المجموع : 11
مُذ تَسامَت بِنا النُفوسُ السَوامي
مُذ تَسامَت بِنا النُفوسُ السَوامي / أَصغَرَت قَدرَ مالِنا وَالسَوامِ
فَلَنا الأَصلُ وَالفُروعُ النَوامي / إِنَّ أَسيافَنا القِصارِ الدَوامي
صَيَّرَت مُلكَنا طَويلَ الدَوامِ /
كَم فِناءٍ بِعَدلِنا مَعمورِ / وَمَليكٍ بِجودِنا مَغمورِ
وَأَميرٍ بِأَمرِنا مَأمورِ / نَحنُ قَومٌ لَنا سَدادُ أُمورِ
وَاِصطِدامُ الأَعداءِ مِن وَسطِ لامِ /
كَم فَلَلنا شَبا خُطوبٍ جِسامِ / بِيَراعٍ أَو ذابِلٍ أَو حُسامِ
فَلَنا المَجدُ لَيسَ فيهِ مُسامِ / وَاِقتِسامُ الأَموالِ مِن وَقتِ سامِ
وَاِقتِحامُ الأَهوالِ مِن وَقتِ حامِ /
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ
لَو بَعَثتُم في طَيِّ نَشرِ النَسيمِ / بِسَلامٍ راقٍ لِقَلبي السَليمِ
لَاِلتَقَينا قَبولَها بِقَبولٍ / وَشُفينا مِنها وَلَو بِالسُمومِ
وَلَوَ اَنَّ الرَسولَ جاءَ بِطِرسٍ / لِمُحِبٍّ مِن بَينِكُم في جَحيمِ
قُلتُ عِندَ الإِيابِ يا نارُ بَرداً / وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ
هُدهُدٌ هَدَّ قَوَّتي حينَ لَم يُل / قِ إِلى العَبدِ مِن كِتابٍ كَريمِ
جاءَ يَسعى بِكُلِّ طِرسٍ نَضيدٍ / جاءَ مِن لَفظِهِ بِدُرٍّ نَظيمِ
بِمَعانٍ مِنَ الجَزالَةِ كَالصَخ / رِ وَلَفظٍ مِن رِقَّةٍ كَالنَسيمِ
فَتَوَسَّمتُهُ فَكانَت مَعاني / هِ لِقاحاً لِكُّلِ فِكرٍ عَقيمِ
سَيِّدي بَل سَمِعتُ عَنكَ كَلاماً / هُوَ في مُهجَتي شَبيهُ الكُلومِ
إِنَّ مَولايَ قَد تَوَلَّعَ جَهلاً / بَعدَ سِقطِ اللَوى بِوادي الصَريمِ
وَرَوَوا عَنهُ أَنَّ ذاكَ زَواجٌ / ثابِتٌ يَقتَضي شُروطَ اللُزومِ
ثُمَّ قيلَ اِهتَدى فَيالَيتَهُ دا / مَ عَلى ذَلِكَ الضَلالِ القَديمِ
فَتَنَفَّستُ حَسرَةً وَتَعَوَّذ / تُ مِنَ الشَرِّ بِالسَميعِ العَليمِ
رَبُّ رُشدٍ مُلَقَّبٍ بِضَلالٍ / وَشَقاءٍ مُلَقَّبٍ بِنَعيمِ
هَجَرَت بَعدَكَ القُلوبُ الجُسوما
هَجَرَت بَعدَكَ القُلوبُ الجُسوما / حينَ أَمسَت مِنكَ الرُبوعُ رُسوما
وَخَلَت مِن سَناكَ زُهرُ المَغاني / فَاِستَحالَ النَهارُ لَيلاً بَهيما
يا هِلالاً أَودى بِهِ الخَسفُ لَمّا / صارَ عِندَ الكَمالِ بَدراً وَسيما
وَقَضيباً رُمنا لَذيذَ جَناهُ / فَذَوى حينَ صارَ غُصناً قَويما
ما ظَنَنّا المَنونَ تَرقى إِلى البَد / رِ وَأَنَّ الحِمامَ يَغشى النُجوما
هَدَّ قَلبي مَن كانَ يُؤنِسُ قَلبي / إِذ نَبَذناهُ بِالعَراءِ سَقيما
وَنَأى يوسُفي فَقَد ذَهَبَت عَي / نايَ مِن حُزنِهِ وَكُنتُ كَظيما
يا صَغيراً حَوى عَظيمَ صِفاتٍ / أَوجَبَت في قُلوبِنا التَعظيما
خُلُقاً طاهِراً وَكَفّاً صَناعاً / وَلِساناً طَلقاً وَطَبعاً سَليما
كُنتَ رَقّي فَصِرتَ مالِكَ رِقّي / بِحِجىً مِنكَ يَستَخِفُّ الحُلوما
وَيَدَينِ ثَنَت عِنانَ يَراعٍ / أَنبَتَت في الطُروسِ دُرّاً نَظيما
وَمَقالٍ إِذا دَعاهُ لَبيبٌ / ظَنَّ أَنّي مِنكَ اِستَفَدتُ العُلوما
وَإِذا ما تَلَوتُ نَظمي وَنَثري / خالَني مِنكَ أَطلُبُ التَعليما
يا خَليلَاً مازالَ خَصماً لِخَصمي / كَيفَ صَيَّرتَ لي الغَرامَ غَريما
كَيفَ جَرَّعتَني الحَميمَ مِنَ الحُز / نِ وَقَد كُنتَ لي صَديقاً حَميما
نِمتَ عَن حاجَتي فَأَحدَثتَ عِندي / لِتَنائيكَ مُقعِداً وَمُقيما
وَتَرَحَّلتَ عَن فِنائي رَحيلاً / صَيَّرَ الحُزنَ في الفُؤادِ مُقيما
لَستُ أَنساكَ وَالمَنِيَّةُ تُخفي / مِنكَ نُطقاً عَذباً وَصَوتاً رَخيما
وَمَسَحتُ الجَبينَ مِنكَ بِكَفّي / فَأَعادَ المَسيحُ قَلبي كَليما
كُنتُ أَمَّلتُ أَن تُشَيّعَ نَعشي / وَتَواري في التُربِ عَظمي الرَميما
وَتَوَقَّعتُ أَن أَرُدَّ بِكَ الخَط / بَ فَأَمسى نَواكَ خَطباً جَسيما
قَد تَبَوَّأتَ قاطِناً جَنَّةَ الخُل / دِ فَأَورَثتَ في فُؤادي الجَحيما
وَتَفَرَّدتَ بِالنَعيمِ مِنَ العَي / شِ وَأَبقَيتَ لي العَذابَ الأَليما
فَسَقى عَهدَكَ العِهادُ فَقَد فُز / تَ بِزُلفى الجِنانِ فَوزاً عَظيما
وَعَلَيكَ السَلامُ حَيّاً وَمَيتاً / وَرَضيعاً وَيافِعاً وَفَطيما
يا دِيارَ الأَحبابِ بِاللَهِ ماذا
يا دِيارَ الأَحبابِ بِاللَهِ ماذا / فَعَلَت في عِراصِكِ الأَيّامُ
أَخلَقَتها يَدُ الجَديدَينِ حَتّى / نُكِرَت مِن رُسومِها الأَعلامُ
قَد شَهِدنا فِعلَ البِلى بِمَغاني / كِ وَدَمعُ الغُيومِ فيكِ سِجامُ
وَاِقتَرَضنا مِنها الدُموعَ فَقالَت / كُلُّ قَرضٍ يَجُرُّ نَفعاً حَرامُ
يا سَليماً مِن داءِ قَلبي السَليمِ
يا سَليماً مِن داءِ قَلبي السَليمِ / وَمُقيماً عَلى الوِدادِ القَديمِ
إِن تَنَم خالِياً فَبَعدَكَ قَلبي / كُلَّ يَومٍ في مُقعِدٍ وَمُقيمِ
أَو يَكُن خاطِري بِذِكرِكَ في الخُ / دِ فَعَينايَ في العَذابِ الأَليمِ
فَمَتى يُسعِدُ الزَمانُ بِلُقيا / كَ مُحِبّاً مِنَ النَوى في جَحيمِ
وَيَقولُ الوِصالُ يا نارُ بَرداً / وَسَلاماً كوني لِإِبراهيمِ
يا سَمِيَّ الَّذي فَدى اللَهُ إِكرا / ماً لَهُ نَجلَهُ بِذَبحٍ عَظيمِ
لَو تَمَكَّنتُ لَاِفتَدَيتُ تَداني / كَ بِسَوداءِ مُهجَتي وَالصَميمِ
أَذَكَروا لَمّا أَرَوها النَديما
أَذَكَروا لَمّا أَرَوها النَديما / مِن عُهودِ المِعصارِ عَهداً قَديما
فَأَتَت تَطلُبُ القِصاصَ وَلَكِن / تَجعَلُ العَقلَ في التَقاضي غَريما
قَهوَةٌ أَفنَتِ الزَمانَ فَأَفنى ال / رَطبَ مِن جِرمِها وَأَبقى الصَميما
فَغَدَت تُثقِلُ اللِسانَ لِسِرِّ ال / سُكرِ مِنها وَتَستَخِفُّ الحُلوما
لَو حَسا مِن سُلافِها الأَكمَهُ الأَخ / رَسُ كَأساً لَاِ ستَخرَجَ التَقويما
عَلى الضِدِّ لَو حَساها فَصيحٌ / أَحَدَثَت في حَديثِهِ التَرخيما
أَنبَأَتنا الأَنباءَ عَن سالِفي الدَه / رِ وَعَدَّت لَنا القُرونَ القُروما
وَحَكَت كَيفَ أَصبَحَت فِتيَةُ الكَه / فِ رُقوداً خِلواً وَكَيفَ الرَقيما
وَبِماذا تَجَنَّبَت نارُ نُمرو / دٍ خَليلَ الإِلَهِ إِبراهيما
وَغَداةَ اِمتِحانِ يونُسَ بِالنو / نِ وَقَد كانَ في الفِعالِ مَليما
وَتَشَكّى يَعقوبُ إِذ ذَهَبَت عَينا / هُ مِن حُزنِهِ وَكانَ كَظيما
وَالتَناجي بِالطورِ إِذ كَلَّمَ الرَح / مَنُ موسى نَبِيَّهُ تَكليما
وَدُعاءَ المَسيحِ إِذ نُعِشَ المَي / يِتُ مِن رَمسِهِ وَكانَ رَميما
فَشَهِدنا لَها بِفَضلٍ قَديمٍ / وَاِستَفَدنا مِنها النَعيمَ المُقيما
وَفَضَضنا خِتامَها عَن أَناها / فَرَأَينا مِزاجَها تَسنيما
وَظَلَلنا نُحيي بِها جَوهَرَ النَف / سِ وَنُسقى رَحيقَها المَختوما
في جِنانٍ مِنَ الحَدائِقِ لا نَس / مَعُ فيها لَغواً وَلا تَأثيما
بَينَ صَحبٍ مِثلِ الكَواكِبِ لا تَن / ظُرُ ما بَينَهُم عُتُلّاً زَنيما
وَجَعَلنا الساقي خَليلاً جَليلاً / يُحسِنُ المَزجَ أَو غَزالاً رَخيما
فَرَأَينا في راحَةِ البَدرِ شَمساً / اَطلَعَت في سَما الكُؤوسِ نُجوما
وَقَذَفنا بِشُهبِها مارِدَ الهَم / مِ فَكانَت لِلمارِدينَ رُجوما
وَلَدَت لُؤلُؤَ الحَبابِ وَكانَت / قَبلَ وَقعِ المِزاجِ بِكراً عَقيما
أَخصَبَت عِندَ شُربِها ساحَةُ العَي / شِ وَأَمسى أَحوى الهُمومِ هَشيما
فَاِبتَدِرها مُدامَةً تَجلُبُ الرو / حَ إِلى الروحِ حينَ تَنفي الهُموما
وَاِختَصِر إِنَّ قُلَّها يُنعِشُ الرو / حَ وَإِفراطَها يَضُرُّ الجُسوما
فَاِرتَكِب أَجمَلَ الذُنوبِ لِنَفعٍ / وَاِعتَقِد في اِرتِكابِهِ التَحريما
ثُمَ تُب وَاِسأَلِ الإِلَهَ تَجِدهُ / لِذُنوبِ الوَرى غَفوراً رَحيما
حَيِّ بِالصَرفِ مِن كُؤوسِ المُدامِ
حَيِّ بِالصَرفِ مِن كُؤوسِ المُدامِ / إِنَّ بِنتَ الكُرومِ عِرسُ الكِرامِ
وَاِذكِ فَهمي بِقَهوَةٍ تُطفِىءُ الهَم / مَ بِبَردٍ مِن سُكرِها وَسَلامِ
ثُمَّ قُل كُلَّما تَراءَت لَكَ الكَأ / سُ فَشابَت بِها فُروعُ الظَلامِ
عَصَمَ اللَهُ مِنكَ كُلَّ ثَقيلٍ / جاهِلٍ ذي تَبَظرُمٍ وَاِحتِشامِ
يَجُدُ اللَهوَ بِالمُدامِ حَراماً / عِندَهُ وَالرُباءَ غَيرَ حَرامِ
وَيَرى الزورَ وَالتَجَسُّسَ وَالغي / بَةَ حِلّا في شُرعَةِ الإِسلامِ
وَإِذا زارَ مَجلِساً لَكَ فَدمٌ / مِنهُمُ غَيرُ مولَعٍ بِمُدامِ
فَاِثنِ جيداً عَنهُ وَثَنِّ بِما يو / جِبُ إِبعادَهُ بِغَيرِ اِحتِرامِ
ثُمَّ صَرِّح لَهُ بِأَنَّ حُضورَ ال / راحِ قَصداً كَشُربِها في الإِثامِ
فَمُقامُ الصُحاةِ بَينَ السُكارى / كَمُقامِ القُعودِ بَينَ النِيامِ
خِدمَتي في الهَوى عَليكُم حَرامُ
خِدمَتي في الهَوى عَليكُم حَرامُ / كَيفَ أَشقى بِكُم وَأَنتُم كِرامُ
إِنَّ شَرطَ الكِرامِ لا العَبدُ يَشقى / في حِماهُم وَلا النَزيلُ يُضامُ
أَنا عَبدٌ لَدَيكُمُ وَنَزيلٌ / وَلِهَذَينِ حُرمَةٌ وَذِمامُ
فَلِماذا أَضَعتُمُ عَهدَ مَن كا / نَ لَهُ صُحبَةٌ بِكُم وَاِلتِزامُ
شابَ في مَدحِكُم ذَوائِبُ شِعري / مِثلَ شَعري وَشِعرُ غَيري غُلامُ
وَنَظَمتُ البَديعَ فيكُم وَقَد أَل / قى مَقاليدَهُ إِلَيَّ الكَلامُ
فَإِذا ما تَلا الزَمانُ قَريضَي / أَصبَحَت تَستَعيدُهُ الأَيّامُ
وَتَقَرَّبتُ بِالوِدادِ فَمَحسو / دٌ مَقالي لَدَيكُمُ وَالمُقامُ
وَلَقَد ساءَني شَماتُ الأَعادي / فِيَّ لَمّا زَلَّت بِيَ الأَقدامُ
فَإِذا ما اِفتَخَرتُ بِالوُدِّ قالوا / لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ
فَإِلى كَم أَعودُ في كُلِّ يَوم / خائِباً ساخِطاً وَتَرضى اللِئامُ
وَإِذا جَرَّبَ المُجَرَّبَ عَمرٌو / فَعَلَيهِ إِذا أُصيبَ المَلامُ
تَقتُلوني بِالبِشرِ مِنكُم وَقَد يَق / تُلُ مَع ضَحكِ صَفحَتَيهِ الحُسامُ
وَتُريشونَ بَينَنا أَسهُمَ البَي / نِ وَتُعزى إِلَيَّ تِلكَ السِهامُ
فَبِرُغمي فِراقُكُم وَرِضاكُم / وَشَديدٌ عَليَّ هَذا الفِطامِ
فَلَقَد صَحَّ عِندَ كُلِّ لَبيبٍ / أَنَّ بُعدي مُرادُكُم وَالسَلامُ
عَجَزي عَن قَضاءِ حَقِّكَ بِالشُك
عَجَزي عَن قَضاءِ حَقِّكَ بِالشُك / رِ ثَناني عَنِ الجَنابِ السامي
كَيفَ أَستَملِكُ النُهوضَ بِظَهرِ / أَثقَلَتهُ يَداكَ بِالإِنعامِ
لا تُصاحِب مِنَ الأَنامِ لَئيماً
لا تُصاحِب مِنَ الأَنامِ لَئيماً / رُبَّما أَفسَدَ الطِباعَ اللَئيمُ
فَالهَواءُ البَسيطُ في جَمرَةِ القَي / ظِ سَمومٌ وَفي الرَبيعِ نَسيمُ
وَاِبغِ مِنهُم مُجانِساً يوجِبُ الضَم / مَ فَقَد يَصحَبُ الكَريمَ الكَريمُ
وَاِعتَبِر حالَ عالَمِ الطَيرِ طُرّاً / كُلُّ جِنسٍ مَع جِنسِهِ مَضمومُ
وَإِذا فاتَكَ الغِنى نَكَصَ العَز
وَإِذا فاتَكَ الغِنى نَكَصَ العَز / مُ وَكَلَّ اللِسانُ عِندَ الكَلامِ
ما لِسانُ الفَقيرِ إِلّا قَصيرٌ / عَجَباً إِن أَطاقَ رَدَّ السَلامِ