المجموع : 11
ما أَرادتْ إلّا الجفاءَ ظَلومُ
ما أَرادتْ إلّا الجفاءَ ظَلومُ / يوم رامتْ عنّا ولسنا نَرِيمُ
روّعتْ بالفراقِ قلباً إذا رِي / ع بِذكر الفراق كاد يهيمُ
وأرادتْ قصدَ الغَمِيمِ ولو أن / نا اِستَطَعنا كان المحلَّ الغميمُ
وكتمنا وَجْداً بها ساعةَ البَيْ / نِ ولكنْ دَمْعُ العيونِ نَمومُ
لم يَطُلْ بيننا غداةَ اِفترقنا / من حِذارٍ ضمٌّ ولا تسليمُ
ضاعَ مِنّا بينَ الوشاةِ ببينٍ / ما اِحتَسبناه سِرُّنا المكتومُ
أيُّ دمعٍ جرى ونحن بنَجْرا / نَ لنا والدّيارُ ثَمَّ رسومُ
دِمَنٌ لو رَنَتْ إليهنّ عينا / كَ قُبَيْلَ الفراقِ قلت النُّجومُ
ومغانٍ من النّحولِ كأروا / حٍ ولكنْ ليستْ لهنّ جُسومُ
ما مررنا إلّا بهنّ ومنهن / نَ قفاراً سِيقتْ إلينا الهُمومُ
ما على مَن ينامُ ليلَ مُحبِّي / ه طويلاً لو كان فيه يُنيمُ
وَعَجيبٌ وهْوَ المَلِيء ثراءً / كيف يُلوي عن جانبيه الغَريمُ
طلعتْ فالهلالُ يُبصَرُ منها / ورَنَتْ نحونا فقيلَ الرِّيمُ
وشككنا في دمعها وهو منهل / لٌ أَدَمْعٌ أم لؤلؤٌ منظومُ
رحل النّاكثون بالعهد عن دا / ر حفاظٍ وأنتَ فيها مقيمُ
وتناهَوْا عن الوفاء وهذا الْ / غَدْرُ داءٌ بين الأنام قديمُ
وملامٌ سمعته لا يُرى في / ه لَجوجاً إلّا المُريبُ المُليمُ
لا أُبالي متى اِستَقمتُ إذا كا / ن جميعُ الأنامِ لا يستقيمُ
وإذا كنتُ لا يطورُ بِيَ الذّم / مُ فما ضرّني مَنِ المذمومُ
وَإِذا سُمتُها كما اِشترط المج / دُ فنادِ الرّجالَ لا لا تسوموا
قلْ لفخر الملوك عَنِّيَ والقو / لُ صحيحٌ بني الورى وسقيمُ
قد رأينا بك الملوك وإنْ رُمْ / تَ من المأثُراتِ ما لم يروموا
لك من فوقهمْ إذا نحن قسنا / همْ إلى مجدك المحلُّ العظيمُ
إنّ في بلدة السّلامِ هُماماً / لَيس يُهدى إلّا له التّسليمُ
من أُناسٍ لهمْ إلى سَوْرَة الجه / لِ أَناةٌ وفي السَّفاهِ حُلومُ
ونراهم لا يعزفون عن العِبْءِ / كَما يعزف الملولُ السَّؤومُ
وإذا ما دُعوا لحومةِ حربٍ / وطيورُ الرّدى هناك تحومُ
وهبوا العذرَ للجبانِ وعاصوا / مَن على مكرعِ الحِمامِ يلومُ
وأتَوْا في ظهور هُوجٍ كما هِي / جَ على صَحْصَانِ أرضٍ ظَليمُ
قد لبسن الدّماءَ فالبُلْقُ كُمْتٌ / ما توضّحْنَ والأغرُّ بَهيمُ
والرّدى بالظُّبا الرّقاقِ وبالسُّمْ / رِ العوالي بين العدا مقسومُ
زار أرضَ الزَّوْراءِ لمّا اِقشعرّتْ / مثلما زارتِ المُحولَ الغيومُ
جاءَها حين لا يمرّ بها السّا / ري دُثوراً ولا يُسيم المُسيمُ
ليس يُغضي عنها وتَمضي قضايا / ه عليها إلّا الغَشومُ الظَّلومُ
فهي الآن كالصَّفاةِ اِستَدارتْ / ليس فيها لمجتليها ثُلومُ
روضةٌ غَضّةٌ فأمّا نداها / فرذاذٌ وريحُها فنسيمُ
فَإِلى بابهِ مُناخُ المطايا / وعليه وَفْدُ الرّجاء مقيمُ
حرمٌ آمنٌ به يُنصَفُ المظ / لومُ عفواً ويُمنحُ المحرومُ
بلغوا عنده الرّجاء وكم با / توا وأُمُّ الرّجاءِ فيهمْ عقيمُ
دَرّ دَرٌّ الّذي فَضَلْتَ به النّا / سَ عطاءٌ دَثْرٌ وخُلْقٌ كريمُ
وسجايا مَلَكْنَ كلَّ فؤادٍ / هنّ فيه عند الصَّميمِ صَميمُ
أيّها المنعمُ الّذي أعوزَ الفق / رُ على جوده وأعيَا العديمُ
لك مِن شكرِ كلِّ مَنْ سَطَرَ الشكْ / رَ قديماً خُصوصُهُ والعُمومُ
أنت تُعنى به وإنْ لم يَقُلْ في / ك ومَن قيل فيه فَهوَ المَلومُ
وإذا ما مدائحُ المرءِ لم يَصْ / دُقن في نعته فهنّ خصومُ
وإذا ما أُعيرَ وصفاً محالاً / فهو قذفٌ لعِرضِه ورُجومُ
إنّ هذا التّحويلَ جاء وقد عا / هَدَنا أنّه الدُّهورَ يدومُ
وهوَ يُهدِي إليك ما أنتَ تهوا / ه وما نحن في هواك نرومُ
فخذِ السّعدَ منه فالفَلَكُ الدَّو / وارُ منه سُعودُه والنُّجومُ
لا قَلاك الّذي علاك من السَّعْ / دِ ملالاً ولا جفاك النَّعيمُ
وَاِبقَ مستخدِمَ الزّمان فخير ال / عيشِ عيشٌ به الزّمان خَدومُ
لا تسلني عن المشيبِ فمذ جَل
لا تسلني عن المشيبِ فمذ جَل / لَلَ رأسي كرهاً جفاني الغرامُ
ليس للّهو والصَّبابة واللّذ / ذاتِ في أربُعِ المشيب مُقامُ
ما جنى الشيبَ في المفارق إلّا / عَنَتُ الغانياتِ والأيّامُ
هو مقصٌ عند الحسان كما أن / نَ شباباً مكانَ شيبٍ تَمامُ
وَسقامٌ وما اِستوتْ لك في ني / ل أمانيك صحّةٌ وسقامُ
ومتى رمتُ عَرجةً عنه قالتْ / لِي التّجاريبُ رُمتَ ما لا يُرامُ
مَنْ على هذه الدّيار أقاما
مَنْ على هذه الدّيار أقاما / أو ضفا ملبسٌ عليه وداما
عُجْ بنا نندبُ الّذين تولَّوْا / باِقتِيادِ المنونِ عاماً فعاما
فارَقونا كَهلاً وشيخاً وهِمّاً / ووليداً ويافعاً وغلاما
وشحيحاً جَعْدَ اليدين بخيلاً / وجواداً مخوِّلاً مِطعاما
سكنوا كلَّ ذُرْوَةٍ من أَشَمٍّ / يَحسرُ الطَّرْفَ ثمّ حلّوا الرَّغاما
يا لَحا اللَّهُ مُهْمِلاً حسبَ الدّه / رَ نَؤُومَ الجفونِ عنه فناما
وكأنّي لمّا رأيتُ بنى الدّه / ر غُفولاً رأيتُ منهمْ نياما
أيّها الموتُ كم حَطَطْتَ عَليّاً / ساميَ الطَّرْفِ أوْ جَبَبْتَ سَناما
وإذا ما حدرتَ خلفاً وظنّوا / نَجْوةً من يديك كنت أَماما
أَنتَ أَلحقتَ بالذكيِّ غبيّاً / في اِصطِلامٍ وبالدّنيِّ هُماما
ولقد زارني فأَرَّق عيني / حادثٌ أقعد الحِجى وأقاما
حِدتُ عنه فزادني حَيَدي عن / ه لصوقاً بدائه واِلتِزاما
وكأنّي لما حملتُ به الثِّقْ / لَ تحمّلتُ يَذْبُلاً وشَماما
فخذِ اليومَ من دموعي وقد كن / نَ جموداً على المصابِ سجاما
إنّ شيخَ الإسلامِ والدّين والعلْ / م تولّى فأزعج الإسلاما
والّذي كان غُرّةً في دُجى الأي / يام أودى فأوحش الأيّاما
كم جَلَوْتَ الشّكوكَ تعرض في نصِّ / وصىٍّ وكم نصرتَ إماما
وخصومٍ لُدٍّ ملأتَهمُ بال / حقّ في حومَةِ الخصامِ خصاما
عاينوا منك مُصْمِياً ثُغرةَ النّح / ر وما أرسلتْ يداك سهاما
وَشجاعاً يَفرِي المرائر ما كل / لَ شُجاعٍ يفري الطُّلى والهَاما
من إذا مال جانبٌ من بناءِ الد / دين كانتْ له يداه دِعاما
وإذا اِزوَرَّ جائرٌ عن هداه / قاده نحوه فكان زماما
من لفضلٍ أخرجتَ منه خبيئاً / ومعانٍ فضضتَ عنها ختاما
من لسوءٍ ميّزتَ عنه جميلاً / وحلالٍ خلّصتَ منه حراما
من يُنيرُ العقولَ من بعدما كن / نَ هُموداً ويُنتجُ الأفهاما
مَن يُعير الصّديقَ رأياً إذا ما / سلّه في الخطوب كان حساما
فاِمضِ صِفْراً من العيوبِ فكم با / ن رجالٌ أثْرَوْا عيوباً وذاما
إِنَّ جِلداً أوضحتَ عاد بهيماً / وصباحاً أطلعتَ صار ظلاما
وزُلالاً أوْرَدتَ حال أُجاجاً / وشفاءً أورثتَ آل سَقاما
لن تراني وأنت من عدد الأمْ / واتِ إلّا تَجمُّلاً بسّاما
وإذا ما اِختُرِمتَ منّي فما أرْ / هب من سائر الأنامِ اِختِراما
إنْ تكن مجرماً ولستَ فقد وا / ليتَ قوماً تحمّلوا الأجراما
لَهُمُ في المَعادِ جاهٌ إذا ما / بسطوه كفّى وأَغنى الأناما
لا تَخَفْ ساعةَ الجزاء وإنْ خا / ف أُناسٌ فقد أخذتَ ذِماما
أَودع اللَّه ما حَللتَ من البَيْ / داءِ فيه الإنعامَ والإكراما
ولوى عنه كلّما عاقه التّرْ / بُ ولا ذاق في الزّمانِ أُواما
وقضى أن يكون قبرك للرّح / مَةِ والأمن منزلاً ومقاما
وإذا ما سقى القبورَ فروّا / ها رِهاماً سقاك منه سَلاما
خلِّها إنّها تريد الغميما
خلِّها إنّها تريد الغميما / طالما أنجد الصّحيحُ سقيما
ليس ترعى حتّى تقيمَ بواد ال / حبّ إلّا وجيفَها والرَّسيما
ليسَ إلّا نجران إنّا نرى من / نا قلوباً بآلِ نجرانَ هِيما
جنِّبوها التّعريسَ حتّى تروها / نازلاتٍ بحضرموتٍ جُثوما
يا ديارَ الأحبابِ لا أبصرَتْكِ ال / عينُ من بعد أن حللت رسوما
إنّ عيشاً لنا خلسناه من أَيْ / دِي الرَّزايا لديك كان نعيما
أَينَ ظبيٌ عهدتُه في نواحي / كِ دَخولاً حَبَّ القلوب هَجوما
أقصدتني عيناه يوم تلاقي / نا بفسحِ الحِمى وراح سليما
وَاِلتَقطنا من لفظه الدُّرَّ نثراً / وَرَأيناه باِبتسامٍ نظيما
وَاِعتَنقنا فكنتُ سقماً هضيماً / ذا نحولٍ وكان حُسناً هضيما
كَيفَ أبغي نَصْفاً وقلبِيَ ولّى / طائعاً للهوى عليَّ غَشوما
وإذا قلتُ قد سلوتُ وخلّي ال / حبّ عنّي لقيتُ منه عظيما
وشكوتُ الهوى وما صنع ال / حبُّ بقلبي فما وجدتُ رحيما
ليس يجدي ودمعُ عيني نَمومٌ / بالهوى أنْ ترى اللّسانَ كَتوما
ولقد قلتُ والجَوى يُخرس النُّطْ / قَ ذُهولاً وحَيْرَةً ووُجوما
كيف أمسيتَ راحلاً بفؤادي / عن بلادي ولم أرِمْها مقيما
لستَ يا أيّها العَذولُ عن الحب / ب كَليماً منه وتَبَّ كليما
لا تلمني فكلُّ مَن حَمَلَ الأشْ / جانَ يرضى بأن يكون مَلوما
أيُّ شيءٍ منّي على راقدِ الطَّرْ / فِ خَلِيٍّ إنْ بتُّ أَرعى النُّجوما
وَإِذا كنتُ بالهوى ذا اِعوجاجٍ / فاِهنَ دوني بأن تكون قويما
لا تزدني بذا الزّمان اِختباراً / فلقد كنتُ بالزّمانِ عليما
أين أهلُ الصّفاءِ كنّا جميعاً / ثمّ ولَّوْا إلفَ الرّياح هشيما
رُمتُهم بعد أن توفّاهُمُ الموْ / تُ فما أن أصبتُ إلّا رميما
مَن عذيري مِنَ الزّمان أخي عَوْ / جاءَ أَعيا عليَّ أنْ يستقيما
لَيسَ يُعطِي البقاءَ إلّا لِمَن يس / لُبنه ذلك البقاء حميما
كم أراني قصراً مشيداً فما لب / بثَ حتّى رأيتُه مهدوما
وغنيّاً ما زال صَرْفُ اللّيالي / يعتريه حتّى ثناه عديما
وسُعوداً جرّتْ إلينا نحوساً / وسروراً جنى علينا هموما
نَحنُ قومٌ إذا دُعي النّاس للفخ / رِ إفالاً نُدعى إليه قُروما
وَإِذا ما ثَوَوْا لدى العزّ في الأطْ / رافِ كنّا عند الصّميم صميما
ومتى عدّدوا محلَّةَ فخرٍ / لم تكنْ تلك زَمْزَماً وحطيما
من أُناسٍ كانوا كما اِقترح المج / دُ جُنوحاً عند الحِفاظِ لزوما
لم يحلّوا دارَ الهَوانِ وكانوا / في المعالي فوق النّجوم نجوما
فهُمُ للزّمانِ أوضاحُهُ الغُر / رُ ولولاهُمُ لكان بَهيما
وإذا اِستُلّتِ الجيادُ وأبْكَيْ / ن جلوداً أَو اِعتَصرن حميما
ورأيتَ الرّماحَ يجعلن يوم ال / قرِّ بالطّعنِ في النّحورِ جحيما
لبسوا البِيض والرّماحَ دروعاً / لَم يَصونوا إلّا بهنّ الجسوما
كلّ مُستبسلٍ تَراه لدى الحر / ب سفيهاً وفي النَّديِّ حليما
لا يحبّ الحياةَ إلّا لأنْ يُغ / ني فقيراً أو أنْ يصون حريما
وتراه مكلَّماً وصفيحُ ال / هند يزداد بالضِّراب ثُلوما
قد حفظنا ما كان جِدَّ مضاعٍ / ودعمنا ما لم يكنْ مدعوما
وَبِنا اِستنتج الرّجاءُ وقد كا / ن رجاءُ الرّجال قبلُ عقيما
وإذا هبّت الخطوبُ ولم تك / فِ كَفَيْنا العظيم ثمّ العظيما
سلْ بنا أيُّنا وقد وُزِن الأمْ / جادُ أسنى مجداً وأكرمُ خِيما
وإذا شانتِ القروفُ أديماً / من أُناسٍ من ذا أصحُّ أديما
ولنا عزمةٌ بها نمطر المظ / لومَ عدلاً ونرزق المحروما
والفتى من إذا يهبّ على العا / في سَموماً قومٌ يهبّ نسيما
كم أُداري وقلّما نفع التّعْ / ليلُ هَمّاً لا يبرح الحَيْزوما
لم أجدْ مسعداً عليه ومن ذا / مسعدٌ في الورى الحُسامَ الخَذوما
وإذا ما دعوتُ قوماً إلى الهب / بَةِ فيه لم أدعُ إلّا نَؤوما
ولَخَيْرٌ مِن أنْ تعيش غبيّاً / باخسَ الحَظِّ أن تموت كريما
ربِّ كنْ لي منها لباساً حصيناً
ربِّ كنْ لي منها لباساً حصيناً / إنّها دون ما كفيتَ قديما
أنتَ أطْلقتني وكنتُ أسيراً / ثمّ داويتَ من أموري سقيما
أنتَ ألقيتني على ذِرْوةِ الأَمْ / نِ وقد كان لِي الحِذارُ نديما
أَنتَ نكّبْتَ عنِّيَ الخُطَطَ الجُو / نَ ظماءً إلى ذِرارِيَ هِيما
أنتَ نجّيتَني ومن حولِيَ الأُسْ / دُ سِغاباً هَرتَ الشُّدوقِ سليما
ورفعتَ الملامَ عنّي وقد كن / تُ لَدَى كلِّ مَن أراه مُليما
وتلافيتَ بِي اِعوجاجاً إلى الشر / رِ فأصبحتُ من لَدُنْك قويما
كم أراد العُداةُ ثَلمي وقدّر / تَ سواه فلم يَرَوْني ثليما
كم أرادوا بِيَ الشّقاءَ فأبْدَلْ / تَ بما حاولوه منّي نعيما
كم عظيمٍ حملتَ عنِّيَ لولا / نصرةٌ منك ما حملتُ عظيما
لستُ أَنسى وهم يهبّون لي كل / ل سمومٍ لمّا هببتَ نسيما
لا تُضِعْنِي وقد جعلتُك في الأخ / طار حِرْزاً من الأذى وحريما
وأجبْ منِّيَ النّداءَ فلم تَحْ / رِمْ سؤالاً ولا مَطَلْتَ غريما
قلْ لمنْ خدُّهُ من اللّحظِ دامٍ
قلْ لمنْ خدُّهُ من اللّحظِ دامٍ / رقّ لِي من جوانحٍ فيك تُدْمى
يا سقيمَ الجفون من غيرِ سُقْمٍ / لا تَلُمنِي إنْ متُّ منهنّ سُقْما
أنا خاطرتُ في هواك بقلبٍ / ركب البحرَ فيك أَباً وأُمّا
عُج بوادي البشامِ علّك أَن تق
عُج بوادي البشامِ علّك أَن تق / ضِيَ فيهِ حقّاً لأهل البشامِ
فَهوَ مَأوى الهوى وَمُستودع الحب / بِ ومرعى الظباء والآرامِ
وَمعاذي في صَبوتي وَاِفتِتاني / وَمَلاذي في شرّتي وعُرامي
وَمَتى اِستَسرفوا نُحولَك جَهلاً / منَّ أَصحابهم بفعلِ الغرامِ
فَأَجِب لا تُحاشِهِم كلّ هَذا / ما جَنَيتم بصدّكم مِن سَقامي
إِنّ قَلبي يا قَومُ أَصبَحَ منّي / شارِداً بينَ أربُعٍ وخيامِ
بَينَ قَومٍ حرامُ قتل المحبي / نَ عَلى ما يرون غير حرامِ
مَنَعونا وِردَ الشّفاه وفيهم / ما أَحبّوا مِنَ البحورِ الطوامي
ما عَلَيكُم ممّن يَروح وَيَغدو / قانِعاً مِن نَوالِكم بِالسلامِ
جامِحَ القلبِ لَيسَ يَحفِلُ فيكم / بِمَقالِ العُذّالِ واللّوّامِ
أَيُّ شَيءٍ يَكون أَحسن من مو / لىً رَفيقٍ في مُلكهِ بِالغلامِ
وَلَقَد زارَني عشيّة جمعٍ / مِنكُمُ زائرٌ على الأحلامِ
كِدتُ لمّا حللتُ بينَ تَراقي / هِ حَراماً أحلّ من إحرامي
وَسَقاني مِن ريقهِ فَسَقاني / مِن زُلالٍ مُصفّقٍ بمدامِ
غَيرَ أنّي شَككتُ لمّا تولّى / أَوَرائي طَريقُهُ أَم أمامي
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مُقامٍ
ليس دارُ الزّوراءِ دارَ مُقامٍ / وثراها حربٌ لماءِ الغَمامِ
وإذا ما نظرتَ لم تَرَ إلّا / نعمةً جمّةً لقومٍ لِئامِ
وبطيئين عن مزاولةِ الخي / رِ سِراعاً إِلى اِنتِهاكِ الحرامِ
كلُّ جارٍ لهمْ بغير وفاءٍ / وصديقٍ لَهُمْ بغيرِ ذِمامِ
وبمن حلَّ أرضَها كلَّ يومٍ / سَخطٌ دائمٌ على الأيّامِ
ليس فيها عيشٌ قصيرُ وساعا / تُك فيها الطّوالُ كالأعوامِ
وإذا ما طلبتُ فيها دواءً / لسَقامي فليس غيرُ سَقامِ
فضحاها مثلُ الدُّجى بمخازٍ / فاضحاتٍ وصبحُها كالظّلامِ
ومحلٌّ لا عهدَ فيه لمعرو / فٍ ولا عَرْجَةٌ على إنعامِ
قد كَرَعْنا منه ولا ظَمَأٌ في / نا من البَوِّ في بحورٍ طَوامِ
خلِّ عنها مَنيحةً للّئامِ
خلِّ عنها مَنيحةً للّئامِ / واِسلُ عمّا يُسيلُ سُحْبَ المِلامِ
وتعلّمْ كلَّ الّذي أنت مُحتا / جٌ إليه في هذه الأيّامِ
أين أُخطِي صوابَها والتّجاري / بُ جُثومٌ خلفي ومن قُدّامي
بِبيانٍ يسري بِرأيٍ مُصيبٍ / كالسُّرى بالمصباحِ في الإظلامِ
خُلِقَ المرءُ ناقصاً وهو يُدمِي / أَظهُرَ العِيسِ في اِبتغاءِ التَّمامِ
من رأى اللَّهُ أَن ينوط به الحا / جَ فليس الغِنى له بِمرامِ
ومُعنّىً بسدِّ طُرْقِ المنايا / وهو ملقىً على طريقِ الحِمامِ
قد مضى باطلي وأقشع عنّي / وتجلّتْ جهالتي وعُرامي
وتناسيتُ ما تقولُ لِيَ الشّر / رةُ والشيبُ لامعٌ في ظلامِي
فعدولِي عن الهوى وصُدوفي / وعكوفي على النُّهى ومُقامي
وأطعتُ النَّصيحَ من بعد أن كُنْ / تُ على النُّصْحِ خالعاً لِلجامي
وتجافيتُ طائعاً مَسْرَحَ اللّهْ / وِ ومجنَى المُنى ومخبَى اللِّئامِ
وأَعَدْتُ العُفاةَ بالجاهِ والما / لِ يجرّون بُردَةَ الإنعامِ
وتعلّمتُ أنّما زَوْرَةُ الآ / مالِ فينا كزَوْرَةِ الأحلامِ
ومُقامي من الخلائف في يو / مِ اِجتماعِ الوفود خيرُ مقامِ
ما لِغيري مثلُ الّذي لِيَ منهمْ / من صنوفِ الإعظامِ والإكرامِ
لم يزالوا ولن يزالوا مُشيدي / نَ محلّي ومُجْزلي أَقسامي
ومُهيبين بي وقد عَنَتِ الشُّو / رى إلى الرّأي في الأمورِ الجسامِ
وإذا ما حكمتُ في الأمر سدّوا / طرُقاتِ الخروجِ عن أحكامي
ويَعافون كلَّ وِرْدٍ به الري / يُ إذا كان لا يَبُلُّ أُوامِي
ويردّون سَرْحَهُمْ عن جميع ال / قاعِ ما لم يكن به أَنْعامِي
وتُخَلّي أَكفُّهمْ مُحْصَداتِ الش / شرِّ ما لم يكن بهنّ اِعتِصامي
ملكوا رِبْقَتِي لِما سيّروهُ / من لُصوقي بودّهمْ واِلتزامي
فلهمْ إنْ عفوتُ يوماً عن الذّنْ / بِ وَمِن أَجلهمْ يكونُ اِنتِقامي
وَإليهمْ إِذا تحيّز أقوا / مٌ بقومٍ تحيُّزي واِنضمامي
وتخصّصتُ بالملوكِ يلبُّو / ن نِدائي ويسمعون كلامي
وإذا ما ذممت يوماً عليهمْ / في عظيمٍ أمضَوْا هناك ذِمامي
ومتى أعْضَلَتْ خطوبٌ صِعابٌ / أَو وَهى للملوك سِلْكُ نظامِ
جعلوني دليلَهمْ في ضَلالٍ / مُوقَدٍ أو صباحَهمْ في ظلامِ
كم كفيتُ الكُلومَ بالكلمِ الغُر / رِ وحدَّ السُّيوفِ بالأقلامِ
قد رأَوْا يومَ هيّجوا ملك البَصْ / رَةِ كَفِّي له عن الإقدامِ
بعد أنْ أزمعَ اللّقاءُ وأهوى / لاِقتِناصِ الطُّلى هَوِيَّ القَطامِي
وتراءتْ للنّاسِ شنعاءُ صَمّا / ءُ تجوبُ الدُّجى بغير خِطامِ
قلّدوني إصلاحَها ورَمَوْا بي / طلبَ السِّلمِ في صعابِ المرامي
فَتَلافيتُ دَرأَها باِعتِدالي / وَدَعمت اِعوِجاجها بدِعامي
وَأَعَدْتُ الصّفاءَ من بعد أنْ كا / ن مسوقاً من قبضةِ المُستامِ
كَيفَ يَبغِي شَأوي وقد ملك الفو / تَ عَثورُ الخُطا قصيرُ المَرامِ
وغبيٌّ يَخال وهو ورائي / أنّه من فضيلةٍ مِن أمامي
لَيس ذَنبي عليه غيرَ زيادا / تي عليه ونقصَه عن تمامي
قد خصمتُ الّذين مدّوا إِلى الفخ / ر طماحاً بقطع كلِّ خصامِ
لم يُصبني بالسُّوءِ رامٍ وكم أصْ / مى وأَردى بما يُعابُ الرّامي
غُرِسَتْ في ذُرا الفخار أُصولي / وفورعي خُضْرُ الغصونِ نوامِ
فَدَعُوا للشّجاع مَطْواه في الوا / دي وخلّوا العرينَ للضِّرْغامِ
فَلئن غرّكمْ صُموتي فكم صِل / لِ فَلاةٍ يَهُبّ بعد مَنامِ
ليس بيني وبين أوّلِ قومي / غيرُ بَرٍّ أوْ مُرْسَلٍ أو إِمامِ
أوْ عظيمٍ مؤهَّلٍ لخطوبٍ / شامساتٍ أوْ حادثاتٍ عِظامِ
بحُلومٍ مثل الصُّخورِ رِزانٍ / ووجوهٍ مثلَ البُدورِ تَمامِ
أَرِجي الذِّكرِ طيّبي النَّشرِ بسّا / مين من كلِّ باسلٍ بسّامِ
ليسَ فيهمْ إِلّا الرئيسُ على الأش / ياخِ طُرّاً والسِّنُّ سِنُّ الغُلامِ
خَلَفوا الغيثَ في المحولِ وكانوا / في البرايا الأرواحَ في الأجسامِ
وَإِذا ما الدّماءُ سِلْنَ وأَطرا / فُ العوالي هَمَتْ بموتٍ زُؤامِ
وَهَبوا العيشَ لِلمَماتِ وآبوا / بأُنوفٍ شُمٍّ عن الإرغامِ
وتسلَّوْا والعِرْضُ أَمْلَسُ لم يُدْ / مَ بِقَرْفٍ عن الجلودِ الدَّوامِي
وأَبى طعنُهمْ سوى ثُغرةِ النّحْ / ر وضربُ السُّيوفِ غير الهامِ
وإذا ما قرنتَهمْ بسواهمْ / بان ما بين تَلْعةٍ وشَمامِ
كان لَولايَ غائضاً مكرعُ الفق / هِ سحيقَ المدا وبحرُ الكلام
ومعانٍ شَحَطْن لُطفاً عن الأف / هامِ قرّبتُها من الأفهامِ
ودقيقٌ أبرزتُهُ بجليلٍ / وحلالٌ أبَنْتُهُ من حرامِ
كم لَدودٍ خصمتُهُ بجدالٍ / فكأنّي كَعَمْتُهُ بكَعامِ
وعنودٍ هديتُهُ بعد أنْ كا / نَ شَروداً عن سُنّةِ الإسلامِ
وطويلِ اللّسانِ صُبَّتْ عليه / بمقالي غمائمُ الإفحامِ
وبنثري والنَّظْمِ سارتْ إلى الآ / فاقِ شوسٌ يمدُدْن فضلَ زمامِ
قَد بَلغتُ الّذي أردتُ وَجاوَز / تُ طَويلاً تَمَنِّيَ الأقوامِ
ما أُبالي وقد رأيتُ بنفسي / ما ترجّتْ منّي بُدورَ حِمامِي
وإذا كنتُ في يَفاعٍ من العِز / زِ منيفٍ على ذُرا الأحلامِ
وتعرَّتْ مآزري وذُيولي / من عيوبٍ مذمومةٍ وأثامِ
فحياةٌ كميتةٍ ورحيلٌ / إنْ تدانى وشيكُهُ كمُقامِ
ربّ ذنبٍ يضيق عن مَسرَحِ العُذ
ربّ ذنبٍ يضيق عن مَسرَحِ العُذ / ر وجانٍ لا صفحَ عن إجرامِهْ
وحقيقٍ باللّومِ أخرَسَنِي الدَّه / رَ زماناً فلم أفُهْ بملامِهْ
وشتيتِ الظُّنونِ يحذر كلَّ ال / حِذْرِ من خلفِهِ ومن قُدّامِهْ
لم يَبِنْ لِي إقبالُهُ من تولّي / هِ ولم أدْرِ بُرْأَه من سَقامِهْ
كلّما ساءني بفعلٍ قبيحٍ / جاءني منه سرّني بكلامِهْ
ضنَّ عنّي بالنَّزرِ إذْ أنا يقظا
ضنَّ عنّي بالنَّزرِ إذْ أنا يقظا / نُ وأعطى قليلَه في مَنامي
زَوْرَةٌ عاجَلَتْ وما هي إلّا الز / زورُ سُقماً مُبرِّحاً من سَقامِ
وَاِلتَقينا كَما اِشتَهينا ولا عي / بَ سوى أنّ ذاك في الأحلامِ
وإذا كانتِ المُلاقاةُ ليلاً / فاللّيالي خيرٌ من الأيّامِ
وبلغتُ المرامَ آيسَ ما كُنْ / تُ على النّأيِ من بلوغِ المَرامِ