المجموع : 13
أَيُّها الرائِحانِ بِاللَومِ لوما
أَيُّها الرائِحانِ بِاللَومِ لوما / لا أَذوقُ المُدامَ إِلّا شَميما
نالَني بِالمَلامِ فيها إِمامٌ / لا أَرى لي خِلافَهُ مُستَقيما
فَاِصرِفاها إِلى سِوايَ فَإِنّي / لَستُ إِلّا عَلى الحَديثِ نَديما
كُبرُ حَظّي مِنها إِذا هِيَ دارَت / أَن أَراها وَأَن أَشُمَّ النَسيما
فَكَأَنّي وَما أُزَيِّنُ مِنها / قَعَدِيٌّ يُزَيِّنُ التَحكيما
كَلَّ عَن حَملِهِ السِلاحَ إِلى الحَر / بِ فَأَوصى المُطيقَ أَلّا يُقيما
اِسقِنا إِنَّ يَومَنا يَومُ رامِ
اِسقِنا إِنَّ يَومَنا يَومُ رامِ / وَلِرامٍ فَضلٌ عَلى الأَيّامِ
مِن شَرابٍ أَلَذَّ مِن نَظَرِ المَع / شوقِ في وَجهِ عاشِقٍ بِاِبتِسامِ
لا غَليظٌ تَنبو الطَبيعَةُ عَنهُ / نَبوَةَ السَمعِ عَن شَنيعِ الكَلامِ
بِنتُ عَشرٍ صَفَت وَرَقَّت فَلَو صُب / بَت عَلى اللَيلِ راحَ كُلُّ ظَلامِ
في رِياضٍ رِبعِيَّةٍ بَكَّرَ النَو / ءُ عَلَيها بِمُستَهِلِّ الغَمامِ
فَتَوَشَّت بِكُلِّ نَورٍ أَنيقٍ / مِن فُرادى نَباتُهُ وَتُؤامِ
فَتَرى الشَربَ كَالأَهِلَّةِ فيها / يَتَحَسَّونَ خُسرَوِيَّ المُدامِ
وَلَهُم مِن جَناهُ آذَرِيونٌ / وَضَعوهُ مَواضِعَ الأَقلامِ
اِسقِني يا اِبنَ أَدهَما
اِسقِني يا اِبنَ أَدهَما / وَاِتَّخِذني لَكَ اِبنَما
اِسقِنيها سُلافَةً / سَبَقَت خَلقَ آدَما
فَهيَ كانَت وَلَم يَكُن / ما خَلا الأَرضَ وَالسَما
رَأَتِ الدَهرَ ناشِئاً / وَكَبيراً مُهَرَّما
فَهيَ روحٌ مُخَلَّصٌ / فارَقَ اللَحمَ وَالدَما
اِسقِنيها وَغَنِّ صَو / تاً لَكَ الخَيرُ أَعجَما
لَيسَ في نَعتِ دِمنَةٍ / لا وَلا زَجرِ أَشأَما
يا خَليلَيَّ مِن بَني مَخزومِ
يا خَليلَيَّ مِن بَني مَخزومِ / عَلِّلاني بِماءِ بِنتِ الكُرومِ
عَلِّلاني بِها إِذا غَرَّدَ الدي / كُ وَغابَت مُوَلِّياتُ النُجومِ
مِن كُمَيتٍ لَذيذَةِ الطَعمِ وَالري / حِ عُقارٍ عَتيقَةٍ خُرطومِ
عَتَّقَتها الأَنباطُ عَشراً فَعَشراً / ثُمَّ عَشراً في مُدمَجٍ مَختومِ
فَهيَ فيهِ عَروسُ خِدرٍ وَكِنٍّ / رُبِّيَت في النَعيمِ بَعدَ النَعيمِ
في ظِلالٍ مَحفوفَةٍ بِظِلالٍ / مِن كُرومٍ وَمِن عَريشِ كُرومِ
زُرتُها خاطِباً فَزُوِّجتُ بِكراً / فَفَضَضتُ الخِتامَ غَيرُ مُليمِ
عَن فَتاةٍ كَأَنَّها حينَ تَبدو / طَلعَةُ الشَمسِ في سَوادِ الغُيومِ
فَتَرَت عَن تَرَنُّمٍ فَحَسِبنا / هُ حَديثَ المُبَرسَمِ المَحمومِ
ثُمَّ صارَت إِلى أَغَنَّ كَطَيرِ ال / ماءِ إِبريقِ فِضَّةٍ مَفدومِ
ثُمَّ زُفَّت إِلى الزُجاجِ بِدِرعٍ / مِثلُ نارٍ تَحكي اِلتِهابَ الحَميمِ
فَبِها لَذَّتي وَغايَةُ أُنسي / لَستُ عُمري عَن شُربِها بِسَؤومِ
وَغَريرِ الشَبابِ مُحتَبِكِ الحُس
وَغَريرِ الشَبابِ مُحتَبِكِ الحُس / نِ عَلى جيدِهِ مَناطُ التَميمِ
قَد غَذاهُ النَعيمُ فَاِحمَرَّتِ الوَج / نَةُ مِنهُ عَلى فَسادِ الحُلومِ
فَهوَ عَفُّ الجُفونِ في النَظَرِ العَم / دِ حِذاراً عَلى فُؤادِ النَديمِ
يَتَثَنّى إِذا مَشى فَهوَ لَدنٌ / في اِعتِدالٍ بِجودَةِ التَقويمِ
أَندَبَت كَفُّهُ الزُجاجَةُ وَهناً / فَهيَ فيها جِراحُ تِلكَ الكُلومِ
فَهُوَ الراحِلُ المَطِيَّ إِلَينا / مِن أَباريقَ صَفوَةَ الخُرطومِ
بِنتُ كَرمٍ أَباحَها كَرَمُ الجَو / هَرِ مِنهُ وَرِقَّةُ في الأَديمِ
تَلحَقُ الظَبيَ وَالظَليمَ مِنَ الجَر / يِ وَتُزري بِكَربَةِ المَغمومِ
وَنَديمٍ فَدَيتُهُ مِن نَديمٍ / وَجهُهُ جالِبٌ لِكُلِّ نَعيمِ
مَجَّ في الكَأسِ ريقَهُ وَسَقاني / مِن شَرابٍ مُعَتَّقٍ مَختومِ
ضَحِكَ الشَيبُ في نَواحي الظَلامِ
ضَحِكَ الشَيبُ في نَواحي الظَلامِ / وَاِرعَوى عَنكَ زاجِرُ اللَوّامِ
فَاِسقِنيها سُلافَةً بِنتُ عَشرٍ / دَبَّ في جِرمِها غِذاءُ الحَرامِ
مِن عُقارٍ كَطَلعَةِ البَدرِ لا بَل / تَكسِفُ البَدرَ في رُواقِ الظَلامِ
عاطِنيها كَما وَصَفتَ خَليلي / مَن يَدَي شادِنٍ رَخيمِ الكَلامِ
عَلَّمَ السِحرَ مُقلَتَيهِ اِحوِراراً / شيبَ تَفتيرُهُ بِلَونِ المُدامِ
وَجهُهُ البَدرُ وَالمُدامَةُ بَدرٌ / يا لِبَدرَينِ رُكِّبا في نِظامِ
كُلَّما دارَتِ الكُؤوسُ تَغَنّى / مَن لِقَلبِ مُتَيَّمٍ مُستَهامِ
خَلِّ لِلأَشقِياءِ وَصفَ الفَيافي / وَاِسقِنيها سُلافَةً بِسَلامِ
وَقَرا مُعلِناً لِيَصدَعَ قَلبي
وَقَرا مُعلِناً لِيَصدَعَ قَلبي / وَالهَوى يَصدَعُ الفُؤادَ الكَليما
أَرَأَيتَ الَّذي يُكَذِّبُ بِالدي / نِ فَذاكَ الَّذي يَدُعُّ اليَتيما
كانَ حُلماً ما كُنتُ آمَلُ فيكُم
كانَ حُلماً ما كُنتُ آمَلُ فيكُم / وَقَليلاً ما تَصدُقُ الأَحلامُ
بَلِّغوا ما أَقولُ مَن لا أُسَمّي / رُبَّ قَولٍ تُشفى بِهِ الأَسقامُ
قَد أَتاني عَنكَ اِنصِرافُكِ عَنّي / وَهَناتٌ كَأَنَّهُنَّ السِهامُ
وَتَبَدَّلتُمُ سِوانا خَليلاً / وَسِواكُم عَلى الفُؤادِ حَرامُ
نَفَرَ النَومُ وَاِحتَمى
نَفَرَ النَومُ وَاِحتَمى / مِن جُنوني كَأَنَّما
هُوَ أَيضاً مِنَ الحَبي / بِ جَفاءً تَعَلَّما
اِزجُرِ القَلبَ إِن صَبا / وَلُمِ العَينَ مِثلَما
جَشَّمتَ قَلبَكَ الصَبا / بَةَ حَتّى تَجَشَّما
أَنتِ يا عَينُ كُنتِ لي / لِلصَباباتِ سُلَّما
ثُمَّ حَمَّلتِني الثَقي / لَ وَأَبكَيتِني دَما
ثُمَّ أَلَّفتِ بَينَ طَر / فِيَ وَالنَجمِ في السَما
عَجَباً كَيفَ لَم يَصِر / هُوَ مِثلي مُتَيَّما
أَنتَ لَو لَم تَكُن شَقِي / ياً لَما كُنتَ مُغرَما
عَكَفَ الحُبُّ عيرَهُ / في فُؤادي وَخَيَّما
فَهوَ لا يَرحَلُ الزَما / نَ وَإِن قُلتُ يَمَّما
نَسِيَتني حَوادِثُ الأَيّامِ
نَسِيَتني حَوادِثُ الأَيّامِ / وَصَفَت عيشَتي وَقَلَّ اِهتِمامي
أَقطَعُ الدَهرَ بِالنَدامى الكِرامِ / وَرُكوبِ الهَوى وَشُربِ المُدامِ
وَغَزالٍ يَسبي النُفوسَ إِذا هَت / تَكَ مِنهُ مَآزِرَ الإِحرامِ
قَد تَمَتَّعتُ مِنهُ في يَقَظاتي / وَبِطَيفِ الخَيالِ في الأَحلامِ
وَتَبَطَّنتُهُ وَحارِسُنا اللَي / لُ عَلَينا مِنهُ لِحافُ ظَلامِ
أَنِفَت نَفسِيَ العَزيزَةُ أَن تَق / نَعَ إِلّا بِكُلِّ شَيءٍ حَرامِ
ما أُبالي مَتى يَكونُ وَقَد قَض / ضَيتُ مِنهُ السُرورَ كَأسُ حِمامي
أَيُّها الخادِمُ الَّذي لَو أُتيتُ ال
أَيُّها الخادِمُ الَّذي لَو أُتيتُ ال / أَمرَ كانَ المُكَرَّمَ المَخدوما
آمِراً ناهِياً أَميراً مُطاعاً / جائِزَ الحُكمِ سائِماً لا مَسوما
لا كَما قَد أَرى فَقَطَّعَ قَلبي / أَن أَراكَ المُهانَ وَالمَشتوما
إِن يَكُن ظالِمَ الفِعالِ فَإِنّي / قَد أَرى لَحظَ عَينِهِ مَظلوما
يا خَليلَيَّ ساعَةً لا تَريما
يا خَليلَيَّ ساعَةً لا تَريما / وَعَلى ذي صَبابَةٍ فَأَقيما
ما مَرَرنا بِدارِ زَينَبَ إِلّا / فَضَحَ الدَمعُ سِرَّنا المَكتوما
ذَكَّرتَني الهَوى وَهُنَّ رَميمٌ / كَيفَ لَو لَم يَكُنَّ صِرنَ رَميما
تَتَجافى حَوادِثُ الدَهرِ عَمَّن / كانَ في جانِبِ الحُسَينِ مُقيما
قالَ لي الناسُ إِذ هَزَزتُكَ لِلحا / جَةِ أَبشِر فَقَد هَزَزتَ كَريما
فَاِسأَلنَهُ إِذا سَأَلتَ عَظيماً / إِنَّما يَسأَلُ العَظيمُ عَظيما
نفسُ لا ترجعي عن الآثامِ
نفسُ لا ترجعي عن الآثامِ / وارفضي الحلَّ واقصدي للحرامِ
واكشفي للمجونِ كلّ قناع / إنّ طيبَ المجونِ بالآثامِ
ودَعي الشعر في سُليمى وسلمى / وصفات الرسومِ والأعلامِ
وانسبي إن طلبتِ حُسنَ نسيبٍ / بغزالٍ من بعدِ وصف مُدام
كابنِ خردادَ إذ بدا يتثنّى / أوحديُّ الجلوسِ فَردُ القيامِ