الهَوى في طُلوعِ تِلكَ النُجومِ
الهَوى في طُلوعِ تِلكَ النُجومِ / وَالمُنى في هُبوبِ ذاكَ النَسيمِ
سَرَّنا عَيشُنا الرَقيقُ الحَواشي / لَو يَدومُ السُرورُ لِلمُستَديمِ
وَطَرٌ ما اِنقَضى إِلى أَن تَقَضّى / زَمَنٌ ما ذِمامُهُ بِالذَميمِ
إِذ خِتامُ الرِضا المُسَوَّغِ مِسكٌ / وَمِزاجُ الوِصالِ مِن تَسنيم
وَغَريضُ الدَلالِ غَضٌّ جَنى الصَبوَةِ / نَشوانُ مِن سُلافِ النَعيمِ
طالَما نافَرَ الهَوى مِنهُ غِرٌّ / لَم يَطُل عَهدُ جيدِهِ بِالتَميمِ
أَيُّها المُؤذِني بِظُلمِ اللَيالي / لَيسَ يَومي بِواحِدٍ مِن ظَلومِ
قَمَرُ الأُفقِ إِن تَأَمَّلتَ وَالشَمسُ / هُما يُكسَفانِ دونَ النُجومِ
وَهُوَ الدَهرُ لَيسَ يَنفَكُّ يَنحو / بِالمُصابِ العَظيمِ نَحوَ العَظيمِ
بَوَّأَ اللَهُ جَهوراً شَرَفَ السُؤدَدِ / في السَروِ وَاللُبابِ الصَميمِ
واحِدٌ سَلَّمَ الجَميعُ لَهُ الأَمرَ / فَكانَ الخُصوصُ وَفقَ العُمومِ
قَلَّدَ الغُمرُ ذا التَجارِبِ فيهِ / وَاكتَفى جاهِلٌ بِعِلمِ العَليمِ
خَطَرٌ يَقتَضي الكَمالَ بِنَوعَي / خُلُقٍ بارِعٍ وَخَلقٍ وَسيمِ
أَيُّها ذا الوَزيرُ ها أَنا أَشكو / وَالعَصا بَدءُ قَرعِها لِلحَليمِ
ما عَنانا أَن يَأنَفَ السابِقُ المَربِطَ / في العِتقِ مِنهُ وَالتَطهيمِ
وَبَقاءُ الحُسامِ في الجَفنِ يَثني / مِنهُ بَعدَ المَضاءِ وَالتَصميمِ
أَفَصَبرٌ مِئينَ خَمساً مِنَ الأَيّامِ / ناهيكَ مِن عَذابٍ أَليمِ
وَمُعَنّىً مِنَ الضَنى بِهَناتٍ / نَكَأَت بِالكُلومِ قَرحَ الكُلومِ
سَقَمٌ لا أُعادُ في وَفي العائِدِ / أُنسٌ يَفي بِبُرءِ السَقيمِ
نارُ بَغيٍ سَرى إِلى جَنَّةِ الأَمنِ / لَظاها فَأَصبَحَت كَالصَريمِ
بِأَبي أَنتَ إِن تَشَأ تَكُ بَرداً / وَسَلاماً كَنارِ إِبراهيمِ
لِلشَفيعِ الثَناءُ وَالحَمدُ في صَوبِ / الحَيا لِلرِياحِ لا لِلغُيومِ
وَزَعيمٌ بِأَن يُذَلِّلَ لي الصَعبَ / مَثابي إِلى الهُمامِ الزَعيمِ
وَوِدادٌ يُغَيِّرُ الدَهرُ ما شاءَ / وَيَبقى بَقاءَ عَهدِ الكَريمِ
وَثَناءٌ أَرسَلتُهُ سَلوَةَ الظاعِنِ / عَن شَوقِهِ وَلَهوَ المُقيمِ
فَهوَ رَيحانَةُ الجَليسِ وَلا فَخرَ / وَفيهِ مِزاجُ كَأسِ النَديمِ
لَم يَزَل مُغضِياً عَلى هَفوَةِ الجاني / مُصيخاً إِلى اِعتِذارِ الكَريمِ
وَمَتى يَبدَإِ الصَنيعَةَ يولِعكَ / تَمامُ الخِصالِ بِالتَتميمِ