لا تلمه إذا أحبّ الشآما
لا تلمه إذا أحبّ الشآما / طابت الشام مربعا و مقاما
ما رأينا الشآم إلاّ رأينا / منزلا طيّبا وأهلا كراما
بردى و الورود في ضفّتيه / مصغيات لشعره و الخزامى
هات حدّث عن الشام و حدّث / وأطل في الحديث عنها الكلاما
عن رباها عن غيدها سارحات / يتهادين في الحمى آراما
ما عرفت الغرام لولا رباها / من ربى جلّق عرفت الغراما
من أغاني طيورها ساجعات / قد تعلّمت هذه الأنغاما
أعطني في ربوع جلّق يوما / يا خليلي و خذ من العمر عاما
و أعد ذكرها رحيقا مصفّى / وأدره عليّ جاما فجاما
يا بني أمّ والحياة زحام / ذلّ و الله من يخاف الزحاما
يابني أمّ هبّة بعد نوم / كشف الصبح بالضياء الظلاما
نظرة للشعوب و هي تحيّي / بالأهازيج فجرها البسّاما
أمم تكسر القيود و أخرى / يرهف القين سيفها الصمصاما
طالبت بالحياة طعنا و ضربا / بعد أن طالبت بها استرحاما
لا تظنّوا السلام في الأرض حيّا / بعد أن طالبت بها إسترحاما
طمع لو أطاق فاخشوا أذاه / حبس النور عنكم و الغماما
ليش شعري و للسياسة دين / يرسل النار حجّة و الحساما
أيعدّون قتل شعب حلالا / و يعدّون قتل فردا حراما
عبثوا بالنظام بغيا و قالوا / قد اتيناكم لنحمي النظاما
حطّموا المرهفات و هي رقاق / ثمّ شاؤوا فحطّموا الأقلاما
يالشكوى تغصّ دجلة بالدمع / حنانا و تحزن الأهراما
لو تلاها بأرض يثرب حاد / أبكت الركن و الصفا و المقاما
أيّها الأقوياء لينا و عطفا / أشعوبها ترعونها أم سواما
في رماد الضعيف نار فمهلا / أن ظلم القويّ يذكي الضراما
أنا أخشى من الضعيف عليكم / بعد حين تمرّدا و انتقاما
أنا أخشى من الضعيف عليكم / ثورة تبعث الخطوب الجساما
ثورة تهدم القصور و تبني / فوقها الكوخ عاليا و الخياما
ثورة تترك المتوّج عبدا / و أخا الرّق سيدا قمقاما
شدّة البغي و الأذى علّمته / كيف يغشى يوم الصدام الصداما
أرهقونا ما شئتم و اظلمونا / و امنعونا حتى الكرى و الطعاما
و اسلبوا ما ترونه من حطام / لكم وحدكم جمعنا الحطاما
و املأوا هذه السجون إلى أن / تشتكي من ضيوفها الازدحاما
ثمّ سوموا السجود كبرا و تيها / إذ تمرّون : شيخنا و الغلاما
و احكموا بالعسف حتّى كأنّا / قد مثلنا أمامكم أنعاما
لا إخال الأرواح تكسر قيد الأسر / إن لم تعذّبوا الأجساما
يفتك الظلم بالضعيف و يردى / بعد حين بشؤمه الظلاّما