المجموع : 4
يومَ بدرٍ وأنت أعلى مَقاما
يومَ بدرٍ وأنت أعلى مَقاما / إن ذكرنا من بعدِكَ الأيّاما
ما ذكرنا بِكَ القَواضبَ يَقْظَى / أنتَ أيقظتَها شُعوباً نِياما
غَرقتْ في الظّلامِ لا تحسبُ البغ / يَ ذميماً ولا الفُسوقَ حراما
تَكرهُ العدَل في الحقوقِ وترضى / حين يأبَى سَاداتها أن يُقاما
استقم يا سواد في الصف واعلم / أن للجيش في الحروب نظاما
يا لها يا سَوادُ طعنةَ سَهْمٍ / صادفتْ مِنكَ أريحيّاً هُماما
لو يريدُ الأذى بها لم تُطِقْها / مَن يعافُ الأذى ويأبَى العُراما
عَدّلَ الصفَّ فَاسْتَوى وقَضَى الأمْ / رَ على شِرعةِ الهُدى فَاسْتَقاما
إنّها شِرعةٌ لربِّكَ يُمضي / ها فتهدِي الشُّعوبَ والأقواما
تَمنعُ المرءَ ذا البراءةِ أن يُؤ / ذَى وتحمِي الضَّعيفَ من أن يُضاما
وَتُريهِ القَوِيَّ يُذعِنُ للحَق / قِ ويبغِي بِجانبَيْهِ اعْتصاما
قُلتَ أَوْجَعْتَني وقد جِئتَ بالح / قّ وبالعدلِ رحمةً وسلاما
القَصاصَ القَصاصَ إنّي أراهُ / يا إمامَ الهُداةِ أمراً لِزاما
قال هذا بَطْنِي لِبطنِكَ كُفؤٌ / فَاسْتَقِدْ إنَّ للضّعيفِ ذِماما
طابَتِ النَّفسُ يا سَوادُ وعادَ ال / آنَ بَرْداً ما كانَ مِنها ضَراما
واعتنقتَ الرَّسولَ بعدَ شَكاةٍ / فاعتنقتَ الخِلالَ غُرّاً وِساما
وابتدرتَ البطنَ المطهَّرَ لَثْماً / فابتدرتَ الخيراتِ شَتَّى عِظاما
هَا هُنا العدلُ والسَّماحةُ والإح / سانُ أعظِمْ بذا المقامِ مَقاما
أدّبَ اللّهُ عَبْدَهُ وَهَداهُ / وَاصْطفاهُ للمتَّقِينَ إماما
أيُّ دِينٍ كدينِهِ في عُلاهُ / أيُّ قومٍ كالمسلمينَ القدامى
أرأيتَ الضّعافَ في كلِّ أرضٍ / كيف أمسوا للأقوياءِ طعاما
حَرَّموا الطيباتِ بَغياً وظُلماً / وَاسْتحلُّوا الذُّنوبَ والآثاما
رَبِّ إن شِئتَ للشُّعوبِ حَياةً / فابعثِ المُسلِمينَ والإسلاما
إبعثِ النُّورَ في الممالكِ يهدِي / كُلَّ شَعبٍ غَوَى ويمحو الظّلاما
يا بَنِي الحارثِ بن كَعْبٍ سَلامُ
يا بَنِي الحارثِ بن كَعْبٍ سَلامُ / أَذْهَبَ الرِّجْسَ عَنكمُ الإسلامُ
جاءكم خالدٌ بدعوةِ حقٍّ / فاستجبتم ما عابكم إحجامُ
عَظُمَتْ نِعمةُ النبيِّ عليكم / فاعرفوا دِينَهُ وكيف يُقامُ
كلُّ ما تَكرَهُ النُّفُوسُ من البَغْ / يِ وَسُوءِ الصّنيعِ فيه حَرامُ
لا يحلُّ القتالُ إلا بحقٍّ / وَهْوَ حَقٌّ مؤكّدٌ وذِمامُ
أنتمُ القومُ ما عليكم مَلامُ / قُضِيَ الأمرُ واسْتَراحَ الحُسامُ
وعجيبٌ إذا بَدا الحقُّ طَلْقاً / أن تَضِلَّ العقولُ والأحلامُ
يا بَنِي الحارثِ بنِ كعبٍ نزلتم / في حِمَى اللهِ مَنزلاً لا يُرامُ
ها هُنا ها هنا يَطيبُ المقام / هذه يَثرِبٌ وهذا الإمامُ
أرأيتم عِزَّ النبوَّةِ فيما / عَرَفَ النَّاسُ أو رَأى الأقوامُ
لا النبيُّونَ أوّلَ الدهرِ نالوا / بعضَ هذا ولا الملوك العِظامُ
قالَ وهو العليمُ إذ كلَّمَ القو / مَ ومِنْ مثلهِ يَطيبُ الكلامُ
بِمَ كُنتم في الجاهليّةِ تستع / لون بالنصرِ حين يحمَى الصِّدامُ
فأجابوه ذلكم أنّنا كن / نا جميعاً تضمُّنا الأرحامُ
صادِقي البأسِ للقلوبِ اتّحادٌ / حِينَ تَمضي وللصُّفوفِ الْتِئَامُ
صَخْرَةٌ ما تَطيرُ أو تَتفرَّى / إن تَفرَّى الحصَى وَطَارَ الرَغامُ
ثم كنَّا لا نَبدأُ النّاسَ بالظل / مِ نَعافُ الذي يَعافُ الكِرَامُ
نَكرهُ الشَّرَّ قادرِينَ ونأبا / هُ وللشَّرِّ في النُّفوسِ اضْطِرامُ
قال حقّاً لقد صدقتم وما كا / نَ ليُرجَى للظالِمينَ دَوامُ
إنّ زيداً أميركم فَاعْرِفُوه / وَاسْتَقِيموا لكلِّ أمرٍ نظامُ
سُنَّة اللهِ ليس للقومِ بدٌّ / من رئيسٍ يُلْقَى إليه الزِمامُ
عُدْ بخيرٍ يا ابنَ الحصينِ ونُعمَى / إنّك اليومَ لَلرئيسُ الهُمامُ
مِصرُ أَنتِ الحَياةُ وَالمَوتُ طُرّاً
مِصرُ أَنتِ الحَياةُ وَالمَوتُ طُرّاً / لِشَهيدٍ رَمَيتِهُ بِسِهامِكْ
ذَهَبَت نَفسُهُ لِنَفسِكِ زُلفى / وَتَقضَّى مَرامُهُ في مَرامِكْ
أَيُّ حَقٍّ مِن قَبلِ حَقِّكِ يُقضى / وَذِمامٍ يُصانُ قَبلَ ذِمامِكْ
باركَ اللَهُ في بَنيكِ وَطوبى / لِسَعيدٍ يَكونُ مِن خُدّامِكْ
نِعمَة العَيشِ مِن أَياديكِ عِندي / وَجَمالُ الحَياةِ مِن إِنعامِكْ
لَو بَذَلنا النُفوسَ فيكِ كِباراً / ما قَضَينا القَليلَ مِن إِكرامِكْ
هَذَّبَ اللَهُ مَنطِقي وَحباني / بِالصَفِيِّ الوَفِيِّ مِن أَقلامِكْ
قَلَمٌ تَحمِلُ الحَوادِثُ مِنهُ / مِثلَ ما تَحمِلينَ مِن آلامِكْ
لَم يَدَع مِن سَلامِها غَيرَ ما أَب / قَت إِغاراتُ جُندِها مِن سَلامِكْ
لا سَمَت في الوُجودِ أَعلامُ مُلكٍ / أَو يَكونَ السِماكُ مِن أَعلامِكْ
أيها القائدُ العظيم تقدَّمْ
أيها القائدُ العظيم تقدَّمْ / أنت بالحرب والكتائب أعلمْ
يطلُع النّصرُ من لوائك فجراً / في دياجي الوغى إذا النّقعُ أظلمْ
رُبَّ هولٍ لبِستَ من صنعةِ الحر / بِ موشّىً بالمشرفيّةِ مُعَلمْ
تتهاوَى النّفوسُ عن جانبيهِ / غيرُ نفسٍ فيه تُصانُ وتُعصَمْ
إيه عزّامُ أنت للحقِّ ركنٌ / في يد اللهِ ثابتٌ ليس يُهدَمْ
يطمعُ الحادثُ المُضلَّلُ فيهِ / ثمّ يعتادُه الرّشادُ فَيُحجِمْ
ابعثِ الطّرفَ في جنودك واسأل / أين حامي اللّواءِ في كلّ مأزِمْ
أين من يمنعُ الذّمارَ ويغشى / لُجَجَ الموتِ والوغَى تتضرَّمْ
كلُّهم نُصرةٌ لمصرَ ومجدٌ / لِبَنِيها فَاسْعَدْ بجيشكَ وَانْعَمْ
أنت علَّمتهم وسوف تراهم / من شُيوخِ الوغى فنعم المُعلِّمْ
أنت أعددتَ للبلادِ حياةً / ليس من دُونها مَفازٌ ومغنَمْ
ضلَّ من يَحسبُ الرجالَ سواءً / أفضلُ الناس من أعدَّ ونظّمْ