لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ
لائمٌ للمحبِّ غيرُ ملائمْ / هامَ قلبي وقلبُه غيرُ هائمْ
لم يزلْ واجداً عليَّ لأَنَّني / بتُّ للوجدِ واجداً وهو عادمْ
أَغتدي للهوى سليباً سليماً / وهو سالٍ من الصّبابةِ سالمْ
ناصحي غيرُ عالمٍ بالذي بي / ومن الغَبْنِ ناصحٌ غيرُ عالمْ
خَلِّ يا خلُّ في الهوى عذلَ صّبٍ / واجدٍ من لواذعِ العذلِ واجمْ
لا ترعْ بالملامِ مَنْ ليس يخشى / في سبيلِ الغرامِ لومةَ لائمْ
لا تظنّ الهوى مفارقَ قلبي / فهو وصفٌ كما علمتَ ملائمْ
لفؤادي ضمانةٌ وغرامٌ / أَتلَفاهُ بلا ضمينٍ وغارمْ
نارُ وجدي دخانُها في شحوبي / وفؤادي صالٍ ووجهيَ ساهمْ
قد كتمتُ الهوى وباحَ به الدَّم / عُ فسرِّي ما بينَ مُفشٍ وكاتم
من لصَبٍّ رَمَتْهُ مُقلةُ رئمٍ / حبُّهُ من ضميرهِ غيرُ رائمْ
لجفونِ البيضِ الصّوارمِ بيضٌ / لم تزلْ في الجفونِ وهي صوارمْ
وبوادي العُذيبِ أُدْمُ ظباءٍ / فاتكات لحاظها بالضراغمْ
وبنفسي ظامي الوشاحِ على عذ / بِ لماهُ قلبي المعذَّبُ حائمْ
فحمَى العشقِ آهلُ الرَّبعِ منه / وحمى الصّبرِ عنه عافي المعالمْ
ساحرٌ طرفُهُ وساجِ وإنِّي / لتمنيِّهِ ساهرُ الطّرفِ ساجمْ
قرَّبَ الطيفُ وصلَهُ وهو ناءٍ / وأَتاني مستيقظاً وهو نائمْ
أَنصفاني رأَيتُما قطُّ مظلو / ماً قضى نحبَهُ على حبِّ ظالمْ
حبّذا والحبيبُ في الوهلِ منّي / راغبٌ والحسودُ بالكرهِ راغمْ
وسقى اللهُ عيشنا المتقضِّي / ورعى اللهُ عهدَنا المتقادمْ
حين عصرُ الصِّبا كحاليَ حالٍ / وهو في مَرِّهِ كأَحلامِ حالمْ
فليالي العراقِ بيضٌ من البي / ضِ غوانٍ من الغَواني اغونم
وزماني مساعدٌ ورفيقي / في الهوى مُسعدٌ ودهري مسالم
ومنادي المُنى مُجاوبُهُ الاس / عافُ والسؤولُ للنّجاحِ منادمْ
ومن الأكرمين كلُّ نديمٍ / لستُ من قربهِ مدى الدَّهر نادمْ
ما فقدنا السرورَ إلاَّ هدانا / كلُّ هادٍ لما بنى الهمُّ هادمْ
وبذاكَ الجناب أَوطانُ أَوطا / ري كما أَنّها مغاني المغانمْ
ومَرادُ المُرادِ بالعرفِ زاهٍ / وَمرَاحُ المِراحِ بالعَرفِ فاغمْ
ومبيتي ما بينَ كأَسٍ وثغرٍ / راشفاً منهما متى شئتُ لائمْ
وردُ خدٍ ندٍ وغُصنُ قوامٍ / ذا جنيٌّ غضٌّ وذلكَ ناعمْ
فأَنا اليومَ بالشّآمِ وحيدٌ / لِسنَا البارقِ العراقيِّ شائمْ
لا ودودٌ على وفائي مقيمٌ / لا وفي بشرطِ وُدِّيَ قائمْ
أَبداً بين هِمَّتي وزماني / في اقتراحي وفي اطِّراحي ملاحمْ
عظُمتْ همّتي وها أَنا استص / غرُ في المطلبِ العظيمِ العظائمْ
ما نجا من مطاعِن العجزِ راضٍ / بملاهٍ من عيشهِ ومطاعمْ
مبتَغى قلبي المشوق ببغدا / دَ وجسمي نائي المحلِّ بجاسمْ
ليتَ شعري متى يُبشِّرُ عنّي / أَصدقائي فيها بأَنيَ قادمْ
ما لشَملي بها سِوى أَمرِ مولا / ي عماد الدِّينِ المملّكِ ناظمْ
واحدُ العصرِ ثالثُ الشَّمسِ والبد / رِ وثاني الحيا بغيرِ مُزاحمْ
إنْ يكن مانح المراحمِ بالجو / دِ فبالبأس مانِعٌ للمحارمْ
شَيَّدَ المجدَ وهو في المهِ شدَّتْ / بتمامِ العُلى عليه التَّمائمْ
وهو بالحزمِ مُدرِكٌ كلَّ سُؤلٍ / ولَعَمْري كم حازماً رامَ حازِمْ
نُطقُ قُسٍ ورأي قيسٍ وإقدا / مُ عليٍ وجودُ كعبٍ وحاتمْ
وندىً فرَّقَ الخزائنَ مقتا / داً إلى المُعدِمِ الغِنَى بالخزائمْ
بَشَّرَ البِشرُ منه كلَّ مُرّجٍ / دِيمةَ الخيرِ بالنَّجاح الدائمْ
طلعةٌ طلقةٌ وباعٌ طويلٌ / ويدٌ بَسْطَةٌ وثغرٌ باسمْ
وعطايا غُزْرٌ وغُرُّ أَيادٍ / وسجايا زُهْرٌ وبيضُ عزائمْ
كفلتْ كفُّهُ بنُجْحِ الأَماني / ونُشور الآمالِ وهي دمائمْ
فلهُ في التُّقى مآثرُ نزَّهْ / نَ سجاياهُ عن جميع المآثمْ
ما رياضٌ فاحتْ لطائفِ أَنفا / سِ صَباها لطائفٌ ولطائمْ
أَظهرَتْ سِرَّ نشرِها فكأَنْ قد / مشت الرِّيحُ بينها بالنَّمائمْ
وشي أَنوارها المفوَّفُ أَسدى / وأَنارتْ فيه أَكفُّ الغمائمْ
كقدودٍ تعلَّقتْها قلوبٌ / ذاتُ شجوٍ غصونُها والحمائمْ
فبِشَدْوِ الغِناءِ للوُرقِ أَعرا / سٌ وبالنَّوحِ للحَمامِ مآتمْ
من سجايا بني المُظفَّر أَبهى / ومساعيهمُ الحِسان الكرائمْ
ما استقامتْ إلاّ بهم سنَّةُ الشَّر / عِ ودينُ الهدى ودولةُ هاشمْ
واستوتْ في خَضارِم الرأي فلكُ ال / ملك منهم على مَراسي المراسمْ
أَحسنوا العفو والتجاوزَ حتَّى / مَهّدوا حرمةً لأَهلِ الجرائمْ
كم بكتْ أَعينُ اللَّيالي فعادتْ / وهيَ اليومَ ضاحكاتُ المباسمْ
وبشمسِ الورى عليَّ أَبي نَصْ / رٍ تجلّى عنّا ظلامُ المظالمْ
ذو نوالٍ لكلِّ عافٍ معافٍ / ولسقمِ الرَّجا مداوٍ مداومْ
ففداكم بني المظفر عاصٍ / لم يطعْ أَمره من الأَمرِ عاصمْ
من محا سنَّةَ المحاسن بالشَّ / رِ وما زالَ للمساوي مُساومْ
كم رديءٍ رَدٍ وساعٍ كمينٍ / في سعيرٍ وجاحدٍ فيَّ جاحمْ
يا ابنَ مَنْ حكمهُ على الخَلْق طرّاً / وعلى مالهِ مُرجِّيهِ حاكمْ
أَنا راقٍ في هُضب علياكَ مدحاً / ولطرزِ الثَّناءِ بالنظمِ راقمْ
غير قاصٍ عن قاصدٍ لكَ عُرفاً / لفقارِ افتقارهِ هو قاصمْ
لم يزلْ فائزاً بصدقِ الأَماني / كلُّ راجٍ لظنّه فيكَ راجمْ
بالمُوالين قوَّةٌ للموالي / والخوافي بها نهوضُ القَوادمْ