المجموع : 4
حَيِّ وجهاً من الرياضِ وَسيما
حَيِّ وجهاً من الرياضِ وَسيما / غابَ عن ناظري فأهْدَى النَّسيما
عاودَتْنا البَليلُ عنه بِلَيْلٍ / فأَعادَتْ لنا الحديثَ القديما
طَرَقَتْنَا زيارةُ الطَّيفِ حُلْماً / فاسْتَخَفَّتْ منا اللبيبَ الحليما
وأَحالَتْ على الفؤادِ غراماً / طالَ تردادُهُ فصارَ غريما
ذَكَّرتنا عهدَ المُقيم على العه / دِ وإِن لم يكُنْ عليه مُقيما
والرسومَ التي أَقامَ التَّصابي / في رُباها كما أَردْنا الرُّسوما
لبسَتْ مَعْلَمَ الرّبيعِ وكم أَلْ / بَسَهَا فيه المَعْلَمَ المَعْلُوما
مِنْ مُدامٍ لا عُذْرَ للخالِعِ العُذْ / رَ عليها أَنْ لا يكونَ مُديما
بعثَتْ نَفْحَةَ الجِنانِ من الكأْ / سِ وشَبَّتْ في جانِبَيْهَا الجحيما
أَتُراها إِذ أَدركَتْ عصرَ إِبرا / هيمَ جاءَتْ بنارِ إِبراهيما
فأَعِدْنِي لشُرْبِها أَو فَعِدْني / أَو فَعُدْنِي كما تعودُ السَّقيما
وإِذا هَوَّمَتْ صروفُ الليالي / فاطْرِحْ باعتناقِها التَّهويما
لا تَدَعْ ليلَكَ البهيمَ وقد فُزْ / تَ بها غُرَّةٌ يَمُرُّ بَهيمها
وَأَدِرْها إِنْ شئتَ بالجامِ شمساً / في دُجَاهُ أَو بالكؤوسِ نُجوما
أَنا مالِي وللملاحَةِ فيها / إِن أَطَعْتُ الملامَ كنت مُليِما
لو نَهَاني الإِمامُ مثْلُكَ عنها / لَعَصَيْتُ الإِمامَ والمأَمونا
فادْعُنِي ثانيَ ابْنَ هانِي انْهِتاكاً / وانْهِماكاً لا مَنْظَراً وشَمِيما
وارتكابُ التحريمِ يسهُلُ فيها / حينَ نرجو له الغَفورَ الرحيما
هاتِ بنت الكرومِ صِرْفاً ودَعْنِي / في يَديْ ياسرٍ أَعيشُ كريما
زرتُ منه من لا يَمَلُّ مِنَ النَّع / ماءِ بَذْلاً فهل أَمَلُّ النَّعيما
ولكم حامَ حُسْنُ ظَنِّي عليهِ / واقتناصُ البازِيِّ في أَن يحوما
خَفَقَتْ بي إِليه قادِمَةُ الشَّو / قِ وبُشْرَايَ إِذ رُزِقْتُ القُدوما
ملِكٌ شاعِرُ السّماحَةِ يأْبَى / أَنْ يَمَلَّ التَّسْهِيم والتَّقْسِيما
وخطيبُ الحُسام أَفْصَحُ ما كا / نَ كلاماً إِذا أَثارَ الكُلوما
أَخذَ الدَّهْرُ ذِمَّةً من يَدَيْهِ / مَنَعَتْهُ من أَنْ يكونَ ذميما
واستجارَتْ به الليالي فأَلْقَتْ / لِعُلاَهُ الإِقرارَ والتَّسْلِيما
شَرَّدَ الظُّلْمَ والظَّلامَ فقالتْ / خَيْلُهُ في مَغَارِها والظَّليما
هِمَّةٌ تنشئُ الحَسُودَ وتُنْشِى / أَبداً بَيْنَ جانبَيْهِ الهُموما
أَريحيٌّ بنى له الجودُ بيتاً / قد أَطافَ الورى به تعظيما
ووسيمُ الجبينِ يظهر فيه / من بلالٍ أَبيهِ أَوْضَحَ سِيما
شرفٌ زاحَمَ النجومَ بفودَيْ / هِ ومجدٌ رَسَا فَشَقَّ النُّجوما
وندًى دولةُ الأَميرَيْن منه / حَرَمٌ لا تَرَى به محروما
جَرَّدا منه صارماً شفْرَتَاهُ / تركَتْ عُمْرَ قِرْنِهِ مَصْرُوما
وأَقاماهُ للوزارةِ كهفاً / مانعاً كلَّ ناهضٍ أَن يقوما
فامتطى عابراً لها صهوةَ الإِقْ / دامِ حتى أَنالَها التَّقْدِيما
وشديدٌ على بناِت مِخاضٍ / أَنْ تُجارِي إِلى مَدَاها القُروما
أَيّها القاطعُ الفلاةَ إِكاماً / يمتطيها دون الرِّفاق وَكُوما
لا تَظُنَّ الظلامَ يخلع عنه / رُدُنَيْهِ ولا الزَّمانَ الظَّلوما
قم فطالعِ من نَيِّرَيْ آل عِمْرا / نَ بدوراً قد تُمِّمَتْ تتميما
تَلْقَ هارونَ والكلامُ شُجونٌ / حين تلقاهما وموسى الكَلِيما
واعتمِدْ ياسراً خصوصاً تجِدْهُ / فوق ما أًنت ترتجيه عُموما
وخُذِ الدُّرَّ من أَياديه منثور / راً يَعُدْ بعضُهُ له منظوما
ولو أَنَّ القريضَ وفَّاهُ حقّاً / لم يَدَعْ ذا الرَّوِيَّ والبَحْرَ مِيما
فهنيئاً بالعام أَلْبَسَكَ اللّ / هُ به النائلَ الجزيلَ العميما
نِعَمُ اللِّه فيكَ لا نسأَلُ اللّ / هَ إِليها نُعْمَى سِوَى أَن تدوما
ولو أَنِّي فعلتُ كنتُ كمن يس / أَلُهُ وَهْوَ قائمٌ أَن يقوما
يا إماماً أحسِنْ به من إمامٍ
يا إماماً أحسِنْ به من إمامٍ / وكريماً قد فاقَ كل الكرامِ
إنّ لي في مدارسِ العلمِ شأناً / ردّ شأني مُساجِلاً للغمامِ
قد قرأتُ القرآنَ حفظاً فلم أحْ / ظَ بما فوق سورة الأنعامِ
وطلبتُ العلومَ فيها على مث / لِك مُحيي شريعةِ الإسلامِ
وأتَتْني مسائلٌ أشكَلَتْ فه / يَ لَعَمري تدقّ عن أوهامي
أحرمَتْ راحتي من الوَرْق والوق / تُ فوَقْتُ الإحلالِ والإحرامِ
وبلائي بالفقرِ غيرُ حلالٍ / وتلافي أمري فغيرُ حرامِ
وأرى دارَك المشيّدةَ الأرْ / كان أضحتْ كمثلِ دارِ السّلامِ
فاستمِعْني فلسْتُ أُلْحِفُ فيما / قُلتُه غيرَ كاذبٍ في كلامي
فانتظامُ الخطوب فيه انتشاري / وانتثارُ النوالِ فيه انتظامي
غرَضي أن تقدِّم الآن جاريَّ / كما أشتهي على الإتْمامِ
للذي قد خلا من الأربَعِ الأش / هُرِ وُقّيتَ سطوةَ الأيامِ
فثيابي تمزّقَتْ مثل أعرا / ضِ أعاديكَ لا رُعُوا من طَعامِ
هذَيانٌ نظمتُه لك في الشع / رِ وإني لَصادِقٌ في نظامي
ولَعَمْري إن الفصيحَ ليُضْحي / ألكنفا عند فقدِه للطعامِ
رحَلوا فالسَقامُ عندي مُقيمُ
رحَلوا فالسَقامُ عندي مُقيمُ / ولقلبي من الغرامِ غريمُ
وبطَرْفي نظرتُ لمّا استقلّوا / في نُجومِ الحُمولِ إنّي سَقيمُ
يا رسومَ الديارِ علّ شفاءً / لفؤادٍ لم يبْقَ منهُ رُسوم
بين غيثِ الدموعِ وهيَ أُجاجٌ / ورياحِ الزفيرِ وهي سُمومُ
لم يدعْ منه موقفُ البينِ إلا / كبِداً يستكنّ فيها الهُمومُ
فهو مُثْرٍ من الصبابةِ والوجْ / دِ ولكنْ من السُلوّ عَديمُ
أينَ ذاكَ الكِناسُ يفتِكُ منهُ / عبثاً بالأُسودِ ذاك الريمُ
رشأٌ عندَه حُشاشةُ نفسِ / يرتَعيها لا الشيحُ والقيصومُ
من ظباءِ الصريمِ حبلُ وِصالي / أبداً من حبالِه مَصْرومُ
ما أقلّ انتصارَ مَنْ ظلمَتْهُ / ولها شافعُ الجَمالِ ظَلومُ
دعْ رماحَ الشَذا تمنّعَ عنها / فرضي أنّني بها مَكلومُ
وسُروري منها إذا أهضَمَتْني / أنّني مثلُ خَصْرِها مهضومُ
آمري بالمُقامِ وهو مُماتٌ / يُخلِقُ العرضُ دونَه والأديمُ
قائل إنما المعالي حظوظٌ / والفَتى كلُّ رِزْقِه مقْسومُ
القِلاصُ القِلاصُ يلطُمُ منها / وجنةَ البيدِ منسمٌ مرْثومُ
نصّ رسمَ العُلى لعينِك فاطلبْ / هُ تجدْ حيثُ نصُّها والرُسومُ
لستَ بالمُقْتِرِ القديمِ ولكنّ / زماناً أقْترْتَ فيهِ العديمُ
ما أرى لي عندي الليالي انتِصاراً / أترجّاهُ والليالي خَصومُ
قد أراني نقصَ القبائلِ منهنّ / تمامٌ توارثَتْهُ تَميمُ
قلنَ لمّا قامَ الأثيرُ دليلاً / ليس إلا الإقرارُ والتسليمُ
من بني الأغلبِ الكرامِ وما خلّ / فَ ذاك الكريمَ إلا كريمُ
نسبٌ ما رأتْهُ عينُك إلا / قلتَ لا شكّ جوهرٌ منظومُ
جمعَ الفضلَ مُلتَقى طرَفَيْهِ / فتساوى حديثُه والقَديمُ
خوّلَتْ كفُّه خُصوصَ مَعالٍ / في جميعِ الملوكِ منها العُمومُ
قام من دونها ببذْلِ عطايا / هُ فصِينَتْ كما يُصانُ الحريمُ
كرمٌ لو تقسّمَتْهُ بنو الدنْيا / جميعاً ما كان فيها لئيمُ
وأيادٍ تفجّرَ الجودُ منها / ما شكَكْنا في أنهنّ غُيومُ
آمرٌ تأمُرُ السماحةُ منهُ / عادلُ الحكمِ في العطاءِ ظَلومُ
فهو من ألسنِ المَفاخِرِ محمو / دٌ ولكنْ من مالِهِ مذْمومُ
وله مَفخَرانِ حِيزا إليه / نسبٌ طاعنٌ ومجدٌ مُقيمُ
وشَبا عزمةٍ يردُّ بها الخط / بَ وفيه من شفرتَيْها كُلومُ
يصطَلي حاجِمُ الخُطوبِ وما بي / نَ عِطافَيْ بُردَيْهِ ابراهيمُ
ربَّ ريحينِ بين شدٍّ وليْنٍ / ذي سُمومٍ تُرْدي وتلك نَسيمُ
ومحلّيْنِ بين سِلْمٍ وحربٍ / ذا نعيمٌ وذا عذابٌ أليمُ
يفرَقُ المُقدِمونَ منهُ إذا ما / صالَ فيهم ويأمنُ المهزومُ
حفظَ المسلمونَ عنهُ أحادي / ثَ أبَتْ أن يرضى بهنّ الرومُ
ذو صفاتٍ لما تقسَّمها الشعْ / رُ أتاهُ التجْنيسُ والتقْسيمُ
يا هلالَ السرورِ لُحْ إنّ قلبي / ليسَ ينفكّ أو يراكَ تصومُ
كيف لا أعتَبُ الزمانَ وأشْكو / لك أني يا خيرَهُ محْرومُ
قطّبَ الدهرُ لي مُحيّا فهلْ يَقْ / رُبُ مني ذاك المُحيّا الوَسيمُ
فألاقي عيدَيْنِ يضحكُ عن شا / رقِ نورَيْهِما الزمانُ البَهيمُ
ولَعَمْري لولا محمدُ المح / مودُ قُلْنا هذا زمانٌ أليمُ
خلَفٌ نابَ عنك لي وعن الأق / مارِ للمُهتَدي تَنوبُ النُجومُ
حملَ الريحُ بالأصيلِ سلامَهْ
حملَ الريحُ بالأصيلِ سلامَهْ / وأعارَ البرقَ اللموعَ غرامَهْ
فجرَتْ هذه رُخاءً وأذْكى / ذاك في سَدْفِهِ الظلامَ ضِرامَهْ
فرأى منهما شمائلَ هندٍ / طيبَ نَشْرٍ سَرى وحسنَ ابتسامَهْ
غادةٌ تفتنُ القلوبَ بطَرْفٍ / لا تُرجّي القلوبُ منه سلامَهْ
أنا صبٌّ بوصلِها مستهامٌ / وهي بالهَجْرِ صبّةٌ مستهامَهْ
عجَباً لي أشكو التباعُدَ منها / وهي ريمٌ لها لقلبي رامَهْ
يا عَذولي إليكَ عنّي فإنّي / قلّ ما استحوذَتْ عليّ الملامَهْ
إنّ مَنْ شفّني هواهُ وأغرَتْ / بفؤادي ألحاظُهُ أسقامَهْ
حالَ من دونِه الصُدودُ وتوخي / دُ مطيٍّ ليستْ تشَكّى سآمَهْ
أيها الغيثُ إن طرَقْتَ تهامَهْ / فاسْقِ وادي الغَضا وحيّ خِيامَهْ
وأقِمْ بُرهةً بربعٍ شجاني / بعدَ يأسِ تذكّري أيامَهْ
طلَلٌ طالَ ما بكيتُ فأروي / تُ بدمعي عَرارَهُ وبَشامَهْ
وفسيحِ الخُطا جرى وجرى البر / قُ الى غايةٍ فكان إمامَهْ
راح عنهُ لعِلمِه أنّ أزْكى الن / اسِ قدراً ومنصِباً قدّامَهْ
الأثيرُ المحلُّ والسيّدُ المَصْ / قَعُ منهم والأوحدُ العلاّمَهْ
شرعَ الجود مذهباً وأقامَهْ / وعليهِ أجرى لنا أحْكامَهْ
وانْثَنى فابْتَنى من المجدِ داراً / نالَ فيها بعزمِهِ ما رامَهْ
حتّم اللهُ أن علياكَ لا تَف / نَى برُغْم الحَسودِ حتى القيامَهْ
حيثُ تُزْجي ريحُ ارتياحِك للمع / روفِ من غيثِ راحتَيْكَ رُكامَهْ
قد رأينا من ناصرِ الدولةِ البد / رَ تماماً والغيثَ والصَمْصامَهْ
وصَحِبْناهُ برهةً فكأنّا / قد صحِبْنا متالعاً وإكامَهْ
وتناجَتْ أقلامُه فسمِعْنا / لفظَ سحبانَ من بيانِ قُدامَهْ
بمعانٍ راقتْ ورقّتْ فأبْدَتْ / بهجةَ الروضِ في صفاءِ المُدامَهْ
كلّما صافَحَتْ مسامعَ خَصْمٍ / خفضَتْ منه قدرَهُ وكَلامَهْ
وإذا الخيلُ في الوَقيعةِ ثارَتْ / فأثارتْ من الغُبارِ غَمامَهْ
ركضَ الدهرُ سابحاً وانْتَضى المق / دارُ سيفاً واستَصْحَبَ السعدَ لامَهْ
فإذا جادَ قلتُ حاتمُ طيٍّ / وإذا صالَ قلتُ كعبُ بنُ مامَهْ
يا أبا القاسمِ المقسِّمُ للحا / سِدِ هُلْكاً وللموالي سلامَهْ
صُمْ سعيداً فأنت أكرمُ مَولىً / قبِل اللهُ نَسْكَهُ وصِيامَهْ