المجموع : 20
صاحِ إِنَّ المُلامَ في حُبِّ جُملِ
صاحِ إِنَّ المُلامَ في حُبِّ جُملِ / كادَ يَقضي الغَداةَ مِنكَ مَكاني
فَاِنظُرِ اليَومَ مَن كُنتَ تَهوى / فَاِنجُ مِن شانِهِ وَدَعني وَشاني
فَبِحَسبي أَنّي بِذِكرَةِ هِندٍ / هائِمُ العَقلِ دائِمُ الأَحزانِ
وَإِذا جِئتُها لِأَشكو إِلَيها / بَعضَ ما شَفَّني وَما قَد شَجاني
هِبتُها وَاِزدُهي مِنَ الحُبِّ عَقلي / وَعَصاني بِذاتِ نَفسي لِساني
وَنَسيتُ الَّذي جَمَعتُ مِنَ القَو / لِ لَدَيها وَغابَ عَنّي بَياني
مَن لِقَلبٍ أَمسى حَزيناً مُعَنّى
مَن لِقَلبٍ أَمسى حَزيناً مُعَنّى / مُستَكيناً قَد شَفَّهُ ما أَجَنّا
إِثرَ شَخصٍ نَفسي فَدَت ذاكَ شَخصاً / نازِحَ الدارِ بِالمَدينَةِ عَنّا
أَن أَراهُ وَاللَهُ يَعلَمُ يَوماً / مُنتَهى رَغبَتي وَما أَتَمَنّى
لَيتَ حَظّي كَطَرفَةِ العَينِ مِنها / وَكَثيرٌ مِنها القَليلُ المُهَنّا
أَو حَديثٍ عَلى خَلاءٍ يُسَلّي / ما أَجَنَّ الضَميرَ مِنها وَمَنّا
أَنَرى نِعمَةً نَراها عَلَينا / مِنكَ يَوماً قَبلا المَماتِ وَمِنّا
خَبِّرينا بِما كَتَبتِ إِلَينا / أَهُوَ الحَقُّ أَم تَهَزَّأتِ مِنّا
ما نَرى راكِباً يُخَبِّرُ عَنكُم / أَو يُريدُ الحِجازَ إِلّا حِزَنّا
ثُمَّ ما نِمتُ بَعدَكُم مِن مَنامٍ / مُنذُ فارَقتُ أَرضَكُم مُطمَئِنّا
ثُمَّ ما تُذكَرينَ لِلقَلبِ إِلّا / زيدَ شَوقاً إِلَيكُمُ وَاِستُجِنّا
ذاكَ أَنّي ذَكَرتُ قَبلَكِ يَوماً / يا صَفِيَّ الفُؤادِ لا تَنسِيَنّا
أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري
أَيُّها العاتِبُ الَّذي رامَ هَجري / وَاِبتَداني بِهَجرِهِ وَالتَجَنّي
أَبِعِلمٍ أَتَيتَ ما جِئتَ مِنّي / عَمرَكَ اللَهَ سادِراً أَم بِظَنِّ
وَلَوَ اِنَّ الَّذي عَرَضتَ عَلَينا / كانَ مِن عِندِ غَيرِكُم لَم يَرُعني
أَنتِ كُنتِ المُنى وَرُؤيَتُكِ الخُلدُ / فَقَري عَيناً بِهِ وَاِطمَئِنّي
وَاِعلَمي أَنَّ ذا مِنَ الأَمرِ حَقٌّ / قِسمَةٌ حازَها لَكِ اللَهُ مِنّي
فَلَقَد نِلتِ مِن فُؤادي مَحَلّاً / لَو تَمَنَّيتِ زادَ فَوقَ التَمَنّي
يا خَليلَيَّ مِن مَلامٍ دَعاني
يا خَليلَيَّ مِن مَلامٍ دَعاني / وَأَلِمّا الغَداةَ بِالأَظعانِ
لا تَلوما في أَهلِ زَينَبَ إِنَّ ال / قَلبَ رَهنٌ بِئالِ زَينَبَ عانِ
وَهيَ أَهلُ الصَفاءِ وَالوِدِّ مِنّي / وَإِلَيها الهَوى فَلا تَعذُلاني
لَم تَدَع لِلنِساءِ عِندي نَصيباً / غَيرَ ما قُلتُ مازِحاً بِلِساني
وَلَعَمري لَحَينُ عَمروٍ إِلَيها / يَومَ ذي الشَري قادَني وَدَعاني
ما أَرى ما حَيِّيتُ أَن أَذكُرَ المَو / قِفَ مِنها بِالخَيفِ إِلّا شَجاني
ثُمَّ قالَت لِتِربِها وَلِأُخرى / مِن قَطيبٍ مَوَلَّدٍ حَدِّثاني
كَيفَ لي اليَومَ أَن أَرى عُمَرَ المُر / سِلَ سِرّاً في القَولِ أَن يَلقاني
قالَتا نَبتَغي إِلَيهِ رَسولاً / وَنُميتُ الحَديثَ بِالكِتمانِ
إِنَّ قَلبي بَعدَ الَّذي نالَ مِنها / كَالمُعَنّى عَن سائِرِ النِسوانِ
إِنَّني اليَومَ عادَني أَحزاني
إِنَّني اليَومَ عادَني أَحزاني / وَتَذَكَّرتُ مَيعَتي في زَماني
وَتَذَكَّرتُ ظَبيَةً أُمَّ رِئمٍ / هاجَ لي الشَوقَ ذِكرُها فَشَجاني
لا تَلُمني عَتيقُ حَسبي الَّذي بي / إِنَّ بي يا عَتيقُ ما قَد كَفاني
إِنَّ دَهراً يُلُفُّ شَملي بِسُعدى / لَزَمانٌ يَهِمُّ بِالإِحسانِ
لا تَلُمني وَأَنتَ زَيَّنتَها لي / أَنتَ مِثلُ الشَيطانِ لِلإِنسانِ
إِنَّ بي داخِلاً مِنَ الحُبِّ قَد أَب / لى عِظامي مَكنونُهُ وَبَراني
لَو بِعَينَيكَ يا عَتيقُ نَظَرنا / لَيلَةَ السَفحِ قُرَّتِ العَينانِ
إِذ بَدا الكَشحُ وَالوِشاحُ مِنَ الدُر / رِ وَفَصلٌ فيهِ مِنَ المَرجانِ
وَقَلى قَبلي النِساءَ سَواهَ / بَعدَما كانَ مُغرَماً بِالغَواني
وَأُرَجّي أَن يَجمَعَ الدَهرُ شَملاً / بِكِ سَقياً لِذَلِكُم مِن زَمانِ
لَيتَني أَشتَري لِنَفسِيَ مِنها / مِثلَ وُدّي بِساعِدي وَبَناني
خَلَجَت عَينِيَ اليَمينُ بِخَيرٍ / تِلكَ عَينٌ مَأمونَةِ الخَلَجانِ
ضَحِكَت أُمُّ نَوفَلٍ إِذ رَأَتني
ضَحِكَت أُمُّ نَوفَلٍ إِذ رَأَتني / وَزُهَيراً وَسالِفَ اِبنَ سِنانِ
عَجِبَت إِذ رَأَت لِداتِيَ شابوا / وَقَتيراً مِنَ المَشيبِ عُلاني
إِن تَرَيني أَقصَرتُ عَن طَلَبِ الغَي / يِ وَطاوَعتُ عاذِلي إِذ نَهاني
وَتَرَكتُ الصِبا وَأَدرَكَني الحِل / مُ وَحَرَّمتُ بَعضَ ما قَد كَفاني
وَدَعاني إِلى الرَشادِ فُؤادٌ / كانَ لِلغَيِّ مَرَّةً قَد دَعاني
وَجَوارٍ مُستَقتِلاتٍ إِلى اللَه / وِ حِسانٍ كَناضِرِ الأَغصانِ
قُتُلٍ لِلرِجالِ يَرشُقنَ بِالطَر / فِ حِسانٍ كَخُذَّلِ الغِزلانِ
بُدَّنٍ في خَدالَةٍ وَبَهاءٍ / طَيِّباتِ الأَعطافِ وَالأَردانِ
قَد دَعاني وَقَد دَعاهُنَّ لِلَّه / وِ شُجونٌ مِن أَعجَبِ الأَشجانِ
فَاِهتَصِرنا مِنَ الحَديثِ ثِماراً / ما جَنى مِثلَها لَعَمرُكِ جانِ
ذاكَ طَوراً وَتارَةً أَبعَثُ القَي / نَةَ وَهناً بِالمِزهَرِ الحَنّانِ
وَأَنُصُّ المَطِيَّ بِالرَكبِ يَطلِب / نَ سِراعاً بَواكِرَ الأَظعانِ
فَنَصيدُ الغَريرَ مِن بَقَرِ الوَح / شِ وَنَلهو بِلَذَّةِ الفِتيانِ
في زَمانٍ لَو كُنتِ فيهِ ضَجيعي / غَيرَ شَكٍّ عَرَفتِ لي عِصياني
وَتَقَلَّبتِ في الفِراشِ وَلا تَع / رِفُ إِلّا الظُنونُ أَينَ مَكاني
وَلَقَد أَشهَدُ المُحَدِّثَ عِندَ ال
وَلَقَد أَشهَدُ المُحَدِّثَ عِندَ ال / قَصرِ فيهِ تَعَفُّفٌ وَبَيانُ
في زَمانٍ مِنَ المَعيشَةِ لَخٍّ / قَد مَضى عَصرُهُ وَهَذا زَمانُ
نَجعَلُ اللَيلَ مَوعِداً حينَ نُمسي / ثُمَّ يُخفي حَديثَنا الكِتمانُ
أَيُّها الكاشِحُ المُعَرِّضُ بِالصَر / مِ تَزَحزَح فَما لَها الهِجرانُ
لا مُطاعٌ في آلِ زَينَبَ فَاِرجِع / أَو تَكَلَّم حَتّى يَمَلَّ اللِسانُ
لا صَديقاً كُنتَ اِتُّخِذتَ وَلا نُص / حُكَ عِندي زَجرٌ لَهُ ميزانُ
فَاِنطَلِق صاغِراً فَليسَ لَها الصَر / مُ لَدينا وَلا إِلَيها الهَوانُ
كَيفَ صَبري عَن بَعضِ نَفسي وَهَل يَص / بِرُ عَن بَعضِ نَفسِهِ الإِنسانُ
سَحَرَتني الزَرقاءُ مِن مارونَ
سَحَرَتني الزَرقاءُ مِن مارونَ / إِنَّما السِحرُ عِندَ زُرقِ العُيونِ
سَحَرَتني بِجيدِها وَشتَيتٍ / وَبِوَجهٍ ذي بَهجَةٍ مَسنونِ
كَأَقاحٍ بِرَملَةٍ ضَربَتهُ / ريحُ جَوٍّ بِديمَةٍ وَدُجونِ
تَردَعُ القَلبَ ذا العَزاءِ وَيُسلي / بَردُ أَنيابِها رُدوعَ الحَزينِ
وَجَبينٍ وَحاجِبٍ لَم يُصِبهُ / نَتفُ خَطٍّ كَأَنَّهُ خَطُّ نونِ
فَرَمَتني فَأَقصَدَتني بِسَهمٍ / شَكَّ مِنّي الفُؤادَ بَعدَ الوَتَينِ
وَرَمَتها يَدايَ مِنّي بِنَبلٍ / كَيفَ أَصطادُ عاقِلاً في حُصونِ
تَنتَحيني فَلا تَرى وَتَرى النا / سَ بِصَعبٍ مُمَنَّعٍ مَأمونِ
ذي مَحاريبَ أُحرِزَت أَن تَراها / كُلُّ بَيضاءَ سَهلَةِ العِرنَينِ
أَصبَحَ القَلبُ في الحِبالِ رَهينا
أَصبَحَ القَلبُ في الحِبالِ رَهينا / مُقصَداً يَومَ فارَقَ الظاعَنينا
عَجِلَت حُمَّةُ الفِراقِ عَلَينا / بِرَحيلٍ وَلَم نَخَف أَن تَبينا
لَم يَرُعني إِلّا الفَتاةُ وَإِلّا / دَمعُها في الرِداءِ سَحّاً سَنينا
وَلَقَد قُلتُ يَومَ مَكَّةَ سِرّاً / قَبلَ وَشكٍ مِن بَينِكُم نَوَّلينا
أَنتِ أَهوى العِبادِ قُرباً وَبُعداً / لَو تُنيلينَ عاشِقاً مَحزونا
قادَهُ الطَرفُ يَومَ سِرنا إِلى الحَي / نِ جِهاراً وَلَم نَخَف أَن يَحينا
فَإِذا نَعجَةٌ تُراعي نِعاجاً / وَمَهاً نِجلَ المَناظِرِ عينا
فَسَبَتني بِمُقلَةٍ وَبِجيدٍ / وَبِوَجهٍ يُضيءُ لِلناظِرينا
قُلتُ مَن أَنتُمُ فَصَدَّت وَقالَت / أَمُبِدٌّ سُؤالَكَ العالَمينا
قُلتُ بِاللَهِ ذي الجَلالَةِ لَمّا / أَن تَبَلتِ الفُؤادَ أَن تَصدِقينا
أَيُّ مَن تَجمَعُ المَواسِمُ قَولي / وَأَبيني لَنا وَلا تَكتُمينا
نَحنُ مِن ساكِني العِراقِ وَكُنّا / قَبلَها قاطِنينَ مَكَّةَ حينا
قَد صَدَقناكَ إِذ سَأَلتَ فَمَن أَن / تَ عَسى أَن يَجُرَّ شَأنٌ شُؤونا
وَنَرى أَنَّنا عَرَفناكَ بِالنَع / تِ بِظَنٍّ وَما قُتِلنا يَقينا
بِسَوادِ الثَنَيَّتَينِ وَنَعتٍ / قَد نَراهُ لِناظِرٍ مُستَبينا
أَصبَحَ القَلبُ بِالقَتولِ حَزينا
أَصبَحَ القَلبُ بِالقَتولِ حَزينا / هائِمُ اللُبِّ لَو قَضَتهُ الدُيونا
قالَ أَبشِر لَمّا أَتاها رَسولٌ / قَد رَأَينا مِنها لَكَ اليَومَ لينا
إِن تَكُن بِالصَفاءِ يا صاحِ هَمَّت / فَلَقَد عَنَّتِ الفُؤادَ سِنينا
أَرسَلَت أَنَّنا نَخافُ شَناتٍ / آفِكاتٍ مِن حَولِنا وَعُيونا
إِجتَنَبنا في الأَرضِ إِن كُنتَ تَخشى / إِن لَقَيناكَ مَرَّةً أَن تَخونا
فَلَكِ اللَهُ وَالأَمانَةُ وَالمي / ثاقُ أَن لا نَخونَكُم ما بَقينا
ثُمَّ أَن لا يَزالَ مَن كُنتِ تَهوي / نَ حَبيباً ما عِشتِ عِندي مَكينا
ثُمَّ لا تُحرَبُ الأَمانَةُ عِندي / أَغدَرُ الناسِ مَن يَخونُ الأَمينا
ثُمَّ أَن نَصرِفَ المَناسيبَ حَتّى / نَترِكَ الناسَ يَرجُمونَ الظُنونا
ثُمَّ أَن أَرفُضَ النِساءَ سِواكُم / هَل رَضيتُم قالَت نَعَم قَد رَضينا
إِرحَمينا يا نُعمُ مِمّا لَقينا
إِرحَمينا يا نُعمُ مِمّا لَقينا / وَصِلينا فَأَنعُمي أَو دَعينا
عَنكِ إِن تَسأَلي فِدىً لَكِ نَفسي / ثُمَّ تَأتينَ غَيرَ ما تَزعُمينا
إِنَّ خَيرَ النِساءِ عِندي وِصالاً / مَن تُؤاتي بِوَصلِها ما هَوينا
وَاِذكُري العَهدَ وَالمَواثيقَ مِنّا / يَومَ آلَيتِ لا تُطيعينَ فينا
قَولَ واشٍ أَتاكِ عَنّا بِصَرمٍ / أَو نَصيحٍ يُريدُ أَن تَقطَعينا
وَيَميني بِمَثلِ ذَلِكَ أَنّي / لا أُصافي سِواكِ في العالَمينا
ثُمَّ غَيَّرتِ ما فَعَلتِ بِفَعلٍ / كانَ فيهِ خِلافُ ما تَعِدينا
فَلَئِن كُنتِ قَد تَغَيَّرتِ بَعدي / وَرَضيتِ الغَداةَ أَن تَصرِمينا
وَنَسَيتِ الَّذي عَهِدتِ إِلَينا / في أُمورٍ خَلَونَ أَن تَعلَمينا
لا تَزالينَ آثَرَ الناسِ عِندي / فَاِعلَمي ذاكَ في الهَوى ما حَيِيّنا
حَدِّثينا قَرَيبَ ما تَأمُرينا
حَدِّثينا قَرَيبَ ما تَأمُرينا / إِنَّ قَلبي أَمسى بِهِندٍ رَهينا
ما أُراهُ إِلّا سَيَقضي عَلَيهِ / ناظِرُ الحُبِّ خَشيَةَ أَن تَبينا
ثُمَّ قالَت وَدِدتُ أَنَّ شِفاءً / لَكَ يُحمى مِنهُ الغَداةَ يَقينا
إِن نَأَت غُربَةٌ بِهِندٍ فَإِنّا / قَد خَشينا أَن لا تُقارِبَ حينا
فَأَشارَت بِأَنَّ قَلبي مَريضٌ / مِن هَواكُم يُجِنُّ وَجداً رَصينا
فَاِلتَمَس ناصِحاً قَريباً مِنَ النُص / حِ لَطيفاً لِما تُريدُ مَكينا
لا يَخونُ الخَليلَ شَيئاً وَلَكِن / رُبَّما يُحسَبُ المُطيعَ أَمينا
فَيَرى فَعلَهُ فَيُسدي إِلَيهِ / وَهوَ في ذاكَ بِالحَرى أَن يَخونا
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّهُ لَأَمينٌ / قَبُحَت طينَةُ الخِيانَةِ طينا
لَم تَرَ العَينُ لِلثُرَيّا شَبيهاً
لَم تَرَ العَينُ لِلثُرَيّا شَبيهاً / بِمَسيلِ التِلاعِ لَمّا اِلتَقَينا
أَعمَلَت طَرفَها إِلَيَّ وَقالَت / حُبَّ بِالسائِرينَ زَوراً إِلَينا
ثُمَّ قالَت لِأُختِها قَد ظَلَمنا / إِن رَجَعناهُ خائِباً وَاِعتَدَينا
وَضَرَبنا الحَديثَ ظَهراً لِبَطنٍ / وَأَتينا مِن أَمرِنا ما اِشتَهَينا
في خَلاءٍ مِنَ الأَنيسِ وَأَمنٍ / فَشَفَينا غَلَيلَهُ وَاِشتَفَينا
فَلَبِثنا بِذاكَ عَشراً تِباعاً / فَقَضَينا دُيونَنا وَاِقتَضَينا
كانَ ذا في مَسيرِنا وَرَجَعنا / عَلِمَ اللَهُ مِنهُ ما قَد نَوَينا
عاوَدَ القَلبَ مِن تَذَكُّرِ جُملٍ
عاوَدَ القَلبَ مِن تَذَكُّرِ جُملٍ / ما يَهيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إِنَّ ما أَورَثَت مِنَ الحُبِّ جُملٌ / كادَ يُبدي المُجَمجَمَ المَكنونا
لَيلَةَ السَبتِ إِذ نَظَرتُ إِلَيها / نَظرَةً زادَتِ الفُؤادَ جُنونا
إِنَّ مَمشاكِ دونَ دارِ عَدِيٍّ / كانَ لِلقَلبِ فِتنَةً وَفُتونا
وَتَراءَت عَلى البَلاطِ فَلَمّا / واجَهَتنا كَالشَمسِ تُعشي العُيونا
وَجَلا بُردُها وَقَد حَسَرَتهُ / نورَ بَدرٍ يُضيءُ لِلناظِرينا
قالَ هارونُ قِف فَيا لَيتَ أَنّي / كُنتُ طاوَعتُ ساعَةً هارونا
وَنَهَتني عَنِ النِساءِ وَحَلَّت / مَنزِلاً مِن حِمى الفُؤادِ مَكينا
ثُمَّ شَكَّت فَلَستُ أَعرِفُ مِنها / مِقَةً لي وَلا قِلىً مُستَبينا
غَيرَ أَنّي أُؤَمِّلُ الوَصلَ مِنها / أَمَلَ المُرتَجي بِغَيبٍ ظُنونا
أَجمَعَت خُلَّتي مَعَ الهَجرِ بَينا
أَجمَعَت خُلَّتي مَعَ الهَجرِ بَينا / جَلَّلَ اللَهُ ذَلِكَ الوَجهَ زَينا
أَجمَعَت بَينَها وَلَم نَكُ مِنها / لَذَّةَ العَيشِ وَالشَبابِ قَضَينا
فَتَوَلَّت حُمولُها وَاِستَقَلَّت / لَم تُنِل طائِلاً وَلَم نَقضِ دَينا
فَأَصابَت بِهِ فُؤادي فَهاجَت / حَزَناً لي مُبَرِّحاً كانَ حَينا
وَلَقَد قُلتُ يَومَ مَكَّةَ لَمّا / أَرسَلَت تَقرَأُ السَلامَ عَلينا
أَنعَمَ اللَهُ بِالرَسولِ الَّذي أَر / سَلَ وَالمُرسِلِ الرِسالَةَ عَينا
كانَ لي يا سَفيرُ حُبُّكَ حَينا
كانَ لي يا سَفيرُ حُبُّكَ حَينا / كادَ يَقضي عَلَيَّ لَمّا اِلتَقَينا
يَعلَمُ اللَهُ أَنَّكُم لَو نَأَيتُم / أَو قَرُبتُم أَحَبُّ شَيءٍ إِلَينا
أَستَعينُ الَّذي بِكَفَّيهِ نَفعي
أَستَعينُ الَّذي بِكَفَّيهِ نَفعي / وَرَجائي عَلى الَّتي قَتَلَتني
وَلَقَد كُنتُ قَد عَرَفتُ وَأَبصَر / تُ أُموراً لَو أَنَّها نَفَعَتني
قُلتُ إِنّي أَهوى شِفا ما أُلاقي / مِن خُطوبٍ تَتابَعَت فَدَحَتني
أَيُّها الطارِقُ الَّذي قَد عَناني
أَيُّها الطارِقُ الَّذي قَد عَناني / بَعدَما نامَ سامِرُ الرُكبانِ
زارَ مِن نازِحٍ بِغَيرِ دَليلٍ / يَتَخَطّى إِلَيَّ حَتّى أَتاني
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً
أَيُّها المُنكِحُ الثُرَيّا سُهَيلاً / عَمرَكَ اللَهَ كَيفَ يَلتَقِيانِ
هِيَ شامِيَّةٌ إِذا ما اِستَقَلَّت / وَسُهيلٌ إِذا اِستَقَلَّ يَمانِ
أَصبَحَ القَلبُ مُستَهاماً مُعَنّى
أَصبَحَ القَلبُ مُستَهاماً مُعَنّى / بِفَتاةٍ مِن أَسوَءِ الناسِ ظَنّا
قُلتُ يَوماً لَها وَحَرَّكَتِ العو / دَ بِمِضرابِها فَغَنَّت وَغَنّى
لَيتَني كُنتُ ظَهرَ عودِكِ يَوماً / فَإِذا ما اِحتَضَنتِني كُنتِ بَطنا
فَبَكَت ثُمَّ أَعرَضَت ثُمَّ قالَت / مَن بِهَذا أَتاكَ في اليَومِ عَنّا
لَو تَخَوَّفتَ جَفوَةً وَصَدوداً / ما تَطَلَّبتَ ذا لَعَمرُكَ مِنّا
قُلتُ لَمّا رَأَيتُ خِلِّكِ مِنهُ / بَأَبي ما عَلَيكِ أَن أَتَمَنّى