القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 7
لَم نَجِد ما يَفي بِقَدرِكَ في المَج
لَم نَجِد ما يَفي بِقَدرِكَ في المَج / دِ فَيُهدى إِلى حِماكَ الكَريمِ
فَبَعَثنا إِلَيكَ بِاِسمِكَ مَكتو / باً عَلى صَفحَةِ الوَلاءِ المُقيمِ
جازَ بي عَرفُها فَهاجَ الغَراما
جازَ بي عَرفُها فَهاجَ الغَراما / وَدَعاني فَزُرتُها إِلماما
جَنَّةٌ تَبعَثُ الحَياة وَتَجلو / صَدَأَ النَفسِ رَونَقاً وَنِظاما
زُرتُها مَوهِناً وَفي طَيِّ نَفسي / ذِلَّةَ الصَبِّ وَاِنكِسارُ اليَتامى
وَتَنَقَّلتُ في خَمائِلِها الخُض / رِ يَميناً وَيَسرَةً وَأَماما
فَإِذا رَوضَتانِ في ذَلِكَ الرَو / ضِ تَميسانِ تَحتَ ريحِ الخُزامى
جاءَتا تَخطِرانِ وَالنَجمُ ساهٍ / وَعُيونُ الأَزهارِ تَبغي المَناما
جازَتا مَوضِعي فَهَبَّ نَسيمٌ / أَذكى مِنّي الأَسى وَهاجَ الهُياما
فَتَرَسَّمتُ مِنهُما أَثَرَ الخَط / وِ وَخافَتُّ في المَسيرِ اِحتِشاما
وَتَسَمَّعتُ عَلَّني أُطفِئُ الشَو / قَ وَأَروي مِنَ الفُؤادِ الأَواما
فَإِذا لَهجَتانِ مِن لَهَجاتِ ال / شَرقِ قَد شاقَتا فُؤادي فَهاما
تِلكَ سورِيَّةٌ تَفيضُ بَياناً / تِلكَ مِصرِيَّةٌ تَسيلُ اِنسِجاما
فِطنَةٌ عِندَ رِقَّةٍ عِندَ ظَرفٍ / عِندَ رَأيٍ تَخالُهُ إِلهاما
مالَتا نَحوَ دَوحَةٍ تُرسِلُ الأَغ / صانَ وَاِختارَتا لَدَيها مُقاما
ثُمَّ أَلقَت قِناعَها بِنتُ مِصرٍ / وَأَماطَت بِنتُ الشَآمِ اللِثاما
فَتَوَهَّمتُ أَن قَدِ اِنفَلَقَ البَد / رُ وَقَد كُنتُ أُنكِرُ الأَوهاما
فَتَوارَيتُ ثُمَّ عَلَّقتُ أَنفا / سِيَ ما اِسطَعتُ وَاِرتَدَيتُ الظَلاما
ظَنَّتا ذَلِكَ المَكانَ خَلاءً / لا رَقيباً يُخشى وَلا نَمّاما
فَجَرى فيهِ ما جَرى مِن حَديثٍ / كانَ بَرداً عَلى الحَشا وَسَلاما
حينَ قالَت لِأُختِها بِنتُ مِصرٍ / إِنَّكُم أُمَّةٌ أَبَت أَن تُضاما
صَدَقَ الشاعِرُ الَّذي قالَ فيكُم / كَلِماتٍ نَبَّهنَ مِنّا النِياما
رَكِبوا البَحرَ جاوَزوا القُطبَ فاتوا / مَوقِعَ النَيِّرَينِ خاضوا الظَلاما
يَمتَطونَ الخُطوبَ في طَلَبِ العَي / شِ وَيَبرونَ لِلنِضالِ السِهاما
فَاِنبَرَت ظَبيَةُ الشَآمِ وَقالَت / بَعضَ هَذا فَقَد رَفَعتِ الشَآما
أَنتُمُ الأَسبَقونَ في كُلِّ مَرمىً / قَد بَلَغتُم مِن كُلِّ شَيءٍ مَراما
إِنَّما الشامُ وَالكِنانَةُ صِنوا / نِ رَغمَ الخُطوبِ عاشا لِزاما
أُمُّكُم أُمُّنا وَقَد أَرضَعَتنا / مِن هَواها وَنَحنُ نَأبى الفِطاما
قَد نَزَلنا جِوارَكُم فَحَمِدنا / مِنكُمُ الوُدَّ وَالنَدى وَالذِماما
وَحَلَلنا في أَرضِكُم فَأَصَبنا / مَنزِلاً مُخصِباً وَأَهلاً كِراما
وَغَشينا دِيارَكُم حَيثُ شِئنا / فَلَقينا طَلاقَةً وَاِبتِساما
وَشَرِبنا مِن نيلِكُم فَنَسينا / ماءَ لُبنانَ سَلسَلاً وَالغَماما
وَقَبَسنا مِن نورِكُم فَكَتَبنا / وَأَجَدنا نِثارَنا وَالنِظاما
وَتَلَونا آياتِ شَوقي وَصَبري / فَرَأَينا ما يَبهَرَ الأَفهاما
مَلَآ الشَرقَ حِكمَةً وَأَقاما / في ثَنايا النُفوسِ أَنّى أَقاما
غَنَّيا المَشرِقَينِ ما تَرَكَ الأَف / لاكَ حَيرى وَأَذهَلَ الأَجراما
وَأَعادا عَهدَ الرَشيدِ لِعَبّا / سٍ فَكانا يَراعَهُ وَالحُساما
فَأَشارَت فَتاةُ مِصرَ وَقالَت / قَدكِ لَم تَترُكي لِمِصرَ كَلاما
أَنتُمُ الناسُ قُدرَةً وَمَضاءً / وَنُهوضاً إِلى العُلا وَاِعتِزاما
أَطلَعَت أَرضُكُم عَلى كُلِّ أُفقٍ / أَنجُماً إِثرَ أَنجُمٍ تَتَرامى
تَركَبُ الهَولَ لا تَفادى وَتَمشي / فَوقَ هامِ الصِعابِ لا تَتَحامى
قَد سَمِعنا خَليلَكُم فَسَمِعنا / شاعِراً أَقعَدَ النُهى وَأَقاما
وَطَمِعنا في شَأوِهِ فَقَعَدنا / وَكَسَرنا مِن عَجزِنا الأَقلاما
نَظَمَ الشامَ وَالعِراقَ وَمِصراً / سِلكُ آياتِهِ فَكانَ الإِماما
فَمَشى النَثرُ خاضِعاً وَمَشى الشِع / رُ وَأَلقى إِلى الخَليلِ الزِماما
وَرَأى فيهِ رَأيَنا صاحِبُ الني / لِ فَأَهدى إِلَيهِ ذاكَ الوِساما
شارَةً زانَتِ القَريضَ فَكانَت / شارَةَ النَصرِ زانَتِ الأَعلاما
فَعَقَدنا لَهُ اللِواءَ عَلَينا / وَاِحتَفَلنا نَزيدُهُ إِكراما
ذاكَ ما دارَ مِن حَديثٍ شَهِيٍّ / يَستَفِزُّ النُهى وَيَشجي النَدامى
قَد تَسَقَّطتُهُ وَخالَفتُ فيهِ / مَن يَرى النَقلَ سُبَّةً وَاِجتِراما
فَمِنَ النَقلِ ما يَكونُ حَلالاً / وَمِنَ النَقلِ ما يَكونُ حَراما
صَدَقَ الغادَتانِ يا لَيتَ قَومَي / نا كَما قالَتا هَوىً وَاِلتِئاما
نَحنُ في حاجَةٍ إِلى كُلِّ ما يُن / مي قُوانا وَيَربِطُ الأَرحاما
فَاِجعَلوا حَفلَةَ الخَليلِ صَفاءً / بينَ مِصرٍ وَأُختِها وَسَلاما
وَاِسأَلوا اللَهَ أَن يُديمَ عَلَينا / مُلكُ عَبّاسَ ناضِراً بَسّاما
هُوَ آمالُنا وَحامي حِمانا / أَيَّدَ اللَهُ مُلكَهُ وَأَداما
وَسِعَ الفَضلَ كُلَّهُ صَدرُكَ الرَح
وَسِعَ الفَضلَ كُلَّهُ صَدرُكَ الرَح / بُ فَمَن شاءَ فَليُهَنِّئ وِسامَه
لَم يَزِدكَ الوِسامُ قَدراً وَلَكِن / زادَ قَدرَ العُلا وَقَدرَ الكَرامَه
كَم وِسامٍ كَم حِليَةٍ كَم شِعارٍ / فيكَ كَم شارَةٍ وَكَم مِن عَلامَه
لِإِباءٍ وَحِكمَةٍ وَإِخاءٍ / وَصَفاءٍ وَهِمَّةٍ وَشَهامَه
إِنَّ عَضّيكَ يا أَخي بِالمَلامِ
إِنَّ عَضّيكَ يا أَخي بِالمَلامِ / لا يُؤَدّي لِمِثلِ هَذا الخِصامِ
أَنتَ وَالشَمسِ وَالضُحى وَاللَيالي ال / عَشرِ وَالفَجرِ غَيرُ راعي الذِمامِ
ما عَهِدناكَ يا كَريمَ السَجايا / تَصرِفُ النَفسَ عَن هَناتِ الكِرامِ
لَيسَ في كُتبِنا سُؤالُ نَوالٍ / مِنكَ حَتّى خَشيتَ رَدَّ السَلامِ
نَحنُ نَرضى بِالقوتِ مِن هَذِهِ الدُن / يا وَإِن باتَ دونَ قوتِ النَعامِ
وَإِذا خانَ قِسمُنا ما شَكَونا / لِسِوى اللَهِ أَعدَلِ القُسّامِ
كَيفَ تَنسى يا بابِلِيُّ غَريباً / باتَ بَينَ الظُنونِ وَالأَوهامِ
وَحَزيناً إِذا تَنَفَّسَ عادَت / فَحمَةُ اللَيلِ جَمرَةً مِن ضِرامِ
وَإِذا أَنَّ كادَ يَنصَدِعُ الأُف / قُ وَتَعتَلُّ دَورَةَ الأَجرامِ
باتَ تَحتَ البَلاءِ حَتّى تَمَنّى / لَو يَكونُ المَبيتُ تَحتَ الرَغامِ
صَفحَةُ البَرقِ أَومَضَت في الغَمامِ
صَفحَةُ البَرقِ أَومَضَت في الغَمامِ / أَم شِهابٌ يَشُقُّ جَوفَ الظَلامِ
أَم سَليلُ البُخارِ طارَ إِلى القَص / دِ فَأَعيا سَوابِقَ الأَوهامِ
مَرَّ كَاللَمحِ لَم تَكَد تَقِفُ العَي / نُ عَلى ظِلِّ جِرمِهِ المُتَرامي
أَو كَشَرخِ الشَبابِ لَم يَدرِ كاسي / هِ تَوَلّى في يَقظَةٍ أَو مَنامِ
لا يُبالي السُرى إِذا اِعتَكَرَ اللَي / لُ وَخانَت مَواقِعُ الأَقدامِ
يَقطَعُ البيدَ وَالفَيافي وَحيداً / لَم تُضَعضِعهُ وَحشَةُ الإِظلامِ
لَيسَ يَثنيهِ ما يُذيبُ دِماغَ الضَب / بِ يَومَ الهَجيرِ بَينَ المَوامي
لا وَلا يَعتَريهِ ما يُخرِسُ النا / بِحَ في الزَمهَريرِ بَينَ الخِيامِ
هائِمٌ كَالظَليمِ أَزعَجَهُ الصَي / دُ وَراعَتهُ طائِشاتُ السِهامِ
فَهوَ يَشتَدُّ في النَجاءِ وَيَهوي / حَيثُ تُرمى بِجانِبَيهِ المَرامي
يا حَديداً يَنسابُ فَوقَ حَديدٍ / كَاِنسِيابِ الرَقطاءِ فَوقَ الرَغامِ
قَد مَسَحتَ البِلادَ شَرقاً وَغَرباً / بِذِراعَي مُشَمِّرٍ مِقدامِ
بَينَ جَنبَيكَ ما بِجَنبَيَّ لَكِن / ما بِجَنبَيَّ مُستَديمُ الضِرامِ
أَنتَ لا تَعرِفُ الغَرامَ وَإِن كُن / تَ تُرينا زَفيرَ أَهلِ الغَرامِ
أَنتَ لا تَعرِفُ الحَنينَ إِلى الإِل / فِ فَما هَذِهِ الدُموعُ الهَوامي
أَنتَ قاسي الفُؤادِ جَلدٌ عَلى الأَي / نِ شَديدُ القُوى شَديدُ العُرامِ
لا تُبالي أَرُعتَ بِالبَينِ أَحبا / باً وَأَسرَفتَ في أَذي المُستَهامِ
أَم جَمَعتَ الأَعداءَ فَوقَ صَعيدٍ / وَخَلَطتَ الأُسودَ بِالآرامِ
إِنَّني قَد شَهِدتُ فيكَ عَجيباً / ضاقَ عَن وَصفِهِ نِطاقُ الكَلامِ
جُزتَ يَوماً بِنا وَنَحنُ عَلى الجِس / رِ قِيامٌ وَاللَيلُ لَيلُ التَمامِ
وَإِذا راكِبٌ إِلى الجِسرِ يَهوي / بَينَ صَفَّينِ مِن مَماتٍ زُؤامِ
مَرَّ كَالسَهمِ بَينَ تِلكَ الحَنايا / قَد رَماهُ مِنَ المَقاديرِ رامي
فَتَرَدّى في الماءِ وَالماءُ غَمرٌ / يَتَّقيهِ القَضاءُ وَالنَهرُ طامي
وَإِذا سابِحٌ قَدِ اِنقَضَّ في الما / ءِ اِنقِضاضَ العُقابِ فَوقَ الحَمامِ
غاصَ في لُجَّةِ الحُتوفِ بِعَزمٍ / لَم يُعَوَّد مَواقِفَ الإِحجامِ
غابَ فيها وَعادَ يَحمِلُ جِسماً / سَلَّهُ مِن يَدِ الهَلاكِ اللِزامِ
كافَحَ المَوجَ صارَعَ الهَولَ أَبلى / كَبَلاءِ المُهَنَّدِ الصَمصامِ
وَاِنثَنى راجِعاً إِلى شاطِئِ النَه / رِ رُجوعَ الكَمِيِّ غِبَّ اِغتِنامِ
وَقَفَ الناسُ ذاهِلينَ وَصاحوا / تِلكَ إِحدى عَجائِبِ الأَيّامِ
أَنَجاةٌ مِنَ القِطارِ مِنَ الجِس / رِ مِنَ النَهرِ جَلَّ رَبُّ الأَنامِ
وَإِذا صَيحَةٌ عَلَت مِن فَتاةٍ / بَرَزَت مِن صُفوفِ ذاكَ الزِحامِ
وَقَفَت مَوقِفَ الخَطيبِ وَنادَت / تِلكَ عُقبى رِعايَةِ الأَيتامِ
بَسَطَت تَحتَهُ أَكُفّاً تَلَقَّت / هُ وَحاطَتهُ رَغمَ أَنفِ الحِمامِ
دَعوَةُ البائِسِ المُعَذَّبِ سورٌ / يَدفَعُ الشَرَّ عَن حِياضِ الكِرامِ
وَهيَ حَربٌ عَلى البَخيلِ وَذي البَغ / يِ وَسَيفٌ عَلى رِقابِ اللِئامِ
إِنَّ هَذا الكَريمَ قَد صانَ عِرضي / وَحَماني مِن عادِياتِ السَقامِ
عالَ طِفلي وَعالَني وَحَباني / بِكِساءٍ وَبِدرَةٍ وَطَعامِ
وَهوَ مِن مَعشَرٍ أَغاثوا ذَوي البُؤ / سِ وَقاموا في اللَهِ خَيرَ القِيامِ
وَأَقاموا لِلبِرِّ داراً فَكانَت / خَيرَ وِردٍ يَؤُمُّهُ كُلُّ ظامي
مُلِئَت رَحمَةً وَفاضَت حَناناً / فَهيَ لِلبائِساتِ دارُ السَلامِ
زُرتُها وَالشَقاءُ يَجري وَرائي / وَشُعاعُ الرَجاءِ يَسري أَمامي
لَم يَقولوا مَنِ الفَتاةُ وَلَكِن / سَأَلوني هُناكَ عَن آلامي
ثُمَّ أَهوَت إِلى الغَريقِ تُواسي / هِ بِأَحلى مِن مُنعِشاتِ المُدامِ
قَبَّلَت راحَتَيهِ شُكراً وَصاحَت / قَد نَجا صاحِبُ الأَيادي العِظامِ
قَد نَجا المُنعِمُ الجَوادُ مِنَ المَو / تِ بِفَضلِ الزَكاةِ وَالإِنعامِ
فَأَطَفنا بِها وَقَد مَلَأَ الأَن / فُسَ مِنّا جَلالُ ذاكَ المَقامِ
وَشَهِدنا ثَغرَ الوَفاءِ تَجَلّى / إِذ تَجَلّى في ثَغرِها البَسّامِ
وَرَأَينا شَخصَ المُروءَةِ وَالبِر / رِ تَبَدّى في شَخصِ ذاكَ الهُمامِ
وَعَلِمنا أَنَّ الزَكاةَ سَبيلُ اللَ / هِ قَبلَ الصَلاةِ قَبلَ الصِيامِ
خَصَّها اللَهُ في الكِتابِ بِذِكرٍ / فَهيَ رُكنُ الأَركانِ في الإِسلامِ
بَدَأَت مَبدَأَ اليَقينِ وَظَلَّت / لِحَياةِ الشُعوبِ خَيرَ قِوامِ
لَو وَفى بِالزَكاةِ مَن جَمَعَ الدُن / يا وَأَهوى عَلى اِقتِناءِ الحُطامِ
ما شَكا الجوعَ مُعدَمٌ أَو تَصَدّى / لِرُكوبِ الشُرورِ وَالآثامِ
راكِباً رَأسَهُ طَريداً شَريداً / لا يُبالي بِشِرعَةٍ أَو ذِمامِ
سائِلاً عَن وَصِيَّةَ اللَهِ فيهِ / آخِذاً قوتَهُ بِحَدِّ الحُسامِ
لَم أَقِف مَوقِفي لِأُنشِدَ شِعراً / صُبَّ في قالَبٍ بَديعِ النِظامِ
إِنَّما قُمتُ فيهِ وَالنَفسُ نَشوى / مِن كُؤوسِ الهُمومِ وَالقَلبُ دامي
ذُقتُ طَعمَ الأَسى وَكابَدتُ عَيشاً / دونَ شُربي قَذاهُ شُربُ الحِمامِ
فَتَقَلَّبتُ في الشَقاءِ زَماناً / وَتَنَقَّلتُ في الخُطوبِ الجِسامِ
وَمَشى الهَمُّ ثاقِباً في فُؤادي / وَمَشى الحُزنُ ناخِراً في عِظامي
فَلِهَذا وَقَفتُ أَستَعطِفُ النا / سَ عَلى البائِسينَ في كُلِّ عامِ
أَيُّها المُصلِحونَ ضاقَ بِنا العَي
أَيُّها المُصلِحونَ ضاقَ بِنا العَي / شُ وَلَم تُحسِنوا عَلَيهِ القِياما
عَزَّتِ السِلعَةُ الذَليلَةُ حَتّى / باتَ مَسحُ الحِذاءِ خَطباً جُساما
وَغَدا القوتُ في يَدِ الناسِ كَاليا / قوتِ حَتّى نَوى الفَقيرُ الصِياما
يَقطَعُ اليَومَ طاوِياً وَلَدَيهِ / دونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامى
وَيَخالُ الرَغيفَ في البُعدِ بَدراً / وَيَظُنُّ اللُحومَ صَيداً حَراما
إِن أَصابَ الرَغيفَ مِن بَعدِ كَدٍّ / صاحَ مَن لي بِأَن أُصيبَ الإِداما
أَيُّها المُصلِحونَ أَصلَحتُمُ الأَر / ضَ وَبِتُّم عَنِ النُفوسِ نِياما
أَصلِحوا أَنفُساً أَضَرَّ بِها الفَق / رُ وَأَحيا بِمَوتِها الآثاما
لَيسَ في طَوقِها الرَحيلُ وَلا الجِد / دُ وَلا أَن تُواصِلَ الإِقداما
تُؤثِرُ المَوتَ في رُبا النيلِ جوعاً / وَتَرى العارَ أَن تَعافَ المَقاما
وَرِجالُ الشَآمِ في كُرَةِ الأَر / ضِ يُبارونَ في المَسيرِ الغَماما
رَكِبوا البَحرَ جاوَزوا القُطبَ فاتوا / مَوقِعَ النَيِّرَينِ خاضوا الظَلاما
يَمتَطونَ الخُطوبَ في طَلَبِ العَي / شِ وَيَبرونَ لِلنِضالِ السِهاما
وَبَنو مِصرَ في حِمى النيلِ صَرعى / يَرقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما
أَيُّها النيلُ كَيفَ نُمسي عِطاشاً / في بِلادٍ رَوَّيتَ فيها الأَناما
يَرِدُ الواغِلُ الغَريبُ فَيَروى / وَبَنوكَ الكِرامُ تَشكو الأَواما
إِنَّ لينَ الطِباعِ أَورَثَنا الذُل / لَ وَأَغرى بِنا الجُناةَ الطِغاما
إِنَّ طيبَ المُناخِ جَرَّ عَلَينا / في سَبيلِ الحَياةِ ذاكَ الزِحاما
أَيُّها المُصلِحونَ رِفقاً بِقَومٍ / قَيَّدَ العَجزُ شَيخَهُم وَالغُلاما
وَأَغيثوا مِنَ الغَلاءِ نُفوساً / قَد تَمَنَّت مَعَ الغَلاءِ الحِماما
أَوشَكَت تَأكُلُ الهَبيدَ مِنَ الفَق / رِ وَكادَت تَذودُ عَنهُ النِعاما
فَأَعيدوا لَنا المُكوسَ فَإِنّا / قَد رَأَينا المُكوسَ أَرخى زِماما
ضاقَ في مِصرَ قِسمُنا فَاِعذُرونا / إِن حَسَدنا عَلى الجَلاءِ الشَآما
قَد شَقينا وَنَحنُ كَرَّمَنا اللَ / هُ بِعَصرٍ يُكَرِّمُ الأَنعاما
حَوِّلوا النيلَ وَاِحجُبوا الضَوءَ عَنّا
حَوِّلوا النيلَ وَاِحجُبوا الضَوءَ عَنّا / وَاِطمِسوا النَجمَ وَاِحرِمونا النَسيما
وَاِملَئوا البَحرَ إِن أَرَدتُم سَفيناً / وَاِملَئوا الجَوَّ إِن أَرَدتُم رُجوما
وَأَقيموا لِلعَسفِ في كُلِّ شِبرٍ / كُنسُتَبلاً بِالسَوطِ يَفري الأَديما
إِنَّنا لَن نَحولَ عَن عَهدِ مِصرٍ / أَو تَرَونا في التُربِ عَظماً رَميما
عاصِفٌ صانَ مُلكَكُم وَحَماكُم / وَكَفاكُم بِالأَمسِ خَطباً جَسيما
غالَ أَرمادَةَ العَدُوَّ فَفُزتُم / وَبَلَغتُم في الشَرقِ شَأواً عَظيما
فَعَدَلتُم هُنَيهَةً وَبَغَيتُم / وَتَرَكتُم في النيلِ عَهداً ذَميما
فَشَهِدنا ظُلماً يُقالُ لَهُ العَد / لُ وَوُدّاً يَسقي الحَميمَ الحَميما
فَاِتَّقوا غَضبَةَ العَواصِفِ إِنّي / قَد رَأَيتُ المَصيرَ أَمسى وَخيما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025