المجموع : 3
يا مقرَّ الغزالِ قد صحَّ عندي ال
يا مقرَّ الغزالِ قد صحَّ عندي ال / يومَ أَنّي اقتَحَمتُ منكَ عرينا
رابَني فيكَ ما أَرى من عُيونٍ / باتَ يُغرى بها السَوادُ عُيونا
وَضلوعٍ جاءَتكَ وهيَ خوالٍ / ثم عادَت ملآى هوىً وشُجونا
ما الذي يَبتَغي غزالُكَ مِنّي / بعد كوني عبداً له أَن أَكونا
كُلَّما قُلتُ قد أَبلَّ فؤادي / ساوَرَته الذِكرى فَجنَّ جُنونا
يا دواةُ اجعَلي مدادَكِ ورداً
يا دواةُ اجعَلي مدادَكِ ورداً / لِوفودِ الأَقلامِ حيناً فحينا
وَليَكُن كَالزَمانِ حالاً فحالا / تارةً آسِناً وأخرى معينا
أكرمي العِلمَ وامنَحي خادميهِ / ماءَكِ الغاليَ النَفيسَ الثَمينا
وَابذُلي الصافِيَ المُطهَّر منهُ / لهُداةِ السَرائِرِ المُرشِدينا
وَإذا الظُلمُ وَالظَلامُ استَعانا / يومَ نحسٍ بأجهلِ الجاهِلينا
وَاستَمدّا من الشُرورِ مداداً / فاجعَليهِ من قسمةِ الظالمينا
وَاِقذفي النُقطةَ التي بات فيها / غَضبُ القاهرِ المُذِلِّ كمينا
ليراعِ امرىءٍ إذا خطَّ سطراً / نَبذَ الحقَّ وارتَضى المَينَ دينا
وَإذا كان فيكِ نُقطةً سوءُ / كُوِّنَت من خباثةٍ تكوينا
فَاِجعَليها قِسطَ الذين استَباحوا / في السِياساتِ حرمةَ الأَضعفينا
وَإذا خفتِ أن يكونَ منَ اللَف / ظِ جلاميدُ ترجمُ السامِعينا
فاِبخَلي بالمدادِ بُخلاً وَإن أُع / طيتِ فيه المئينَ ثمَّ المئينا
فَإذا أعوَزَ المدادُ طَبيباً / يَصفُ الداءَ دائِباً مُستَعينا
فَاِمنَحيه المدادَ منّاً وعرفاً / وَاِستَطيبي معونةَ المُحسِنينا
وَإذا مهجةُ الحمائمِ أَسدت / نُقطةً سرَّها الزَكِيَّ المَصونا
فاجعَليها على المودّاتِ وَقفا / وَهَبيها رسائِلَ الشَيِّقينا
فإذا لم يكن بقَلبكِ إلا / ما أعدَّ الإِخلاصُ لِلمُخلصينا
فاجعَليه خطّي لِأَكتُبَ منه / شرحَ حالي لِسَيِّدِ المُرسَلينا
بَعضَ هذا الجفاءِ وَالعُدوانِ
بَعضَ هذا الجفاءِ وَالعُدوانِ / راقِبي اللَهَ أُمَّةَ الطُليانِ
قد مَلأتِ الفَضاءَ غَدراً وَجهلاً / وَتَسَنَّمتِ غارِبَ الطُغيانِ
وَبَعثتِ السَفينَ تَرمى طَرابُل / سَ بحَربٍ مَشبوبَةِ النيرانِ
تَخرِقُ البَحرَ وَالمَواثيقَ وَالعَه / دَ جِهاراً وَذِمَّةَ الجيرانِ
سَيَّرَتها أضغانُ قومٍ لِقَومٍ / سَلِموا من دناءةِ الأَضغانِ
مَن رَآها تَجري تَوَهَّمَ أَنَّ ال / قومَ هبّوا لِلثَّأرِ للأَوطان
لا وَرَبِّ الأُسطولِ ما حمَل الأُس / طولُ جَيشا إلى حمى الحُبشانِ
إنَّ قومَ الطُليانِ أحرَصُ من أن / يُفضَحوا مَرَّتَين في مَيدان
لَيست الحَربُ لِلعَدُوِّ الذي با / تَ عزيزاً بِالرَجلِ وَالفُرسانِ
إِنَّما الحربُ لِلأُلى حَفِظوا العَه / دَ فنامَت جيرانُهُم في أمانِ
وَأَباحوا اَبوابَهُم حاتِمِيّا / تٍ لمَن أَمَّهُم من الضيفانِ
وَأَنالوهُم حُقوقَ بَنيهِم / فِعلَ أَهل المَعروفِ بِاللَهفان
وَيحَهُم ما لِصُنعهِم أَبطَرَ القَو / مَ فَعَقّوا ما كان مِن إِحسانِ
وَلِماذا تَمَخَّضَ السِلمُ عَن حَر / بٍ لَظاها يَشوي الوجوهَ عَوانِ
مِنَحٌ قد بُذِرنَ في شَرِّ أَيدٍ / كُنَّ مُذ كُنَّ مَنبِتَ الكُفران
هكَذا فَلتَكُ المروءاتُ في عَص / رِ البَهاليلِ من بَني الرومان
لا يَثِق بَعضُنا بِبَعضٍ وَهذا / ما أَعدَّ الإِنسانُ لِلإِنسانِ
إن تُسَلِّم على الغَريبِ فَسَلِّم / في ظِلالِ السُيوفِ وَالمُرّان
رُبَّما أَصبَحَ العِناقُ صِراعاً / في زَمانِ الآدابِ وَالعِرفان