القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 8
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان / بالآله الجديد ذى الَهيلمانَ
مرحباً مرحباً لقد أعلن الحر / بَ على الفكرِ بل على الأديانِ
وأذلَّ الجباهض من تحت نعلي / ه وقد عدها من الديدان
بل تأذىَّ من أن يدنس نعلي / ه بها ياله شرَّ جَانِ
وكأنَّ الذي جناه عليها / من هوانٍ تشريُفها في الهوانِ
أيُّها الحاكمُ العتُّى ترَّفق / أنتَ تلهو بُجثَّةٍ للزمان
وتذيق الردى رعاياك قسرا / في جنونٍ يا للجنونِ الأناني
غمر العلمُ كلَّ عصرٍ تقضىَّ / بجديدش الثورات والطوفان
ما تبقَّى إلاّ معالم آثا / رٍ ولم ينقرض سوىَ كل فان
أي بعثٍ لما انتهى الناس منه / باندثار الدفين والدّفان
ما مضى فات غيرُ وحى نبيلٍ / من فنونٍ ومن نُهى الفنَّان
أين منه الأغلالُ تُلقىَ جزافا / فوق رأىٍ وفوق حُرٍ يُعاني
أيها الشرق كنت فَجراً صدوقا / للنبوَّاتِ والنُّهىَ والأمان
كيف أصبحت بالحروب وبالظل / م وبالرَّق وَصمةَ الإنسان
رّبما كنت عاجزاً عن جوابيِ / تتلظى في ضاحك النيران
غلاسائل نيرون شعبٍ ذليل / فهو أدرى بُمعجزِ الأزمان
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى / تُسعد الموسرينَ والمعدَمينا
أخرستني الهمومث وهي ضوار / ناهشاتٍ قلباً وفياً طعينا
علمَ اللهُ لستُ أنساك عمري / كيف أنسى الضياءَ والياسمينا
كلما سَقسقت يراعتيَ الحرَّ / ى أرادَ الشقاءُ ألاّ تُبيناً
ليتني كنتُ في جواركَ صدَّا / حاً بما صُغتهُ هُدىَ الملهمينا
ليتني ليتني فإنِّى في الهمِّ / رفيقُ الآلامِ دَيناً ودينا
وبوسعي لو أنني غيرُ من ت / رفُ أن أرتقىِ المحلَّ الأمينا
لستُ أشكو وإن شكوُت لأرضىَ / في حياة الجبانِ موتاً مَهينا
لستُ أرضى سوى الكفاح شعاراً / بعدَ ما حُكِّمَ الزعانفُ فينا
نِعمَ غَبنىِ إن كان براً بقومي / من يعش للأنامِ عاشَ غبيناَ
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ / للألى هان حظهم منذ هانوا
بل فصولُ الحياةِ موتٌ معادٌ / تتساوى فكلُّها حِرمانُ
رُوِّيت من دموعهم زهراتٌ / ثم ماتت وضِّرج البستان
والعطورُ التي حباها ربيعٌ / أنكرتها الحياةُ والأكفان
بدِّدت في المحيطِ لغو أوضاعت / وأباهَا زمانها والمكان
كل ما حولهم وإن لجَّ بالمع / نىَ هراءٌ وكله بُهتان
لا مقاييسَ غيرُ ما يفرضُ الذل / وما يستبيحه الطغيانُ
عقهم كل ما رأوهُ ملاذاً / وانتهى في عقوقه الانسانُ
عَجبوا من وجودهم ومناهُم / بينما البؤسُ حَولهم طُوفانُ
خَجلت في النَّدى طيورٌ تغنَّت / فتغنت بحزنها الغدران
لم يُميَّز ربيعهم من شتاءٍ / في قلوبٍ إجدابُها ألوان
لم يخافوا موتاً وقد وَهَموا المو / تَ حياةً لمثلهم قد تُصانُ
وتناسوا لهم مقالاً وأذها / ناً بعهد تُعاقَبُ الأذهانُ
واستراحوا إلى التدهور واليأ / سِ كأنَّ الرجاءَ لصُّ يدَانُ
وأتى الفارسُ البشيرُ فلم يَح / فل بأنبائِهِ فتىً أو مكانَ
غَير فردٍ منهم هو الشاعرُ الثا / ئرُ في سجنه هو الفَّنان
هو من يعرف انطواءَ على النف / سِ إذا شاع في الهواء الدُّخانُ
وهو من يعرف الزئيرَ من القب / رِ إذا هَدَّمَ القبورَ الجبانُ
وهو في سجنه الأبُّى على السج / نِ فمنه السَّجينُ والسجان
وهو منهم في البؤسِ إن لم يكن من / هم اذا ما استعبدَ النُّهىَ الإذعانُ
قيل أبشر سيحضر المهراجا / عن قريبٍ ويضحك المهرَجَان
إنَّ تشريفهَ لنعمىَ عزيزٌ / أن تَرَاهَا وُكلُّها إحسانُ
وأَعدَّ الحَّكامُ للسيدِ القا / دم ما يفرضُ الرياءُ المزَان
من ضروبِ اللهَّوِ الغريبِ ولو أنَّ / الُمجِّلى من بينهم بهلوانث
كلُّ إتقانهم نفاقٌ وبتهانق / ومنهم ليخجل البهتان
لم يبالوا كم مُرِّغَ الشعبُ في الضي / مِ اذا داسَ رأَسه السلطان
هيأوا الخمرَ والقيانَ وَشَتَّى / من مخازٍ وُخوِدعَ الإيوان
يشمئُّز الجمادُ سراً من الرج / س إذا سَرَّ غيرهَ الإعلان
حينما الناسُ لم يبالوا من الزينات / شيئاً كأنهم عُميان
فإذا الشاعرُ المرَّجبُ فيهم / يتلظى كأنه البركان
قال ياقوم ما القنوطِ بمجدٍ / للعزيزِ النهُّىَ ولا النسيانُ
اصفعوا الغاشمَ الأنَاني واقضوا / في دَعَاوى يُقيمها الشيطانُ
وأتى الموكب المفَّخمُ والرَّاجا / فخورٌ كأنه الديانُ
وانتفاخُ الأوداجِ والصدر والبط / نِ جبالق خلالها القيعانُ
وائتلاقُ الحلِّى غَطَّينَ قَزماً / شررق للنفوسِ لا طَيلسانث
وإذا الناسُ بالمصابيح مُوفُو / نَ كأنَّ النهارَ لا يُستبان
وإذا الشاعر المقَّدمُ حُكمٌ / ساخرٌ فوق ما عَناهُ العِيانث
قال ذاك الطاغوتُ من أنتض ما مع / نى مصابيحكم أهذا جَنانُ
أم جُننتم أينَ الحفاوهُ منكم / أيلاقى التَّفضُّل النُّكرانُ
فأجابَ الفنانُ إنيّ أنا الشا / عرُ فيهم وإنني التَّرجمان
كيفما كانت الخطوب الدَّواهي / أنا قلبٌ ومسمعٌ ولسان
هم دَمىِ من بهم أعُّز ومنهم / يُستُّمد الإلهام والإيمان
إن يكن ذلك القنوط احتواهم / فهو بي حُرقةٌ وبي نيرانُ
وهو من بَدَّل البكامَة إفصا / حاً فعافت قيودَها الأوزان
لم نجئ أيها المؤمَّرُ فينا / كالضحايا تنالها الأوثانُ
إنما هذه المصابيحُ أدَّت / غايةَ السُّخرِ إن يُغلَّ اللسانُ
للذى لا يرى رعاياه في البؤ / سِ فماتوا به مِراراً وعانوا
ثم دوَّى المكانُ من غضبهِ الرَّاجا / وكادت تُهدَّمُ الاركان
وقضى الشاعرُ الوفُّى غريباً / يصحب النفىَ ما له شُطآنُ
ثُمَّ وَلِّى جيلٌ وجيلٌ فسادت / ثورةُ الشعبِ وانقضى الصولجانُ
سألوني لم ارتحلتَ كأني
سألوني لم ارتحلتَ كأني / لم أجبهم بسيرتي نصفَ قرنِ
شادياً بالطليقِ من شعريَ الباكي / أغنى لمجدِهم ما أغنى
وحياتي لعِّزهم في كفاحٍ / ككفاحِ الشُّعاعِ في وسطِ دَجن
مُثل لن تُحدَّ نَوعاً وعداً / كنجومِ السماءِ في كل فنِ
وتَبَّلغتُ بالعذابِ وبالبؤسِ / مراراً وكل حظى التجَّنى
وكأني وَحدِي المسئُ بإحسا / ني لعصري أو أنه لم يَسعني
ما كَفاهُم أنِّى أعاني وجودي / في وُجودٍ بقاؤه مَحضُ غَبنِ
ما كَفاهُم أني أواصلُ ليلى / بنهاري لأجلهم وسطَ من
ما كفاهم أني أضحى بروحي / حينما عزَّ من يُضحَّى ويُغنى
ما كفاهم أني تناسيتُ نفسي / فوق نسيانهمُ حقوقي وأينى
ما كفاهم أنى لهم ذلك الرا / ئدُ يشقى كالراحِ في أسرِدنِّ
ما كفاهُم أني ارتضيتُ شقائي / لي جزاءً ويهدمون وأبنى
ما كفاهُم هذا وهذا فنادوا / بعقوقي وما رَعَوا حق سنِّى
ثم حالوا بين المثاليِّةِ العل / يا لفكري وبين سعيى وبيني
فترَّحلتُ حيثُ يحُترمُ الاحرا / رُ وحيثُ الهواءُ طلقٌ لذهني
وأظل الوفي رغمَ اغترابي / لبلادٍ ما غُيبِّت قطَّ عنِّي
قال لي الحب كيف تعزف عنّي
قال لي الحب كيف تعزف عنّي / أحسبت الحياة محض التمنّي
قلت هيهات أن أفوتك طوعا / أنت كنزي بل أنت روحي وفنّي
كل ما تشتهيه أعطيه سمحا / غير بيعي استقلال قلبي وذهني
اين تلك التي ائتمنت على الكن / ز لتبني لك الذي عشت أبني
التي تعرف الجمال بشدوي / وتغني لك الذي قد أغني
والتي تنشد الصباحة الظر / ف بفني ولا تبالي بسني
والتي في الحبور تلقى بقلبي / منبعا زاخرا له فاض عني
والتي في الهموم تلقى همومي / باسمات لها كأن لم تنلني
والتي إن سقمت بددت السق / م من عطفها المطمئن
والتي لا ترى وفيا يفدى / أو حريا بها وعني يغني
والتي لا تخون عهد ولائي / إن يبعني الأنام أو إن يخني
والتي تزدهي بما أنا مشد / للورى حين أسرفوا في التجني
والتي سخرها بكل زنيم / راح يغتابني ولوعا بطعني
والتي ترجع السهام ثقابا / أو هشيما وقد تبدت مجني
والتي وحيها مثاليتي الكب / رى ووحيي جمالها ملء عيني
والتي لا ترى التجاوب غبنا / لسناها وإن يكن محض غبن
والتي تغتدي كتوأم نفسي / وتعالت على سؤال ومن
إن تراءت فإنني عندها أعطي / جميع الذي تمنّته منّي
وإذا صرت عبدها قلت للده / ر طروبا بالله دعها ودعني
أربعاء الرماد يا عيد أحزا
أربعاء الرماد يا عيد أحزا / ني ويا رمز حرقة الإنسان
فيك ذكرى لنكبة ولنص / ر ومزيج الإيمان والكفران
ليس هذا الرماد من سعف الن / نخل رمادا وإنما وجداني
إن ماضيّ ماثل فيه والحا / ضر أيضا ومقبلي المتداني
المسيح النبيل بارك ما / فيه من الوجد والرؤى والمعاني
أتركوني يا قوم أركع في / همي خشوعا لهذه الصلبان
إن أكن مسلما فقلبي / حوى العالم طرا كخالق الأكوان
فلسفات الحياة ليست / لدين واحد بين سائر الأديان
إنها الحس بالمآسي / وتفسير وجود موزع حيران
من تراب نشأت ثم إلى / الترب مآلي كتائه ظمآن
وأنا السائح الشريد الذي / ينعم في بؤسه العني الجاني
ذكروني نعم هنا ذكروني / بانتصاري العظيم ثم امتهاني
وغرور الحياة والخلق والدن / يا مشاعا في روح هذا الزمان
ليس يبقى سوى الجمال سوى ال / خير سوى الحب في الوجود الأناني
ليس منا قال الحسود المعنى
ليس منا قال الحسود المعنى / ليس منا أعادها ليس منا
علم الله أنني لست من يرغب / في مثلكم ولا من تدنى
أيها السارق الحقير الذي / يزهى بمسلوب غيره مطمئنا
قد أتينا عبر المحيط لنلقاك فكان / البلاء ما قد رأينا
قد حسبناك ثروة أو تراثا / فوجدنا وشرّ ما قد وجدنا
الصغار الذي تدهور بالخلق / فشمنا الصغار معنى وعينا
والغرور الذي تضاحك منه / كل غر فقد شأى المين مينا
والخساسات وهي أشبه بالأدواء / طعما وبالجنايات لونا
إن يك الفن كل هذا / فإني لبريء مما تعدون فنا
إن أهلي في كل أرض بها الحق / عريق وباسمه تتغنى
اين أنتم منه جنيت / زنيمٌ جاحد يشبع المعانين منا
أين إحسانكم قلامة ظفر / أيها الحاسب الإساءة دينا
حظّك العمر في الدسائس والوعظ / خبيثا فبالخبائث تعنى
فلتهنّأ بها فإنك أولى / بالمخازي ودونها لا تهنا
وأنا ما أنا سوى الشاعر الملهم / بالحب والجمال المغنى
ومثاليّتي تناولت الكون فغنى / وبدل الكون كونا
إي نعم وهو إن يعد جنينا / ساد في الحلم قادرا واستكنا
ستراه الأجيال في مقبل الدهر / جنانافي عصرنا تتمنى
أتراني من بعد هذا أبالي / بالحسود الذي من الحقد جنا
وأخاف الهجاء يا أحقر / الخلق شعورا واضأل الناس ذهنا
أهملت شأنك الموازين يا فاجر / حتى عدمت في النبل وزنا
شاعر نافس التعالي بما / يحكي ويحكي القرود مغنى ومبني
شاعر الحب والجمال دعوني
شاعر الحب والجمال دعوني / شاعر النور عاطرا والتغني
أنا راض بما دعوني ولكن / أترى الفن يرتضي ما دعوني
ما الوجود الذي تراءى حيالي / ملء ذهني وإنما بعض ذهني
لا عرفت الحياة إن كان فني / ما بدا لي ولست أخلق فني
منحتني إيزيس ما يهب الخص / ب وخصبي كالروح يغنى ويغني
أنا بعض من الوجود ولكن / كل ما في الوجود من بعض كوني
ملأت مهجتي الأثير طيوبا / وتناهت بكل ما ند عني
أنظر الشمس إن فيها شعورا / كشعوري وكل ما شع مني
وانظر النجم وهو يغمز للشم / س بشوق ولوعة لم تفتني
وانظر السحب وهي تمضي نشاوى / باكيات وقد أصاخت للحني
ضمختها أنفاس شعري فحالت / في الأزاهير بين شهد ومن
سنها من سني لو كنت تدري / أن هذي الآباد رفت بسني
وشعاع الأجرام يحسد وجداني / ونفسي ككائن لم تسعني
أنا معنى من السلام من النور / من الحق والعلى لا التدني
ما اضطهادي بنائل من جناني / لو رأيت الضياء يعو لغبن
جاحدي يعلن الهزيمة لاقا / ها فما كان طعنه في طعني
إن روحي تبر بالطائش الها / وي كأني مسدد بعض ديني
ليس فضل الحكيم أن ينشر الحك / مة قولا فحسب من دون عين
رحمتي لا تضنّ بالصفح للآ / ثم إن خص من جموع بضن
فكأني المسيح فدى غفورا / وتسامى من بعد صلب ودفن
وتناهى مبادئا هي أبقى / من خلود العلى ومن أيّ كون
باذلا روحه فتنمو وتسري / سريان الحياة في غير من
فليحنّيَ الحساد بالعيب ما شاؤوا / ولا عاش حاسد لم يخنّي
وليغنّوا نقيض ما هم عليه / فبحسبي أني أقول وأعني
ولينادوا بنبلهم وهو زور / وبيأس لهم شبيه بجبن
وليباه الجناة لست حقودا / فأجاري ولا أثيما فأجني
ذاك صدري هو السماحة والرح / مة للعالمين رغم التجنّي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025