المجموع : 5
سار والقلبُ في يديه مقيمُ
سار والقلبُ في يديه مقيمُ / فله منه مُقعِدٌ ومُقيمُ
بانَ عني فكدت أفنى اشتياقاً / كيف تَبقى بعد النفوس الجسومُ
رَشَأُ كلما بَدا وتثنَّى / قلتُ بدرٌ يُبديه غُصنٌ قويمُ
ريقُهُ خمرةٌ ومن فمه الكأ / سُ وخدَّاه الوردُ وهوَ النديمُ
ساحرُ المقلتينِ فاعجب لقلب / نفذَ السحرُ فيه وهو الكليمُ
يا غنياً بالحسن ها أنا في الحبِّ / فقيرٌ من السلوِّ عديمُ
عجبي منك كيف تسألُ عما / حَلَّ بي في الهوى وأنت عليم
يا زمانَ الوصال ما كان أحلا / كَ فمن لي لو كنتَ شيئاً يدوم
أينَ أيامنا التي سلفت وهي / يجيدِ الزمان عِقدٌ نظيمُ
وثغورُ الرياض تَبسمُ بالنَّور / وإذ ما بكتَ عليها الغيومُ
والليالي كأنما هي أسحا / رٌ فكلُّ الهواء فيها نسيمُ
زمنٌ مَرَّ وهوَ حُلوٌ وعَيشٌ / فاتَ فيه من المُنَى ما أرُومُ
شَغَلَت فيه مسمعي نغمَةُ العيدانِ / عمّضن يَلحى وعَمَّن يلومُ
كان صدري به كأيام صدرِ الدين / لا تَهتدي إليه الهمومُ
الرئيسُ المذكور والسيِّدُ المشكورُ / حكماً والصاحبُ المخدومُ
والإمامُ الذي هو البحرُ لكن / هُوَ عَذبٌ والموجُ فيه العلومُ
صاحبُ السَّطوة التي يقعد الدهرُ / امتثالاً لأمرها ويَقُومُ
رَبُّ جودٍ للقاصدين لمغنا / هُ جِنَانٌ فيها نعيمٌ مقيمُ
بَيتُهُ كعبة ومن بابه للوفد / رُكنٌ مُقبَّلٌ مَلثُومُ
ولهم من ولائه العُروَةُ الوُثقى / التي عقدُ غيرها مَفصُومُ
كَفُّهُ زمزمٌ تفيضُ على العَّا / فين جودا والمال فيها الحَطيمُ
هو أولى بالرفعِ إن أعرَبَ الدهرُ / وعُمرُ العِدا به مَجزُومُ
نثرَ المال واغتدى ينظمُ المجد / فمنه المنثورُ والمنظومُ
عارفٌ بالبديع لم يَخفَ عنه النَّقصُ / مناً يوماً ولا التَّتميمُ
ويُجيز الإيطاءَ في الجود لكن / شَأنُنا نحن في المديح اللزوم
وإذا ما اعتمدتُ نَقدَ بيوت الناس / أضحى لبيته التَّقديمُ
شاد مَجداً بناه والدهُ المر / جوُّ فينا وجَدُّهُ المرحومُ
لا تَسلني عما لقيتُ من البَي / نِ فحالُ الغريب حالٌ ذميمُ
كنتُ في كلَّةٍ تطيرُ بِقَلعٍ / وهي طوراً على المنايا تَخُومُ
أَنظُرُ الموجَ حولها فأخال ال / جيمَ تاءً لخيفتي وهيَ جيمُ
لم أجد لي فيها صديقاً حميماً / غير أني بالماء فيها حَمِيمُ
شَنَقوا قلعَهَا مراراً على الريح / ولا شكَّ أنه مظلومُ
وإذا ما دنت إلى البرِّ أمسى / عندنا منه مُقعدٌ ومُقيمُ
يَسجُدُ الجُرفُ كلما ركع المَو / جُ فَدأبي هنالك التَّسليمُ
وقبيحٌ عليَّ أن أشتكي بَرا / وبحراً وأنت برٌّ رَحِيمُ
وله زوجةٌّ متى نظرتهُ / حَبلت ليتها عجوزٌ عقيمُ
ظلَّ في أسرِها لأجلٍ كتابٍ / مُعلمِ يقتضي به المعلومُ
فهوَ يخشى الطلاق فقداً وإن دارَ / وراها يَصُدُّهُ التَّحريمُ
وثيابي قد بتُّ أندُبُها خوفَ / قدومِ الشتاءِ وهيَ رسومُ
ليت شعري أيقظةً أم مناما
ليت شعري أيقظةً أم مناما / نَظَرت مُقلَتاي هذا المقاما
بلَّغَتني الأيامُ ما كنتُ أرجوهُ / فشأني أن أشكرَ الأيَّاما
وقَّفَتني ببَيتِ مَن كانتِ الأملاكُ / قدماً لبيتهِ خُدَّاما
بِبَني جَعفر بن عمِّ رسول اللَه / أرجو من الخطوب اعتِصاما
مَعشَر أشرِّقَت بهم سبُل الحقّ / ولولاهُم لكانت ظلاما
طالما جاءهم من اللَه جبريلُ / فأهدى تحيَّةً وسلاما
علَّمونا كيف الطريقُ إلى كلِّ / رشاد وبَيَّنُوا الأحكاما
لُذتُ منهم بباسم الثغرِ طَلق الوجه / يَرعَى للمُعتفين الذماما
لستُ أخشى خَطباً وجَدباً وقد قا / بَلتُ بدراً منه وزدتُ غَمَاما
شاقَني ما سمعتُهُ من عطاياهُ / فوافيتُ البحرَ أشكو الأُوَاما
حاز سبَقَ الفضيلتين مَتَى ما / شاءَ هَزَّ السيوفَ والأقلاما
فتَراه عُطَارِداً وإِذا ما / حَلَّ خَطبٌ رَأَيتَه بَهراما
يعجَبُ السامعون في الصَّوم لما / قُمتُ أجلو منها عليهم مُداماً
وصَلَ الجِسمُ منذ بِنتُم سقَامَه
وصَلَ الجِسمُ منذ بِنتُم سقَامَه / وجَفَا الجَفن مذ هَجَرتُم منامَه
فارحموا عاشقاً عَصَى النصح في الحبِّ / عليكم لما أطاع غرامَه
لا تظنوا أني سلوتُ فأين الصبر / من مُهجَةٍ بكم مُستَهامَه
بين قلبي وبين صَبري عنكم / مثلُ ما بين مسمَعي والملامَه
غير أني إذا ذكرتُ زمان الوَصل / قال المُنَى عليَّ الغَرَامَهن
أطمَعَتني الآمالُ إذ كل ما اشتَقتُ / زماناً يثعِيدُ لي أيَّامَه
خَلِّني من ملامةِ اللُّوَّامِ
خَلِّني من ملامةِ اللُّوَّامِ / وأَدر في الدُّجَى كئوسَ المُدَامِ
وتَيقَّظ للَّهو مذ نام طَرفُ الد / دهر وارتَع في غفلة الأيامِ
وإنما العيشُ أن يُوَافيك في الليل / بشمس النهار بَدرُ التَّمَامِ
حَيِّها بالقبول منك كما حَيَّتك / والقَ ابتسامها بابتسامِ
ذاتُ لُطفٍ حَلت وإن تَكُ ما حلَّت / محلَّ الأرواح في الأجسامِ
فاسقنيها صرفاً ونَزَه حَلال الماء / عن أن تَشُوبَهُ بحَرام
وَالهُ عن رامة ونَجدٍ وعن وَصفٍ / أراك لديهما وبَشَامِ
خَلِّ رَبعاً عَفا وباكر رَبيعاً / أنتجته مُقدِّماتُ الغَمَامِ
إنما العمر هَجمَةٌ ومسراتُ / الليالي تمرُّ كالأحلامِ
وإذا خفت من أثامِ فعَفوُ اللَه / لا يُرتَجى لغير الاثامِ
تُب عن التَّوبَةِ التي سَوَّلَتها / لك في النفس كثرة الأوهامِ
وانسَها طول شهر شعبانَ واذكُر / ها إذا ما استهلَّ شهرُ الصيامِ
وتناول رَطلاً عَتيقاً من الخمر / عَقِيبَ الغذاء والحَمَّامِ
واجعل النَّقلَ لَثمَ خَدٍ وثَغرٍ / من هلالٍ أبدَاه غُصنُ قَوَام
صِفَةٌ تشهد الجماعة إني / لست أرضى فيها ابنَ سينا غلامي
عاقَبَتني بالصَّدِّ من غير جُرم
عاقَبَتني بالصَّدِّ من غير جُرم / ومَحَا هَجرُها بَقية رَسمي
وشكوت الظَّما إلى ريقها العَذبِ / فجادت ظُلماً بمنع الظَّلمِ
ورَأتني أصبُو إلى ذلك الخَصر / فأهدت منه السقامَ لجسمي
أنا حَكَّمتُها فجارت وشرع الحُبِّ / يَقضي بأن أحكَّم خصمي
ذاتُ ثَغر يحميه من طَرفها الفَتَّانِ / سحرٌ يُصبى الفؤادَ ويُصمي
حِدتُ عنها لما انتَضَت صارمَ الجَفنِ / حذاراً من أن تَبُوءَ بإثمي
يا رعى اللَه ليلةً بتُّ فيها / بين ضَمٍ إلى الصباح ولَثمِ
حبذا عيشي الذي قد تَوَلَّى / والليالي ومن أُحِبُّ بحكمي
يا زماني أراك مَع بُخلِكَ المفرط / وفَّرتَ من خطوبك قَسمي
لستُ ممن يُرَى بذَمِّ بني الدهر / لمنعي والدهرُ أَولَى بذَمَّي
قَصَدتني أيامهُ ولياليه / بشُهبٍ تَغدُو عليَّ ودُهمِ
أنتَ موسى وقد تَفَرعنَ ذا الخطبُ / فَغَرِّقهُ من نَدَاك بِيَمِّ
لا تكلني إلى سواك فما أصنَعُ / إلا لديك نثري ونظمي