المجموع : 35
رقعةٌ من مُعاتبٍ لك ظَلَّتْ
رقعةٌ من مُعاتبٍ لك ظَلَّتْ / ولها في ذَراك مثوىً مُهانُ
جالتِ الريحُ في الزوايا بها يو / ماً كما جال في الرباط الحصانُ
غيرَ مستورةٍ عن الناس لكن / مجتلاةٌ وإنَّها لحَصَانُ
ورأيتُ الأكُفَّ قد لعبتْ في / ها فأمست وظهرُها مَيْدانُ
سطَّر العابثون فيها أساطي / رَ عَفَت مَتْنَها فما يُستبانُ
خطَّ ولدانُكم أفانينَ فيها / أو رجالٌ كأنَّهُمْ وِلدانُ
حين لم يحلِفوا بحرمة ما في / ها وفي بطنها معانٍ حِسانُ
كحليفِ العمى تَغَوَّطَ في الإي / وان جهلاً بأنه الإيوانُ
وكثيراً يُمْنَى بأمثالها البس / تان ما لم يُحصَّنِ البستانُ
يَخرأُ الخارئون فيه وفيه / طيِّباتُ الثمارِ والريحانُ
وقبيحٌ يجوزُ كلَّ قبيحٍ / رُقعةٌ من مُعاتبٍ لا تُصانُ
شَدَّ ما هان عندك الخطُب فيها / لا يكنْ للَّتي أهنْتَ الهَوانُ
تَوْبةً بعد حَوْبةٍ من عتابي / ك فهل أنتَ قابلٌ يا فلانُ
قد لَعَمْرِي ركبتَ أمراً مهيناً
قد لَعَمْرِي ركبتَ أمراً مهيناً / ساءنا فيك أيها الخُلْصانُ
فتحك المِهرجانَ بالحُولِ والعُو / ر أرانا ما أعقبَ المِهرجان
كان من ذاك فقدُك ابنتَك الحُرْ / رَةَ مصبوغةً بها الأكفان
وتجافي مؤمَّل لي خليلٍ / لجَّ منه الجفاء والهجران
وعزيزٌ عليَّ تَقْريعُ خِلّ / لا يُدانيه عنديَ الخلان
غيرَ أنِّي رأيت إذكارَهُ الحزْ / م وإشعارهُ شعاراً يصان
لا تهاوَنْ بطيرةٍ أيُّها النَّظْ / ظارُ واعلم بأنَّها عنوان
قِفْ إذا طيرةٌ تلقَّتْكَ وانُظرْ / واستمعْ ثمَّ ما يقولُ الزمان
فَلِما غابَ من أُمورِكَ عُنْوا / نٌ مُبينٌ وللزّمانِ لسان
لا يَقُدْكَ الهوى إلى نصرة الأخ / بار حتَّى تُهين ما لا يهان
إنَّ عُقْبَى الهوى هُوِيٌّ وعُقْبَى / طُولِ تلك التهاوناتِ هوان
لا تُصَدِّقْ عن النَّبِيِّينَ إلا / بحديثٍ يلوحُ فيه البيان
قد أتَى عن نبيِّنا حبُّه الفأْ / لَ مضيئاً بذلك البرهان
ومحبُّ الحبيبِ لا شك فيه / كارهٌ للكريه يا إنسان
فدع الهزلَ والتضاحك بالطِّي / رةِ فالنُّصْحُ مُثْمِنٌ مَجَّان
أترى من يرى البشيرُ بشيراً / يَمْتري في النذير يا وَسْنان
خبَّر اللَّهُ أنَّ مَشْأَمةً كا / نَتْ لقومٍ وخبَّر القرآن
أفَزُورُ الحديثِ تقبلُ أم ما / قاله ذو الجلال والفرقان
لا تَكَرَّهْ مَواعظي لكريه الْ / حَقِّ فيها فإنها بستان
فيه دفْلَى وفيهِ شَوْكٌ وفيه / من ثمارٍ كرائمٌ ألوان
يَقْبحُ الصِّدْقُ بالغَواني لأمْرٍ
يَقْبحُ الصِّدْقُ بالغَواني لأمْرٍ / هُنَّ فيه إذا صدقْن زواني
ويرى غائبَ الصواب غَبيٌّ
ويرى غائبَ الصواب غَبيٌّ / ويغيبُ الصوابُ عن مُسْتَبِينه
نَذَرَتْ عصبةٌ بأنّيَ أستو / في رغيفاً وجانباً مِنْ قرينه
فتداعتْ تداعِيَ القَوْمِ في الثَّل / لَة للَّيث طالعاً من عرينه
ثم صاحوا السلاَح فانصاتَ كهلٌ / فيلسوفٌ وبندُهم في يمينه
قلتُ لا بأْس إنَّ في ابنِ أبي القا / سم شُغْلاً عن غَثِّكُمْ بسمينه
لا تخافُوا وأيقنوا أيها القو / م بِبَيْعِي خسيسَكُمْ بِثَمينه
بأبي من غنَيْتُ عن كُلِّ غُزْر / غيرِ عذْبٍ بعذبه ومعينه
بأبي من غَنيتُ عن كل زُورٍ / وغُرورٍ بحقه ويقينه
سوءةً سوءةً لحاقرِ حُرٍّ / وهواناً معجَّلاً لمُهينه
سوءةَ سوءةَ لشاهدِ وُدٍّ / غرَّني من مُكَمِّنِ وكمينه
حسداً هاجَهُ على ثلب شعري
حسداً هاجَهُ على ثلب شعري / ولقائي معبِّساً غضبانا
وانتقاصي مع العدو وقد كا / ن يرى لي نقائِصي رُجْحانا
ليت شعري ماذا حسدتَ عليه / أيُّها الظالِمي إخائي عيانا
أَعلى أنَّني ظَمِئْتُ وأضحَى / كُلُّ من كان صادياً ريَّانا
أمْ على أنَّني أمشي حسيراً / وأرى النَّاسَ كلَّهُمْ رُكْبانا
أمْ على أنني ثكلتُ شقيقي / وعدِمْتُ الثَّراءَ والأوطانا
عُدْ كريماً إلى كريم كما كن / تَ وإلا لقيتَ مِنِّي هوانا
لا عقاباً بما تقولُ ولكنْ / بجفاء أردفْتَه هِجرانا
وتيقَّنْ أني مُقيمٌ على العه / دِ حَياتي وخُذْ بذاكَ ضمانا
لا أعُدُّ الذنوبَ منك ذُنوباً / بل هدايا مقبولةً وحنانا
وكذا ذَنْبُ كُلِّ دَهرٍ يليه / آلُ وَهْب أعُدُّهُ إحسانا
وأرى يومَهمْ ضَمِيناً وفيّاً / بِغَدٍ يجعل العِدا خُلّانا
قسماً لَوْ جَهدْتَ جُهدك ما اعتد / دَتْكَ نفسي إلا أخاً خُلْصَانا
فارقبِ الإلَّ أن تكونَ على خل / لِكَ قِدْمَاً مَعَ الزَّمانِ زمانا
قلتُ مهلاً ستلتقي الشمس والبد
قلتُ مهلاً ستلتقي الشمس والبد / رُ فكَمْ يُطْلِعانِ من سَعْدين
سَتُلاقِي الإمامَ عمَّا قليلٍ / بنتُ مولاه سيِّدِ المَغْربَين
وسيُعطَى الإمَامُ منها سعوداً / كلها للإمام قُرَّةُ عَيْنِ
ما الذي ينشرُ المدائحَ مِمَّنْ
ما الذي ينشرُ المدائحَ مِمَّنْ / قد طوى جودُهُ صنوفَ الزمانِ
كلَّلَتْ كفُّهُ سماءَ المعالي / بنجومِ المعروف والإحسان
فبها يَسْتضيءُ كلُّ رجاءٍ / وبها تَهتَدِي إليه الأماني
يا شقيقَ النَّدَى وتِرْبَ المعالِي / وسراجَ الهُدَى بكل مكان
كثُرتْ في العُلا معانيك حتى / أَعْوَزَتْنا أسماءُ تلك المعاني
أنتَ عِيدٌ للناسِ في كلِّ عيدٍ / بل لَعَمْرِي في سائر الأزمان
شَرَّقَ الناسُ بالذبائح في الأض / حى وأعطوْا طوابق اللُّحمان
ورأينا الأميرَ شَرَّقَ فيهِ / ببدورِ اللُّجَيْنِ والعِقيان
جعلَ اللَّهُ يومَ أضحاكَ يوماً / ضامناً للسُّعودِ أوْفَى ضمان
قصَّرَ القولُ في الأمير وفيهِ / طولُ ما طال منه في المِهرجان
شفقاً من أذى الأميرِ المُرَجَّى / وحذاراً من مَجَّة الآذان
أتَّقِي غصةَ اسمِه علمَ اللَّ
أتَّقِي غصةَ اسمِه علمَ اللَّ / هُ فأكنِي عن ذكره بالمعاني
يا ثقيلَ الثِّقالِ أقذيتَ عَيْني / ليتَ أنِّي كما أراك تراني
من يكن عانياً بحُبِّ حبيبٍ / ففؤادي ببغضك الدهر عاني
حَبَّبتْهنَّ أن غدتْ وهي منهنْ
حَبَّبتْهنَّ أن غدتْ وهي منهنْ / نَ وإنْ كُنَّ دونَها أوزانا
ولقدُ فزن إذْ يُناغِينَ فاها / ويديْها وعُودها الألحانا
وتحرَّمْنَ إذْ غدوْنَ إماءً / مذعناتٍ بحقها إذعانا
تلبَسُ التَّاجَ فالقِيانُ لديْها / واضعات لتاجها الأذقانا
تاجُ حُسْنٍ يَثْنيهِ تاجٌ من الإح / سان تاجانِ طالما مَلكانا
غير أني رأيتُها بغَّضَتْهُنْ / نَ بأن لم تدعْ لهنَّ مكانا
نزلت في الصدور منزل من بر / رَزَ حُسْناً ومن علا إحسانا
فنفتْهنَّ عن قلوبٍ وقدْ كن / نَ تبوَّأْنَ حبها أوطانا
فغدا البائساتُ منهنَّ يَطْلبْ / ن على دفعِ ظُلمها أعوانا
ظلمتْ من صَبا وغَنّى وكلٌّ / يشتكِي من دريرةَ العدوانا
أنصفَ اللَّهُ صاحبَ العذْلِ منها / عاشقاً والمحسّنات الحسانا
ما نبالي إذا دُرَيْرة أبدتْ / نُزْهَتَيْها ألا نرى بستانا
نزهة الطرفِ شْفعها نزهة السم / ع إذا ناغمتْ لك العيدانا
ذات وجهٍ كأنَّما قيلَ كُنْ فر / داً بديعاً بلا نظيرٍ فكانا
فيهِ عينان ترميانِ بلحْظٍ / نافذِ النَّبْلِ يصرع الأقرانا
فوق غُصن مُهَفْهفٍ تلثم التفْ / فاح فيه وتلمس الرمَّانا
تجتلي خلقها فتلقَى قواماً / خيزراناً وصِبْغةً أرجوانا
لونُها الدهر واحدٌ كجَني الور / د وإن كان وُدُّها ألوانا
بينما وصلُها لذي الوُدّ وصلٌ / إذ أحالته بالقِلى هجرانا
كَمُلَتْ كلها فلستَ ترى في / ها سوى سوء عهدها نُقصانا
فمتى ما أجلتَ طرفكَ فيها / فهْي كالشمسِ صُوِّرتْ إنسانا
ومتى ما سمعتَ منها فَشَدْوٌ / يطرد الهمَّ عنك والأحزانا
قادرٌ أن يُميتَ أشجانَ قوم / قادرٌ أن يُهيِّجَ الأشجانا
ومتى ما لثمتَ فاها فشيْءٌ / تجد الراحَ فيه والريحانا
ريقةٌ كالشَّمولِ طِيباً ونشرٌ / كنسيم الشمال خاضَ الجنانا
صَغَّروها مخافةَ العيْنِ عَمْداً / وهي أَعلى القيانِ قَدْراً وشانا
فَدَعَوْها دُرَيرةً وهي الدُّرْ / رَةُ تَغْلُو فتأخذ الأثمانا
لو رآها في الجاهلِّية قومٌ / عَبُدوها وجانَبُوا الأوثانا
هِيَ حُلْمِي إذا رَقَدْتُ وهَميِّ / وسُرورِي ومُنْيتي يقظانا
مع أنَّ الرُّقادَ قد خانَ عَهْدي / مذ تكلَّفتُ حبلها الخَوَّانا
لا تزالُ القلوبُ تَصْبُو إليها / أو تراها تُقلِّب الأجفانا
فإذا تابعتْ سهامَ الهوى المح / ض طلبنا هناك منها الأمانا
غيرُ حنَّانةٍ على عاشقيها / حين تحتَثُّ عودها الحنَّانا
غيرَ أَنَّا نُحبُّها كيفَ كانتْ / ما أحبَّتْ أرواحُنا الأبدانا
إن تُسلَّطْ على القلوبِ بلا جُر / م فأحلى مُسَلَّطٍ سلطانا
قل لمن عابها أحَلْتَ وأبطلْ / تَ وناقضتَ بل بهتَّ العِيانا
ليت شِعري أوجهها عِبْتَ كلا / أم تنقَّصْتَ جيدَها الحُسَّانا
أم شواها إذا أغصَّ بُراها / أم حَشاها أم فرعَها الفينانا
أم ندى صَوْتِها إذا رجَّعَتْهُ / في المثاني أم دلَّها الفتّانا
ليس فيها شيءٌ يعابُ لدينا / غيرَ بُخْلٍ بنَيلها قد شجانا
عندها البخل بالنوال ولو بال / طَيْفِ منها يزورنا أحيانا
نعمةً كالغرام أوسعَنا اللَّ / ه امتنانا بوصلها وامتحانا
طال ما طوَّلتْ على حُبّها اليو / مَ وما قصَّرَتْ عليه الزمانا
تتغنَّى فالدهرُ يومٌ قصيرٌ / وإذا ما جفتْ عَدِمْنا كَرانا
أيُّها السائِلي بها كيفَ حَمْدِي / لجَداها لقيت عندي بيانا
قد أَرَتنا وأسمعتْنا ولكنْ / تركتْ كلَّ عاشقٍ ظمآنا
أفلا قائلٌ لها ذو احتسابٍ / حين تحمي رُضابها العطشانا
مَتِّعي هذه المراشف من ري / قِك يا من يُمَتِّع الآذانا
واقسِمي العدْلَ في جوارِحِ قوم / ترك الظلمُ بعضَها هَيمانا
لا تُنيلي جوارحاً ما تَمَنَّتْ / وتُنيلي جوارحاً حِرْمانا
أَرْشِفينا كما أريْتِ وأسمعْ / تِ ولا تتركي الهوى صديانا
أنا واللَّهِ يا دريرةُ أهوا / كِ وإن ذقتُ في هواك الهوانا
يا كثيباً عليهِ غصنٌ من البا / نِ وفرعٌ يمجُّ مِسْكاً وبانا
أشْتَهِي أن أعَضَّ منكِ بناناً / طال عَضِّي عليه مني البنانا
حين تستمطرين أوتارك الدُّرْ / رَ على السامعين والمَرْجانا
لم أنلْ منكِ مذ هَوَيتُك حظّاً / من نوالٍ سراً ولا إعلانا
غيرَ أني أبيتُ ليليَ حَيْرا / نَ أُراعي من نَجْمِهِ حيرانا
قد وصفْنا فمن غدا يتمارى / فليزُرْنا نُقِمْ له البرهانا
عندنا مَنْظَرٌ لها وسماعٌ / كَفيانا لطالبٍ تبيانا
والمَحلُّ الخلاءُ من كُلِّ ضَيْفٍ
والمَحلُّ الخلاءُ من كُلِّ ضَيْفٍ / ومَضيفٍ مُعَطَّلٌ مسكونُهْ
والوعاءُ الذي وَعَى الوفْرَ والذَّمْ / مَ خليطين فارغٌ مشحونُهْ
وأرى المالَ ما يَخال أناسٌ / أن ذا المالِ فيهُمُ مغبونه
خيرُ مالٍ موزونُهُ لذوي الحمْ / دِ كما خيرُ حَمْدِهم موزونه
وأصحُّ الآراءِ ما ظنَّ ذُو الأَفْ / نِ بِذي الرأي أنَّهُ مأفونه
والفَتى الحازِمُ الحصين حصوناً / مَنْ تُلاقيهِ والأيادي حصونه
وأخسُّ الرجالِ مَنْ راحَ فيهم / مُسْلَمَ العِرض سالماً ماعونه
أنْفِق المالَ قبل إنفاقكَ العم / رَ ففي الدهر ريبُهُ ومَنونه
قلَّ ما ينفع الثراءُ بخيلاً / عَلِقَتْ في الثَّرَى المهيلِ رُهونه
لا تظنَّنَّ أن مالك شيء / كدم الجوف خيره محقونه
لو نجا من حِمامهِ جاعلُ الما / ل مَعاذاً له نجا قارونه
ازرع الحُبَّ تَسْتدمْهُ فَمِمَّا / رُدَّ مزروعُهُ أتَى مَطْحونه
كلْ وأطعمْ فربما راعَ ريْعاً / زاكياً من تعولُه وتَمونه
لا تَفرَّدْ بأكل مالٍ ولا تَمْ / نُنْ بعُرْفٍ فَشَرُّهُ مَمْنونه
آكلوا المالِ شاغلوه عن المَجْ / دِ ولا ينفع امرءاً مَخزُونه
خازنو المالِ ساجنوه وما كا / ن ليسعَى لساجنٍ مَسْجونه
إنَّ ربَّ العبادِ يرزقُ من يَخْ / لُق فليُحْسنَنَّ ظنَّاً ظَنُونه
أحسِنِ الظنَّ بالإلهِ ولا تأ / منهُ أمن امرئٍ شديدٍ مجونه
واسترِبْ بالمُرِيبِ من كلِّ شيءٍ / واتَّهمْهُ لا تَحْتجنْك حُجونه
وإذا ما ظننتَ شرّاً فَخَفْهُ / رُبَّ شَرٍّ يقينُه مَظنونه
لا تَبِيتَنَّ آمِناً من ظَنينٍ / واحترسْ منه أوْ تليك أُمونه
كم رُكونٍ جنى عليكَ حِذاراً / مَنْ أطالَ الركونَ قلَّ رُكونه
إنْ تَطُلْ مِحْنَتِي فلا أنا مَفْتو / نٌ زماني ولا أخي مفتونه
بل فتىً ذو خَليقةٍ تَضْرحُ اللَّعْ / نَ إذا اللعنُ جرَّهُ مَلْعونه
غيرَ أَنِّي إذا غدا صاحبُ الما / لِ مديناً فإنني مديونه
أحملُ الدين في الحقوقِ وإن أُث / قِلْتُ والحقُّ قائمٌ قانونه
راض مِنِّي جنونُ دهرٍ سخيفٍ / ربما ثَقَّفَ العقولَ جنونه
راضني ثم هاجني فاعتلاه / بي شديدُ المحال لا موهونه
وثَّبَ الدهرَ وَثْبَةً جشَّمَتْنِي / سَلَّ سَيْفٍ عَمِرتُ دهراً أصونه
طالَ عَهْدي به ولم يَتَغَيَّرْ / ليَ مصقولُه ولا مسنونه
وعزيزٌ عليَّ سلِّيه لكنْ / كُلُّ سَيْفٍ فللظهور كُمونه
جَرَّدته يدي وفي القلبِ وَجْدٌ / كادَ يَفْرِي تَجَمُّلِي مكنونه
فضربتُ الزمانَ حتى استكانتْ / بِيضُهُ بعدما استطالتْ وجُونه
بحسام يأبَى الخيانة في الرَّوْ / عِ إذا خان آمناً مأمونه
ليس من جوهرِ الحديدِ مَصُوغاً / بل من المجدِ نصلُهُ وجُفونه
لو أُعير الزمانُ ما في ابنِ موسَى / من وفاءٍ لما تفانت قرونه
لو أعيرَ الحُسامُ ما في ابن موسى / من صفاءٍ لما جلته قيونه
ماجدٌ ساخ عرقُهُ في ثرى المجْ / دِ وأوفت على الغصون غُصونه
من فَتىً للذَّكاءِ كلُّ حراكٍ / حلَّ فيه وللوقاء سكونُه
لم يَزَلْ ذا تَفَقُّد للخفايا / مُذْكياتٍ على الصَّديقِ عُيونه
يا فَتَى آل بَرمكٍ ليَ مُرْجىً / ما أرى ماجداً سواك يكونه
أحمدَ الحمدِ يا أبا حسن الحسْ / نَى إذا الظهرُ أثقلتهُ ديونه
أحمدَ الحمدِ يا أبا حسن الحُسْ / نَى إذا القلبُ حَالفتْه شُجونه
بيننا حُرمةٌ وقد عضَّني الده / رُ ولا قَتْ ظهورَ أمرِي بطونه
شهد السيفُ أنَّكَ السيفُ حقاً / لا كَهامٌ يخونُ من لا يخونه
فامضِ في حاجتي فإنك في الحا / جةِ مسعودُ طائرٍ مَيمونه
لك حظّ أراه يُعْنِقُ في السَّيْ / رِ فساير أخاك تُعْنِقْ حَرونه
إنَّ موسى نَجِيُّ من لا يناجَى / شُدَّ منهُ بِعَوْنِهِ هارونه
فأعنِّي فَرُبَّ صاحبِ كنز / مستثارٌ بغيرِه مدفونه
لا تدعْ محضراً تُحقِّقُ فيه / حُسْنَ ظَنِّي فالقولُ جَمٌّ فنونه
واكسُ شعري من النشيدِ نشيداً / كالغناء المُشذَّراتِ لُحُونه
فلكم مُعْوِرٍ سترتَ فما أعْ / ور مكسورُه ولا ملحونه
وإذا ما نشرت بزَّ صديق / فكديباج غيرهِ بزيونه
إنَّ للدهرِ منجنوناً فعالجْ / ه عسى أن يدور لي منجنونه
جُدْ بتسهيل حاجتي عند سهلٍ / للمعالي سهوله وحُزونه
وَعْدُ أمنيَّةِ المؤمل عنه / وعْد فيه ووعدُه مضمونه
أطلقَ المالَ جودُهُ يجتني الحم / دَ وأيدي المؤملين سجونه
بين ثوبَيْهِ شمسُ رأي وغَيْثٍ / مستهَلُّ الحيا علينا هَتُونه
فالهُدى حيث تطلعُ الشمسُ مِنْهُ / والندى حيث تستهِلُّ دجونه
فلَعَمْرِي لأخفينَّك جهدي
فلَعَمْرِي لأخفينَّك جهدي / عن عياني وعن عيان العيون
ولعمري لأمنعنَّك أن تَضْ / حَكَ في رأسِ آسفٍ محزون
بخضابٍ فيه ابيضاض لوجهي / واسودادٌ لوجهك الملعون
رجلٌ يتْبَعُ المولِّي بالسي
رجلٌ يتْبَعُ المولِّي بالسي / فِ إلى أن يكُرَّ نحو خِوانِهِ
آمنٌ معتَفيه منه ولكن / ما لمعفيه مطمعٌ في أمانه
ويلُ من لا يُريغ سيْبَ يديه / من يديه وويلُه من لسانه
ماجدٌ يبذل الجزيلَ بلا مَنْ / نٍ ويُعدي على صروف زمانه
عالَمُ اللَّهِ داره والأماني / من قِراهُ والناس من ضِيفانه
ولهُ هِمةٌ حَمولٌ عليه / تستقلُّ الكثيرَ من إحسانه
مُعشِباتٌ أجنابُه من نداهُ / مُورقاتٌ أقلامُه من بَنانه
أيّ حين أتاهُ طالبُ جدوا / هُ أتاه في حينه وأوانِهِ
مشترٍ للثناء مُغلٍ يرى أنْ / نَ حياةَ النفوس من أثمانه
زادَهُ اللَّهُ نعمةً وعلاءً / إنّه نعمةٌ على إخوانه
ووقاهُ من أن يسوءَ وليّاً / ثَبَّطتْه الخُطوبُ عن غِشيانه
وأراه السرورَ فيه خصوصاً
وأراه السرورَ فيه خصوصاً / وعموماً في سائر الأزمانِ
ما رأت مثل مهرجانك عينا / أردشيرٍ ولا أنوشروانِ
مهرجانٌ كأنما صوَّرتهْ / كيف شاءت مُخيراتُ الأماني
عانياً دَهْرهُ بحبِّ حبيبٍ / وفؤادي ببُغْضِك الدهر عاني
لو تراءى لجنَّة الخلد صَبَّتْ / واشرأبت بجيدها الحُسَّانِ
خُلِقتْ للأمير فيه سماءٌ / لم يكن بدْءُ خلقِها من دخانِ
ونجومٌ مسعودةٌ لم يُصبْها / نحسُ بَهرام لا ولا كيوان
وأُديل السرورُ واللهو فيه / من جميع الهموم والأحزان
لبِستْ فيه حَلْي حَفْلتِها الدُّنْ / يا وزافت في منظرٍ فتان
وأذالت من وشْيها كُلَّ بُردٍ / كان قِدماً تصونُه في الصِّوان
وتبدَّتْ مثل الهَدِيِّ تهادَى / رادعَ الجيْب عاطرَ الأبدان
فهْي في زينةِ البَغيِّ ولكن / هي في عفةِ الحَصَان الرَّزان
كادت الأرضُ يوم ذلك تُفشي / سِرّ بُطنانها إلى الظُهران
فتُحلّي ظهورَها ما يواري / بطنُها من معادن العقيان
وتُري فاخِر الزبرجد واليا / قوتَ حَصْباءها بكل مكان
وتبوحُ البحارُ بالدُّرِّ بَوْحاً / وبما أضمرتْ من المَرْجان
ويُرَدُّ الشبابُ في كل شيخٍ / ويدِبُّ النشورُ في كل فاني
ويجوز الخريفُ وهو ربيعٌ / وتَسورُ المياهُ في العيدان
وتُحيّي متونَها بثمارٍ / يانعاتٍ قطوفهُنَّ دواني
وتُغَنِّي الحمامُ بعدَ وجوم / بفنون اللحون في الأغصانِ
وتعود الرياضُ مقتبلاتٍ / ناعماتِ الشَّكير والأفنان
حِفلةً بالأمير من كل شيءٍ / واحتشاداً له من المهرجان
عجباً كيف لم يكن ذاك فيه / وائتلافُ المياه والنيران
عجباً كيف لم يكن ذاك فيه / واصطلاحُ الأنيس والجِنَّان
أيهذا الأميرُ أسعدك اللَّ / هُ وأبقاكَ ما جرى العصران
ليرى المهرجانُ فيك سُلوّاً / فله فيك أعظم السلوان
إن عداه الربيعُ واستأثر النيْ / روزُ من دونه بذاك الأوان
فلَذكرُ الأمير أطيبُ نشراً / من خُزامى الربيع والأقحوان
ولَكفُّ الأمير أحمدُ منه / أثراً في النبات والحيوان
ولَوجهُ الأمير أحسُن مما / يكتسيه من وشيه الألوان
إن عيداً يكون حَلْياً عليه / يكُ عن كل ما سواك لَغان
ما استبنا فقدَ الربيع عليه / لا ولا فقدَ صوبه الهتان
ما خلا من محاسن الزهَرِ الغضْ / ضِ ولا من مَطايب الريحان
ليس فقدُ الربيع ما دمتَ حياً / يا ربيعَ الأنام بالمستبان
خلَفَتْ كفك الربيعَ فجادت / بنداها حتى التقى الثَّريان
شَبَّب المهرجانَ لهوك فيه / فغدا من غَطارف الشبان
وكذاك النيروزُ رُدَّ عليه / بك شرخُ الشباب ذي الريعان
ولذكَّرْتَ ذا وذاك جميعاً / سنَنَ الملك في بني ساسان
عُمِرا برهةً على دين كسرى / وهما الآن بعده مُسلمان
لم يكونا ليرضَيا غيرَ دين / يرتضيه الأميرُ في الأديانِ
وبعزِّ الأمير في الناس عزَّا / فيهمُ إذْ هما له موليانِ
فعلا منظريهما هيبةُ العِزْ / زِ ونور الإسلام والإيمانِ
وأَحَبَّاك حُبَّ مولىً شكورٍ / فهما وامقان بل عاشقانِ
كل يومٍ وليلةٍ فَرْطُ شوق / ونزاع إليك يَطَّلعان
فبهذا وذاك حتى لحينا / غُلَّةً فَوق غُلة الظَّمآنِ
لو أصابا إلى الغِلاط سبيلاً / غالطا الحاسبين في الحُسْبان
أو يُخلَّى عنان ذاك وهذا / سبَقا موقتيهما في الزمان
ولَوَدَّا إذا هما بك حَلّا / لو يقيمان ثم لا يرحلان
وعزيزٌ عليهما أن يكونا / عنك لولا الإزعاج يرتحلان
لو أطافا هناك للدهر قسراً / حارَنا سابقَيْه أَيَّ حِرانِ
ولكادا من التنافس في وج / هكَ خير الوجوه يجتمعان
ولَهمَّ الوردُ المُظاهَرُ والنَرْ / جِسُ شُحّاً عليك يلتقيان
وإخالُ الإيوانَ لو كان يسعى / جاء سعياً إليك قبل الأذان
ولوافاك كي تُمهْرِجَ فيه / غير أنْ ليس ذاك في الإمكان
وحقيقٌ في الحكم أن يوجِبَ الإي / وانُ حقَّ ابن صاحب الإيوان
فضلُ مجدِ الأمير في المجد يحكي / فضلَ ذاك البنيان في البنيان
لا تُخادَع فإنما يومُ نُعْمٍ / يومُ نُعْم الأمير لا النعمان
لو رآه النعمان أو مَلِكُ النعْ / مان ما استنكفا من الإذعانِ
زُخرفتْ يوم نُعمه حُجراتٌ / جِدُّ موطوءةٍ من الضيفان
طال غشيانهم حراها إلى أنْ / أشكلوا من حُلولها القُطان
حُجراتٌ متَيَّمَاتٌ بناها / من فضول المعروف أكرمُ باني
لم يكن يبتني المساكن حتى / يتقن المجدَ أيَّما إتقانِ
فأُذيلت فيها تهاويلُ رَقْمٍ / قائماتٌ بزينةِ المُزْدان
ثم قام الكماةُ صفَّين من كُلْ / لِ عظيمٍ في قومه مَرْزُبان
كلهم مُطرقٌ إلى الأرض مُغضٍ / وعلى سيفه هنالك حاني
هيبةً للأَمير ما منْ عرتْهُ / بِمَلومٍ ملامة الهَيَّبانِ
بسطَ العُذرَ أَنَّ ذاك مقامٌ / مثلُه استَوْهل الجريء الجَنانِ
وتجلَّى على السرير جبينٌ / ذو شعاع يجول دون العيان
يُمْكِنُ العينَ لمحةً ثم يَنْهى / طرفَها عن إدامة اللحظانِ
فله منه حاجبٌ قد حماه / كلَّ عينٍ ترومه بامتهانِ
عُقِدَ التاجُ منه فوق هلالٍ / ليس مثلَ الهلال في النُّقصان
بل هو البدرُ كلّلته سعودٌ / طالعاتٌ في ليلةٍ إضحيانِ
فاستوى فوق عَرْشِه بوقارٍ / وبحلم من الحُلوم الرِّزان
وأصاخت له السماواتُ والأرْ / ضُ ومن فيهما من السكانِ
ثم قام المُمجَّدون مثولاً / ضاربين الصدورَ بالأذقانِ
ليس من كبرياءَ فيه ولكن / كلُّ وجه لذلك الوجه عاني
فَثَنَوا سؤدد الأمير وعَدُّوا / فيه آلاءه بكل لسان
حين لم يجشموا التريُّد لا بل / ما تعدَّوا ما حصَّل الكاتبانِ
جَلَّ ما يحْمِلُ السرير هُناكم / منه واسمٌ تُقلُّهُ الشفتان
فقضوْا من مقالهم ما قضوْه / ثم آبوا بالرِّفدِ والحُمْلانِ
بعدما أرتعُوا الأنامل فيما / لا تعدَّاهُ شهوةُ الشهوان
من خِوان كأنه قِطع الرَوْ / ض وإن كان في مثال خوانِ
فوقه الطيرُ في الصِّحافِ وحاشا / ذلك الذي من جفاء الجِفانِ
مارأى مثله ابنُ جُدعانَ لا بل / ما رأى مثله بنو الديَّانِ
ثم سام الأميرُ سوم الملاهي / وخلا بالمُدامِ والنُّدمان
لا المدامُ الحرامُ لكن حلالٌ / سُورُ نارٍ يحُثُّها طابخانِ
شارك الخمرَ في اسمها ليس إلا / أن أداموه مثلها في الدنان
وحكاها في اللون والريح والطع / مِ ولطفِ الدبيب في الجُسمان
فهو لا خمرَ في الحقيقة لكن / هو خمرٌ في الظن والحسبان
لن تُلْحه النارُ التي طبختْه / بل أفادته صِبغةَ الأُرجوان
وقيانٍ كأنها أمهاتٌ / عاطفاتٌ على بنيها حواني
مُطفِلاتٌ وما حملن جنيناً / مرضعاتٌ ولسن ذات لَبانِ
مُلقماتٌ أطفالَهُنُّ ثُدِيَّاً / ناهداتٍ كأحسنِ الرمَّان
مفعَماتٍ كأنها حافلاتٌ / وهي صفرٌ من دِرَّةِ الألبان
كلُّ طفلٍ يُدعى بأسماءَ شتَّى / بين عودٍ ومِزْهَرٍ وكِرانِ
أمُّهُ دهرَها تُتَرجمُ عنه / وهو بادي الغنى عن الترجمانِ
غير أن ليس ينطِقُ الدهرَ إلا / بالتزامٍ من أمهِ واحتضان
أوتيَ الحكمَ والبيانَ صبيّاً / مثل عيسى ابن مريم ذي الحَنانِ
فتراه يفري الفَرِيَّ بلفظٍ / قائم الوزن عادلِ الميزانِ
لو تُسلَّى به حديثَةُ رُزءٍ / لشفى داءَ صدرها الحَرَّان
عجباً منه كيف يُسلي ويُلهي / مع تهييجه على الأشجان
يُذْكر الشجوَ مُسلياً عنه والسلْ / وانُ ممَّا يكون في النسيانِ
فترى في الذي يُصيخُ إليه / أَمراتِ المحزون والجَذلانِ
لو رقا المُخبتين أصغوا إليه / ولجرُّوا له ذيول افتتانِ
يعتري السامعين منه حنين ال / نيب فرَّقتَهُنَّ بعد اقترانِ
أو حنِينُ العُوذِ الروائم بالدهْ / ناء أفردتهنَّ من جيرانِ
فكأنَّ القلوبَ إذ ذاك يَذْكرْ / نَ عهوداً لهنَّ في أوطانِ
فنفثن السماعَ في أذْنِ خِرق / أريحيّ عليه ثَرِّ البنان
وتَغنَّته بالمدائح فيه / كلُّ غيداء غادة مِفتانِ
ذاتِ صوتٍ تَهزُّه كيف شاءتْ / مثلَ ما هزَّتْ الصبا غصنَ بان
يتثنى فينفُضُ الطلَّ عنه / في تثنِّيه مثلَ حبِّ الجمان
ذلك الصوتُ في المسامِع يحكي / ذلك الغصنَ في العيون الرواني
جَهْوريٌّ بلا جفاءٍ على السَّمْ / ع مشوبٌ بِغُنَّةِ الغِزلان
فيه بَمٌّ وفيه زِيرٌ من النَغ / مِ وفيه مَثالث وَمَثاني
فتراهُ يَجلُّ في السمع حيناً / وتَراه يَدقُّ في الأحيان
رخَّمتْهُ ورقرقته وضاهَى / فعلَها الأحمران والأسمرانِ
فهو يحكي ترقرق النِّهْيِ في الري / ح لعينيْ ذي غُلَّة صديان
يلِجُ السمعَ مستمرّاً إلى القل / بِ بلا آذِنٍ ولا استئذان
غير مبهورةِ المراجيع كلّا / إنَّما البُهرُ آفةٌ في السِّمان
ليس تخفي أنفاسُها أنَّهَا أن / فاسُ مهضومة الحشا خُمصان
بين خلقِ الضئيلة الشَّختةِ الجسْ / مِ وخلق الثقيلة المِبْدان
فهي كالسابق المُضمَّر يجري / لاحق الأَيْطلين غَوْجَ اللَّبان
صِيغَ من طَبْع صوتها كلُّ لحن / معها من لحون تلك الأغاني
مثل ما صيغ لحنُ ساق وحُرٍّ / من طباع الحمامة المِرنان
فأقام الأميرُ في ظل يومٍ / فيه من كلِّ نعمةٍ زوجَان
أعجميٌّ آيينُه عربيٌ / مجدُه ينتمي إلى عدنان
بمَحلٍّ ترودُ عيناهُ منه / بين مرعى الظباء والحيتان
وأفاد الجُلّاس من سيْب كَفَّيْ / هِ وألفاظِه الصِّياب الرصان
وكذا من ذكَتْ أياديه كانت / للمفيدين منه فائدتان
يا ابنَ سيف الملوك طاب لك العَيْ / شُ برغم العدو ذي الشَّنآن
قد لعمري أَنَى لمثلِك أن ينْ / عَمَ تحت الظلال والأكنان
إن تُصِبْ يومَ لذَّةٍ فبيومٍ / بعد يوم شهدته أرْونانِ
فالْهُ في المهرجان لهو مُريح / مُستَجِمٍّ لذلك الدَّيْدانِ
حان أن يستريحَ عَودُ المعالي / ويُرى وهو ضاربٌ بالجِران
أصلح الآلةَ التي لستَ تنفكْ / كُ تقاسي بها العلا وتُعاني
فبحقٍّ أقول إنَّ من الإحْ / سان إصلاح آلةِ الأحسان
لا عدمناك ساقياً ترك السَقْ / يَ لشَدِّ الدلاءِ بالأشطان
ريثَ ما استحكمتْ له ثم أدلى / دلوه فاستقى بها غيرَ واني
إن تُثب جسمَك النعيم فبالإتْ / عابِ في حالِ راحة الأبدان
وبحمل الثِّقلِ الثقيل عليه / يومَ غُرم ويومَ حربٍ عَوان
أو تُثب عينَك الإجالة في نُزْ / هةِ وجهٍ يروق أو بستان
فبإغضائها عن السوءِ والفح / شاءِ والذنبِ حين يجنيه جاني
ومراعاتها حِمى الدين والمُلْ / كِ إذا طاب مرقَدُ الوسنان
وبما لا تزال تُقْذى إلى أن / تتجلَّى خَصاصةُ الإخوان
شهدَ المجدُ أَنَّ هاتيك عينٌ / حَقُّ عينِ المحافظ اليقظان
وقَليلٌ لمثلها أن تُلَهَّى / بالبساتين والوجوهِ الحسان
أو تُثِبْ أذْنَك السماعَ فأدنى / حقِّ إصغائها إلى اللهفان
وبما لا يزالُ يقْرعها في ال / حرب وقعُ السيوف والمُرَّان
أُذنٌ منك قَلَّ ما تدع العَلْ / ياءُ فيها فضلاً لشدوِ القيان
يا لها مِنْ جَوارحٍ مُعملاتٍ / مُتْعَباتٍ في طاعة الرحمن
حقُّها لو يُسلَّفُ المحْسنُ الجَنْ / نَةَ تَسليفَها نعيمَ الجِنانِ
كُلَّ يوم لنا طلائعُ منها / ترقبُ الدهرَ غارة الحدثان
نحن ما حاطنا بها اللَّه نَرْعى / في طمأنينةٍ وظل أمان
مُلِّيتْكَ الملوكُ سَيْفَ جلادٍ / وعصا رِعيةٍ ورمحَ طِعان
أنت راعي الرُّعيان طوراً وطوراً / أنت راعي رَعيّة الرُّعيان
قد كَفيتَ الرِّعاءَ والشاءَ طورَيْ / عَدواتِ الأسودِ والذُّؤبان
ولَعمرُ المغَنّياتِك في مَدْ / حكَ ما قلن فيك من بهتان
ما تَغنّينَ في مديحك إلا / ما تغنَّت عصائبُ الرُّكبان
لم يكن يَرتَضيه سمعُك للصن / عةِ حتى يسير في البلدان
ولَشعرٌ فيه مديحُك أحلى / من رقيق النسيب في الألحان
ولعمري وما أقولُ بظنٍّ / فيك لكن بغاية الإيقان
ما احتبيْتَ السماعَ والشعرَ وجداً / بالغواني ولا بوصف المغاني
بل لأن السماع والشعر قِدماً / بالندى آمران مؤتمران
وعلى كل سُؤدد مِن حِفاظٍ / ووفاءٍ ونجدةٍ حاديان
يُعجبان الكريمَ جداً وليسا / من شؤون الهلباجة المِبْطان
هل ترى ما أرى سَراةُ مَعَدٍّ / وصناديدُ أختها قحطان
إن تلافيتَ مجدَهم بعدما شَذْ / ذَ فأضحى مُدوَّنَ الديوان
ولقد كان أهلُه ضيعوه / وأحلُّوه منزلَ الهِجرانِ
لبثَ الشعرُ حقبةً وهو مُقصىً / عندهم نازلٌ بدارِ هوان
فَبذلتَ الطريفَ فيه مع التا / لد واخترته على القُنيان
وتتبَّعته وقد عاد فَلا / قى أَقاصي البلاد بعد الأداني
ورعيتَ العلا على كل حيٍّ / رعْيَ لا مُغفلٍ ولا متواني
لا لقُربَى ولادةٍ جمعتكم / أينَ لا أين يَلتقي النَسَبان
بل تأوَّلتُ أن كل شريفَيْ / نِ بعيدي قَرابةٍ أخوان
إن يكونوا أباعداً فالمعالي / نَسبٌ بينهم وبينك داني
لا فقدناك يا حفيظ حفيظِ ال / مجْد ما لاح في الدجى الفَرقدان
أصبح الشعر شاكراً لك دون ال / ناس نعماءَ مُنعمٍ محسان
أنت ترعاه وهو يرعى بك المج / دَ فيا بِئس ما رَعى الرَّاعيان
كل مدحٍ قد قيل في الناس قِدْماً / لك فيه بحَقِّك الثُّلثان
وبهذا قضى لك الشعرُ شكراً / لك يا خير قَيِّمٍ ومُعاني
فمديحُ الملوكِ في آل نصرٍ / ومديحُ الملوك من غسان
ومديح الملوك من آل حرب / ثم من بعدِهِم بني مروانِ
ومديح الممدَّحين من النا / سِ جيمعاً في كل حينٍ وآن
لك فيه دون الأُلى ورِثوهم / من سهامٍ ثلاثةٍ سَهمان
فيك قالت أئمَّةُ الشعر ما قا / لت بلا رؤية ولا لُقيان
كامرئ القيس قَرْمِهِم وزُهيرٍ / وزِيادٍ أخي بني ذبيانِ
وكأوسٍ فصيحِهم ولبيدٍ / وعبيدٍ أخي بني دُودان
كلُّهم بالمديح إياك يَعْني / كانياً عنك كان أو غير كاني
فكأنْ قد شهدت كُلَّ قديم / وبكم قد تفاوتَ الحَرسَان
كم قريضٍ في مدحِ غيرك أضحى / لك معناه واسمُه لفلان
أنت أولى به بحكم القوافي / من نؤومٍ عن المعالي هَدان
أين معطي رواةِ مدحِ سواهُ / من مُثيب المُدَّاح بالحرمان
بُوعِدَ البينُ بين هذين جِداً / كل بُعدٍ وخولف النَّجْران
إنّ من هزَّه مديحُ سواهُ / للسَّدى والندى لَغَيرُ دَدان
لست أدري ثناك أحلى على الأف / واهِ أم سمعُه على الآذان
فيك أشياءُ لو وُجدن قديماً / نظمتْها الملوكُ في التيجانِ
ليس للمادحين فيك مديحٌ / فيه دعوى لهم بلا بُرهان
أي فخرٍ أم أيُّ مجد رفيع / لم تكن من سمائِه بعَنان
لو يُجارَى سُكَيْتُ شأوِك أعيا / كلَّ طِرف وفات كل عِنانِ
لك في البأس والندى عَزماتٌ / جثماتٌ أمضى من الخِرصان
كلُّ مرعى سوى جنابِك يُرعَى / فهْو مرعى وليس كالسَّعدان
لا سؤالٌ من بعد رِفدك إلا / كالزنا بعد نعمةِ الإحصان
لك مما يُعدي على كل دهر / إمرةٌ غيرُ إمرةِ السلطان
ليس يجْبي أميرُها المال لكن / يجتبي حمدَ من حوى الخافقان
فبعدواك يَرْهبُ الدهر عنا / بعد تصميمه على العُدوانِ
أنت ذو الإمرتين لا شكَّ فيه / فهنيئاً دامت لك الإمرتان
منك ما كان طاهرٌ ذا يمينَيْ / نِ يفوقان سائر الأيمان
وجديرون أن تكون لكم من / كل مجدٍ وسؤددٍ كِفْلان
أنت كهل الكهول يوم ترى الرأ / يَ ويومَ الوغى من الفتيان
لك رأيٌ كأنه رأي شِقٍّ / أو سطيحٍ قَريعَي الكُهان
تستشفُّ الغيوبَ عما يواري / نَ بعينٍ جَليّة الإنسان
لك جهلٌ في غير ما خفَّة الجَهْ / لِ وحلمٌ في غير ما إدهان
وسكونُ الشجاع حين يداهي / ك مُداهٍ وسورةُ الأفْعُوان
قلت للسائلي بمجدك أَنَّى / خفيتْ عنك آيةُ التِّبْيان
أنت لولا سفالُ كعبِك بادٍ / لك شُمروخُ ذي الهِضاب أَبان
فإذا شئت أن تراه فأنجِدْ / في أعالي نظيرهِ ثَهْلان
ليس منه الخمولُ بل منك والأط / وادُ تخفَى عن خاشعاتِ القنان
حَسْبُ جُهّالِه عليه دليلاً / أنه الفردُ ليس يَثْنيه ثاني
ليس ممن يضلُّ في الدَّهْم حتى / يُبتَغى بالسؤال والنِّشدان
هو شمس الضحى إذا ما استقلَّتْ / لا تمارِي في ضوئها عينان
وله إخوة شآهم إلى المَجْ / د وإن هم شَأَوه بالأسنان
هو من بينهم شبيهُ أبيه / في الندى والحجى وفضل البيان
وهو من بينهم سميُّ أبيه / غيرَ حرفٍ يُزاد للفُرقان
ما اسم عبد الإله واسم عُبيْد ال / لَه لولا التصغير مختلفانِ
ولئن خالفَ اسمُه اسمَ أبيه / بيسير ما خُولف المعنيان
ملكٌ صغَّر اسمَهُ أبواه / لا لنقص ولا لتصغير شان
بل أحبّا أن يكسواه خشوعاً / سُقِيَ الغيث ذانِكَ الأبوان
واصِفاهُ بذاك لم يضعاه / بل أَحلّاه في رؤوس الرِّعان
فهو لله خاشعٌ مستكين / غير ذي نخوةٍ ولا خُنزوان
ذلَّ في عزه لملبسه العِزْ / زةَ شكراً لمِنة المنّان
فأطاع الإلهَ غيرَ مَهين / واتقاه تُقاةَ غير جبان
جاور الله باسمه فاتقاه / ورعى منه أكرمَ الجيران
لم يكن مثله يرى الله مقرو / ناً به في اسمه مع الطغيان
قل لمن رام شأوَه في المعالي / لست من خيل ذلك الميدان
أين شأوُ البِطان لا أين منه / فات شأوُ الخِماص شأوَ البطان
مُخطَفٌ مرهَف تبيّن فيه / أنه من مُضمَّرات الرِّهان
هيَّأ الله شخصَه للمعالي / هيئةَ السيف أو أخيه السنان
ليس بالخاشع الضئيل ولكن / قده الله قدَّ سيفٍ يمان
صفحتاهُ عقيقتان من البَرْ / ق وفي مَضربيه صاعقتان
لم يعوَّض بُدن النساء كقوم / حُرِموا حظهم من الأذهان
جُعل العَصبُ في الرجال قديماً / وكذا الجَدْلُ في الحبال المِتانِ
قد قضى قبلنا بذلك بيتٌ / حملته الرواة عن حسان
في قريضٍ له على الرأي جزلٍ / قاله في هجاء عبدِ المدان
وإذا زاول الأمورَ فثَبْتٌ / رابطُ الجأش أَيِّد الأركان
ويُلزُّ القرينَ منه بأَلوَى / مَرِس الحبل مُحْصَد الأقران
ليِّنٌ للمُلاينين أبِيٌّ / إن رأى منهمُ غموط اللِّيان
يتثنّى للعاطفيه ويُعيي / كاسِريه كهيئة الخيزران
وجوادٌ يطيع في ماله الجو / دَ ويُشجي العُذَّال بالعصيان
يتقي ألسنَ السؤال بعرضٍ / وافرٍ مُكرَمٍ ومالٍ مُهان
هكذا عهدُنا بآل زُريقٍ / يشترون الثناء بالأثمان
ويصونون باللُّهى حُرمَ الأع / راض صونَ السيوف بالأجفان
يا بني طاهرٍ طَهُرتم وطبتم / وذكوتم في السرِّ والإعلان
وحللتم من المعالي محلّاً / يبلغ النجمَ رفعةً أو يداني
مجدكم كالجبال من بنيةِ اللَّ / ه ومجدُ الأنام مثل المباني
كل مدح في غيركم فمُثاب / ما أُثيبت عبادة الأوثان
هاكَها لا أقول ذاك مُدِلّاً / قولَ ذي نخوة بها وامتنان
بين أثنائها مديحٌ نفيس / من لَبوس الملوك والفرسان
ذو قواف كأنها حَلَقُ الأصْ / داغ في البيض من خدود الغواني
راق معنىً ورقّ لفظاً فيحكي / رائقَ الخمر في رقيق الصِّحان
إن تكن سهلةَ القوافي فليستْ / في المعاني بسهلة الوُجدان
فابتذلْها في يوم لهوِك واعلم / أنها بعدُ من ثياب الصِّيان
وابسُطِ العذرَ في ارتخاص القوافي / واتِّباعي سهولةَ الأوزان
أنتَ ألجأتني إلى ما تراهُ / بالذي فيك من فنون المعاني
أيُّ وزن وأيُّ حرف رويٍّ / لهما بالمديح فيك يدان
ضاق عن مأثُراتك الشعرُ إلا / فاعلاتن مستفعلن فاعلانِ
ليس مدحٌ يفي بمدحك إلا / صلوات المليك في القرآن
لا ولا حمدَ كفءُ نعماك إلا / حمدُ سبعٍ من الكتاب مثاني
أنت أعلى من أنْ توازَى بشيءٍ / لستَ ممن يُرمى به الرَّجَوان
فابقَ واسلم وهذه دعوة يَحْ / ظَى بمرجوع نفعها الثقلان
لم أحاول بها سواك ولكن / شمِلتْ من يَضمُّه الأفقان
كيف يعدو مهما أصابك قوماً / أنت منهم كالروح في الجثمان
سمتني أن أغيبَ عن كل شيء
سمتني أن أغيبَ عن كل شيء / أنا صبٌّ بقربه مفتون
ووعدتَ التي وعدت من البرْ / ر وعندي بالخلف منك رُهون
فأتيتَ التي يُرى الشرُّ فيها / رأي عينٍ وخيرُها مظنونُ
وتوقَّيتُ أن يقال غبينٌ / ومن النكر حازمٌ مغبون
لا أحب التي لذيذُ جَناها / مُتمنَّىً وشوكُها مضمون
ولدينا سَكنجبينٌ وحيدٌ
ولدينا سَكنجبينٌ وحيدٌ / أنت عندي بالأجرِ فيه قمين
فاقرِنَنْ بالسكنجبين أخاهُ / إنه لافتقادِه مستكين
والذي تستميح غال ثمينٌ / وثناءُ الأحرار غالٍ ثمين
ورجاءُ السماح في الناس ظنٌّ / ورجاءُ السماح فيك يقين
والذي يُستقى من النار غَوْرٌ / والذي نستقيه منك مَعين
فاعذِرنَّا على انتجاعك في الحا / جاتِ فالعُذر عند ذاك مُبين
بدؤكَ الحرَّ حَرَّضَ العَوْدَ منّا / وسماحِ الفتى عليه مُعين
وكفانا تَهيُّب العَوْد في الحا / جاتِ أنَّ السماح منك مكين
أنت من لا يُخاف منه اعتذارٌ / عند عَوْدٍ ولا يُخاف يمين
ولكم كَمَّن الجوادُ من البخْ / ل كميناً حاشاك ذاك الكمين
فإذا ما استُثير منه دفينُ ال / بُخْلِ بالعَوْد ثار ذاك الدفين
ذاك جودٌ له أوان وحينٌ / ثم يمضي فينقضي فيَبين
وابتلى السائلون جودك فالدْه / رُ كله أوانٌ وحين
وجميعُ الشراب مما سِواها
وجميعُ الشراب مما سِواها / غيرُ لذٍّ إلا لدى الظمآنِ
ومن الورد ما يُشَبَّهُ بالنَرْ
ومن الورد ما يُشَبَّهُ بالنَرْ / جِسِ علماً بأن في ذاك رينا
لا كمن لم يَنَلْه واصطُلِمت إذ
لا كمن لم يَنَلْه واصطُلِمت إذ / ناه لمّا ابتغاهُ يا طُولَ حُزنِهْ
ويك يا بيْنُ أيُّ قَرن عليه / ليتَ للبيهقي عَقْلاً بوزنِه
قرنه مثل بظرِ أمك في الطو / ل ولكنه غليظ كذهنه
لو مكانَ الهجاء سَدَّدَهْ نَحْ / وي توليتُ هارباً خَوْف طعْنه
لكنِ الوغدُ جاهلٌ لَيْسَ يدري / أَيْن منه تكونُ شدَّةُ رُكْنه
لَيْس يدري من الغباوة أين ال / بأسُ منه وأين مَوْضِعُ وَهْنه
بل أراهُ أراد إترارَ روحي / بأهاجيه لي ضلالاً لأفْنه
أَتُرى الثور ما درى أَنَّ قلبي / بين جنبيَّ فيه نيرانُ ذهنه
بل أبى علمَهُ بذاك عماهُ / ما له سَدَّ ثُقْبَتي جدَّةِ ابنه
لست أخشى إذا بدا حُرُّ شِعْري / مُلْبسي دون بُرْده دِرْع أَمْنه
لعنةُ اللَّه كُلّ يوم عليه / فهو أَولى من المجوس بلعنه
لعنةٌ منه في الإقامة تَغشا / هُ وأخرى تزورهُ يوم ظَعْنه
رجلٌ يدَّعي الصرامة والفت / ك وحَولاؤهُ تُناك بإذنِه
مثل ما يدعي من العِلْم بالنحْ / و على جهله وكَثْرة لحنِه
ساقطٌ يخبنُ الغلاصِمَ والأع / ينُ في رُدنه لمنبت قَرْنه
أنا آكلته فما بَصُرت عي / ني بشيء كأكله وكخبنِه
قلت من أنت أيها الشرهُ النذ / لُ شهودي عليه آثار رُدنه
قال عبد الأمير قلتُ هواناً / لك كلُّ الهوان بل عبدُ بطنه
إنما البيهقي مَيْتٌ مجيفٌ / وهل الميتُ مالكٌ قطعَ نتنه
وبِعين الأمير أشياءُ كانت / مِنْهُ بالأمس مُوجباتٌ لسَجْنِه
فليُعده إلى المطابقِ مذمو / ماً فما للمُجيف شيء كَدفنه
أنا كالبيهقي إن لم أكن مِنْ / هُ مكان القذاةِ من بطن جَفْنِه
قَدْ طَحَنَّاه واعتصرناه يا بي / نُ فكُلْ كسبَه وأسرِجْ بدهنه
ومؤوناتُ بَذرها لا على القَرْ
ومؤوناتُ بَذرها لا على القَرْ / نان لكن تَحْملُ الإخوانا