المجموع : 24
إنَّ خيالاً زارَنا وَهنا
إنَّ خيالاً زارَنا وَهنا / مِن عِندكُم هاجَ لنا حُزنا
ما زارَنا شَوقاً ولكن أتَى / ليُذكرَ الأبعدَ بالأدنَى
في كلِّ قَلبٍ سارَ في رَحلِكُم / مرتحلاً عن جَسَدٍ مُضنَى
رُدُّوا عَلينا ما أخَدتُم لنا / وعاودونا فيه إن عُدنا
ما دَامَتِ الأسرارُ مَكتُومةً / ما سَمِعَ الناسُ ولا قُلنا
أحبابَنا لا بَلغَت مِنكمُ / أيدي النَّوى ما بَلغَت منَّا
فلم يَغِب عَنكم عَلى بُعدِكُم / ما فَعلَت غَيبَتُكُم عَنَّا
أيسَرُ ما في أمرنا أنَّنا / لمَّا حَفِظنا عَهدكُم ضِعنا
كأنَّنا إذ فرَّقَتنا النَّوى / في كلِّ أرضٍ فَتَفَرَّقنا
ما جادَتِ السُّحب فَعمَّت بهِ / أو زَكَرِيَّاءُ ابنُ يُوحَنَّا
ذُو منظرٍ دلَّ على مَخبَرٍ / دَلالةَ اللَّفظِ على المعنَى
ولَّد حبُّ الحَمدِ ما بَينَه / وبينَ ما يَملِكُهُ الشَّحنا
فصارَ هَذا دأبَهُ فِيهما / لِعلمِهِ أيُّهما يُقنَى
مازالَ يَبني كَعبةً للعُلى / ويَجعَل الجُودَ لها رُكنا
حتَّى أتى الناسُ فَطافُوا به / واستَلمُوا راحَتهُ اليُمنَى
تُطربُكَ الأشعارُ في مَدحهِ / ولم يَصُغ قائِلُها لَحنا
فَلَستَ تَدري طَرَباً عِندَما / تسمَعُهُ أنشَدَ أم غَنَّى
خَلِّ عَينيَّ والكَرى
خَلِّ عَينيَّ والكَرى / ما كَذا كانَ بَينَنا
أو فَإن لاحَ مِنهُما / في البُكا بَعضُ سِرِّنا
مَن يَكونُ الَّذي أذا / عَ الهَوى أنتَ أم أنا
جُد بحُسنِ التَّوفيقِ ما شِئتَ مِنه
جُد بحُسنِ التَّوفيقِ ما شِئتَ مِنه / واكفِني ما غَفلتُ يا ربِّ عَنهُ
يا مُطيعَ العَذولِ في عِصياني
يا مُطيعَ العَذولِ في عِصياني / ومُذيقي حَرارَة الهجرانِ
اتَّقي اللَّهَ لا تَرعنِيَ بالصَّد / دِ وَجازِ الإحسانَ بالإِحسانِ
كيفَ أبقَى عَلى الزَّمانِ وهجرا / نُكَ ممَّا جَنَت صروفُ الزَّمانِ
صرتُ أجفوكَ مُكرَهاً وعلى ال / حُبِّ دليلٌ من ناظِري ولِساني
فإِذا عذتُ بالتجلُّدِ عنكُم / كذَّبتني نواظرُ الأجفانِ
كيفَ تَجني ولا تخافُ عقاباً / وفُؤادي مُعاقبٌ غيرُ جاني
خلِّ ما بينَ مقلتَيكَ وقلبي / فعَلينا يدٌ من السُّلطانِ
لا تكونَنَّ ثالِثاً لِقَوِيَّي / نِ فَلو كانَ واحِداً لَكفاني
لكَ واللَّهِ في صَميم فُؤادي / لذَّةُ الماءِ في فَم العَطشانِ
وإِلى كَم أسير في الأَرضِ كَي
وإِلى كَم أسير في الأَرضِ كَي / ألقى فُلاناً وأستَمِيح فُلانا
تحتَ سُوقٍ من الكَسادِ / يُباعُ الشِّعرُ فيه مُستَرخِصاً مجانا
لا أرَى مَن يَسومُ ذلكَ منِّي / حيثُ ما كنتُ أو أرَى النُّعمانا
فهوَ ذُو راحةٍ تُقيمُ عَلى ما / قلتُ فيه مِن جُودِها بُرهانا
أمن الجانِ يا سُليمَى هَواكُم
أمن الجانِ يا سُليمَى هَواكُم / فَفؤادي يُجَنُّ مِنه جُنُونا
كيفَ تخَفى المتونُ ثمَّ تُعمَّى / فتُسمَّى بينَ الأنامِ جُفُونا
كلُّ من يَستَكفُّني يُغريني
كلُّ من يَستَكفُّني يُغريني / ومُعينُ الهَوى عَليَّ مُعِيني
حضَروا والملامُ فيما يَليهم / واقفٌ والغَرامُ ممَّا يَلِيني
ثمَّ راحُوا لا ما مَعِي يُطرِفُ ال / قَومَ ولا ما أتَوا بهِ يُسلِيني
ورقيقِ الألفاظِ والخَدِّ واللِّب / سةِ والعَهدِ في الهَوى والدِّينِ
جَعلَت تَستَجرُّهُ خُدعاتي / طائِعاً ما أشدَّ ما يَعصيني
والتَقَينا فهل أتاكَ حَديثي / حينَ حاكمتُه إلى المَيقَدوني
فَقَضَى لي علَيه أنَّ يَسارى / وسَّدَته وقلَّبتهُ يَميني
ثمَّ أصبحتُ أشكرُ الكأسَ وال / مُهدي وإن كانَ شُكره يُعييني
كيفَ أُثني بالقَولِ حيناً من الد / دَهرِ عَلى مَن يَجودُ في كلِّ حينِ
ولذاكَ الثَّناءِ جِنسٌ يُوازِي / هِ ويُبقي أجناسَ ما يُوليني
أيُّ شَيء أرَدتُه كانَ لي دُو / نَكَ من بعدِ كَونِهِ لكَ دُوني
غيرَ أنِّي إذا احتَويتُ عليهِ / ساءَني أنَّ شكرَه يَحتويني
قد كَفاني محمَّدُ بنُ عَليٍّ / ما سِوَى شُكرِه فَمن يَكفِيني
عَجزَ الناسُ كلُّهم عَنه حتَّى / لَحِقَ المُستَعانُ بالمُستَعينِ
شِيمٌ من بَني حُمَيدٍ عُيونٌ / تَتَراءى مَجلُوَّةً للعُيُونِ
لابِساتٍ من المكَارِم ما تَص / دُقُ فيهِ مكذَّباتُ الظُّنُونِ
يا لَه طارِقاً من الحَدَثانِ
يا لَه طارِقاً من الحَدَثانِ / ألحَق ابنَ النُّعمانِ بالنُّعمانِ
بَرئَت ذمَّةُ المَنونِ من الإيما / نِ لمَّا اعتَدَت على الإيمانِ
واستَحلَّ الوَرى محارِمَ دينِ ال / لَهِ وَيلُ الوَرى من الدَيَّانِ
وأَرى الناسَ حيثُ حلُّوا من ال / أَرضِ وحيثُ انتحوا من الأوطانِ
يَطلبُون المفيدَ بعدَكَ والأس / ماءُ تَمضي فكيفَ تَبقى المَعاني
فَجعت أصبحَت تبلِّغُ أهلَ الش / شامِ صَوتَ العَويلِ من بغدانِ
كنتُ أسعَى إلى النَّدى أينمَا كا
كنتُ أسعَى إلى النَّدى أينمَا كا / نَ وأغشَى في كلِّ وقتٍ مكانَه
صَار يَدنُو منِّي ولا أتَلقَّا / هُ فظَنُّوا بِيَ الغِنَى والصِّيانَه
ليسَ ما قد رأوا ولكن زَمانٌ / طرقَتني صُروفُهُ بِزَمانه
أمنُونٌ بدَت لنا أم جُفونُ
أمنُونٌ بدَت لنا أم جُفونُ / حَركاتٌ للسُّقمِ فيها سُكُونُ
بعتُها طالَما حَيِيتُ هُجُوعي / بدمُوعي فأيُّنا المَغبُونُ
أنا باللَّهِ في السَّقامِ كَما قا / لَ مَهينٌ ولا يَكادُ يُبِينُ
أيُّها المُقتَدَى بأفعاله الغُر
أيُّها المُقتَدَى بأفعاله الغُر / رِ على أنَّهنَّ قد نِلنَ مِنِّي
صَدَّغني لِصدِّكَ الناسُ جمعاً / فأبِحهُم وَصلي إِذا لم تَصِلني
أعطِني رُقعةً بخطِّك أن لَي / سَ لسوءٍ كانَ انحرافُك عنِّي
أو فَقل لي فيمَ اجتِنابي وأخلا / قُكَ تَدنُو إلى سِوايَ وتُدني
ألِذَنبٍ جَنيتُ ما بَسَطَ ال / لهُ يداً لي ولا لساناً فأجنِي
قد أتَى عنكَ ما تَكادُ مَعانِي / هِ بِه قبلَ أن تُغَنَّى تُغنِّي
لَقطاتٌ كالغانِياتِ ولكِن / يتبدَّلنَ في ثِيابٍ وحُسنِ
فأنا العاتِبُ الذي وجَبَ ال / عَتبُ عليهِ فاعجَب لذلكَ منِّي
حينَ أهديتَ واحتَويتَ على ال / آدابِ فَنّاً منها إلى كلِّ فَنِّ
حَدِّثينا حديثَ نوحٍ وكم كا
حَدِّثينا حديثَ نوحٍ وكم كا / نَ غَداةَ الطُّوفانِ أهل السَّفينه
وبماذا طَرَّيتِ نَفسك فيها / حين أغوَيتِهم وأفسدتِ دينَه
أنت قبلَ الدُّنيا خُلِقت ولكن / هي تَفنى من قَبلك المِسكِينَه
فاجعَلي كلَّ ما تَقُولينَ وعظاً / واذكُري الدَّهَر سالِفاً وقُرُونَه
لا رَعى اللَّهُ عزمةً ضمِنَت لي
لا رَعى اللَّهُ عزمةً ضمِنَت لي / سلوةً عنهُ في الترحُّل عنهُ
ما وَفَت غيرَ لَيلةٍ ثمَّ صارَت / مثلَ قَلبي تقولُ لابدَّ مِنهُ
ما تَسُرُّ الأيَّامُ إلا لِتُحزِن
ما تَسُرُّ الأيَّامُ إلا لِتُحزِن / وأراها لَيسَت تُسِيء فتُحسِن
ليتها تلزَمُ القِياسَ وهَيها / ت قياسُ الأيَّام لَيس بِمُمكِن
والعَطايا المحسَّناتُ بأثوا / بِ السَّجايا يَسَلنَ أينَ المحسِّن
عدنَ فاخلعنَ ما عَليكنَّ كم يُع / جِمُ عنكُنَّ أمرَه وهوَ بَيِّن
وسمعتُ الدَّاعي بحيّ عَلى الجُو / دِ كَما كانَ في حَياتِكَ يُعلِن
ليتَ شِعري وقد تَولَّى المُصَل / لونَ جَميعاً لمَن يقولُ المُؤَذِّن
لَوعةٌ يا بَني حُميدٍ أراها / مالَها في سِوىَ التَّأسِّي مُسَكِّن
سكنَت سنَّةُ الجُزافِ من المَو / تِ عَلى ما أرى وصارَ يُعيِّن
وإلى كَم أُخفي عن النَّاسِ حالي
وإلى كَم أُخفي عن النَّاسِ حالي / حيثُ يُبدي حَديثَها الحَدَثانُ
وإذا ما رأيتَ لم ترَ شَيئاً / كاللّيالي يُرمَى بها الإنسانُ
ثم يا حبَّذا النَّوائبُ مادا / مَ يُرجَّى لِدفعِها النُّعمانُ
نعمةٌ أصبَحَت تُقابلُ بالشُّك / رِ فمنهُ يدٌ ومنِّي لِسانُ
ربَّ شَيءٍ تَراهُ يحسُنُ في عَي
ربَّ شَيءٍ تَراهُ يحسُنُ في عَي / نِكَ حتى تردَّ عينكَ عَنهُ
فإذا ما امتَحنتَهُ وجَبَ الطُّه / رُ عَليها مِنه مِنه فَلا تَمتَحِنهُ
طُهِّرَ السُّوقُ مِنه والمسجدُ الجا / معُ أولى بأن يُطَهَّرَ مِنهُ
تمَّ شُكري يدَ الزَّمانِ بيَومٍ
تمَّ شُكري يدَ الزَّمانِ بيَومٍ / طالَما قبَلَه ذمَمتُ الزَّمانا
فيه دارَت عليَّ كأسُ غَرامٍ / أسكرَتني ولم أزَل سَكرانا
حَمَلَتها جُفونُ عَينَي غَزالٍ / حَمَّلَتني بحَملِها الأحزانا
طرفُهُ كاسمِهِ يُقاتِل قَلبي / ولكَم صاحَ منه قَلبي الأَمانا
لا تظُنَّنَّ ما تمكَّنتُ مِنهُ
لا تظُنَّنَّ ما تمكَّنتُ مِنهُ / مِن زَماني صَنيعَةً لزَماني
أيُّما لَيلَةٍ صفَت لي يُكدِّر / ها عَليَّ ادِّكارُ من يَنساني
وَإذا ما تَكامَلَت عِندكَ القُو / وَةُ فاحذَر مُستَضعَف الأجفانِ
ما لكأسِ الأميرِ تأخذُ منَّا
ما لكأسِ الأميرِ تأخذُ منَّا / أبداً والأميرُ يأخذُ منها
نحنُ عندَ الورُودِ وهو سَواءٌ / إنَّما الفَرقُ حِين نَصدرُ عَنها
إنَّما هذه العقولُ أبا الجَي / شِ لنَظم الأشعارِ فيك فصُنها
ما سَمِعنا بخَيمةٍ تَسعُ البَح
ما سَمِعنا بخَيمةٍ تَسعُ البَح / رَ وقَد حَلَّ هذِهِ البَحرانِ
ضُربَت في عُلا الأمِيرَين في / جودِ رَبيبٍ وفي نَدَى نَبهانِ
لو تَكونُ الخِيامُ تَنطقُ يَوماً / لجَرَت هذِهِ بكلِّ لِسانِ