القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 11
ما أَرادتْ إلّا الجفاءَ ظَلومُ
ما أَرادتْ إلّا الجفاءَ ظَلومُ / يوم رامتْ عنّا ولسنا نَرِيمُ
روّعتْ بالفراقِ قلباً إذا رِي / ع بِذكر الفراق كاد يهيمُ
وأرادتْ قصدَ الغَمِيمِ ولو أن / نا اِستَطَعنا كان المحلَّ الغميمُ
وكتمنا وَجْداً بها ساعةَ البَيْ / نِ ولكنْ دَمْعُ العيونِ نَمومُ
لم يَطُلْ بيننا غداةَ اِفترقنا / من حِذارٍ ضمٌّ ولا تسليمُ
ضاعَ مِنّا بينَ الوشاةِ ببينٍ / ما اِحتَسبناه سِرُّنا المكتومُ
أيُّ دمعٍ جرى ونحن بنَجْرا / نَ لنا والدّيارُ ثَمَّ رسومُ
دِمَنٌ لو رَنَتْ إليهنّ عينا / كَ قُبَيْلَ الفراقِ قلت النُّجومُ
ومغانٍ من النّحولِ كأروا / حٍ ولكنْ ليستْ لهنّ جُسومُ
ما مررنا إلّا بهنّ ومنهن / نَ قفاراً سِيقتْ إلينا الهُمومُ
ما على مَن ينامُ ليلَ مُحبِّي / ه طويلاً لو كان فيه يُنيمُ
وَعَجيبٌ وهْوَ المَلِيء ثراءً / كيف يُلوي عن جانبيه الغَريمُ
طلعتْ فالهلالُ يُبصَرُ منها / ورَنَتْ نحونا فقيلَ الرِّيمُ
وشككنا في دمعها وهو منهل / لٌ أَدَمْعٌ أم لؤلؤٌ منظومُ
رحل النّاكثون بالعهد عن دا / ر حفاظٍ وأنتَ فيها مقيمُ
وتناهَوْا عن الوفاء وهذا الْ / غَدْرُ داءٌ بين الأنام قديمُ
وملامٌ سمعته لا يُرى في / ه لَجوجاً إلّا المُريبُ المُليمُ
لا أُبالي متى اِستَقمتُ إذا كا / ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ
وإذا كنتُ لا يطورُ بِيَ الذّم / مُ فما ضرّني مَنِ المذمومُ
وَإِذا سُمتُها كما اِشترط المج / دُ فنادِ الرّجالَ لا لا تسوموا
قلْ لفخر الملوك عَنِّيَ والقو / لُ صحيحٌ بني الورى وسقيمُ
قد رأينا بك الملوك وإنْ رُمْ / تَ من المأثُراتِ ما لم يروموا
لك من فوقهمْ إذا نحن قسنا / همْ إلى مجدك المحلُّ العظيمُ
إنّ في بلدة السّلامِ هُماماً / لَيس يُهدى إلّا له التّسليمُ
من أُناسٍ لهمْ إلى سَوْرَة الجه / لِ أَناةٌ وفي السَّفاهِ حُلومُ
ونراهم لا يعزفون عن العِبْءِ / كَما يعزف الملولُ السَّؤومُ
وإذا ما دُعوا لحومةِ حربٍ / وطيورُ الرّدى هناك تحومُ
وهبوا العذرَ للجبانِ وعاصوا / مَن على مكرعِ الحِمامِ يلومُ
وأتَوْا في ظهور هُوجٍ كما هِي / جَ على صَحْصَانِ أرضٍ ظَليمُ
قد لبسن الدّماءَ فالبُلْقُ كُمْتٌ / ما توضّحْنَ والأغرُّ بَهيمُ
والرّدى بالظُّبا الرّقاقِ وبالسُّمْ / رِ العوالي بين العدا مقسومُ
زار أرضَ الزَّوْراءِ لمّا اِقشعرّتْ / مثلما زارتِ المُحولَ الغيومُ
جاءَها حين لا يمرّ بها السّا / ري دُثوراً ولا يُسيم المُسيمُ
ليس يُغضي عنها وتَمضي قضايا / ه عليها إلّا الغَشومُ الظَّلومُ
فهي الآن كالصَّفاةِ اِستَدارتْ / ليس فيها لمجتليها ثُلومُ
روضةٌ غَضّةٌ فأمّا نداها / فرذاذٌ وريحُها فنسيمُ
فَإِلى بابهِ مُناخُ المطايا / وعليه وَفْدُ الرّجاء مقيمُ
حرمٌ آمنٌ به يُنصَفُ المظ / لومُ عفواً ويُمنحُ المحرومُ
بلغوا عنده الرّجاء وكم با / توا وأُمُّ الرّجاءِ فيهمْ عقيمُ
دَرّ دَرٌّ الّذي فَضَلْتَ به النّا / سَ عطاءٌ دَثْرٌ وخُلْقٌ كريمُ
وسجايا مَلَكْنَ كلَّ فؤادٍ / هنّ فيه عند الصَّميمِ صَميمُ
أيّها المنعمُ الّذي أعوزَ الفق / رُ على جوده وأعيَا العديمُ
لك مِن شكرِ كلِّ مَنْ سَطَرَ الشكْ / رَ قديماً خُصوصُهُ والعُمومُ
أنت تُعنى به وإنْ لم يَقُلْ في / ك ومَن قيل فيه فَهوَ المَلومُ
وإذا ما مدائحُ المرءِ لم يَصْ / دُقن في نعته فهنّ خصومُ
وإذا ما أُعيرَ وصفاً محالاً / فهو قذفٌ لعِرضِه ورُجومُ
إنّ هذا التّحويلَ جاء وقد عا / هَدَنا أنّه الدُّهورَ يدومُ
وهوَ يُهدِي إليك ما أنتَ تهوا / ه وما نحن في هواك نرومُ
فخذِ السّعدَ منه فالفَلَكُ الدَّو / وارُ منه سُعودُه والنُّجومُ
لا قَلاك الّذي علاك من السَّعْ / دِ ملالاً ولا جفاك النَّعيمُ
وَاِبقَ مستخدِمَ الزّمان فخير ال / عيشِ عيشٌ به الزّمان خَدومُ
لا تسلني عن المشيبِ فمذ جَل
لا تسلني عن المشيبِ فمذ جَل / لَلَ رأسي كرهاً جفاني الغرامُ
ليس للّهو والصَّبابة واللّذ / ذاتِ في أربُعِ المشيب مُقامُ
ما جنى الشيبَ في المفارق إلّا / عَنَتُ الغانياتِ والأيّامُ
هو مقصٌ عند الحسان كما أن / نَ شباباً مكانَ شيبٍ تَمامُ
وَسقامٌ وما اِستوتْ لك في ني / ل أمانيك صحّةٌ وسقامُ
ومتى رمتُ عَرجةً عنه قالتْ / لِي التّجاريبُ رُمتَ ما لا يُرامُ
مَنْ على هذه الدّيار أقاما
مَنْ على هذه الدّيار أقاما / أو ضفا ملبسٌ عليه وداما
عُجْ بنا نندبُ الّذين تولَّوْا / باِقتِيادِ المنونِ عاماً فعاما
فارَقونا كَهلاً وشيخاً وهِمّاً / ووليداً ويافعاً وغلاما
وشحيحاً جَعْدَ اليدين بخيلاً / وجواداً مخوِّلاً مِطعاما
سكنوا كلَّ ذُرْوَةٍ من أَشَمٍّ / يَحسرُ الطَّرْفَ ثمّ حلّوا الرَّغاما
يا لَحا اللَّهُ مُهْمِلاً حسبَ الدّه / رَ نَؤُومَ الجفونِ عنه فناما
وكأنّي لمّا رأيتُ بنى الدّه / ر غُفولاً رأيتُ منهمْ نياما
أيّها الموتُ كم حَطَطْتَ عَليّاً / ساميَ الطَّرْفِ أوْ جَبَبْتَ سَناما
وإذا ما حدرتَ خلفاً وظنّوا / نَجْوةً من يديك كنت أَماما
أَنتَ أَلحقتَ بالذكيِّ غبيّاً / في اِصطِلامٍ وبالدّنيِّ هُماما
ولقد زارني فأَرَّق عيني / حادثٌ أقعد الحِجى وأقاما
حِدتُ عنه فزادني حَيَدي عن / ه لصوقاً بدائه واِلتِزاما
وكأنّي لما حملتُ به الثِّقْ / لَ تحمّلتُ يَذْبُلاً وشَماما
فخذِ اليومَ من دموعي وقد كن / نَ جموداً على المصابِ سجاما
إنّ شيخَ الإسلامِ والدّين والعلْ / م تولّى فأزعج الإسلاما
والّذي كان غُرّةً في دُجى الأي / يام أودى فأوحش الأيّاما
كم جَلَوْتَ الشّكوكَ تعرض في نصِّ / وصىٍّ وكم نصرتَ إماما
وخصومٍ لُدٍّ ملأتَهمُ بال / حقّ في حومَةِ الخصامِ خصاما
عاينوا منك مُصْمِياً ثُغرةَ النّح / ر وما أرسلتْ يداك سهاما
وَشجاعاً يَفرِي المرائر ما كل / لَ شُجاعٍ يفري الطُّلى والهَاما
من إذا مال جانبٌ من بناءِ الد / دين كانتْ له يداه دِعاما
وإذا اِزوَرَّ جائرٌ عن هداه / قاده نحوه فكان زماما
من لفضلٍ أخرجتَ منه خبيئاً / ومعانٍ فضضتَ عنها ختاما
من لسوءٍ ميّزتَ عنه جميلاً / وحلالٍ خلّصتَ منه حراما
من يُنيرُ العقولَ من بعدما كن / نَ هُموداً ويُنتجُ الأفهاما
مَن يُعير الصّديقَ رأياً إذا ما / سلّه في الخطوب كان حساما
فاِمضِ صِفْراً من العيوبِ فكم با / ن رجالٌ أثْرَوْا عيوباً وذاما
إِنَّ جِلداً أوضحتَ عاد بهيماً / وصباحاً أطلعتَ صار ظلاما
وزُلالاً أوْرَدتَ حال أُجاجاً / وشفاءً أورثتَ آل سَقاما
لن تراني وأنت من عدد الأمْ / واتِ إلّا تَجمُّلاً بسّاما
وإذا ما اِختُرِمتَ منّي فما أرْ / هب من سائر الأنامِ اِختِراما
إنْ تكن مجرماً ولستَ فقد وا / ليتَ قوماً تحمّلوا الأجراما
لَهُمُ في المَعادِ جاهٌ إذا ما / بسطوه كفّى وأَغنى الأناما
لا تَخَفْ ساعةَ الجزاء وإنْ خا / ف أُناسٌ فقد أخذتَ ذِماما
أَودع اللَّه ما حَللتَ من البَيْ / داءِ فيه الإنعامَ والإكراما
ولوى عنه كلّما عاقه التّرْ / بُ ولا ذاق في الزّمانِ أُواما
وقضى أن يكون قبرك للرّح / مَةِ والأمن منزلاً ومقاما
وإذا ما سقى القبورَ فروّا / ها رِهاماً سقاك منه سَلاما
خلِّها إنّها تريد الغميما
خلِّها إنّها تريد الغميما / طالما أنجد الصّحيحُ سقيما
ليس ترعى حتّى تقيمَ بواد ال / حبّ إلّا وجيفَها والرَّسيما
ليسَ إلّا نجران إنّا نرى من / نا قلوباً بآلِ نجرانَ هِيما
جنِّبوها التّعريسَ حتّى تروها / نازلاتٍ بحضرموتٍ جُثوما
يا ديارَ الأحبابِ لا أبصرَتْكِ ال / عينُ من بعد أن حللت رسوما
إنّ عيشاً لنا خلسناه من أَيْ / دِي الرَّزايا لديك كان نعيما
أَينَ ظبيٌ عهدتُه في نواحي / كِ دَخولاً حَبَّ القلوب هَجوما
أقصدتني عيناه يوم تلاقي / نا بفسحِ الحِمى وراح سليما
وَاِلتَقطنا من لفظه الدُّرَّ نثراً / وَرَأيناه باِبتسامٍ نظيما
وَاِعتَنقنا فكنتُ سقماً هضيماً / ذا نحولٍ وكان حُسناً هضيما
كَيفَ أبغي نَصْفاً وقلبِيَ ولّى / طائعاً للهوى عليَّ غَشوما
وإذا قلتُ قد سلوتُ وخلّي ال / حبّ عنّي لقيتُ منه عظيما
وشكوتُ الهوى وما صنع ال / حبُّ بقلبي فما وجدتُ رحيما
ليس يجدي ودمعُ عيني نَمومٌ / بالهوى أنْ ترى اللّسانَ كَتوما
ولقد قلتُ والجَوى يُخرس النُّطْ / قَ ذُهولاً وحَيْرَةً ووُجوما
كيف أمسيتَ راحلاً بفؤادي / عن بلادي ولم أرِمْها مقيما
لستَ يا أيّها العَذولُ عن الحب / ب كَليماً منه وتَبَّ كليما
لا تلمني فكلُّ مَن حَمَلَ الأشْ / جانَ يرضى بأن يكون مَلوما
أيُّ شيءٍ منّي على راقدِ الطَّرْ / فِ خَلِيٍّ إنْ بتُّ أَرعى النُّجوما
وَإِذا كنتُ بالهوى ذا اِعوجاجٍ / فاِهنَ دوني بأن تكون قويما
لا تزدني بذا الزّمان اِختباراً / فلقد كنتُ بالزّمانِ عليما
أين أهلُ الصّفاءِ كنّا جميعاً / ثمّ ولَّوْا إلفَ الرّياح هشيما
رُمتُهم بعد أن توفّاهُمُ الموْ / تُ فما أن أصبتُ إلّا رميما
مَن عذيري مِنَ الزّمان أخي عَوْ / جاءَ أَعيا عليَّ أنْ يستقيما
لَيسَ يُعطِي البقاءَ إلّا لِمَن يس / لُبنه ذلك البقاء حميما
كم أراني قصراً مشيداً فما لب / بثَ حتّى رأيتُه مهدوما
وغنيّاً ما زال صَرْفُ اللّيالي / يعتريه حتّى ثناه عديما
وسُعوداً جرّتْ إلينا نحوساً / وسروراً جنى علينا هموما
نَحنُ قومٌ إذا دُعي النّاس للفخ / رِ إفالاً نُدعى إليه قُروما
وَإِذا ما ثَوَوْا لدى العزّ في الأطْ / رافِ كنّا عند الصّميم صميما
ومتى عدّدوا محلَّةَ فخرٍ / لم تكنْ تلك زَمْزَماً وحطيما
من أُناسٍ كانوا كما اِقترح المج / دُ جُنوحاً عند الحِفاظِ لزوما
لم يحلّوا دارَ الهَوانِ وكانوا / في المعالي فوق النّجوم نجوما
فهُمُ للزّمانِ أوضاحُهُ الغُر / رُ ولولاهُمُ لكان بَهيما
وإذا اِستُلّتِ الجيادُ وأبْكَيْ / ن جلوداً أَو اِعتَصرن حميما
ورأيتَ الرّماحَ يجعلن يوم ال / قرِّ بالطّعنِ في النّحورِ جحيما
لبسوا البِيض والرّماحَ دروعاً / لَم يَصونوا إلّا بهنّ الجسوما
كلّ مُستبسلٍ تَراه لدى الحر / ب سفيهاً وفي النَّديِّ حليما
لا يحبّ الحياةَ إلّا لأنْ يُغ / ني فقيراً أو أنْ يصون حريما
وتراه مكلَّماً وصفيحُ ال / هند يزداد بالضِّراب ثُلوما
قد حفظنا ما كان جِدَّ مضاعٍ / ودعمنا ما لم يكنْ مدعوما
وَبِنا اِستنتج الرّجاءُ وقد كا / ن رجاءُ الرّجال قبلُ عقيما
وإذا هبّت الخطوبُ ولم تك / فِ كَفَيْنا العظيم ثمّ العظيما
سلْ بنا أيُّنا وقد وُزِن الأمْ / جادُ أسنى مجداً وأكرمُ خِيما
وإذا شانتِ القروفُ أديماً / من أُناسٍ من ذا أصحُّ أديما
ولنا عزمةٌ بها نمطر المظ / لومَ عدلاً ونرزق المحروما
والفتى من إذا يهبّ على العا / في سَموماً قومٌ يهبّ نسيما
كم أُداري وقلّما نفع التّعْ / ليلُ هَمّاً لا يبرح الحَيْزوما
لم أجدْ مسعداً عليه ومن ذا / مسعدٌ في الورى الحُسامَ الخَذوما
وإذا ما دعوتُ قوماً إلى الهب / بَةِ فيه لم أدعُ إلّا نَؤوما
ولَخَيْرٌ مِن أنْ تعيش غبيّاً / باخسَ الحَظِّ أن تموت كريما
ربِّ كنْ لي منها لباساً حصيناً
ربِّ كنْ لي منها لباساً حصيناً / إنّها دون ما كفيتَ قديما
أنتَ أطْلقتني وكنتُ أسيراً / ثمّ داويتَ من أموري سقيما
أنتَ ألقيتني على ذِرْوةِ الأَمْ / نِ وقد كان لِي الحِذارُ نديما
أَنتَ نكّبْتَ عنِّيَ الخُطَطَ الجُو / نَ ظماءً إلى ذِرارِيَ هِيما
أنتَ نجّيتَني ومن حولِيَ الأُسْ / دُ سِغاباً هَرتَ الشُّدوقِ سليما
ورفعتَ الملامَ عنّي وقد كن / تُ لَدَى كلِّ مَن أراه مُليما
وتلافيتَ بِي اِعوجاجاً إلى الشر / رِ فأصبحتُ من لَدُنْك قويما
كم أراد العُداةُ ثَلمي وقدّر / تَ سواه فلم يَرَوْني ثليما
كم أرادوا بِيَ الشّقاءَ فأبْدَلْ / تَ بما حاولوه منّي نعيما
كم عظيمٍ حملتَ عنِّيَ لولا / نصرةٌ منك ما حملتُ عظيما
لستُ أَنسى وهم يهبّون لي كل / ل سمومٍ لمّا هببتَ نسيما
لا تُضِعْنِي وقد جعلتُك في الأخ / طار حِرْزاً من الأذى وحريما
وأجبْ منِّيَ النّداءَ فلم تَحْ / رِمْ سؤالاً ولا مَطَلْتَ غريما
قلْ لمنْ خدُّهُ من اللّحظِ دامٍ
قلْ لمنْ خدُّهُ من اللّحظِ دامٍ / رقّ لِي من جوانحٍ فيك تُدْمى
يا سقيمَ الجفون من غيرِ سُقْمٍ / لا تَلُمنِي إنْ متُّ منهنّ سُقْما
أنا خاطرتُ في هواك بقلبٍ / ركب البحرَ فيك أَباً وأُمّا
عُج بوادي البشامِ علّك أَن تق
عُج بوادي البشامِ علّك أَن تق / ضِيَ فيهِ حقّاً لأهل البشامِ
فَهوَ مَأوى الهوى وَمُستودع الحب / بِ ومرعى الظباء والآرامِ
وَمعاذي في صَبوتي وَاِفتِتاني / وَمَلاذي في شرّتي وعُرامي
وَمَتى اِستَسرفوا نُحولَك جَهلاً / منَّ أَصحابهم بفعلِ الغرامِ
فَأَجِب لا تُحاشِهِم كلّ هَذا / ما جَنَيتم بصدّكم مِن سَقامي
إِنّ قَلبي يا قَومُ أَصبَحَ منّي / شارِداً بينَ أربُعٍ وخيامِ
بَينَ قَومٍ حرامُ قتل المحبي / نَ عَلى ما يرون غير حرامِ
مَنَعونا وِردَ الشّفاه وفيهم / ما أَحبّوا مِنَ البحورِ الطوامي
ما عَلَيكُم ممّن يَروح وَيَغدو / قانِعاً مِن نَوالِكم بِالسلامِ
جامِحَ القلبِ لَيسَ يَحفِلُ فيكم / بِمَقالِ العُذّالِ واللّوّامِ
أَيُّ شَيءٍ يَكون أَحسن من مو / لىً رَفيقٍ في مُلكهِ بِالغلامِ
وَلَقَد زارَني عشيّة جمعٍ / مِنكُمُ زائرٌ على الأحلامِ
كِدتُ لمّا حللتُ بينَ تَراقي / هِ حَراماً أحلّ من إحرامي
وَسَقاني مِن ريقهِ فَسَقاني / مِن زُلالٍ مُصفّقٍ بمدامِ
غَيرَ أنّي شَككتُ لمّا تولّى / أَوَرائي طَريقُهُ أَم أمامي
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مُقامٍ
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مُقامٍ / وثراها حربٌ لماءِ الغَمامِ
وإذا ما نظرتَ لم تَرَ إلّا / نعمةً جمّةً لقومٍ لِئامِ
وبطيئين عن مزاولةِ الخي / رِ سِراعاً إِلى اِنتِهاكِ الحرامِ
كلُّ جارٍ لهمْ بغير وفاءٍ / وصديقٍ لَهُمْ بغيرِ ذِمامِ
وبمن حلَّ أرضَها كلَّ يومٍ / سَخطٌ دائمٌ على الأيّامِ
ليس فيها عيشٌ قصيرُ وساعا / تُك فيها الطّوالُ كالأعوامِ
وإذا ما طلبتُ فيها دواءً / لسَقامي فليس غيرُ سَقامِ
فضحاها مثلُ الدُّجى بمخازٍ / فاضحاتٍ وصبحُها كالظّلامِ
ومحلٌّ لا عهدَ فيه لمعرو / فٍ ولا عَرْجَةٌ على إنعامِ
قد كَرَعْنا منه ولا ظَمَأٌ في / نا من البَوِّ في بحورٍ طَوامِ
خلِّ عنها مَنيحةً للّئامِ
خلِّ عنها مَنيحةً للّئامِ / واِسلُ عمّا يُسيلُ سُحْبَ المِلامِ
وتعلّمْ كلَّ الّذي أنت مُحتا / جٌ إليه في هذه الأيّامِ
أين أُخطِي صوابَها والتّجاري / بُ جُثومٌ خلفي ومن قُدّامي
بِبيانٍ يسري بِرأيٍ مُصيبٍ / كالسُّرى بالمصباحِ في الإظلامِ
خُلِقَ المرءُ ناقصاً وهو يُدمِي / أَظهُرَ العِيسِ في اِبتغاءِ التَّمامِ
من رأى اللَّهُ أَن ينوط به الحا / جَ فليس الغِنى له بِمرامِ
ومُعنّىً بسدِّ طُرْقِ المنايا / وهو ملقىً على طريقِ الحِمامِ
قد مضى باطلي وأقشع عنّي / وتجلّتْ جهالتي وعُرامي
وتناسيتُ ما تقولُ لِيَ الشّر / رةُ والشيبُ لامعٌ في ظلامِي
فعدولِي عن الهوى وصُدوفي / وعكوفي على النُّهى ومُقامي
وأطعتُ النَّصيحَ من بعد أن كُنْ / تُ على النُّصْحِ خالعاً لِلجامي
وتجافيتُ طائعاً مَسْرَحَ اللّهْ / وِ ومجنَى المُنى ومخبَى اللِّئامِ
وأَعَدْتُ العُفاةَ بالجاهِ والما / لِ يجرّون بُردَةَ الإنعامِ
وتعلّمتُ أنّما زَوْرَةُ الآ / مالِ فينا كزَوْرَةِ الأحلامِ
ومُقامي من الخلائف في يو / مِ اِجتماعِ الوفود خيرُ مقامِ
ما لِغيري مثلُ الّذي لِيَ منهمْ / من صنوفِ الإعظامِ والإكرامِ
لم يزالوا ولن يزالوا مُشيدي / نَ محلّي ومُجْزلي أَقسامي
ومُهيبين بي وقد عَنَتِ الشُّو / رى إلى الرّأي في الأمورِ الجسامِ
وإذا ما حكمتُ في الأمر سدّوا / طرُقاتِ الخروجِ عن أحكامي
ويَعافون كلَّ وِرْدٍ به الري / يُ إذا كان لا يَبُلُّ أُوامِي
ويردّون سَرْحَهُمْ عن جميع ال / قاعِ ما لم يكن به أَنْعامِي
وتُخَلّي أَكفُّهمْ مُحْصَداتِ الش / شرِّ ما لم يكن بهنّ اِعتِصامي
ملكوا رِبْقَتِي لِما سيّروهُ / من لُصوقي بودّهمْ واِلتزامي
فلهمْ إنْ عفوتُ يوماً عن الذّنْ / بِ وَمِن أَجلهمْ يكونُ اِنتِقامي
وَإليهمْ إِذا تحيّز أقوا / مٌ بقومٍ تحيُّزي واِنضمامي
وتخصّصتُ بالملوكِ يلبُّو / ن نِدائي ويسمعون كلامي
وإذا ما ذممت يوماً عليهمْ / في عظيمٍ أمضَوْا هناك ذِمامي
ومتى أعْضَلَتْ خطوبٌ صِعابٌ / أَو وَهى للملوك سِلْكُ نظامِ
جعلوني دليلَهمْ في ضَلالٍ / مُوقَدٍ أو صباحَهمْ في ظلامِ
كم كفيتُ الكُلومَ بالكلمِ الغُر / رِ وحدَّ السُّيوفِ بالأقلامِ
قد رأَوْا يومَ هيّجوا ملك البَصْ / رَةِ كَفِّي له عن الإقدامِ
بعد أنْ أزمعَ اللّقاءُ وأهوى / لاِقتِناصِ الطُّلى هَوِيَّ القَطامِي
وتراءتْ للنّاسِ شنعاءُ صَمّا / ءُ تجوبُ الدُّجى بغير خِطامِ
قلّدوني إصلاحَها ورَمَوْا بي / طلبَ السِّلمِ في صعابِ المرامي
فَتَلافيتُ دَرأَها باِعتِدالي / وَدَعمت اِعوِجاجها بدِعامي
وَأَعَدْتُ الصّفاءَ من بعد أنْ كا / ن مسوقاً من قبضةِ المُستامِ
كَيفَ يَبغِي شَأوي وقد ملك الفو / تَ عَثورُ الخُطا قصيرُ المَرامِ
وغبيٌّ يَخال وهو ورائي / أنّه من فضيلةٍ مِن أمامي
لَيس ذَنبي عليه غيرَ زيادا / تي عليه ونقصَه عن تمامي
قد خصمتُ الّذين مدّوا إِلى الفخ / ر طماحاً بقطع كلِّ خصامِ
لم يُصبني بالسُّوءِ رامٍ وكم أصْ / مى وأَردى بما يُعابُ الرّامي
غُرِسَتْ في ذُرا الفخار أُصولي / وفورعي خُضْرُ الغصونِ نوامِ
فَدَعُوا للشّجاع مَطْواه في الوا / دي وخلّوا العرينَ للضِّرْغامِ
فَلئن غرّكمْ صُموتي فكم صِل / لِ فَلاةٍ يَهُبّ بعد مَنامِ
ليس بيني وبين أوّلِ قومي / غيرُ بَرٍّ أوْ مُرْسَلٍ أو إِمامِ
أوْ عظيمٍ مؤهَّلٍ لخطوبٍ / شامساتٍ أوْ حادثاتٍ عِظامِ
بحُلومٍ مثل الصُّخورِ رِزانٍ / ووجوهٍ مثلَ البُدورِ تَمامِ
أَرِجي الذِّكرِ طيّبي النَّشرِ بسّا / مين من كلِّ باسلٍ بسّامِ
ليسَ فيهمْ إِلّا الرئيسُ على الأش / ياخِ طُرّاً والسِّنُّ سِنُّ الغُلامِ
خَلَفوا الغيثَ في المحولِ وكانوا / في البرايا الأرواحَ في الأجسامِ
وَإِذا ما الدّماءُ سِلْنَ وأَطرا / فُ العوالي هَمَتْ بموتٍ زُؤامِ
وَهَبوا العيشَ لِلمَماتِ وآبوا / بأُنوفٍ شُمٍّ عن الإرغامِ
وتسلَّوْا والعِرْضُ أَمْلَسُ لم يُدْ / مَ بِقَرْفٍ عن الجلودِ الدَّوامِي
وأَبى طعنُهمْ سوى ثُغرةِ النّحْ / ر وضربُ السُّيوفِ غير الهامِ
وإذا ما قرنتَهمْ بسواهمْ / بان ما بين تَلْعةٍ وشَمامِ
كان لَولايَ غائضاً مكرعُ الفق / هِ سحيقَ المدا وبحرُ الكلام
ومعانٍ شَحَطْن لُطفاً عن الأف / هامِ قرّبتُها من الأفهامِ
ودقيقٌ أبرزتُهُ بجليلٍ / وحلالٌ أبَنْتُهُ من حرامِ
كم لَدودٍ خصمتُهُ بجدالٍ / فكأنّي كَعَمْتُهُ بكَعامِ
وعنودٍ هديتُهُ بعد أنْ كا / نَ شَروداً عن سُنّةِ الإسلامِ
وطويلِ اللّسانِ صُبَّتْ عليه / بمقالي غمائمُ الإفحامِ
وبنثري والنَّظْمِ سارتْ إلى الآ / فاقِ شوسٌ يمدُدْن فضلَ زمامِ
قَد بَلغتُ الّذي أردتُ وَجاوَز / تُ طَويلاً تَمَنِّيَ الأقوامِ
ما أُبالي وقد رأيتُ بنفسي / ما ترجّتْ منّي بُدورَ حِمامِي
وإذا كنتُ في يَفاعٍ من العِز / زِ منيفٍ على ذُرا الأحلامِ
وتعرَّتْ مآزري وذُيولي / من عيوبٍ مذمومةٍ وأثامِ
فحياةٌ كميتةٍ ورحيلٌ / إنْ تدانى وشيكُهُ كمُقامِ
ربّ ذنبٍ يضيق عن مَسرَحِ العُذ
ربّ ذنبٍ يضيق عن مَسرَحِ العُذ / ر وجانٍ لا صفحَ عن إجرامِهْ
وحقيقٍ باللّومِ أخرَسَنِي الدَّه / رَ زماناً فلم أفُهْ بملامِهْ
وشتيتِ الظُّنونِ يحذر كلَّ ال / حِذْرِ من خلفِهِ ومن قُدّامِهْ
لم يَبِنْ لِي إقبالُهُ من تولّي / هِ ولم أدْرِ بُرْأَه من سَقامِهْ
كلّما ساءني بفعلٍ قبيحٍ / جاءني منه سرّني بكلامِهْ
ضنَّ عنّي بالنَّزرِ إذْ أنا يقظا
ضنَّ عنّي بالنَّزرِ إذْ أنا يقظا / نُ وأعطى قليلَه في مَنامي
زَوْرَةٌ عاجَلَتْ وما هي إلّا الز / زورُ سُقماً مُبرِّحاً من سَقامِ
وَاِلتَقينا كَما اِشتَهينا ولا عي / بَ سوى أنّ ذاك في الأحلامِ
وإذا كانتِ المُلاقاةُ ليلاً / فاللّيالي خيرٌ من الأيّامِ
وبلغتُ المرامَ آيسَ ما كُنْ / تُ على النّأيِ من بلوغِ المَرامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025