القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 11
مُذ تَسامَت بِنا النُفوسُ السَوامي
مُذ تَسامَت بِنا النُفوسُ السَوامي / أَصغَرَت قَدرَ مالِنا وَالسَوامِ
فَلَنا الأَصلُ وَالفُروعُ النَوامي / إِنَّ أَسيافَنا القِصارِ الدَوامي
صَيَّرَت مُلكَنا طَويلَ الدَوامِ /
كَم فِناءٍ بِعَدلِنا مَعمورِ / وَمَليكٍ بِجودِنا مَغمورِ
وَأَميرٍ بِأَمرِنا مَأمورِ / نَحنُ قَومٌ لَنا سَدادُ أُمورِ
وَاِصطِدامُ الأَعداءِ مِن وَسطِ لامِ /
كَم فَلَلنا شَبا خُطوبٍ جِسامِ / بِيَراعٍ أَو ذابِلٍ أَو حُسامِ
فَلَنا المَجدُ لَيسَ فيهِ مُسامِ / وَاِقتِسامُ الأَموالِ مِن وَقتِ سامِ
وَاِقتِحامُ الأَهوالِ مِن وَقتِ حامِ /
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ / بِسَلامٍ راقٍ لِقَلبي السَليمِ
لَاِلتَقَينا قَبولَها بِقَبولٍ / وَشُفينا مِنها وَلَو بِالسُمومِ
وَلَوَ اَنَّ الرَسولَ جاءَ بِطِرسٍ / لِمُحِبٍّ مِن بَينِكُم في جَحيمِ
قُلتُ عِندَ الإِيابِ يا نارُ بَرداً / وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ
هُدهُدٌ هَدَّ قَوَّتي حينَ لَم يُل / قِ إِلى العَبدِ مِن كِتابٍ كَريمِ
جاءَ يَسعى بِكُلِّ طِرسٍ نَضيدٍ / جاءَ مِن لَفظِهِ بِدُرٍّ نَظيمِ
بِمَعانٍ مِنَ الجَزالَةِ كَالصَخ / رِ وَلَفظٍ مِن رِقَّةٍ كَالنَسيمِ
فَتَوَسَّمتُهُ فَكانَت مَعاني / هِ لِقاحاً لِكُّلِ فِكرٍ عَقيمِ
سَيِّدي بَل سَمِعتُ عَنكَ كَلاماً / هُوَ في مُهجَتي شَبيهُ الكُلومِ
إِنَّ مَولايَ قَد تَوَلَّعَ جَهلاً / بَعدَ سِقطِ اللَوى بِوادي الصَريمِ
وَرَوَوا عَنهُ أَنَّ ذاكَ زَواجٌ / ثابِتٌ يَقتَضي شُروطَ اللُزومِ
ثُمَّ قيلَ اِهتَدى فَيالَيتَهُ دا / مَ عَلى ذَلِكَ الضَلالِ القَديمِ
فَتَنَفَّستُ حَسرَةً وَتَعَوَّذ / تُ مِنَ الشَرِّ بِالسَميعِ العَليمِ
رَبُّ رُشدٍ مُلَقَّبٍ بِضَلالٍ / وَشَقاءٍ مُلَقَّبٍ بِنَعيمِ
هَجَرَت بَعدَكَ القُلوبُ الجُسوما
هَجَرَت بَعدَكَ القُلوبُ الجُسوما / حينَ أَمسَت مِنكَ الرُبوعُ رُسوما
وَخَلَت مِن سَناكَ زُهرُ المَغاني / فَاِستَحالَ النَهارُ لَيلاً بَهيما
يا هِلالاً أَودى بِهِ الخَسفُ لَمّا / صارَ عِندَ الكَمالِ بَدراً وَسيما
وَقَضيباً رُمنا لَذيذَ جَناهُ / فَذَوى حينَ صارَ غُصناً قَويما
ما ظَنَنّا المَنونَ تَرقى إِلى البَد / رِ وَأَنَّ الحِمامَ يَغشى النُجوما
هَدَّ قَلبي مَن كانَ يُؤنِسُ قَلبي / إِذ نَبَذناهُ بِالعَراءِ سَقيما
وَنَأى يوسُفي فَقَد ذَهَبَت عَي / نايَ مِن حُزنِهِ وَكُنتُ كَظيما
يا صَغيراً حَوى عَظيمَ صِفاتٍ / أَوجَبَت في قُلوبِنا التَعظيما
خُلُقاً طاهِراً وَكَفّاً صَناعاً / وَلِساناً طَلقاً وَطَبعاً سَليما
كُنتَ رَقّي فَصِرتَ مالِكَ رِقّي / بِحِجىً مِنكَ يَستَخِفُّ الحُلوما
وَيَدَينِ ثَنَت عِنانَ يَراعٍ / أَنبَتَت في الطُروسِ دُرّاً نَظيما
وَمَقالٍ إِذا دَعاهُ لَبيبٌ / ظَنَّ أَنّي مِنكَ اِستَفَدتُ العُلوما
وَإِذا ما تَلَوتُ نَظمي وَنَثري / خالَني مِنكَ أَطلُبُ التَعليما
يا خَليلَاً مازالَ خَصماً لِخَصمي / كَيفَ صَيَّرتَ لي الغَرامَ غَريما
كَيفَ جَرَّعتَني الحَميمَ مِنَ الحُز / نِ وَقَد كُنتَ لي صَديقاً حَميما
نِمتَ عَن حاجَتي فَأَحدَثتَ عِندي / لِتَنائيكَ مُقعِداً وَمُقيما
وَتَرَحَّلتَ عَن فِنائي رَحيلاً / صَيَّرَ الحُزنَ في الفُؤادِ مُقيما
لَستُ أَنساكَ وَالمَنِيَّةُ تُخفي / مِنكَ نُطقاً عَذباً وَصَوتاً رَخيما
وَمَسَحتُ الجَبينَ مِنكَ بِكَفّي / فَأَعادَ المَسيحُ قَلبي كَليما
كُنتُ أَمَّلتُ أَن تُشَيّعَ نَعشي / وَتَواري في التُربِ عَظمي الرَميما
وَتَوَقَّعتُ أَن أَرُدَّ بِكَ الخَط / بَ فَأَمسى نَواكَ خَطباً جَسيما
قَد تَبَوَّأتَ قاطِناً جَنَّةَ الخُل / دِ فَأَورَثتَ في فُؤادي الجَحيما
وَتَفَرَّدتَ بِالنَعيمِ مِنَ العَي / شِ وَأَبقَيتَ لي العَذابَ الأَليما
فَسَقى عَهدَكَ العِهادُ فَقَد فُز / تَ بِزُلفى الجِنانِ فَوزاً عَظيما
وَعَلَيكَ السَلامُ حَيّاً وَمَيتاً / وَرَضيعاً وَيافِعاً وَفَطيما
يا دِيارَ الأَحبابِ بِاللَهِ ماذا
يا دِيارَ الأَحبابِ بِاللَهِ ماذا / فَعَلَت في عِراصِكِ الأَيّامُ
أَخلَقَتها يَدُ الجَديدَينِ حَتّى / نُكِرَت مِن رُسومِها الأَعلامُ
قَد شَهِدنا فِعلَ البِلى بِمَغاني / كِ وَدَمعُ الغُيومِ فيكِ سِجامُ
وَاِقتَرَضنا مِنها الدُموعَ فَقالَت / كُلُّ قَرضٍ يَجُرُّ نَفعاً حَرامُ
يا سَليماً مِن داءِ قَلبي السَليمِ
يا سَليماً مِن داءِ قَلبي السَليمِ / وَمُقيماً عَلى الوِدادِ القَديمِ
إِن تَنَم خالِياً فَبَعدَكَ قَلبي / كُلَّ يَومٍ في مُقعِدٍ وَمُقيمِ
أَو يَكُن خاطِري بِذِكرِكَ في الخُ / دِ فَعَينايَ في العَذابِ الأَليمِ
فَمَتى يُسعِدُ الزَمانُ بِلُقيا / كَ مُحِبّاً مِنَ النَوى في جَحيمِ
وَيَقولُ الوِصالُ يا نارُ بَرداً / وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ
يا سَمِيَّ الَّذي فَدى اللَهُ إِكرا / ماً لَهُ نَجلَهُ بِذَبحٍ عَظيمِ
لَو تَمَكَّنتُ لَاِفتَدَيتُ تَداني / كَ بِسَوداءِ مُهجَتي وَالصَميمِ
أَذَكَروا لَمّا أَرَوها النَديما
أَذَكَروا لَمّا أَرَوها النَديما / مِن عُهودِ المِعصارِ عَهداً قَديما
فَأَتَت تَطلُبُ القِصاصَ وَلَكِن / تَجعَلُ العَقلَ في التَقاضي غَريما
قَهوَةٌ أَفنَتِ الزَمانَ فَأَفنى ال / رَطبَ مِن جِرمِها وَأَبقى الصَميما
فَغَدَت تُثقِلُ اللِسانَ لِسِرِّ ال / سُكرِ مِنها وَتَستَخِفُّ الحُلوما
لَو حَسا مِن سُلافِها الأَكمَهُ الأَخ / رَسُ كَأساً لَاِ ستَخرَجَ التَقويما
عَلى الضِدِّ لَو حَساها فَصيحٌ / أَحَدَثَت في حَديثِهِ التَرخيما
أَنبَأَتنا الأَنباءَ عَن سالِفي الدَه / رِ وَعَدَّت لَنا القُرونَ القُروما
وَحَكَت كَيفَ أَصبَحَت فِتيَةُ الكَه / فِ رُقوداً خِلواً وَكَيفَ الرَقيما
وَبِماذا تَجَنَّبَت نارُ نُمرو / دٍ خَليلَ الإِلَهِ إِبراهيما
وَغَداةَ اِمتِحانِ يونُسَ بِالنو / نِ وَقَد كانَ في الفِعالِ مَليما
وَتَشَكّى يَعقوبُ إِذ ذَهَبَت عَينا / هُ مِن حُزنِهِ وَكانَ كَظيما
وَالتَناجي بِالطورِ إِذ كَلَّمَ الرَح / مَنُ موسى نَبِيَّهُ تَكليما
وَدُعاءَ المَسيحِ إِذ نُعِشَ المَي / يِتُ مِن رَمسِهِ وَكانَ رَميما
فَشَهِدنا لَها بِفَضلٍ قَديمٍ / وَاِستَفَدنا مِنها النَعيمَ المُقيما
وَفَضَضنا خِتامَها عَن أَناها / فَرَأَينا مِزاجَها تَسنيما
وَظَلَلنا نُحيي بِها جَوهَرَ النَف / سِ وَنُسقى رَحيقَها المَختوما
في جِنانٍ مِنَ الحَدائِقِ لا نَس / مَعُ فيها لَغواً وَلا تَأثيما
بَينَ صَحبٍ مِثلِ الكَواكِبِ لا تَن / ظُرُ ما بَينَهُم عُتُلّاً زَنيما
وَجَعَلنا الساقي خَليلاً جَليلاً / يُحسِنُ المَزجَ أَو غَزالاً رَخيما
فَرَأَينا في راحَةِ البَدرِ شَمساً / اَطلَعَت في سَما الكُؤوسِ نُجوما
وَقَذَفنا بِشُهبِها مارِدَ الهَم / مِ فَكانَت لِلمارِدينَ رُجوما
وَلَدَت لُؤلُؤَ الحَبابِ وَكانَت / قَبلَ وَقعِ المِزاجِ بِكراً عَقيما
أَخصَبَت عِندَ شُربِها ساحَةُ العَي / شِ وَأَمسى أَحوى الهُمومِ هَشيما
فَاِبتَدِرها مُدامَةً تَجلُبُ الرو / حَ إِلى الروحِ حينَ تَنفي الهُموما
وَاِختَصِر إِنَّ قُلَّها يُنعِشُ الرو / حَ وَإِفراطَها يَضُرُّ الجُسوما
فَاِرتَكِب أَجمَلَ الذُنوبِ لِنَفعٍ / وَاِعتَقِد في اِرتِكابِهِ التَحريما
ثُمَ تُب وَاِسأَلِ الإِلَهَ تَجِدهُ / لِذُنوبِ الوَرى غَفوراً رَحيما
حَيِّ بِالصَرفِ مِن كُؤوسِ المُدامِ
حَيِّ بِالصَرفِ مِن كُؤوسِ المُدامِ / إِنَّ بِنتَ الكُرومِ عِرسُ الكِرامِ
وَاِذكِ فَهمي بِقَهوَةٍ تُطفِىءُ الهَم / مَ بِبَردٍ مِن سُكرِها وَسَلامِ
ثُمَّ قُل كُلَّما تَراءَت لَكَ الكَأ / سُ فَشابَت بِها فُروعُ الظَلامِ
عَصَمَ اللَهُ مِنكَ كُلَّ ثَقيلٍ / جاهِلٍ ذي تَبَظرُمٍ وَاِحتِشامِ
يَجُدُ اللَهوَ بِالمُدامِ حَراماً / عِندَهُ وَالرُباءَ غَيرَ حَرامِ
وَيَرى الزورَ وَالتَجَسُّسَ وَالغي / بَةَ حِلّا في شُرعَةِ الإِسلامِ
وَإِذا زارَ مَجلِساً لَكَ فَدمٌ / مِنهُمُ غَيرُ مولَعٍ بِمُدامِ
فَاِثنِ جيداً عَنهُ وَثَنِّ بِما يو / جِبُ إِبعادَهُ بِغَيرِ اِحتِرامِ
ثُمَّ صَرِّح لَهُ بِأَنَّ حُضورَ ال / راحِ قَصداً كَشُربِها في الإِثامِ
فَمُقامُ الصُحاةِ بَينَ السُكارى / كَمُقامِ القُعودِ بَينَ النِيامِ
خِدمَتي في الهَوى عَليكُم حَرامُ
خِدمَتي في الهَوى عَليكُم حَرامُ / كَيفَ أَشقى بِكُم وَأَنتُم كِرامُ
إِنَّ شَرطَ الكِرامِ لا العَبدُ يَشقى / في حِماهُم وَلا النَزيلُ يُضامُ
أَنا عَبدٌ لَدَيكُمُ وَنَزيلٌ / وَلِهَذَينِ حُرمَةٌ وَذِمامُ
فَلِماذا أَضَعتُمُ عَهدَ مَن كا / نَ لَهُ صُحبَةٌ بِكُم وَاِلتِزامُ
شابَ في مَدحِكُم ذَوائِبُ شِعري / مِثلَ شَعري وَشِعرُ غَيري غُلامُ
وَنَظَمتُ البَديعَ فيكُم وَقَد أَل / قى مَقاليدَهُ إِلَيَّ الكَلامُ
فَإِذا ما تَلا الزَمانُ قَريضَي / أَصبَحَت تَستَعيدُهُ الأَيّامُ
وَتَقَرَّبتُ بِالوِدادِ فَمَحسو / دٌ مَقالي لَدَيكُمُ وَالمُقامُ
وَلَقَد ساءَني شَماتُ الأَعادي / فِيَّ لَمّا زَلَّت بِيَ الأَقدامُ
فَإِذا ما اِفتَخَرتُ بِالوُدِّ قالوا / لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ
فَإِلى كَم أَعودُ في كُلِّ يَوم / خائِباً ساخِطاً وَتَرضى اللِئامُ
وَإِذا جَرَّبَ المُجَرَّبَ عَمرٌو / فَعَلَيهِ إِذا أُصيبَ المَلامُ
تَقتُلوني بِالبِشرِ مِنكُم وَقَد يَق / تُلُ مَع ضَحكِ صَفحَتَيهِ الحُسامُ
وَتُريشونَ بَينَنا أَسهُمَ البَي / نِ وَتُعزى إِلَيَّ تِلكَ السِهامُ
فَبِرُغمي فِراقُكُم وَرِضاكُم / وَشَديدٌ عَليَّ هَذا الفِطامِ
فَلَقَد صَحَّ عِندَ كُلِّ لَبيبٍ / أَنَّ بُعدي مُرادُكُم وَالسَلامُ
عَجَزي عَن قَضاءِ حَقِّكَ بِالشُك
عَجَزي عَن قَضاءِ حَقِّكَ بِالشُك / رِ ثَناني عَنِ الجَنابِ السامي
كَيفَ أَستَملِكُ النُهوضَ بِظَهرِ / أَثقَلَتهُ يَداكَ بِالإِنعامِ
لا تُصاحِب مِنَ الأَنامِ لَئيماً
لا تُصاحِب مِنَ الأَنامِ لَئيماً / رُبَّما أَفسَدَ الطِباعَ اللَئيمُ
فَالهَواءُ البَسيطُ في جَمرَةِ القَي / ظِ سَمومٌ وَفي الرَبيعِ نَسيمُ
وَاِبغِ مِنهُم مُجانِساً يوجِبُ الضَم / مَ فَقَد يَصحَبُ الكَريمَ الكَريمُ
وَاِعتَبِر حالَ عالَمِ الطَيرِ طُرّاً / كُلُّ جِنسٍ مَع جِنسِهِ مَضمومُ
وَإِذا فاتَكَ الغِنى نَكَصَ العَز
وَإِذا فاتَكَ الغِنى نَكَصَ العَز / مُ وَكَلَّ اللِسانُ عِندَ الكَلامِ
ما لِسانُ الفَقيرِ إِلّا قَصيرٌ / عَجَباً إِن أَطاقَ رَدَّ السَلامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025