المجموع : 3
من مراقي العلى سموت مقاما
من مراقي العلى سموت مقاما / قد تعالى محله ان يسامى
قاب قوسين قد دنوت وهذي / غاية فات شأوها الأوهاما
فحباك السلام منه سلاما / كنت للعالمين فيه سلاما
أين سيناء من معارج قدس / جل تخصيص نيلها ان يرامها
فزت بالرؤية التي لم تكيف / والكلام الذي يفوت الكلاما
جئت بالصدق مظهراً معجزات / تبهر الجاحد الألد الخصاما
شق بدر السما بايمان كف / منك ثم استقل بدراً تماما
والعصا أورقت بكفك لما / صافحت من نداك غيثا سجاما
وبميلادك الوجود تحلى / جوهراً كان للوجود نظاما
فاضاءت بك البلاد رشاداً / بعد ما كن بالضلال ظلاما
يا خليلي عللاني بذكرى / أحمد تشفيا جوى وغراما
عهد وصل بالرقمتين قديم
عهد وصل بالرقمتين قديم / سلفت فيه نضرة ونعيم
قف عليه مسلما إن فرضاً / في الديار الوقوف والتسليم
يا خليلي والخليل المواسي / خير ذخر إذا أطل عظيم
أسعد اني بوقفة في المغاني / ريثما يشتفي الفؤاد السليم
ذكرتني منازل الوحي لما / عاث في أهلها الزمان الغشوم
صدعت شملها صروف الليالي / فهي قفرى وفيؤها مقسوم
فغريب مشرد وقتيل / مستضام وصابر مسموم
واستمرت على الوصي خصوب / ورزايا يطيش منها الحليم
يوم جاءت إلى القبيلة تشتد / رجال كانت عليها تحوم
نقضت بيعة الهدى واستجدت / بيعة كلها ضلال وشوم
وردوا منهل الغواية طرقا / وغدير الرشاد عذب جموم
أعلى يعكفون وفيهم / أسد الله والعماد القويم
عميت أعين تساوى لديها / فلق الصبح والظلام البهيم
من سما للمنون في يوم بدر / يوم صالت أبطالها والقروم
وبأحد من رد بأس عداها / ثابت الجاش مقدماً لا يخيم
وبيوم الأحزاب إذ عظم الأمر / وراع الإسلام خطب جسيم
وسطا فارس الكتيبة يختا / ل به مشرف اقبل عظيم
من جلا كربها وجلى دجاها / وبمن فل جيشها المهزوم
غير مولاهم ومن بعلاه / صدع الذكر والكتاب الحكيم
عدلوا بالدني فرعا شريفا / وشجت بالنبي فيه الأروم
أفهل يستوى وهيهات غاو / ورشيد وجاهل وعليم
لم يرشحهم لعلياء فضل / فيسودوا ولانجار صميم
وأتتهم عقيلة الوحي حرى / قد برتها أحزانها والهموم
أفرغت عن لسان أحمد فيهم / حججاً كان حقها التسليم
فرموا حقها الصريح بأفك / زخرفوه والأفك مرعى وخيم
ما رعوها وهي الكريمة فرعاً / ومتى أسعف
لا عدت خطة الهوان رجال / ليس في جمعها الغفير كريم
أغضبوا بضعة الهدى فعليهم /
غصبوا إرثها وعدوه غنماً / وهو الغرم والأله الغريم
بيت أحزانها مشيد ولكن / صبرها واهن القوى مهدوم
وقست منهم القلوب عليها / وأبوها البر الرؤف الرحيم
جاءهم معدمي ثراء حيارى / فاهتدى حائر واثرى عديم
فاض إحسانهم عليهم سجالا / وسقتهم من راحتيه العيوم
فغدا عيشهم حميدا ولكن / عهدهم في بني النبي ذميم
سيذوقون ما جنوه وشيكا / يوم يغدو الشفيع وهو خصيم
سوموها كتائبا ولحرب / المصطفى كان ذلك التسويم
وانتضوها صوارماً بشباها / قد أصيب الحسين وهو فطيم
أقصدته بكربلاء سهام / راشها بالحجاز رام غشوم
ثم هبت أمية مثلما ثارت / إلى وردها عواطش هيم
من طريد مبعد وطليق / وزنيم ينميه رجس زنيم
تستذل الرقاب من كل حي / لاغفار نجت ولا مخزوم
تهب الخمس للطريد نوالا / ان بعض النوال بخل ولوم
فكأن الأموال نبت ربيع / طفقت ترتعي به وتسوم
ثم لما تناول القوس باريها / وأوفى عميدها والزعيم
نكثت فرقة وخف إلى البصرة / فيها ذميلها والرسيم
واستبدت بالأمر أخرى فمرت / في غمار الغي القديم تعوم
واستزل التحكيم اراء قوم / كان من قبل رأيها التحكيم
بأبي الصابر المكابد منهم / محناً غادرته وهو كظيم
واذكر المجتبى حبيب رسول / الله فهو المصبر المظلوم
قابلوا عظم حلمه بسناه / ومن الحلم قد يضام الحليم
أعلى ابن البتول يغدو ابن هند / حاكما وهو بالخنا موصوم
يا لها من رزية غشي الدنيا / مطلا سحابها المركوم
وإذا ما بكيت فابك شهيد / الطف ان المصاب فيه عظيم
ما جنت مثله الليالي ولم يسم / إلى شأو مثله المحتوم
فإذا حاول الأسى ذو التأسي / لم يجد من عزائه ما يروم
قمر خر من سماء المعالي / فتهاوت حزناً عليه النجوم
وبكاه الكليم موسى وقاسى / فيه نار الأحزان ابراهيم
لهف نفسي على الحسين لهيفاً / ظامي القلب والفرات جميم
منعوه عذباً وساموه مراً / فأبى والاباء في الشهم خيم
كيف يرضى وسم الهوان سري / بالمعالي جبينه موسوم
فسطا يحطم الرماح مشيحاً / أسد غيله القنا المحطوم
خائضاً غمرة الوغى فيه طرف / يملك الطرف رائع لهموم
مرح يسبكر في السلم تيها / مثلما غازل الرياض نسيم
وبيوم الرهان تطلع منه غرة / صحن خدها ملثوم
مستسلا من غمده نجم حتف / للفنا في طلوعه تقويم
شامه كالوميض عضباً ولكن / من سناه سوى الردى لم يشيموا
عارض يمطر الكمات فيغدو / منه روض الأعمار وهو هشيم
لمساعي عميده شاكرات / في مجال الفرند تلك الرقوم
ثل عرش الوغى وشاد بناء / المجد لكن حده مثلوم
قامت الحرب فارتماها ببأس / يقعد الشوس هوله ويقيم
باسل بأسه يخص الأعادي / ونداه بين الأنام عميم
في محياه جنة البشر لكن / بشبا سيفه تشب الجحيم
وعلى الموت عاقدته رجال / قد زكت في الفخار منها الأرو
عارضوا البيض بالوجوه رضاء / ووجوه الردى عوابس شيم
ووقوه حد السيوف وفازوا / برغيد الجنان حيث النعيم
وشذا ذكرهم بكل ندي / عطر الكائنات منه الشميم
نثروا في الصعيد كل سري / جوهر الحمد في علاه نظم
وسليب من السهام تردى / وشي هيجاء زانه التسهيم
يا رسول المليك هذا حسين / سبطك الطاهر الصفي الكريم
بين شوك القنا يشك حشاه / وهو ريحان روضك المشموم
لم يزل صابراً يجاهد حتى / جاءه سهم بغيها المسموم
فهوى للثرى حضيب المحيا / عافراً خده الأغر الوسيم
وعلي صدره تجول مذاكي / الخيل مرخى عنانها والشكيم
عاديات ترضى صدراً لديه / أودع الحلم والتقى والعلوم
أتطيب النفوس عيشاً وتغدوا / موطئا للجياد تلك الجسوم
أم يلذ الزلال وردا وعنه / سبط طه محلا محروم
أم ترى بعدما تهتك جهراً / ستريبت الهدى يصان حريم
وصفايا النبي فوق المطايا / تترامى بها الفلا والحزوم
خفرات بدون من حجب العفة / لما استقل عنها الحميم
أبرزوهن من ظلال خدور / حيث يذكو هجيرها والسموم
بعدما كن في سرادق عز / بقنا الخط سقفه مدعوم
يا لها الله لوعة يوم سارت / ضعنا والحسين ثاو مقيم
خلف الدمع بالجفون كراها / إذ جفاها الرقاد والتهويم
ومليح قد خط بالثغر ميماً
ومليح قد خط بالثغر ميماً / ومن العارضين قد خط لاما
خاف من سيف مقلتيه على الخد / فأضحى عليه يفرغ لاما
لي من اللام وهي لامة حرب / أهبة في دفاع من فيه لاما