أَصْبِحِيْنَا بالله أم حَكيمِ
أَصْبِحِيْنَا بالله أم حَكيمِ / هذه أخْرَياتُ زهْرِ النُّجُومِ
بادريها مِنْ قَبْلِ أن يعزم / التحريمُ إن الخلافَ في التحريم
قد تولَّى شهرُ الصيامِ حميداً / فاخْلفِيهِ فينا بِفِعْل ذميم
ضَيّعي حُرْمةً له كَرُمَتْ ما / كانَ عَهْدي في حِفْظها بكريم
مَنْ ينادمْ على الحديثِ فقد أختْلَسُ / الكاسَ مِنْ حديثِ النديم
قطريُّ أحقُّ بالفَلجِ مِنْ / عمرانَ في منْ يقولُ بالتحكيم
إنا للوالبيِّ لست لحسَا / نَ فإن سرَّكِ الملامُ فلومي
مُحْدَثٌ مِنْ رأي المشيخةِ في / الجُلاّسِ أُزري بكلٍّ رأيٍ قديم
أصْبِحيني حتى تَرَيْنيَ لا أفْ / رُقُ بين المُعْوَجِّ والمستقيم
فاستلابُ الجرْيالِ أَوْلى بمثلي / إنْ أُديرتْ من انتِشاقِ النسيم
وهلمّي نُبِحْ حِمَى كلِّ محظو / رٍ ونُزْرِي بِقَدْرِ كلِّ عظيم
واستزيدي منَ الذُّنُوب فإن ال / أَمْرَ فيها إلى غفورٍ رحيم
وبديعِ الأوصافِ كالشمس كالدُّ / مْيَة كالغُصْنِ في النَّقا كالرِّيم
سُكَّرِيُّ الَّلمى وضيءُ المحيَّا / يَستَخِفُّ النفوسَ قبل الجُسُوم
مُتَهَدٍّ إلى الحُلُومِ بِلَحْظٍ / رُبّما كانَ ضَلّةً لِلْحُلُوم
ما يُبالي مَنْ باتَ يلهو به إنْ / لم يَنَلْ مُلْكَ فارسٍ والرُّوم
ما يُبالي مَنْ لَمى ثَغرِهِ العَذْ / بِ على صَحنِ خدِّه المَرْقُوم
بين ليلٍ كَخُضْرَةِ الرَّوضِ في الحُس / نِِ وَصُبْحٍ كَعَرْفِهِ في الشَّميم
وكأَنَّ النجومَ في غَبَشِ الصُّبْ / حِ وقد لفّها فُرادى بِتُوم
أعْيُنُ العاشقينَ أَدهشها البينُ / فأَغْضَتْ بين الضَّنا والوجوم
فاحتساها صِرْفاً على نَغَمِ الأوْ / تارِ من مُطْلق ومنْ مَزْمُوم
مستنيماً مني إلى سيّء العهدِ / مُخِلّ الصّاحبِ المستنيم
ورِعٍ عن مالِ اليتيمِ ولكنْ / ربَّما راعَ سِرْبَ أُمِّ اليتيم
وَغَشُوم وإنما يَتَجافى الدهرُ / عن صَفوِهِ بكلِّ غشوم
واحْتَساها حتّى إذا غادَرَتْهُ / كابياً لليدينِ والخُرْطوم
لم أُبَلْ أَنْ يَلُومني في الذي كا / نَ وإن لم أُسَلْ فَغَيْرُ مَلُوم
لا تَحَدَّثْ على بُلَهْنِبَةِ العيشِ / ولكنْ عن جودِ إبراهيم
عنْ عطايا هيَ الغيومُ وإنْ / مَيّزَها البشر عن سماءِ الغيوم
تَتَبارَى إلى العفاةِ فهمْ فيها / سواءٌ مِنْ ظاعنٍ أو مُقِيم
مِنْ يَدَيْ أَغلبٍ لأغْلَبَ لا فُرْ / قانَ بين الموصوفِ والمرسوم
وإذا طابتِ الفروعُ وطالَتْ / كَفَتِ البحثَ عن زَكَاءِ الأروم
باهرٌ كالصّباح أَبْهمُ كاللّيْلِ / عميمٌ في كلِّ خطبٍ عميم
وَمنِيعُ الذِّمارِ بالاستطالا / تِ على وَفْرِهِ لِعُدمِ العديم
أرْيحِيٌّ إلى المكارِمِ هشٌّ / في صريحٍ منَ المعالي صميم
أغلبيُّ النجارِ فاعدُدْه في الغُلْبِ / إذا لم تَعُدَّهُ في النجوم
وبعيدُ المّرامِ لا يَرْأَمُ الضّيْمَ / أبيٌّ لا يأتني بالمُضيم
قُلّبُ القَلْبِ رابطُ الجأشِ رحب / الصّدْرِ واري الذكاءِ ماضي العزيم
وبليغٌ تراهُ في كلِّ نادٍ / فارساً في القصيدِ والمنظوم
يُحجِمُ الدهرُ عنهُ عن كلماتٍ / وَقْعها في حَشاه وقْعُ الكلوم
يرتعي في السُّهوب إن أعْرَضَ القو / لُ إذا الناس أجدبوا في الحُزُوم
وإذا التفّتِ الخصومُ عليه / فَدعي بينَهُ وبينَ الخُصوم
أحْوَذِيٌّ يُفضي إلى كلِّ سرٍّ / وهو بينَ اللّهَاةِ والحَيْزوم
صُنْتَ يا براهيمُ عِرْضي برأيٍ / هِمّتي في ضَمَانِهِ وَهُمُومي
وَتَكَفَّلْتَ لي بِنُطْفةِ وجهٍ / شَرِبَتْها الأيّامُ شُرْبَ الهيم
فلعمري إن لم أُثِبْكَ أبا / إسحاقَ إني إذنْ لَعَينُ اللئيم
ولعمري لتأتِيَنْكَ القوافي / من وَلودٍ أزُفُّها وعقيم
بِهِبَاتٍ أوْلَيْتَنِيهَا جِسامٍ / كَفْكَفَتْ غَرْبَ كلِّ خَطْبٍ جسيم
وكما خُطْتَني وصرْفُ الليالي / يَقْتَضِيني جَهدي اقتضاءَ الغريم
وإذا ما تَذَكَّرَتْكَ القَوَافي / بدأَتْ بالصَّلاةِ والتَّسْليم
وإذا المدْحُ فازَ منك بحظٍّ / فهو عَذْبُ الجمَام غضُّ الجميم
وإذا ما رفعتُ باسمكَ صوتي / فزعيمٌ يُشِيدُ باسمِ عظيم
وإذا لم أفْصِحْ حِذَارَ الأعادي / فإلى مجدكَ الؤثَّلِ أُومي
فتسربلْ مما أقوِّفُ بُرَداً / عبقريَّ التَّعْضِيدِ والتَّسْهيم
وَتَسَوَّغْ مِنْ عَوْدَةِ الفِطْرِ يَوماً / عائداً بالتبجيلِ والتعظيم
بعضُ أيَّامِكَ التي هيَ في أيا / م هذا الدهْرِ غُرَّةٌ في بهيم
عَلّمَتْنا كيفَ الطريقُ إلى / المجدِ فسِرْنا والعلمُ بالتعليم