصيدُ الغَريرَ مِن بَقَرِ الوَح / شِ وَنَلهو بِلَذَّةِ الفِتيانِ
في زَمانٍ لَو كُنتِ فيهِ ضَجيعي / غَيرَ شَكٍّ عَرَفتِ لي عِصياني
وَتَقَلَّبتِ في الفِراشِ وَلا تَع / رِفُ إِلّا الظُنونُ أَينَ مَكاني
وَلَقَد أَشهَدُ المُحَدِّثَ عِندَ ال
وَلَقَد أَشهَدُ المُحَدِّثَ عِندَ ال / قَصرِ فيهِ تَعَفُّفٌ وَبَيانُ
في زَمانٍ مِنَ المَعيشَةِ لَخٍّ / قَد مَضى عَصرُهُ وَهَذا زَمانُ
نَجعَلُ اللَيلَ مَوعِداً حينَ نُمسي / ثُمَّ يُخفي حَديثَنا الكِتمانُ
أَيُّها الكاشِحُ المُعَرِّضُ بِالصَر / مِ تَزَحزَح فَما لَها الهِجرانُ
لا مُطاعٌ في آلِ زَينَبَ فَاِرجِع / أَو تَكَلَّم حَتّى يَمَلَّ اللِسانُ
لا صَديقاً كُنتَ اِتُّخِذتَ وَلا نُص / حُكَ عِندي زَجرٌ لَهُ ميزانُ
فَاِنطَلِق صاغِراً فَليسَ لَها الصَر / مُ لَدينا وَلا إِلَيها الهَوانُ
كَيفَ صَبري عَن بَعضِ نَفسي وَهَل يَص / بِرُ عَن بَعضِ نَفسِهِ الإِنسانُ
سَحَرَتني الزَرقاءُ مِن مارونَ
سَحَرَتني الزَرقاءُ مِن مارونَ / إِنَّما السِحرُ عِندَ زُرقِ العُيونِ
سَحَرَتني بِجيدِها وَشتَيتٍ / وَبِوَجهٍ ذي بَهجَةٍ مَسنونِ
كَأَقاحٍ بِرَملَةٍ ضَربَتهُ / ريحُ جَوٍّ بِديمَةٍ وَدُجونِ
تَردَعُ القَلبَ ذا العَزاءِ وَيُسلي / بَردُ أَنيابِها رُدوعَ الحَزينِ
وَجَبينٍ وَحاجِبٍ لَم يُصِبهُ / نَتفُ خَطٍّ كَأَنَّهُ خَطُّ نونِ
فَرَمَتني فَأَقصَدَتني بِسَهمٍ / شَكَّ مِنّي الفُؤادَ بَعدَ الوَتَينِ
وَرَمَتها يَدايَ مِنّي بِنَبلٍ / كَيفَ أَصطادُ عاقِلاً في حُصونِ
تَنتَحيني فَلا تَرى وَتَرى النا / سَ بِصَعبٍ مُمَنَّعٍ مَأمونِ
ذي مَحاريبَ أُحرِزَت أَن تَراها / كُلُّ بَيضاءَ سَهلَةِ العِرنَينِ
أَصبَحَ القَلبُ في الحِبالِ رَهينا
أَصبَحَ القَلبُ في الحِبالِ رَهينا / مُقصَداً يَومَ فارَقَ الظاعَنينا
عَجِلَت حُمَّةُ الفِراقِ عَلَينا / بِرَحيلٍ وَلَم نَخَف أَن تَبينا
لَم يَرُعني إِلّا الفَتاةُ وَإِلّا / دَمعُها في الرِداءِ سَحّاً سَنينا
وَلَقَد قُلتُ يَومَ مَكَّةَ سِرّاً / قَبلَ وَشكٍ مِن بَينِكُم نَوَّلينا
أَنتِ أَهوى العِبادِ قُرباً وَبُعداً / لَو تُنيلينَ عاشِقاً مَحزونا
قادَهُ الطَرفُ يَومَ سِرنا إِلى الحَي / نِ جِهاراً وَلَم نَخَف أَن يَحينا
فَإِذا نَعجَةٌ تُراعي نِعاجاً / وَمَهاً نِجلَ المَناظِرِ عينا
فَسَبَتني بِمُقلَةٍ وَبِجيدٍ / وَبِوَجهٍ يُضيءُ لِلناظِرينا
قُلتُ مَن أَنتُمُ فَصَدَّت وَقالَت / أَمُبِدٌّ سُؤالَكَ العالَمينا
قُلتُ بِاللَهِ ذي الجَلالَةِ لَمّا / أَن تَبَلتِ الفُؤادَ أَن تَصدِقينا
أَيُّ مَن تَجمَعُ المَواسِمُ قَولي / وَأَبيني لَنا وَلا تَكتُمينا
نَحنُ مِن ساكِني العِراقِ وَكُنّا / قَبلَها قاطِنينَ مَكَّةَ حينا
قَد صَدَقناكَ إِذ سَأَلتَ فَمَن أَن / تَ عَسى أَن يَجُرَّ شَأنٌ شُؤونا
وَنَرى أَنَّنا عَرَفناكَ بِالنَع / تِ بِظَنٍّ وَما قُتِلنا يَقينا
بِسَوادِ الثَنَيَّتَينِ وَنَعتٍ / قَد نَراهُ لِناظِرٍ مُستَبينا
أَصبَحَ القَلبُ بِالقَتولِ حَزينا
أَصبَحَ القَلبُ بِالقَتولِ حَزينا / هائِمُ اللُبِّ لَو قَضَتهُ الدُيونا
قالَ أَبشِر لَمّا أَتاها رَسولٌ / قَد رَأَينا مِنها لَكَ اليَومَ لينا
إِن تَكُن بِالصَفاءِ يا صاحِ هَمَّت / فَلَقَد عَنَّتِ الفُؤادَ سِنينا
أَرسَلَت أَنَّنا نَخافُ شَناتٍ / آفِكاتٍ مِن حَولِنا وَعُيونا
إِجتَنَبنا في الأَرضِ إِن كُنتَ تَخشى / إِن لَقَيناكَ مَرَّةً أَن تَخونا
فَلَكِ اللَهُ وَالأَمانَةُ وَالمي / ثاقُ أَن لا نَخونَكُم ما بَقينا
ثُمَّ أَن لا يَزالَ مَن كُنتِ تَهوي / نَ حَبيباً ما عِشتِ عِندي مَكينا
ثُمَّ لا تُحرَبُ الأَمانَةُ عِندي / أَغدَرُ الناسِ مَن يَخونُ الأَمينا
ثُمَّ أَن نَصرِفَ المَناسيبَ حَتّى / نَترِكَ الناسَ يَرجُمونَ الظُنونا
ثُمَّ أَن أَرفُضَ النِساءَ سِواكُم / هَل رَضيتُم قالَت نَعَم قَد رَضينا
إِرحَمينا يا نُعمُ مِمّا لَقينا
إِرحَمينا يا نُعمُ مِمّا لَقينا / وَصِلينا فَأَنعُمي أَو دَعينا
عَنكِ إِن تَسأَلي فِدىً لَكِ نَفسي / ثُمَّ تَأتينَ غَيرَ ما تَزعُمينا
إِنَّ خَيرَ النِساءِ عِندي وِصالاً / مَن تُؤاتي بِوَصلِها ما هَوينا
وَاِذكُري العَهدَ وَالمَواثيقَ مِنّا / يَومَ آلَيتِ لا تُطيعينَ فينا
قَولَ واشٍ أَتاكِ عَنّا بِصَرمٍ / أَو نَصيحٍ يُريدُ أَن تَقطَعينا
وَيَميني بِمَثلِ ذَلِكَ أَنّي / لا أُصافي سِواكِ في العالَمينا
ثُمَّ غَيَّرتِ ما فَعَلتِ بِفَعلٍ / كانَ فيهِ خِلافُ ما تَعِدينا
فَلَئِن كُنتِ قَد تَغَيَّرتِ بَعدي / وَرَضيتِ الغَداةَ أَن تَصرِمينا
وَنَسَيتِ الَّذي عَهِدتِ إِلَينا / في أُمورٍ خَلَونَ أَن تَعلَمينا
لا تَزالينَ آثَرَ الناسِ عِندي / فَاِعلَمي ذاكَ في الهَوى ما حَيِيّنا
حَدِّثينا قَرَيبَ ما تَأمُرينا
حَدِّثينا قَرَيبَ ما تَأمُرينا / إِنَّ قَلبي أَمسى بِهِندٍ رَهينا
ما أُراهُ إِلّا سَيَقضي عَلَيهِ / ناظِرُ الحُبِّ خَشيَةَ أَن تَبينا
ثُمَّ قالَت وَدِدتُ أَنَّ شِفاءً / لَكَ يُحمى مِنهُ الغَداةَ يَقينا
إِن نَأَت غُربَةٌ بِهِندٍ فَإِنّا / قَد خَشينا أَن لا تُقارِبَ حينا
فَأَشارَت بِأَنَّ قَلبي مَريضٌ / مِن هَواكُم يُجِنُّ وَجداً رَصينا
فَاِلتَمَس ناصِحاً قَريباً مِنَ النُص / حِ لَطيفاً لِما تُريدُ مَكينا
لا يَخونُ الخَليلَ شَيئاً وَلَكِن / رُبَّما يُحسَبُ المُطيعَ أَمينا
فَيَرى فَعلَهُ فَيُسدي إِلَيهِ / وَهوَ في ذاكَ بِالحَرى أَن يَخونا
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّهُ لَأَمينٌ / قَبُحَت طينَةُ الخِيانَةِ طينا
لَم تَرَ العَينُ لِلثُرَيّا شَبيهاً
لَم تَرَ العَينُ لِلثُرَيّا شَبيهاً / بِمَسيلِ التِلاعِ لَمّا اِلتَقَينا
أَعمَلَت طَرفَها إِلَيَّ وَقالَت / حُبَّ بِالسائِرينَ زَوراً إِلَينا
ثُمَّ قالَت لِأُختِها قَد ظَلَمنا / إِن رَجَعناهُ خائِباً وَاِعتَدَينا
وَضَرَبنا الحَديثَ ظَهراً لِبَطنٍ / وَأَتينا مِن أَمرِنا ما اِشتَهَينا
في خَلاءٍ مِنَ الأَنيسِ وَأَمنٍ / فَشَفَينا غَلَيلَهُ وَاِشتَفَينا
فَلَبِثنا بِذاكَ عَشراً تِباعاً / فَقَضَينا دُيونَنا وَاِقتَضَينا
كانَ ذا في مَسيرِنا وَرَجَعنا / عَلِمَ اللَهُ مِنهُ ما قَد نَوَينا
عاوَدَ القَلبَ مِن تَذَكُّرِ جُملٍ
عاوَدَ القَلبَ مِن تَذَكُّرِ جُملٍ / ما يَهيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إِنَّ ما أَورَثَت مِنَ الحُبِّ جُملٌ / كادَ يُبدي المُجَمجَمَ المَكنونا
لَيلَةَ السَبتِ إِذ نَظَرتُ إِلَيها / نَظرَةً زادَتِ الفُؤادَ جُنونا
إِنَّ مَمشاكِ دونَ دارِ عَدِيٍّ / كانَ لِلقَلبِ فِتنَةً وَفُتونا
وَتَراءَت عَلى البَلاطِ فَلَمّا / واجَهَتنا كَالشَمسِ تُعشي العُيونا
وَجَلا بُردُها وَقَد حَسَرَتهُ / نورَ بَدرٍ يُضيءُ لِلناظِرينا
قالَ هارونُ قِف فَيا لَيتَ أَنّي / كُنتُ طاوَعتُ ساعَةً هارونا
وَنَهَتني عَنِ النِساءِ وَحَلَّت / مَنزِلاً مِن حِمى الفُؤادِ مَكينا
ثُمَّ شَكَّت فَلَستُ أَعرِفُ مِنها / مِقَةً لي وَلا قِلىً مُستَبينا
غَيرَ أَنّي أُؤَمِّلُ الوَصلَ مِنها / أَمَلَ المُرتَجي بِغَيبٍ ظُنونا
أَجمَعَت خُلَّتي مَعَ الهَجرِ بَينا
أَجمَعَت خُلَّتي مَعَ الهَجرِ بَينا / جَلَّلَ اللَهُ ذَلِكَ الوَجهَ زَينا
أَجمَعَت بَينَها وَلَم نَكُ مِنها / لَذَّةَ العَيشِ وَالشَبابِ قَضَينا
فَتَوَلَّت حُمولُها وَاِستَقَلَّت / لَم تُنِل طائِلاً وَلَم نَقضِ دَينا
فَأَصابَت بِهِ فُؤادي فَهاجَت / حَزَناً لي مُبَرِّحاً كانَ حَينا
وَلَقَد قُلتُ يَومَ مَكَّةَ لَمّا / أَرسَلَت تَقرَأُ السَلامَ عَلينا
أَنعَمَ اللَهُ بِالرَسولِ الَّذي أَر / سَلَ وَالمُرسِلِ الرِسالَةَ عَينا
كانَ لي يا سَفيرُ حُبُّكَ حَينا
كانَ لي يا سَفيرُ حُبُّكَ حَينا / كادَ يَقضي عَلَيَّ لَمّا اِلتَقَينا
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّكُم لَو نَأَيتُم / أَو قَرُبتُم أَحَبُّ شَيءٍ إِلَينا
أَستَعينُ الَّذي بِكَفَّيهِ نَفعي
أَستَعينُ الَّذي بِكَفَّيهِ نَفعي / وَرَجائي عَلى الَّتي قَتَلَتني
وَلَقَد كُنتُ قَد عَرَفتُ وَأَبصَر / تُ أُموراً لَو أَنَّها نَفَعَتني
قُلتُ إِنّي أَهوى شِفا ما أُلاقي / مِن خُطوبٍ تَتابَعَت فَدَحَتني
أَيُّها الطارِقُ الَّذي قَد عَناني
أَيُّها الطارِقُ الَّذي قَد عَناني / بَعدَما نامَ سامِرُ الرُكبانِ
زارَ مِن نازِحٍ بِغَيرِ دَليلٍ / يَتَخَطّى إِلَيَّ حَتّى أَتاني
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً / عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت / وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ
أَصبَحَ القَلبُ مُستَهاماً مُعَنّى
أَصبَحَ القَلبُ مُستَهاماً مُعَنّى / بِفَتاةٍ مِن أَسوَءِ الناسِ ظَنّا
قُلتُ يَوماً لَها وَحَرَّكَتِ العو / دَ بِمِضرابِها فَغَنَّت وَغَنّى
لَيتَني كُنتُ ظَهرَ عودِكِ يَوماً / فَإِذا ما اِحتَضَنتِني كُنتِ بَطنا
فَبَكَت ثُمَّ أَعرَضَت ثُمَّ قالَت / مَن بِهَذا أَتاكَ في اليَومِ عَنّا
لَو تَخَوَّفتَ جَفوَةً وَصَدوداً / ما تَطَلَّبتَ ذا لَعَمرُكَ مِنّا
قُلتُ لَمّا رَأَيتُ خِلِّكِ مِنهُ / بَأَبي ما عَلَيكِ أَن أَتَمَنّى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025