المجموع : 8
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان
مرحبا بالمِنافسِ الفاتكان / بالآله الجديد ذى الَهيلمانَ
مرحباً مرحباً لقد أعلن الحر / بَ على الفكرِ بل على الأديانِ
وأذلَّ الجباهض من تحت نعلي / ه وقد عدها من الديدان
بل تأذىَّ من أن يدنس نعلي / ه بها ياله شرَّ جَانِ
وكأنَّ الذي جناه عليها / من هوانٍ تشريُفها في الهوانِ
أيُّها الحاكمُ العتُّى ترَّفق / أنتَ تلهو بُجثَّةٍ للزمان
وتذيق الردى رعاياك قسرا / في جنونٍ يا للجنونِ الأناني
غمر العلمُ كلَّ عصرٍ تقضىَّ / بجديدش الثورات والطوفان
ما تبقَّى إلاّ معالم آثا / رٍ ولم ينقرض سوىَ كل فان
أي بعثٍ لما انتهى الناس منه / باندثار الدفين والدّفان
ما مضى فات غيرُ وحى نبيلٍ / من فنونٍ ومن نُهى الفنَّان
أين منه الأغلالُ تُلقىَ جزافا / فوق رأىٍ وفوق حُرٍ يُعاني
أيها الشرق كنت فَجراً صدوقا / للنبوَّاتِ والنُّهىَ والأمان
كيف أصبحت بالحروب وبالظل / م وبالرَّق وَصمةَ الإنسان
رّبما كنت عاجزاً عن جوابيِ / تتلظى في ضاحك النيران
غلاسائل نيرون شعبٍ ذليل / فهو أدرى بُمعجزِ الأزمان
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى
يا أخي نعمة شكرتكَ نُعمَى / تُسعد الموسرينَ والمعدَمينا
أخرستني الهمومث وهي ضوار / ناهشاتٍ قلباً وفياً طعينا
علمَ اللهُ لستُ أنساك عمري / كيف أنسى الضياءَ والياسمينا
كلما سَقسقت يراعتيَ الحرَّ / ى أرادَ الشقاءُ ألاّ تُبيناً
ليتني كنتُ في جواركَ صدَّا / حاً بما صُغتهُ هُدىَ الملهمينا
ليتني ليتني فإنِّى في الهمِّ / رفيقُ الآلامِ دَيناً ودينا
وبوسعي لو أنني غيرُ من ت / رفُ أن أرتقىِ المحلَّ الأمينا
لستُ أشكو وإن شكوُت لأرضىَ / في حياة الجبانِ موتاً مَهينا
لستُ أرضى سوى الكفاح شعاراً / بعدَ ما حُكِّمَ الزعانفُ فينا
نِعمَ غَبنىِ إن كان براً بقومي / من يعش للأنامِ عاشَ غبيناَ
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ
في الشتاءِ العويلُ والأشجانُ / للألى هان حظهم منذ هانوا
بل فصولُ الحياةِ موتٌ معادٌ / تتساوى فكلُّها حِرمانُ
رُوِّيت من دموعهم زهراتٌ / ثم ماتت وضِّرج البستان
والعطورُ التي حباها ربيعٌ / أنكرتها الحياةُ والأكفان
بدِّدت في المحيطِ لغو أوضاعت / وأباهَا زمانها والمكان
كل ما حولهم وإن لجَّ بالمع / نىَ هراءٌ وكله بُهتان
لا مقاييسَ غيرُ ما يفرضُ الذل / وما يستبيحه الطغيانُ
عقهم كل ما رأوهُ ملاذاً / وانتهى في عقوقه الانسانُ
عَجبوا من وجودهم ومناهُم / بينما البؤسُ حَولهم طُوفانُ
خَجلت في النَّدى طيورٌ تغنَّت / فتغنت بحزنها الغدران
لم يُميَّز ربيعهم من شتاءٍ / في قلوبٍ إجدابُها ألوان
لم يخافوا موتاً وقد وَهَموا المو / تَ حياةً لمثلهم قد تُصانُ
وتناسوا لهم مقالاً وأذها / ناً بعهد تُعاقَبُ الأذهانُ
واستراحوا إلى التدهور واليأ / سِ كأنَّ الرجاءَ لصُّ يدَانُ
وأتى الفارسُ البشيرُ فلم يَح / فل بأنبائِهِ فتىً أو مكانَ
غَير فردٍ منهم هو الشاعرُ الثا / ئرُ في سجنه هو الفَّنان
هو من يعرف انطواءَ على النف / سِ إذا شاع في الهواء الدُّخانُ
وهو من يعرف الزئيرَ من القب / رِ إذا هَدَّمَ القبورَ الجبانُ
وهو في سجنه الأبُّى على السج / نِ فمنه السَّجينُ والسجان
وهو منهم في البؤسِ إن لم يكن من / هم اذا ما استعبدَ النُّهىَ الإذعانُ
قيل أبشر سيحضر المهراجا / عن قريبٍ ويضحك المهرَجَان
إنَّ تشريفهَ لنعمىَ عزيزٌ / أن تَرَاهَا وُكلُّها إحسانُ
وأَعدَّ الحَّكامُ للسيدِ القا / دم ما يفرضُ الرياءُ المزَان
من ضروبِ اللهَّوِ الغريبِ ولو أنَّ / الُمجِّلى من بينهم بهلوانث
كلُّ إتقانهم نفاقٌ وبتهانق / ومنهم ليخجل البهتان
لم يبالوا كم مُرِّغَ الشعبُ في الضي / مِ اذا داسَ رأَسه السلطان
هيأوا الخمرَ والقيانَ وَشَتَّى / من مخازٍ وُخوِدعَ الإيوان
يشمئُّز الجمادُ سراً من الرج / س إذا سَرَّ غيرهَ الإعلان
حينما الناسُ لم يبالوا من الزينات / شيئاً كأنهم عُميان
فإذا الشاعرُ المرَّجبُ فيهم / يتلظى كأنه البركان
قال ياقوم ما القنوطِ بمجدٍ / للعزيزِ النهُّىَ ولا النسيانُ
اصفعوا الغاشمَ الأنَاني واقضوا / في دَعَاوى يُقيمها الشيطانُ
وأتى الموكب المفَّخمُ والرَّاجا / فخورٌ كأنه الديانُ
وانتفاخُ الأوداجِ والصدر والبط / نِ جبالق خلالها القيعانُ
وائتلاقُ الحلِّى غَطَّينَ قَزماً / شررق للنفوسِ لا طَيلسانث
وإذا الناسُ بالمصابيح مُوفُو / نَ كأنَّ النهارَ لا يُستبان
وإذا الشاعر المقَّدمُ حُكمٌ / ساخرٌ فوق ما عَناهُ العِيانث
قال ذاك الطاغوتُ من أنتض ما مع / نى مصابيحكم أهذا جَنانُ
أم جُننتم أينَ الحفاوهُ منكم / أيلاقى التَّفضُّل النُّكرانُ
فأجابَ الفنانُ إنيّ أنا الشا / عرُ فيهم وإنني التَّرجمان
كيفما كانت الخطوب الدَّواهي / أنا قلبٌ ومسمعٌ ولسان
هم دَمىِ من بهم أعُّز ومنهم / يُستُّمد الإلهام والإيمان
إن يكن ذلك القنوط احتواهم / فهو بي حُرقةٌ وبي نيرانُ
وهو من بَدَّل البكامَة إفصا / حاً فعافت قيودَها الأوزان
لم نجئ أيها المؤمَّرُ فينا / كالضحايا تنالها الأوثانُ
إنما هذه المصابيحُ أدَّت / غايةَ السُّخرِ إن يُغلَّ اللسانُ
للذى لا يرى رعاياه في البؤ / سِ فماتوا به مِراراً وعانوا
ثم دوَّى المكانُ من غضبهِ الرَّاجا / وكادت تُهدَّمُ الاركان
وقضى الشاعرُ الوفُّى غريباً / يصحب النفىَ ما له شُطآنُ
ثُمَّ وَلِّى جيلٌ وجيلٌ فسادت / ثورةُ الشعبِ وانقضى الصولجانُ
سألوني لم ارتحلتَ كأني
سألوني لم ارتحلتَ كأني / لم أجبهم بسيرتي نصفَ قرنِ
شادياً بالطليقِ من شعريَ الباكي / أغنى لمجدِهم ما أغنى
وحياتي لعِّزهم في كفاحٍ / ككفاحِ الشُّعاعِ في وسطِ دَجن
مُثل لن تُحدَّ نَوعاً وعداً / كنجومِ السماءِ في كل فنِ
وتَبَّلغتُ بالعذابِ وبالبؤسِ / مراراً وكل حظى التجَّنى
وكأني وَحدِي المسئُ بإحسا / ني لعصري أو أنه لم يَسعني
ما كَفاهُم أنِّى أعاني وجودي / في وُجودٍ بقاؤه مَحضُ غَبنِ
ما كَفاهُم أني أواصلُ ليلى / بنهاري لأجلهم وسطَ من
ما كفاهم أني أضحى بروحي / حينما عزَّ من يُضحَّى ويُغنى
ما كفاهم أني تناسيتُ نفسي / فوق نسيانهمُ حقوقي وأينى
ما كفاهم أنى لهم ذلك الرا / ئدُ يشقى كالراحِ في أسرِدنِّ
ما كفاهُم أني ارتضيتُ شقائي / لي جزاءً ويهدمون وأبنى
ما كفاهُم هذا وهذا فنادوا / بعقوقي وما رَعَوا حق سنِّى
ثم حالوا بين المثاليِّةِ العل / يا لفكري وبين سعيى وبيني
فترَّحلتُ حيثُ يحُترمُ الاحرا / رُ وحيثُ الهواءُ طلقٌ لذهني
وأظل الوفي رغمَ اغترابي / لبلادٍ ما غُيبِّت قطَّ عنِّي
قال لي الحب كيف تعزف عنّي
قال لي الحب كيف تعزف عنّي / أحسبت الحياة محض التمنّي
قلت هيهات أن أفوتك طوعا / أنت كنزي بل أنت روحي وفنّي
كل ما تشتهيه أعطيه سمحا / غير بيعي استقلال قلبي وذهني
اين تلك التي ائتمنت على الكن / ز لتبني لك الذي عشت أبني
التي تعرف الجمال بشدوي / وتغني لك الذي قد أغني
والتي تنشد الصباحة الظر / ف بفني ولا تبالي بسني
والتي في الحبور تلقى بقلبي / منبعا زاخرا له فاض عني
والتي في الهموم تلقى همومي / باسمات لها كأن لم تنلني
والتي إن سقمت بددت السق / م من عطفها المطمئن
والتي لا ترى وفيا يفدى / أو حريا بها وعني يغني
والتي لا تخون عهد ولائي / إن يبعني الأنام أو إن يخني
والتي تزدهي بما أنا مشد / للورى حين أسرفوا في التجني
والتي سخرها بكل زنيم / راح يغتابني ولوعا بطعني
والتي ترجع السهام ثقابا / أو هشيما وقد تبدت مجني
والتي وحيها مثاليتي الكب / رى ووحيي جمالها ملء عيني
والتي لا ترى التجاوب غبنا / لسناها وإن يكن محض غبن
والتي تغتدي كتوأم نفسي / وتعالت على سؤال ومن
إن تراءت فإنني عندها أعطي / جميع الذي تمنّته منّي
وإذا صرت عبدها قلت للده / ر طروبا بالله دعها ودعني
أربعاء الرماد يا عيد أحزا
أربعاء الرماد يا عيد أحزا / ني ويا رمز حرقة الإنسان
فيك ذكرى لنكبة ولنص / ر ومزيج الإيمان والكفران
ليس هذا الرماد من سعف الن / نخل رمادا وإنما وجداني
إن ماضيّ ماثل فيه والحا / ضر أيضا ومقبلي المتداني
المسيح النبيل بارك ما / فيه من الوجد والرؤى والمعاني
أتركوني يا قوم أركع في / همي خشوعا لهذه الصلبان
إن أكن مسلما فقلبي / حوى العالم طرا كخالق الأكوان
فلسفات الحياة ليست / لدين واحد بين سائر الأديان
إنها الحس بالمآسي / وتفسير وجود موزع حيران
من تراب نشأت ثم إلى / الترب مآلي كتائه ظمآن
وأنا السائح الشريد الذي / ينعم في بؤسه العني الجاني
ذكروني نعم هنا ذكروني / بانتصاري العظيم ثم امتهاني
وغرور الحياة والخلق والدن / يا مشاعا في روح هذا الزمان
ليس يبقى سوى الجمال سوى ال / خير سوى الحب في الوجود الأناني
ليس منا قال الحسود المعنى
ليس منا قال الحسود المعنى / ليس منا أعادها ليس منا
علم الله أنني لست من يرغب / في مثلكم ولا من تدنى
أيها السارق الحقير الذي / يزهى بمسلوب غيره مطمئنا
قد أتينا عبر المحيط لنلقاك فكان / البلاء ما قد رأينا
قد حسبناك ثروة أو تراثا / فوجدنا وشرّ ما قد وجدنا
الصغار الذي تدهور بالخلق / فشمنا الصغار معنى وعينا
والغرور الذي تضاحك منه / كل غر فقد شأى المين مينا
والخساسات وهي أشبه بالأدواء / طعما وبالجنايات لونا
إن يك الفن كل هذا / فإني لبريء مما تعدون فنا
إن أهلي في كل أرض بها الحق / عريق وباسمه تتغنى
اين أنتم منه جنيت / زنيمٌ جاحد يشبع المعانين منا
أين إحسانكم قلامة ظفر / أيها الحاسب الإساءة دينا
حظّك العمر في الدسائس والوعظ / خبيثا فبالخبائث تعنى
فلتهنّأ بها فإنك أولى / بالمخازي ودونها لا تهنا
وأنا ما أنا سوى الشاعر الملهم / بالحب والجمال المغنى
ومثاليّتي تناولت الكون فغنى / وبدل الكون كونا
إي نعم وهو إن يعد جنينا / ساد في الحلم قادرا واستكنا
ستراه الأجيال في مقبل الدهر / جنانافي عصرنا تتمنى
أتراني من بعد هذا أبالي / بالحسود الذي من الحقد جنا
وأخاف الهجاء يا أحقر / الخلق شعورا واضأل الناس ذهنا
أهملت شأنك الموازين يا فاجر / حتى عدمت في النبل وزنا
شاعر نافس التعالي بما / يحكي ويحكي القرود مغنى ومبني
شاعر الحب والجمال دعوني
شاعر الحب والجمال دعوني / شاعر النور عاطرا والتغني
أنا راض بما دعوني ولكن / أترى الفن يرتضي ما دعوني
ما الوجود الذي تراءى حيالي / ملء ذهني وإنما بعض ذهني
لا عرفت الحياة إن كان فني / ما بدا لي ولست أخلق فني
منحتني إيزيس ما يهب الخص / ب وخصبي كالروح يغنى ويغني
أنا بعض من الوجود ولكن / كل ما في الوجود من بعض كوني
ملأت مهجتي الأثير طيوبا / وتناهت بكل ما ند عني
أنظر الشمس إن فيها شعورا / كشعوري وكل ما شع مني
وانظر النجم وهو يغمز للشم / س بشوق ولوعة لم تفتني
وانظر السحب وهي تمضي نشاوى / باكيات وقد أصاخت للحني
ضمختها أنفاس شعري فحالت / في الأزاهير بين شهد ومن
سنها من سني لو كنت تدري / أن هذي الآباد رفت بسني
وشعاع الأجرام يحسد وجداني / ونفسي ككائن لم تسعني
أنا معنى من السلام من النور / من الحق والعلى لا التدني
ما اضطهادي بنائل من جناني / لو رأيت الضياء يعو لغبن
جاحدي يعلن الهزيمة لاقا / ها فما كان طعنه في طعني
إن روحي تبر بالطائش الها / وي كأني مسدد بعض ديني
ليس فضل الحكيم أن ينشر الحك / مة قولا فحسب من دون عين
رحمتي لا تضنّ بالصفح للآ / ثم إن خص من جموع بضن
فكأني المسيح فدى غفورا / وتسامى من بعد صلب ودفن
وتناهى مبادئا هي أبقى / من خلود العلى ومن أيّ كون
باذلا روحه فتنمو وتسري / سريان الحياة في غير من
فليحنّيَ الحساد بالعيب ما شاؤوا / ولا عاش حاسد لم يخنّي
وليغنّوا نقيض ما هم عليه / فبحسبي أني أقول وأعني
ولينادوا بنبلهم وهو زور / وبيأس لهم شبيه بجبن
وليباه الجناة لست حقودا / فأجاري ولا أثيما فأجني
ذاك صدري هو السماحة والرح / مة للعالمين رغم التجنّي