ما على منجد رأى ما أهمَّهْ
ما على منجد رأى ما أهمَّهْ / فامتطى ليلَه وجرّد عزمَهْ
وسرى هارباً من الضيم يعدو / غارةً بالسُّرى ويغسلُ وصمَهْ
يستنير النجمَ الخفيَّ ويستق / دحُ أيدي القِلاصِ والليلُ فحمَهْ
وإذا رابه مريبٌ من الوح / شة شام الحسامَ أنساً وضمَّهْ
أنكرتْ صبغتين خنساء في شَع / ري بياضاً وفي أديميَ أُدمَهْ
فاعجبي أن جنَى البياضَ على المف / رِقِ سهمٌ جنى على الوجهِ سُهمَهْ
ليت هذي البيضاء تأثيرها في ال / وجه أعدى تأثيرها في اللِّمَّهْ
ولكم عيشةٍ من الغُرِّ بيضا / ءَ تسرَّت من ليلةٍ مدلهمَّهْ
أنحلتني الدنيا ولم ينحل العم / رُ ومن عزَّ قلبُه كدَّ جسمَهْ
واقتسمت الهمومَ في صدْع دهرٍ / ليس من خُلقه اعتدالُ القِسمَهْ
ماحقات من الحوادث لو غط / طَتْ على الهلال لم نَرَ تِمَّهْ
كلّ يوم تقودني حاجةُ الدن / يا ويعتاصُ بي علوّ الهِمَّهْ
فيدي تبتغي مجاذبة الرز / ق ورأسي يأبى جذاب الأزمَّهْ
لو أطعتُ العفاف ما دنَّستني / خُلطةٌ في رَعاعِ هذي اللُّمّهْ
أو شكرتُ الصنع الجميلَ كفتتي / نعمةُ الله في ربيبِ النَّعمَهْ
وهبَ الله للعلا من بنيها / حسنَ البِرِّ إن فتىً عقَّ أمَّهْ
وأضاءت على المحاسن شمسٌ / تتجلَّى بنورها كلُّ ظُلمَهْ
وسقى المجدَ من أراكة إسما / عيلَ غصناً أطاله وأتمَّهْ
عمَّ بالجود والوفاءِ أبيٌّ / مشبهاً فيهما أباه وعمَّهْ
ورعى الفضلَ مبرِمُ العهد لم تُخ / فَرْ لديه ولم تُرَعْ قطُّ ذِمَّهْ
أَريَحِيٌّ إذا ذكرتَ الندى أص / غى بِأُذْنَيه مُخلِياً لك فهمَهْ
وإذا قيل سائلٌ ظنّها فَغْ / مَةَ مِسكٍ من طيبها أو نَغْمَهْ
طاهر الشيمتين معتدل الأخ / لاق جمّ العطاء عذب الجُمَّهْ
لو تعاطيت عصرَ أخلاقه من / كَرَمٍ لاعتصرت ماءَ الكَرْمَهْ
من رجالٍ نَشَوْا ملوكاً على الأف / ق وداسوا شمسَ الفخار ونجمَهْ
ومضوا راكبين في طلب السؤ / دد شُهبَ الزمان قِدْماً ودُهْمَهْ
سُمُحاً لا يُصرّمون شهور ال / محل عن ثَلَّةٍ ولا عن صِرمَهْ
جُجَحٌ في الندى إذا اتُّبعوا في / سُنَنِ المكرمات كانوا أَئِمَّهْ
وإذا ثوّبَ الصريخُ توافَوا / يملأون الفضا كهولاً وغلْمَهْ
كلّ غَمرٍ كأنَّ في كفّه من / حتفه في الوغى أماناً وعِصْمَهْ
يمنع الجانبَ العريضَ إذا سُد / دَتْ به ثُغرةُ الأمورِ المهمَّهْ
يزِنُ الراسيات حلماً فإن كف / فَ يداً بالقناة أنكر حِلمَهْ
يكتفي في الدجى بشُعلة عيني / ه ويكفي الحسامَ إن شَهَرَ اسمَهْ
وإذا أخدج النساءُ تمطَّتْ / عنهُ في المنجباتِ أمٌّ متِمَّهْ
دَرَجوا طيِّبي الحديثِ وبقَّوْ / ك على شَعْثِ مجدهم لتَلُمَّهْ
وإذا كنت عَقْبَ مَيْتٍ فلم تع / فُ له آيةٌ ولم تَبلَ رِمَّهْ
لا خلَتْ منك أربُعُ الدهر تُحيِي / ذِكرهَ دارساً وتحفظ رسمَهْ
وفَدَى تُربَ أخمَصَيْك بعيني / ه أصمُّ الأذْنين إن سِيلَ أكمَهْ
مات هزلاً بالذمّ واللؤم حتى / أسمن البخلُ مالَه وأجمَّهْ
يتمنى أثواب فخرك عُريا / نَ ومن للحليق يوماً بجُمّهْ
أبصرتْ مقلتاك طُرْقَ المساعي / وهو يَعمَى عن ضيقهنَّ ويَعمَهْ
ونَسبتَ الجبالَ وهو يدارِي / نسبةً مستدِقَّةً مسترِمَّهْ
أنا من قيَّدَ الهوى لك والود / دَ بحبلٍ لا يملكِ الغدرُ فصمَهْ
حبَّبَتْني لك الأيادي الفسيحا / ت فأسمحتُ والعطايا الضخمَهْ
وحلَتْ لي طعوم أخلاقك الغُر / رِ وكم صاحبٍ تمرَّرتُ طعمَهْ
بك جاريت من يروض وحارب / ت زماني من بعد ما كنت سَلمَهْ
وتيقَّنتُ أنّ لي ناصراً يد / فع دوني في صدرِ كلِّ مُلِمَّهْ
لم تزل بي تختصُّ كلَّ مكانٍ / من فؤادي حتى ملكتَ أعمَّهْ
طاهرٌ طاهرٌ من الغشِّ لم يس / بق إليه ريْبٌ ولم تَسِر تهمَهْ
غيرَ أنّ الجفاءَ مستترٌ في / هِ ومعطٍ معناه ما يُفسِد اسمَهْ
كلَّما قلتُ يُنصف الوصلَ أمضى ال / هجرُ من جَوره على القلب حكمَهْ
فنواحي الهوى وِثاقٌ مصونا / تٌ وفي جانب التواصل ثُلمَهْ
والقوافي مستسقيات فهلّا / نزلَتْ في بيوتهنّ الرحمَهْ
كلّ حسَرى الجبين عاريةِ الجس / م فمن ذا أحلَّ هتكَ الحُرمَهْ
ومتى تكسُهنَّ من عرض ما تَل / بَسُ تَشفِ الصدى وتَجْلُ الغُمَّهْ
إنما السيف زُبرةٌ وحُلِيُّ ال / جفنِ يُلقي حُسْناً عليه ووسمَهْ
ربَّ وافي الجمالِ قد زاد فيه / رونقٌ في قميصهِ والعمَّهْ
خذ من العيدِ ناعمَ البال والني / روزِ سهماً يُسنِي لك اللهُ قِسمَهْ
وتَجَلبَبْ من السعادة ثَوباً / يسحبُ الفخرُ ذيلَهُ أو كُمَّهْ
كلما شذَّ عنك فائت حظٍّ / ضمِنتْ ذمّةُ المقادير غُرْمَهْ
فلقد فتَّ غايةَ المدح حتى / كاد مدحيكَ أن يكون مذمَّهْ