القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : يوسُف النَّبْهاني الكل
المجموع : 2
سيّدُ الرسلِ قدرهُ معلومُ
سيّدُ الرسلِ قدرهُ معلومُ / أينَ منهُ المسيحُ أين الكليمُ
أينَ نوحٌ وأين إبراهيمُ / كلّهم عن مقامهِ مفطومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَينَ جبريلُ أين إسرافيلُ / أَين ميكالُ أين عزرائيلُ
فَعليهم طرّاً له التفضيلُ / وَبِمعراجهِ دليلٌ قويمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَينَ كلُّ العلوالمِ العلويّه / أَينَ كلّ العوالمِ السفليّه
أَينَ كلّ الوَرى بكلِّ مزيّه / إنّما فوقهُ العليُّ العظيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أوّل الخلقِ نورهُ كانَ قدماً / منهُ عرشُ الرحمنِ ثمّ وثمّا
وَهو للأنبياءِ قد جاء ختما / فهوَ الكلُّ خاتمٌ مختومُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
عنهُ نابوا في قومِهم فرسول / لكثيرٍ وقومُ بعضٍ قليلُ
وَهوَ كلُّ الورى إليه تؤولُ / وَلهُ مِن إلههِ التعميمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
حلَّ نورٌ لهُ بظهر أبيهِ / آدمٍ ثمّ في كرام بنيهِ
كلُّ مولىً أَوصى به من يليهِ / فهوَ الكنزُ حفظه محتومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
حلّ في الطاهرينَ والطاهراتِ / وَتَجلّى تجلّيَ النيّراتِ
بِبروجِ الساداتِ والسيّداتِ / فهوَ الشمس سائراً لا يقيمُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
قَد تَحرّى أماثلَ الأنجابِ / وَأجلَّ البطونِ والأصلابِ
وَأَبرّ الأحسابِ والأنسابِ / عَن شَبيهٍ له الزمان عقيمُ
فَعَليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
جاءَ وَالكونُ مدلهمُّ الذواتِ / غارقٌ في حوالك الظلماتُ
فَاِستَنارت به جميع الجهاتِ / إِذ تجلّت شموسه والنجومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أمّهُ خيرُ حرّةٍ ذات بعل / وَأبوهُ في الناس أكرم فحلُ
لَيسَ بدعاً أن كان أنجبَ حمل / وَرضيعٍ وسادَ وهو فطيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
أَرضَعته حَليمةٌ فتجلّى / عندَها الخصبُ بعدَ أَن كانَ مَحلا
وَبدرٍّ شياهُها صرنَ حُفلا / حينَما أرضعته وهو يتيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
شقَّ منهُ الأملاكُ أَفديه صدرا / غَسلوهُ وأَخرجوا منهُ أَمرا
وَحشَوهُ الإيمانَ سرّاً وجهرا / وَأعادوهُ وهو صدرٌ سليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ بعدَ الّتي وبعد اللّتيّا / جاءَ كلّ الوَرى رسولاً نبيّا
سالِكاً في الهُدى صراطاً سويّا / فَاِستَشاطَت حسّادهُ والخصومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
جاءَ بِالمُعجزاتِ والقرآنِ / عاجِزاً عن أقلّه الثقلانِ
وَلهُ البدرُ شقَّ فهو اِثنانِ / فرأوه وليس ثمّ غيومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَأصرّوا على الضلالِ وَداموا / غيرَ قومٍ لهم عتيقٌ إمامُ
وَشَكا منهمُ الأذى الإسلامُ / وَجَفاه خصوصهُم والعمومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَهوَ ما زالَ راغِباً في هداهُم / صابِراً غير نافرٍ من أذاهُم
كلّما كذّبوهُ جاءَ حِماهم / وَدَعاهم وهوَ الرؤوفُ الرحيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
حبّذا حينَ صدّق الصدّيقُ / ثمَّ مِن بعدُ آمنَ الفاروقُ
قبلهُ حمزةُ الشجاعُ الحقيقُ / أسدُ اللَّه للرسولِ حميمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَابنُ عفّانَ وَهو ذو النورينِ / وعليُّ المَولى أبو الحسنينِ
وَالحواريُّ صاحب الرمحينُ / والّذي قد علاه وهو كليمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَالأميرُ الأمينُ سعدٌ سعيدُ / واِبن عوفٍ والكلُّ ليثٌ شديدُ
وَسِواهم حتّى فَشا التوحيدُ / وَعليهِ أَذى العدى مستديمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَصَفوهُ بكاهنٍ وبسحرِ / وَبكذبٍ يوماً ويوماً بشعرِ
وَأَرادوا كيداً وهمّوا بنكر / فَحَماه منهم عليٌّ عليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمّ كانَت سَعادةُ الأنصارِ / وَحَماهم بهجرة المختارِ
وَتذكّر رفيقهُ في الغارِ / شيخَ تيمٍ صديقه المعلومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
نَسَجَ العنكبوتُ أحصنَ درع / حينَ باضَت حمامةٌ ذات سجع
قومهُ جَمعوا له شرّ جمع / وَأتاهُ من الحَمام حميمُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
وَقَفاهُم سراقةُ المفتونُ / وَهوَ لو نالَ جعلهُ مغبونُ
فَدَعاه إِلى الغنى قارونُ / واِحتوتهُ الغبراء لولا الحليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ جاءَت بشاتها أمُّ معبَد / وَهي جَهدى وَالناسُ بالمحلِ أجهَد
فَمَرى ضرعَها فسالَ وأزبَد / وَسقاهُم الدرّ غيثٌ سجومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَأَتى طيبة فَصادفَ أهلا / مَرحباً مرحباً وأهلاً وسهلا
وَسُيوفاً بيضاً وسمراً ونبلا / وأُسوداً كما يشا ويرومُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَثَوى بينهُم على خير نزل / وَنِزالٍ في يوم سلمٍ وقتلِ
وَفَدَوه بكلّ نفسٍ وأهلِ / حينَ يَغدو محارباً أو يقيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَلديهِ مِن قومه كلُّ قرم / قرشيِّ الجدّين خالٍ وعمِّ
هَجَروا قومَهم لكفرٍ وظلم / وَأطاعوهُ والمنايا تحومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَسِواهم مِن كلّ ليث قتال / عَربٌ بعضهم وبعضٌ موالي
أيّدوا الدينَ بالظُبا والعوالي / عندَهم للرسول حبٌّ صميمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
كلُّ فردٍ منهم جليلٌ فضيل / ليسَ فيهم بينَ الورى مفضولُ
قُل لِقومٍ ضلّت لديهم عقول / كلُّ أصحابهِ هداةٌ قرومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
قادَ مِنهم إِلى الوغا أبطالا / لا يَملّون غارةً وقتالا
سَلّموهُ الأرواحَ والأموالا / في رِضا اللَّه وهو طبٌّ حكيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَرَمتهم قبائلُ الجاهليّه / باِتّفاقٍ عَن قوسِ حربٍ قويّه
وَأشدُّ الأعداءِ طرّاً حميّه / قَومهُ الصيدُ حين ضلّت حلومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
حيِّ بَدراً ما كانَ أحسنَ بدرا / طَلَعت في سَما الفتوحات بدرا
هيَ بكرُ الإسلامِ عزّاً ونصرا / بعد وعدٍ له حباها الكريمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
كانَ جيشُ الكفّار جيشاً متينا / بِعديدٍ وعدّةٍ مَشحونا
كانَ أضعاف ثلّةِ المُسلمينا / وَلهُ منه مقعدٌ ومقيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَدعا فاِستُجيبَ بالأملاكِ / جِبرئيل وجيشه الفتّاكِ
وَرَماهم بالتربِ فالكلُّ شاكي / وَبهِ جمعُ كُفرهِم مهزومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
قَد تَوالَت عليهمُ المُهلكاتُ / وَتَولّت أحلامُهم والحياةُ
وَالطغاةُ العتاةُ ماتوا وفاتوا / طبقَ ما كان أخبر المعصومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
قَد نَفى البيت منهم مُجرمينا / وَصَلوا في قليبِهم سجّينا
وَأَبو الجهلِ حازَ علماً يقينا / أنّه في خلافه مذمومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمّ عادَ النبيُّ والأصحابُ / وَالأسارى والفيء والأسلابُ
ونَحا طيبةً فَطاروا وطابوا / رزقهُ تحت رُمحهِ مقسومُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمّ داموا على الجهادِ سِنينا / أُحداً خَندقاً وفتحاً حُنينا
وَأَذاق اليهودَ والعربَ هونا / وَتَبوكاً إذ أغضبتهُ الرومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَبِكلٍّ أوله مولاهُ فتحا / إِن يكُن عنوةً وإلّا فَصُلحا
عالجَ الدينَ بالجهادِ فصحّا / وَبهِ الكفرُ عادَ وهو سقيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَأتاهُ مِن كلّ قومٍ وفودُ / حين عمّ القبائل التوحيدُ
فَهداهُم وبالمرادِ أعيدوا / وحَباهُم وهو الجواد الكريمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَرسلَ الرسلَ داعياً للملوكِ / وَأبانَ اليقينَ ماحي الشكوكِ
وَهَدى كلَّ واحدٍ بألوك / قال خلّوا الجحيم هذا النعيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَسَرى دينهُ بكلِّ البلادِ / وَدَروا أنّه نبيّ الجهادِ
وَلهُ كتبهُم منَ الأشهادِ / حسَدوهُ واللؤمُ داءٌ قديمُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
رَهِبوهُ فَصانَعوا بالهدايا / كي يُنحّي عنهم جيوشَ المنايا
إِذ يعمُّ الإسلام كلّ البرايا / وهوَ جبّارُهم فأين الفهيمُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ مِن بعدُ حجَّ حجَّ الوداعِ / معَ كلِّ الأصحاب والأتباعِ
أَكملَ اللَّه دينهُ وهو داعي / قالَ بلّغتُ فاِشهدوا واِستَقيموا
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ أَوصى بالأهلِ والقرآنِ / قالَ هذان فيكمُ ثقلانِ
لَن تضلّوا يا عصبةَ الإيمانِ / ما مَسكتُم وهو الصدوق العليمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَأَتى طيبةً فطابَت وطابا / ثمّ مِن بعدِ ودّع الأحبابا
وَدعاهُ إلههُ فَأَجابا / وَهوَ جَذلانُ والمحيّا بسيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
زلزلَ الخطبُ عندَها الأرواحا / جُنَّ بعضُ الأصحابِ والبعضُ ناحا
وَالفراديسُ نالتِ الأفراحا / منهُ إِذ عمّتِ الأنام الغمومُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
هوَ في القبرِ كاملُ العرفانِ / وهوَ حَيٌّ وجسمهُ غير فاني
وَلهُ القبرُ روضةٌ من جنانِ / دامَ فيها له نعيمٌ مقيمُ
فعَليه الصلاة والتسليمُ /
نَظرةً يا أبا البتولِ إليّا / وَبِهذا الخطاب خاطبتُ حيّا
فَتلطّف باللَّه واِعطف عليّا / كلُّ عبءٍ به الشفيع يقومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
هوَ شمسُ الهدى وبحر السخاءِ / دائمُ النورِ مُستمرّ العطاءِ
هوَ مِسكٌ لسائر الأنبياءِ / خاتمٌ طيبهم به مختومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
يا نَبيّاً لَدى الإلهِ عَظيما
يا نَبيّاً لَدى الإلهِ عَظيما / وَحَبيباً لهُ وعَبداً كريما
أَنتَ فُقتَ المسيحَ فقتَ الكَليما / فُقتَ نوحاً وفقتَ إبراهيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
فُقتَ روحاً وفقتَ إِسرافيلا / فقتَ جِبريلَ فقتَ ميكائيلا
فُقتَ كلَّ الأنامِ فجيلا / ما بَرا مثلكَ الإلهُ زَعيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنت أصلُ الوجودِ ما لكَ مثل / ما لِخلقٍ من دونِ فضلكَ فضلُ
قَد تَساوى لديكَ بعدٌ وقبلُ / سُدتَ كلَّ الوَرى حديثاً قديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أنتَ نورُ الزمانِ نورُ المكانِ / أَشرَقَت منكَ سائر الأكوانِ
حازَ نَزراً مِن نوركَ النيّرانِ / وَبِنزرٍ منهُ أنَرتَ النُجوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ لِلجودِ مَظهرٌ في الوجودِ / وَمُمدٌّ بالسعدِ كلّ سعيدِ
سُقتَ خيرَ الدُنيا لخيرِ العبيدِ / وَبِأُخراهُم النعيمَ المقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أنتَ فردُ الأكوانِ والمجموعُ / أنتَ أَصلٌ والعالمون فروعُ
نوركَ البدرُ والجميعُ زروع / طابَ بَعضٌ والبعضُ صارَ وخيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ بدرُ البدورِ شمسُ الشموس / وَمُمدٌّ بالنورِ خير النفوسِ
مُستمدٌّ مِن حضرةِ القدّوسِ / منهُ نلتَ التَخصيصَ والتعميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ شمسُ الهُدى وبحرُ العَطايا / قَد حباكَ الوهّاب خيرَ المزايا
لَمحَةٌ مِن سَناكَ تهدي البَرايا / نَفحةٌ مِن نَداكَ تحيي الرَميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ خيرُ الوَرى على الإطلاقِ / سيّدُ الخلقِ صفوة الخلّاقِ
عَنكَ جبريلُ قائلٌ لِلبراقُ / مِثلهُ ما حملتَ قطّ كَريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أنتَ عبدٌ للَّه سُدتَ الأَناما / نلتَ حَظّاً مِن قربهِ لَن يُراما
وَعَلى العرشِ قَد حباكَ مَقاما / صَدّ عنهُ في الطورِ موسى الكليما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ في الخلقِ نائبُ الرحمنِ / لكَ أَعطى سيادةَ الأكوانِ
وَلهُ دمتَ مظهرَ الإحسانِ / مُصطفاهُ صِراطهُ المُستقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ روحُ الأرواحِ علواً وَسُفلا / وَممدَّ الأشباحِ فرعاً وأصلا
إِن حكاكَ الأنامُ يا نورُ شَكلا / فَالحَصى ربّما تُحاكي النُجوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
قَد رَوَينا عَن جابرٍ مَعناكا / بِحديثٍ أضاءَ فينا سناكا
قبلَ كلِّ الوَرى الإلهُ بَراكا / منهُ نوراً وعمَّهُ تَقسيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
آدَمٌ كان والدَ الأشباحِ / مِثلما أنتَ والدُ الأرواحِ
أنتَ نورٌ بدا لأهل الفلاحِ / وَعنِ العُميِ لَم يَزل مَكتوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
سيّدُ الخلقِ أنتَ للَّه عبدُ / بعدَ مَولاكَ أنتَ في الكون فردُ
بكرَ هذا الوجودِ كنتَ وبعدُ / صارَ عَن مثلكَ الزمانُ عقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
لا فَقيرٌ للَّه أفقرُ مِنكا / لا غَنيٌّ منَ الخلائقِ عَنكا
مِن رضاهُ حباكَ مَولاك ملكا / لَم يَكُن للسِوى بوجهٍ مروما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
واحدُ الفضلِ أنتَ لم تُلفِ شِركا / ما زَوى اللَّه قطُّ جدواهُ عنكا
خرَّ موسى بالصعقِ وَالطورُ دُكّا / ولديهِ كنتَ القويَّ القويما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
جُزتَ كلَّ الوَرى وحُزتَ محلّا / صرتَ فيهِ مُجلّياً ومجلّا
ورأيتَ الإلهَ عزّ وجلّا / دونَ كيفٍ لا حصرَ لا تَجسيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
كلُّ مَن رامَ للإلهِ وُصولا / مِن سبيلٍ سواكَ ضلَّ السَبيلا
بابهُ أنتَ مَن أرادَ الدخولا / مِن سِوى بابِه غَدا مَحروما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
ليسَ للَّه مِن طريقٍ سِواكا / حصَرَ الخيرَ فيكَ إِذ سوّاكا
كلُّ مَن أمّه بغيرِ هُداكا / ضلَّ سَعياً وكانَ عبداً ذميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
لَم تَزَل للإلهِ عَبداً فقيرا / لا شَريكاً لهُ ولستَ وَزيرا
لِعَطاياهُ قاسِماً لن تَجورا / لكَ لَم يخلُقِ الإلهُ قَسيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
جئتَ وَالكونُ غارقٌ في الظلامِ / طافحٌ مِن عبادةِ الأوثانِ
فَجَعلتَ التوحيدَ بدرَ تمام / نورهُ صارَ في البَرايا عَميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
قَد حَباكَ الرَحمنُ خيرَ كتابِ / مُعجزٍ نظمهُ ذوي الألبابِ
وَهوَ شمسُ الهُدى وبدر الصوابِ / وَمِنَ اللَّه قَد أتاكَ نُجوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
سيّدُ الكتبِ كلِّها القرآنُ / بينَ حَقٍّ وباطلٍ فرقانُ
هوَ نعمَ المبينُ نعم البيانُ / منكَ أَبدى الحديثُ منهُ القديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
هوَ والآلُ في الورى ثَقَلانِ / مِن ضلالٍ للناسِ خير أمانِ
وَهُما عنكَ عندَنا نائبانِ / لا يزالانِ لازماً مَلزوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
غيرُ خَافٍ عليكَ ما حلّ فينا / قَد غَدونا فريسةَ الكافِرينا
سَل لَنا اللَّه منهُ فَتحاً مُبينا / وَعلى الكافِرينَ نَصراً عميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَهلُ نارِ الجحيمِ ساقوا عَلينا / شرَّ نار منَ الحروبِ اِصطَلينا
وَتَداعَوا مِن كلِّ فجٍّ عَلينا / مِثلَما قلتَ في الحديثِ قديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
داوَموا حربَنا بكلِّ سلاحِ / وَأَغاروا عَلى جميعِ النواحي
أَبدَلوا بِالفسادِ كلّ صلاحِ / فاِحمِنا واِحمِ دينَنا وَالحَريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
خَدَعوا بِالمدارسِ الغافِلينا / أَوهَموهُم مُنىً وأعطَوا مَنونا
سَحَروهم بالكفرِ سِحراً مُبينا / فَرأوا دينكَ الصحيحَ سَقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
نارُ حربٍ ثارَت على المُسلمينا / أَوقَدَتها مدارسُ المُشركينا
أَحرَقت بالضلالِ دينَ البنينا / جَعَلوا حربَ دينكَ التعليما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
دَخلوها بِدينِهم جاهِلينا / وَتغذّوا فيها الضلالَ سِنينا
صاحَبوا المُشركاتِ وَالمُشركينا / وَلدينِ الإِسلامِ صاروا خُصوما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
كلُّ هَذا نتائجُ العصيانِ / شُعَلٌ عُجّلت منَ النيرانِ
أَنتَ مقبولُ حضرةِ الرحمنِ / فَإِذا ما شفعتَ صارَت نَعيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ بحرُ الإحسانِ بالفضلِ طامي / وَفُؤادي لِعذبِ جودِكَ ظامي
فَتكرّم بِما يزيلُ أُوامي / وَيزيدُ التكميلَ وَالتكريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنتَ أَرجى وَسائلي عندَ ربّي / هوَ ربّي وَأَنت في الخلقِ حَسبي
جلَّ دائي وقَد تعاظمَ ذَنبي / سَلهُ يَعفو عنّي ويَشفي السَقيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
شارَكَ الجسمَ بالسقامِ فُؤادي / صدئٌ بالذنوبِ للخيرِ صادي
وَأُموري عَلى خلافِ مُرادي / لستَ تَرضى لِلعبدِ حالاً ذميما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
جِئتُ أَشكو إِليكَ مَولاي سُقمي / وَهُموماً كموجِ بحرٍ خضمِّ
إِن أقُل قَد تزولُ زادَت بِرغمي / فاِمحُ عنّي جَديدَها والقديما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
صارَ عُمري ستّين عاماً وعاما / مَلأت لي صَحيفَتي آثاما
غيرَ أنّي اِستفدتُ منكَ ذِماما / يَجعلُ السيّئات طرّاً هشيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
قَد مَضى العمرُ حبّذا هو عُمرا / لكَ يا بحرُ منكَ أهديتُ درّا
إِن أَنل في جوارِ قبركَ قَبرا / فزتُ بينَ الأنامِ فَوزاً عظيما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَبتَغي في جوارِ داركَ دارا / لستُ أَرضى سِواك في الخلقِ جارا
أَنا عبدٌ جاروا عليهِ وَجارا / فَتَقبّله ظالِماً مَظلموما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /
أَنا ضَيفٌ بالفقرِ جئتُ إليكا / وَاِعتمادي مِن بعدِ ربّي عليكا
فَتَفضّل واِجعل قِرايَ لَديكا / في جنانِ البقيعِ مأوىً كَريما
يا رَؤوفاً بِالمُؤمنينَ رَحيما /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025