القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 6
قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد
قِف بِروما وَشاهِدِ الأَمرَ وَاِشهَد / أَنَّ لِلمُلكِ مالِكاً سُبحانَه
دَولَةٌ في الثَرى وَأَنقاضُ مُلكٍ / هَدَمَ الدَهرُ في العُلا بُنيانَه
مَزَّقَت تاجَهُ الخُطوبُ وَأَلقَت / في التُرابِ الَّذي أَرى صَولَجانَه
طَلَلٌ عِندَ دِمنَةٍ عِندَ رَسمٍ / كَكِتابٍ مَحا البِلى عُنوانَه
وَتَماثيلُ كَالحَقائِقِ تَزدا / دُ وُضوحاً عَلى المَدى وَإِبّانَه
مَن رَآها يَقولُ هَذي مُلوكُ / الدَهرِ هَذا وَقارُهُم وَالرَزانَه
وَبَقايا هَياكِلٍ وَقُصورٍ / بَينَ أَخذِ البِلى وَدَفعِ المَتانَه
عَبَثَ الدَهرُ بِالحَوارِيِّ فيها / وَبَيلَيوسَ لَم يَهَب أُرجُوانَه
وَجَرَت هاهُنا أُمورٌ كِبارٌ / واصَلَ الدَهرُ بَعدَها جَرَيانَه
راحَ دينٌ وَجاءَ دينٌ وَوَلّى / مُلكُ قَومٍ وَحَلَّ مَلِكٌ مَكانَه
وَالَّذي حَصَّلَ المُجِدّونَ إِهرا / قُ دِماءٍ خَليقَةٍ بِالصِيانَه
لَيتَ شِعري إِلامَ يَقتَتِلُ النا / سُ عَلى ذي الدَنِيَّةِ الفَتّانَه
بَلَدٌ كانَ لِلنَصارى قَتاداً / صارَ مُلكَ القُسوسِ عَرشُ الدِيانَه
وَشُعوبٌ يَمحونَ آيَةَ عيسى / ثُمَّ يُعلونَ في البَرِيَّةِ شانَه
وَيُهينونَ صاحِبَ الروحِ مَيتاً / وَيُعِزّونَ بَعدَهُ أَكفانَه
عالَمٌ قُلَّبٌ وَأَحلامُ خَلقٍ / تَتَبارى غَباوَةً وَفَطانَه
رَومَةُ الزَهوِ في الشَرائِعِ وَالحِك / مَةِ في الحُكمِ وَالهَوى وَالمَجانَه
وَالتَناهي فَما تَعَدّى عَزيزاً / فيكِ عِزٌّ وَلا مَهيناً مَهانَه
ما لِحَيٍّ لَم يُمسِ مِنكِ قَبيلٌ / أَو بِلادٌ يُعِدُّها أَوطانَه
يُصبِحُ الناسُ فيكِ مَولى وَعَبداً / وَيَرى عَبدُكِ الوَرى غِلمانَه
أَينَ مُلكٌ في الشَرقِ وَالغَربِ عالٍ / تَحسُدُ الشَمسُ في الضُحى سُلطانَه
قادِرٌ يَمسَخُ المَمالِكَ أَعما / لاً وَيُعطي وَسيعَها أَعوانَه
أَينَ مالٌ جَبَيتِهِ وَرَعايا / كُلُّهُم خازِنٌ وَأَنتِ الخَزانَه
أَينَ أَشرَافُكِ الَّذينَ طَغَوا في الدَه / رِ حَتّى أَذاقَهُم طُغيانَه
أَينَ قاضيكِ ما أَناخَ عَلَيهِ / أَينَ ناديكِ ما دَهى شَيخانَه
قَد رَأَينا عَلَيكِ آثارَ حُزنٍ / وَمِنَ الدورِ ما تَرى أَحزانَه
اِقصِري وَاِسأَلي عَنِ الدَهرِ مِصراً / هَل قَضَت مَرَّتَينِ مِنهُ اللُبانَه
إِنَّ مَن فَرَّقَ العِبادَ شُعوباً / جَعَلَ القِسطَ بَينَها ميزانَه
هَبكِ أَفنَيتِ بِالحِدادِ اللَيالي / لَن تَرَدّى عَلى الوَرى رومانَه
مَرحَباً بِالرَبيعِ في رَيعانِهِ
مَرحَباً بِالرَبيعِ في رَيعانِهِ / وَبِأَنوارِهِ وَطيبِ زَمانِه
رَفَّتِ الأَرضُ في مَواكِبِ آذا / رَ وَشَبَّ الزَمانُ في مِهرَجانِه
نَزَلَ السَهلَ ضاحِكَ البِشرِ يَمشي / فيهِ مَشيَ الأَميرِ في بُستانِه
عادَ حَلياً بِراحَتَيهِ وَوَشياً / طولُ أَنهارِهِ وَعَرضُ جِنانِه
لُفَّ في طَيلَسانِهِ طُرَرَ الأَر / ضِ فَطابَ الأَديمُ مِن طَيلَسانِه
ساحِرٌ فِتنَةَ العُيونِ مُبينٌ / فَصَّلَ الماءَ في الرُبا بِجُمانِه
عَبقَرِيُّ الخَيالِ زادَ عَلى الطَي / فِ وَأَربى عَلَيهِ في أَلوانِه
صِبغَةُ اللَهِ أَينَ مِنها رَفائي / لُ وَمِنقاشُهُ وَسِحرُ بَنانِه
رَنَّمَ الرَوضُ جَدوَلاً وَنَسيماً / وَتَلا طَيرَ أَيكِهِ غُصنُ بانِه
وَشَدَت في الرُبا الرَياحينُ هَمساً / كَتَغَنّي الطَروبِ في وُجدانِه
كُلُّ رَوحانَةٍ بِلَحنٍ كَعُرسٍ / أُلِّفَت لِلغِناءِ شَتّى قِيانِه
نَغَمٌ في السَماءِ وَالأَرضِ شَتّى / مِن مَعاني الرَبيعِ أَو أَلحانِهِ
أَينَ نورُ الرَبيعِ مِن زَهرِ الشِع / رِ إِذا ما اِستَوى عَلى أَفنانِه
سَرمَدُ الحُسنِ وَالبَشاشَةِ مَهما / تَلتَمِسهُ تَجِدهُ في إِبّانِه
حَسَنٌ في أَوانِهِ كُلِّ شَيءٍ / وَجَمالُ القَريضِ بَعدَ أَوانِه
مَلَكٌ ظِلُّهُ عَلى رَبوَةِ الخُل / دِ وَكُرسِيُّهُ عَلى خُلجانِه
أَمَرَ اللَهُ بِالحَقيقَةِ وَالحِك / مَةِ فَاِلتَفَّتا عَلى صَولَجانِه
لَم تَثُر أُمَّةٌ إِلى الحَقِّ إِلا / بُهُدى الشِعرِ أَو خُطا شَيطانِه
لَيسَ عَزفُ النُحاسِ أَوقَعَ مِنهُ / في شُجاعِ الفُؤادِ أَو في جَبانِه
ظَلَّلَتني عِنايَةٌ مِن فُؤادٍ / ظَلَّلَ اللَهُ عَرشَهُ بِأَمانِه
وَرَعاني رَعى الإِلَهُ لَهُ الفارو / قَ طِفلاً وَيَومَ مَرجُوِّ شانِه
مَلِكُ النيلِ مِن مَصَبَّيهِ بِالشَط / طِ إِلى مَنبَعَيهِ مِن سودانِه
هُوَ في المُلكِ بَدرُهُ المُتَجَلّي / حُفَّ بِالهالَتَينِ مِن بَرلُمانِه
زادَهُ اللَهُ بِالنِيابَةِ عِزّاً / فَوقَ عِزِّ الجَلالِ مِن سُلطانِه
مِنبَرُ الحَقِّ في أَمانَةِ سَعدٍ / وَقِوامُ الأُمورِ في ميزانِه
لَم يَرَ الشَرقُ داعِياً مِثلَ سَعدٍ / رَجَّهُ مِن بِطاحِهِ وَرِعانِه
ذَكَّرَتهُ عَقيدَةُ الناسِ فيهِ / كَيفَ كانَ الدُخولُ في أَديانِه
نَهضَةٌ مِن فَتى الشُيوخِ وَروحٌ / سَرَيا كَالشَبابِ في عُنفُوانِه
حَرَّكا الشَرقَ مِن سُكونٍ إِلى القَي / دِ وَثارا بِهِ عَلى أَرسانِه
وَإِذ النَفسُ أُنهِضَت مِن مَريضٍ / دَرَجَ البُرءُ في قُوى جُثمانِه
يا عُكاظاً تَأَلَّفَ الشَرقُ فيهِ / مِن فِلسطينِهِ إِلى بَغدانِه
اِفتَقَدنا الحِجازَ فيهِ فَلَم نَع / ثُر عَلى قُسِّهِ وَلا سَحبانِه
حَمَلَت مِصرُ دونَهُ هَيكَلَ الدي / نِ وَروحَ البَيانِ مِن فُرقانِه
وُطِّدَت فيكَ مِن دَعائِمِها الفُص / حى وَشُدَّ البَيانُ مِن أَركانِه
إِنَّما أَنتَ حَلبَةٌ لَم يُسَخَّر / مِثلُها لِلكَلامِ يَومَ رِهانِه
تَتَبارى أَصائِلُ الشامِ فيها / وَالمَذاكِيِ العِتاقُ مِن لُبنانِه
قَلَّدَتني المُلوكُ مِن لُؤلُؤِ البَح / رَينِ آلاءَها وَمِن مَرجانِه
نَخلَةٌ لا تَزالُ في الشَرقِ مَعنىً / مِن بَداواتِهِ وَمِن عُمرانِه
حَنَّ لِلشامِ حِقبَةً وَإِلَيها / فاتِحُ الغَربِ مِن بَني مَروانِه
وَحَبَتني بُمبايُ فيها يَراعاً / أُفرِغَ الودُّ فيهِ مِن عِقيانِه
لَيسَ تَلقى يَراعَها الهِندُ إِلّا / في ذَرا الخُلقِ أَو وَراءَ ضَمانِه
أَنتَضيهِ اِنتِضاءَ موسى عَصاهُ / يَفرَقُ المُستَبِدُّ مِن ثُعبانِه
يَلتَقي الوَحيَ مِن عَقيدَةِ حُرٍّ / كَالحَوارِيِّ في مَدى إيمانِه
غَيرَ باغٍ إِذا تَطَلَّبَ حَقّاً / أَو لَئيمِ اللَجاجِ في عُدوانِه
موكِبُ الشِعرِ حَرَّكَ المُتَنَبّي / في ثَراهُ وَهَزَّ مِن حَسّانِه
شَرُفَت مِصرُ بِالشُموسِ مِنَ الشَر / قِ نُجومِ البَيانِ مِن أَعيانِه
قَد عَرَفنا بِنَجمِهِ كُلَّ أُفقٍ / وَاِستَبَنّا الكِتابَ مِن عُنوانِه
لَستُ أَنسى يَداً لِإِخوانِ صِدقٍ / مَنَحوني جَزاءَ مالَم أُعانِه
رُبَّ سامي البَيانِ نَبَّهَ شَأني / أَنا أَسمو إِلى نَباهَةِ شانِه
كانَ بِالسَبقِ وَالمَيادينِ أَولى / لَو جَرى الحَظُّ في سَواءِ عَنانِه
إِنَّما أَظهَروا يَدَ اللَهِ عِندي / وَأَذاعوا الجَميلَ مِن إِحسانِه
ما الرَحيقُ الَّذي يَذوقونَ مِن كَر / مي وَإِن عِشتُ طائِفاً بِدِنانِه
وَهَبوني الحَمامَ لَذَّةَ سَجعٍ / أَينَ فَضلُ الحَمامِ في تَحنانِه
وَتَرٌ في اللَهاةِ ما لِلمُغَنّي / مِن يَدٍ في صَفائِهِ وَلِيانِه
رُبَّ جارٍ تَلَفَّتَت مِصرُ تولي / هِ سُؤالَ الكَريمِ عَن جيرانِه
بَعَثتَني مُعَزِّياً بِمآقي / وَطَني أَو مُهَنِّئاً بِلِسانِه
كانَ شِعري الغِناءَ في فَرَحِ الشَر / قِ وَكانَ العَزاءُ في أَحزانِه
قَد قَضى اللَهُ أَن يُؤَلِّفَنا الجُر / حُ وَأَن نَلتَقي عَلى أَشجانِه
كُلَما أَنَّ بِالعِراقِ جَريحٌ / لَمَسَ الشَرقُ جَنبَهُ في عُمانِه
وَعَلَينا كَما عَلَيكُم حَديدٌ / تَتَنَزّى اللُيوثُ في قُضبانِه
نَحنُ في الفِقهِ بِالدِيارِ سَواءٌ / كُلُّنا مُشفِقُ عَلى أَوطانِه
اِتَّخَذتِ السَماءَ يا دارُ رُكنا
اِتَّخَذتِ السَماءَ يا دارُ رُكنا / وَأَوَيتِ الكَواكِبَ الزُهرَ سَكنا
وَجَمَعتِ السَعادَتَينِ فَباتَت / فيكِ دُنيا الصَلاحِ لِلدينِ خِدنا
نادَما الدَهرَ في ذَراكِ وَفَضّا / مِن سُلافِ الوِدادِ دَنّاً فَدَنّا
وَإِذا الخُلقُ كانَ عِقدَ وِدادٍ / لَم يَنَل مِنهُ مَن وَشى وَتَجَنّى
وَأَرى العِلمَ كَالعِبادَةِ في أَب / عَدِ غاياتِهِ إِلى اللَهِ أَدنى
واسِعَ الساحِ يُرسِلِ الفِكرَ فيها / كُلُّ مَن شَكَّ ساعَةً أَو تَظَنّى
هَل سَأَلنا أَبا العَلاءِ وَإِن قَلَّ / بَ عَيناً في عالَمِ الكَونِ وَسنى
كَيفَ يَهزا بِخالِقِ الطَيرِ مَن لَم / يَعلَمِ الطَيرَ هَل بَكى أَو تَغَنّى
أَنتِ كَالشَمسِ رَفرَفاً وَالسِماكَي / نِ رِواقاً وَكَالمَجَرَّةِ صَحنا
لَو تَسَتَّرتِ كُنتِ كَالكَعبَةِ الغَر / راءِ ذَيلاً مِنَ الجَلالِ وَرُدنا
إِن تَكُن لِلثَوابِ وَالبِرِّ دارٌ / أَنتِ لِلحَقِّ وَالمَراشِدِ مَغنى
قَد بَلَغتِ الكَمالَ في نِصفِ قَرنٍ / كَيفَ إِن تَمَّتِ المَلاوَةُ قَرنا
لا تَعُدّي السِنينَ إِن ذُكِرَ العِل / مُ فَما تَعلَمينَ لِلعَلمِ سِنّا
سَوفَ تَفنى في ساحَتَيكِ اللَيالي / وَهوَ باقٍ عَلى المَدى لَيسَ يَفنى
يا عُكاظاً حَوى الشَبابَ فِصاحاً / قُرَشِيّينَ في المَجامِعِ لُسنا
رُبَّ عاثٍ في الأَرضِ لَم تَجعَلِ الأَر / ضُ لَهُ إِن أَقامَ أَو سارَ وَزنا
عاشَ لَم تَرمِهِ بِعَينٍ وَأَودى / هَمَلاً لَم تُهِب لِناعيهِ أُذنا
نَظَمَ اللَهُ مُلكَهُ بِعِبادٍ / عَبقَرِيّينَ أَورَثوا المُلكَ حُسنا
شَغَلَتهُم عَنِ الحَسودِ المَعالي / إِنَّما يُحسَدُ العَظيمُ وَيُشنا
مِن ذَكِيِّ الفُؤادِ يورِثُ عِلماً / أَو بَديعِ الخَيالِ يَخلُقُ فَنّا
كَم قَديمٍ كَرُقعَةِ الفَنِّ حُرٍّ / لَم يُقَلِّل لَهُ الجَديدانِ شَأنا
وَجَديدٍ عَلَيهِ يَختَلِفُ الدَه / رُ وَيَفنى الزَمانُ قَرناً فَقَرنا
فَاِحتَفِظ بِالذَخيرَتَينِ جَميعاً / عادَةُ الفَطنِ بِالذَخائِرِ يُعنى
يا شَباباً سَقَونِيَ الوُدَّ مَحضاً / وَسَقَوا شانِئي عَلى الغِلِّ أَجنا
كُلَّما صارَ لِلكُهولَةِ شِعري / أَنشَدوهُ فَعادَ أَمرَدَ لَدنا
أُسرَةُ الشاعِرِ الرُواةُ وَما عَن / نَوهُ وَالمَرءُ بِالقَريبِ مُعَنّى
هُم يَضُنّونَ في الحَياةِ بِما قا / لَ وَيُلفَونَ في المَماتِ أَضَنّا
وَإِذا ما اِنقَضى وَأَهلوهُ لَم يَع / دَم شَقيقاً مِنَ الرُواةِ أَوِ اِبنا
النُبوغَ النُبوغَ حَتّى تَنُصّوا / رايَةَ العِلمِ كَالهِلالِ وَأَسنى
نَحنُ في صورَةِ المَمالِكِ ما لَم / يُصبِحِ العِلمُ وَالمُعَلِّمُ مِنّا
لا تُنادوا الحُصونَ وَالسُفنَ وَاِدعوا ال / عِلمَ يُنشِئ لَكُم حُصوناً وَسُفنا
إِنَّ رَكبَ الحَضارَةِ اِختَرَقَ الأَر / ضَ وَشَقَّ السَماءَ ريحاً وَمُزنا
وَصَحِبناهُ كَالغُبارِ فَلا رَج / لاً شَدَدنا وَلا رِكاباً زَمَمنا
دانَ آباؤُنا الزَمانَ مَلِيّاً / وَمَلِيّاً لِحادِثِ الدَهرِ دِنّا
كَم نُباهي بِلَحدِ مَيتٍ وَكَم نَح / مِلُ مِن هادِمٍ وَلَم يَبنِ مَنّا
قَد أَنى أَن نَقولَ نَحنُ وَلا نَس / مَعُ أَبناءَنا يَقولونَ كُنّا
مرحبا بالفتى العظيم الشان
مرحبا بالفتى العظيم الشان / سيد الكل من بنى الألمان
وارث النسر للسلام جناحا / ه وللحرب ذانك المِخلبان
يخطف النصر في وجوه السرايا / زاهدا في غنائم العقبان
مصر من نوركم ونور اخيكم / قد مشى فوق أرضها الفرقدان
أنت في كل بلدة تتجلى / وأبوك العظيم ملء الزمان
مظهر الشمس في الوجود علوا / ونشاط الأفلاك في الدوران
عالم شاعر حكيم خطيب / ماله فوق منبر العصر ثاني
ما نسينا وقوفه بصلاح ال / دين والعالمون في نسيان
كلمات قد زادت القبر طيبا / فوق طيب العظام والأكفان
وإذا القلب كان سمحا كريما / ظهرت طيباته في اللسان
والمروءات عند أربابها فو / ق اختلاف الآراء والأديان
قف برمسيس إنه كصلاح ال / دين أهل لذلك الإحسان
قل له يا أبا الملوك هل العي / ش وإن طال غير بضع ثوان
قم فعظنا فهذه هامة أبن ال / شمس اين النحاس والتاجان
ونعم هذه يمينك لكن / حيل بين اليمين والصولجان
وتأمل على الصعيد بقايا / دولة فوق دولة الرومان
قهرت أربعين شعبا إلى أن / قبرتها طوارق الحدثان
يا ابن غليوم يوم ترجع بر / لين ويصغى لقولك الوالدان
قل لمولاك يا أبي ومليكي / مصر أم الشعوب ذات الحنان
منهل العالمين من كل جنس / وخِوان لكل قاصٍ دانى
قيل ما الفن قلت كل جميل
قيل ما الفن قلت كل جميل / ملأ النفس حسنه كان فنا
وإذا الفن لم يكن لك طبعا / كنت في تركه إلى الرشد أدنى
وإذا كان في الطباع ولم تحس / ن فما أنت بالغ فيه حسنا
وإذا لم تزد على ما بنى الأو / ل شيئا فلست للفن ركنا
لك يا مرتضى خلال كزهر ال / روض لاقى في ظل آذار مزنا
حلف الخط بعد مؤنس أو جع / فر لا يصطفى لغيرك يمنى
لك خط لو كان يغنى عن الحظ / جميل من الأمور لأغنى
هو أوفى من الزمان صِوانا / لبنات النهى واصدق خِذنا
تتمناه كل ناعمة الخدّ / ين خالا وكل دعجاء جفنا
مرقصات الوليد أعجب لفظا / بين أجزائه وأطرب معنى
حُلَل منذ أُلبِستها المعاني / لا نراها بجودة اللفظ تعنى
أخذتِ السماء يا دار ركنا
أخذتِ السماء يا دار ركنا / وأويت الكواكب الزهر سُكنى
وجمعت السعادتين فباتت / فيك دنيا الصلاح للدين خِدنا
نادَما الدهر في ذَراك وفضا / من سلاف الوداد دَنا فدنا
وإذا الخُلق كان عقد وداد / لم ينل منه من وشَى وتجنى
وأرى العلم كالعبادة في أب / عد غاياته إلى الله أدنى
واسع الساح يرسل الفكر فيها / كل من شك ساعة أو تظنى
هل سألنا أبا العلاء وإن قلّ / ب عينا في عالم الكون وسنى
كيف يهذِى بخالق الطير من لم / يعلم الطير هل بكى أو تغنى
أنتِ كالشمس رفرفا والسماك / ين رواقا والمجرّة صحنا
لو تسترت كنت كالقبة الغرا / ء ذيلا من الجلال وردنا
إن تكن للثواب والبر دارا / كيف إن تمت الملاوة قرنا
لا تَعدِّى السنين إن ذكر الع / لم فما تعلمين للعلم سنا
سوف تفنى في ساحتيك الليالي / وهو باق على المدى ليس يفنى
يا عكاظا حوى الشبا فصاحا / قرشيين في المجامع لُسنا
بثهم في كنانة الله نورا / من ظلام على البصائر أخنى
علَّموا بالبيان لا غرباء / فيه يوما ولا أعاجم لُكنا
فتية محسنون لم يخلفوا الع / لم رجاء ولا المعلم ظنا
صدعوا ظلمة على الريف حلت / وأضاءوا الصعيد سهلا وحزنا
من قضى منهم تفرق فكرا / في نهى النشء أو تقسم ذهنا
ناد دار العلوم إن شئت يا عا / يش أو شئت نادها يا سُكَينا
قل لها يا ابنة المبارك إيه / قد جرت كاسمه أمورك يمنا
هو في المهرجان حى شهيد / يجتلى غرس فضله كيف أجنى
وهو في العرس إن تحجّب أو لم / يحتجب والد العروس المهنا
ما جرى ذكره بناديك حتى / وقف الدمع في الشؤون فأثنى
رب خير ملئت منه سرورا / ذكّر الخيرين فاهتجت حزنا
أدرى إذ بناك أن كان يبني / فوق أنف العدوّ للضاد حصنا
حائط الملك بالمدارس إن شئ / ت وإن شئت بالمعاقل يبني
أنظر الناس هل ترى لحياة / عَطَلت من نباهة الذكر معنى
لا الغني في الرجال ناب عن الفض / ل وسلطانه ولا الجاه أغنى
رب عاث في الأرض لم يجعل الأر / ض له إن أقام أو سار وزنا
عاش لم ترمه بعين وأودى / همَلا لم تهب لناعيه أذنا
نظّم الله ملكه بعباد / عبقريين أورثوا الملك حسنا
شغلتهم عن الحسود المعالي / إنما يُحسد العظيم ويُشنا
من ذكىّ الفؤاد يوِرث علما / أو بديع الخيال يَخلق فنا
كم قديم كرقعة النجم حر / لم يقلل له الجديدان شأنا
وحديد عليه يختلف الده / ر ويفنى الزمان قرنا فقرنا
فاحتفظ بالذخيرتين جميعا / عادة الفطن بالذخائر يعنى
يا شبابا سقونيَ الودّ محضا / وسقوا شانئي على الغل أجنا
كلما صار للكهولة شعري / أنشدوه فعاد أمرد لدنا
أسرة الشاعر الرواة وما عنَّ / وه والمرء بالقريب معنى
هم يضنون في الحياة بما قا / ل ويُلفَون في الحياة أضنا
وإذا ما انقضى وأهلوه لم يع / دم شقيقا من الرواة أو أبنا
النبوغَ النبوغَ حتى تنصوا / راية العلم كالهلال وأسنى
نحن في صورة الممالك ما لم / يصبح العلم والمعلم منا
لا تنادوا الحصون والسفن وادعوا ال / علم ينشئ لكم حصونا وسفنا
إن ركب الحضارة اخترق الأر / ض وشق السماء ريحا ومزنا
وصحبناه كالغبار فلا رح / لا شددنا ولا ركابا زممنا
دان آباؤنا الزمان مليا / ومليا لحادث الدهر دنا
كم نباهي بلحد ميت وكم نح / مل من هادم ولم يبن مَنَّا
قد أنَى أن نقول نحن ولا نس / مع أبناءنا يقولون كنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025