القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 6
حَيِّ مَغْنَى الْهَوَى بِوَادِي الشَّآمِ
حَيِّ مَغْنَى الْهَوَى بِوَادِي الشَّآمِ / وَادْعُ بِاسْمِي تُجِبْكَ وُرْقُ الْحَمَامِ
هُنَّ يَعْرِفْنَنِي بِطُولِ حَنِينِي / بَيْنَ تِلْكَ السُّهُولِ وَالآكَامِ
فَلَقَدْ طَالَمَا هَتَفْنَ بِشَدْوِي / وَتَنَاقَلْنَ مَا حَلا مِنْ هُيَامِي
وَلَكَمْ سِرْتُ كَالنَّسِيمِ عَلِيلاً / أَتَقَرَّى مَلاعِبَ الآرَامِ
فِي شِعَارٍ مِنَ الضَّنَى نَسَجَتْهُ / بِخُيُوطِ الدُّمُوعِ أَيْدِي الْغَرَامِ
كُلَّمَا شِمْتُ بَارِقاً خِلْتُ ثَغْراً / بَاسِماً مِنْ خِلالِ تِلْكَ الْخِيَامِ
وَالْهَوَى يَجْعَلُ الْخِلاجَ يَقِينَاً / وَيَغُرُّ الْحَلِيمَ بِالأَوْهَامِ
خَطَرَاتُ لَهَا بِمِرْآةِ قَلْبِي / صُوَرٌ لا تَزُولُ كَالأَحْلامِ
مَا تَجَلَّتْ عَلَى الْمَخِيلَةِ إِلَّا / أَذْكَرَتْنِي مَا كَانَ مِنْ أَيَّامِي
ذَاكَ عَصْرٌ خَلا وَأَبْقَى حَدِيثاً / نَتَعَاطَاهُ بَيْنَنَا كَالْمُدَامِ
كُلَّمَا زَحْزَحَتْ بَنَانَةُ فِكْريَ / عَنْهُ سِتْرَ الْخَيَالِ لاح أَمَامِي
يَا نَسِيمَ الصَّبَا فَدَيْتُكَ بَلِّغْ / أَهْلَ ذَاكَ الْحِمَى عَبِيرَ سَلامِي
وَاقْضِ عَنِّي حَقَّ الزِّيَارَةِ وَاذْكُرْ / فَرْطَ وَجْدِي بِهِمْ وَطُولَ سَقَامِي
أَنَا رَاضٍ مِنْهُمْ بِذُكْرَةِ وُدٍّ / أَوْ كِتَابٍ إِنْ لَمْ أَفُزْ بِلِمَامِ
هُمْ أَبَاحُوا الْهَوَى حَرِيمَ فُؤَادِي / وَأَذَلُّوا لِلْعَاذِلِينَ خِطَامِي
أَتَمَنَّاهُمُ وَدُونَ التَّلاقِي / قُذُفَاتٌ مِنْ لُجِّ أَخْضَرَ طَامِي
صَائِلُ الْمَوْجِ كَالْفُحُولِ تَرَاغَى / مِنْ هِيَاجٍ وَتَرْتَمِي بِاللُّغَامِ
وَتَرَى السُّفْنَ كَالْجِبَالِ تَهَادَى / خَافِقَاتِ الْبُنُود وَالأَعْلامِ
تَعْتَلِي تَارَةً وَتَهْبِطُ أُخْرَى / فِي فَضَاءٍ بَيْنَ السُّهَا وَالرَّغَامِ
هِيَ كَالدُّهْمِ جَامِحَاتٌ وَلَكِنْ / لَيْسَ يُثْنَى جِمَاحُهَا بِلِجَامِ
كُلُّ أُرْجُوحَةٍ تَرَى الْقَوْمَ فِيهَا / خُشَّعَاً بَيْنَ رُكَّعٍ وَقِيَامِ
لا يُفِيقُونَ مِنْ دُوَارٍ فَهَاوٍ / لِيَدَيْهِ وَرَاعِفُ الأَنْفِ دَامِي
يَسْتَغِيثُونَ فَالْقُلُوبُ هَوَافٍ / حَذَرَ الْمَوْتِ وَالْعُيُونُ سَوَامِي
فِي وِعَاءٍ يَحْدُونَهُ بِدُعَاءٍ / لِجَلالِ الْمُهَيْمِنِ الْعَلَّامِ
ذَاكَ بَحْرٌ يَلِيهِ بَرٌّ تَرَامَى / فِيهِ خُوصُ الْمَضِيِّ مِثْلَ النَّعَامِ
فَسَوَادِي بِمِصْرَ ثَاوٍ وَقَلْبِي / فِي إِسَارِ الْهَوَى بِأَرْضِ الشَّآمِ
أَخْدَعُ النَّفْسَ بِالْمُنَى وَهْيَ تَأْبَى / وَخِدَاعُ الْمُنَى غِذَاءُ الأَنَامِ
فَمَتَى يَسْمَحُ الزَّمَانُ فَأَلْقَى / بِشَكِيبٍ مَا فَاتَنِي مِنْ مَرَامِ
هُوَ خِلٌّ لَبِسْتُ مِنْهُ خِلالاً / عَبِقَاتٍ كَالنَّوْرِ فِي الأَكْمَامِ
صَادِقُ الْوُدِّ لا يَخِيسُ بِعَهْدٍ / وَقَلِيلٌ فِي النَّاسِ رَعْيُ الذِّمَامِ
جَمَعَتْنَا الآدَابُ قَبْلَ التَّلاقِي / بِنَسِيمِ الأَرْوَاحِ لا الأَجْسَامِ
وَبَلَغْنَا بِالْوُدِّ مَا لَمْ يَنَلْهُ / بِحَيَاةِ الْقُرْبَى ذَوُو الأَرْحَامِ
فَلَئِنْ لَمْ نَكُنْ بِأَرْضٍ فَإِنَّا / لاِتِّصَالِ الْهَوَى بِدَارِ مُقامِ
وَائْتِلافُ النُّفُوسِ أَصْدَقُ عَهْدَاً / مِنْ لِقَاءٍ لَمْ يَقْتَرِنْ بِدَوَامِ
أَلْمَعِيٌّ لَهُ بَدِيهَةُ رَأْيٍ / تُدْرِكُ الْغَيْبَ مِنْ وَرَاءِ لِثَامِ
وَقَرِيضٌ كَمَا وَشَتْ نَسَمَاتٌ / بِضَمِيرِ الأَزْهَارِ إِثْرَ الْغَمَامِ
هَزَّنِي شِعْرُهُ فَأَيْقَظَ مِنِّي / فِكْرَةً كَانَ حَظُّهَا فِي الْمَنَامِ
سُمْتُهَا الْقَوْلَ بَعْدَ لأْيٍ فَبَضَّتْ / بِيَسِيرٍ لَمْ يَرْوِ عُودَ ثُمَامِ
فَارْضَ مِنِّي بِمَا تَيَسَّرَ مِنْهَا / رُبَّ ثَمْدٍ فِيهِ غِنىً عَنْ جِمَامِ
وَلَوْ أَنِّي أَرَدْتُ شَرْحَ وِدَادِي / وَاشْتِيَاقِي لَضَاقَ وُسْعُ الْكَلامِ
أَنَا أَهْوَاكَ فِطْرَةً لَيْسَ فِيهَا / مِنْ مَسَاغٍ لِلنَّقْضِ وَالإِبْرَامِ
وَإِذَا الْحُبُّ لَمْ يَكُنْ ذَا دَوَاعٍ / كَانَ أَرْسَى قَوَاعِداً مِنْ شَمَامِ
فَتَقَبَّلْ شُكْرِي عَلَى حُسْنِ وُدِّ / رُحْتُ مِنْهُ مُقَلَّدَاً بِوِسَامِ
أَتَبَاهَى بِهِ إِذَا كَانَ غَيْرِي / يَتَبَاهَى بِزِينَةِ الإِنْعَامِ
دُمْتَ فِي نِعْمَةٍ تَرِفُّ حُلاهَا / فَوْقَ فَرْعٍ مِنْ طِيبِ أَصْلِكَ نَامِي
أَدِرْهَا قَبْلَ تَغْرِيدِ الْحَمَامَهْ
أَدِرْهَا قَبْلَ تَغْرِيدِ الْحَمَامَهْ / فَمَا يَنْفِي الْهُمُومَ سِوَى الْمُدَامَهْ
مُعَتَّقَةً إِذَا سَلَكَتْ ضَمِيراً / مَحَتْ عَنْهُ الْكَلالَةَ وَالسَّآمَهْ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ أَصْبَحَتِ الْغَوَادِي / لَهَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ عَلامَهْ
فَكَمْ فِي الأَرْضِ مِنْ مَجْرَى غَدِيرٍ / وَكَمْ فِي الْجَوِّ مِنْ مَسْرَى غَمَامَهْ
فَبَادِرْ صَفْوَةَ الأَيَّامِ تَغْنَمْ / لَذَاذَتَهَا وَلا تَخْشَ الْمَلامَهْ
وَلا تَحْزَنْ عَلَى شَيءٍ تَوَلَّى / فَإِنَّ الْحُزْنَ مِقْرَاضُ السَّلامَهْ
أَنَا فِي الدَّهْرِ ضَائِعٌ بَيْنَ فَهْمٍ
أَنَا فِي الدَّهْرِ ضَائِعٌ بَيْنَ فَهْمٍ / فَاتِكٍ حَدُّهُ وَجدٍّ كَهَامِ
حُزْتُ عِلْمَاً وَمَا رُزِقْتُ قَبُولاً / فَكَأَنِّي مَجَلَّةُ الأَحْكَامِ
أَيُّهَا الشَّاعِرُ الْمُجِيدُ تَدَبَّرْ
أَيُّهَا الشَّاعِرُ الْمُجِيدُ تَدَبَّرْ / وَاجْعَلِ الْقَوْلَ مِنْكَ ذَا تَحْكِيمِ
لا تَذُمَّ اللَّئِيمَ وَامْدَحْ كَرِيماً / إِنَّ مَدْحَ الْكَرِيمِ ذَمُّ اللَّئِيمِ
مَنْ لِعَيْنٍ إِنْسَانُهَا لا يَنَامُ
مَنْ لِعَيْنٍ إِنْسَانُهَا لا يَنَامُ / وَفُؤَادٍ قَضَى عَلَيْهِ الْغَرَامُ
أَقْطَعُ اللَّيْلَ بَيْنَ حُزْنٍ وَدَمْعٍ / وَسُهَادٍ وَالنَّاسُ عَنِّي نِيَامُ
لا صَدِيقٌ يَرْثِي لِمَا بِتُّ أَلْقَا / هُ وَلا مُسْعِدٌ فَأَيْنَ الْكِرَامُ
لَمْ تَدَعْ لَوْعَةُ الصَّبَابَةِ مِنِّي / غَيْرَ نَفْسٍ غِذَاؤُهَا الآلامُ
رَقَّ طَبْعُ النَّسِيمِ رِفْقاً بِحَالِي / وَبَكَى رَحْمَةً عَلَيَّ الْحَمَامُ
وَبِنَفْسِي لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ نَفْسِي / قَمَرٌ نُورُهُ عَلَيَّ ظَلامُ
تَسْتَطِيبُ الْقُلُوبُ فِيهِ الرَّزَايَا / وَتَلَذُّ الضَّنَى بِهِ الأَجْسَامُ
صَنَمٌ حَامَتِ الْقُلُوبُ عَلَيْهِ / فَانْظُرُوا كَيْفَ تُعْبَدُ الأَصْنَامُ
غَيَّرَتْهُ الْوُشَاةُ فَازْوَرَّ عَنِّي / وَهْوَ مِنِّي بِنَجْوَةٍ لا تُرَامُ
زَعَمُونِي أَتَيْتُ ذَنْبَاً وَمَا لِي / يَعْلَمُ اللَّهُ فِي هَوَاهُ أَثَامُ
سَوْفَ يَلْقَى كُلُّ امْرِئٍ مَا جَنَاهُ / وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأَحْكَامُ
يَا نَدِيمَيَّ عَلِّلانِي فَلَنْ تَهْ / لِكَ نَفْسٌ قَدْ عَلَّلَتْهَا النِّدَامُ
رُبَّ قَوْلٍ يَرُدُّ لَهْفَةَ قَلْبٍ / وَكَلامٍ تَجِفُّ مِنْهُ الْكِلامُ
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ تَرَاهُ سَلِيمَاً / وَهْوَ دَاءٌ تَدْوَى بِهِ الأَفْهَامُ
قَدْ لَعَمْرِي بَلَوْتُ دَهْرِي فَمَا أَحْ / مَدْتُ مِنْهُ مَا تَحْمَدُ الأَقْوَامُ
صَلَفٌ لا يَبُلُّ غُلَّةَ صَادٍ / وَمَرَاعٍ هَشِيمُهَا لا يُشَامُ
أَطْلُبُ الصِّدْقَ فِي الْوِدَادِ وَأَنَّى / يَصْدُقُ الْوُدُّ وَالْعُهُودُ رِمَامُ
كُلَّمَا قُلْتُ قَدْ أَصَبْتُ خَلِيلاً / أَضْحَكَتْنِي مِنْ غَدْرِهِ الأَيَّامُ
فَتَفَرَّدْ تَعِشْ بِنَفْسِكَ حُرّاً / رُبَّ فَرْدٍ يَخْشَاهُ جَيْشٌ لُهَامُ
وَاحْذَرِ الضَّيْمَ أَنْ يَمَسَّكَ فَالضَّيْ / مُ حِمَامٌ يَفِرُّ مِنْهُ الْحِمَامُ
ضَلَّ قَوْمٌ تَوَهَّمُوا الصَّبْرَ حِلْمَاً / وَهْوَ إِلَّا لَدَى الْكَرِيهَةِ ذَامُ
يَحْسَبُونَ الْحَيَاةَ فِي الذُّلِّ عَيْشاً / وَهْوَ مَوْتٌ يَعِيشُ فِيهِ اللِّئَامُ
يَا نَدِيمَيَّ فِي سَرَنْدِيبَ كُفَّا
يَا نَدِيمَيَّ فِي سَرَنْدِيبَ كُفَّا / عَنْ مَلامِي فَلَيْسَ يُغْنِي الْمَلامُ
أَنَا فِي هَذِهِ الدِّيَارِ غَريبٌ / وَغَرِيبُ الدِّيَارِ لَيْسَ يُلامُ
وَاذْكُرَا لِي فُسْطَاطَ مِصْرَ فَإِنِّي / بِهَوَاهَا مُتَيَّمٌ مُسْتَهَامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025