هذه خيلنا الجياد الصوافن
هذه خيلنا الجياد الصوافن / أنفت أن تقاد في يد راسن
لا تسسها فكم بها ذات متن / يدرك الحسن من يمينك ماين
نفرت عن منابت الهون مرعى / ويداها ما خاضتا الماء آجن
ان تفض في الرمال فهي سيول / أو تخض في الدماء فهي سفائن
تطحن الشوس في رحاها دقيقا / والدم الماء والنسور العواجن
لست أدري مطاعم من كرام ال / طير للوحش في الوغى أم مطاعن
كيف تظمى والبيض مثل السواقي / مائجات يفعمن غدر الجواشن
عبرت لجة المنايا وجازت / ساحليها مياسراً وميامن
ورأت من صنايع البيض فيها / بأكف الجرحى الرماح محاجن
يا له موقف اختلاط فسهم / في قراب وانصل في كنائن
ومخاليب أجدل في سبيب / ونواصي طمرة في براثن
أين لا أينها أخافت فأمسى / سربها في الركون ليس بآمن
باعدت مشرع الفراتين طوعاً / وعلى الكره تحتسي النزر آسن
ما ظننا السوابق منها / ملحقات بما اقتناه المراهن
ما أراها هانت فذلت ولكن / درست حال شعبها المتهاون
فبكته الآمال دوح خلاف / لم يقم تحت ظله متضامن
أي دوح في أصله عذل لاح / وعلى قرعه ترنم لاحن
ضعفت أنفس ترى في دواها / وهو الداء حفظها بمعاون
وإذا صارع المريض المنايا / والطبيب العدو فالموت حاين
كيف يرجى اشفاق أعدى طبيب / حرك الداء طبعه وهو ساكن
يصف الهدم للجسوم علاجاً / فكأن البناء نقض المساكن
ناعم البال ليس تزهو بشيء / نعمة لا يذب عنها مخاشن
إن من بات فوق لين الحشايا / غير موف عهداً عليه لخاين
قد يعين العدا عليه برأي / وبسيف مصالح ومهادن
ظهرت للعيان منك خفايا / ومن الستر ان يكن كوامن
قلت إني للمحسنين مساوٍ / والمساوي تقول أنت مباين
يا دريس الآثار جدد حديثاً / مراسلاً عنك لا حديث العنا عن
أحزم الناس ناهضاً بعظام / من مساعيه لا عظام الدفائن
كم ركبنا ليستظل ابن فج / من هجير الضحى ويعصم راكن
كم صروح تبلطت برخام / طحنتها رحى الخطوب الطواحن
قل لأهل السواد لا جاورتهم / في البوادي شقايق وسواسن
ضربتكم أيديكم فاقترفتم / وخلا معبد وفارق سادن
وضياع قضي عليها ضياع / وكنوز تحولت لخزائن
فلقتكم فواحص مذ رأتكم / هضباً قد ركدن فوق معادن