سيّدُ الرسلِ قدرهُ معلومُ
سيّدُ الرسلِ قدرهُ معلومُ / أينَ منهُ المسيحُ أين الكليمُ
أينَ نوحٌ وأين إبراهيمُ / كلّهم عن مقامهِ مفطومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَينَ جبريلُ أين إسرافيلُ / أَين ميكالُ أين عزرائيلُ
فَعليهم طرّاً له التفضيلُ / وَبِمعراجهِ دليلٌ قويمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَينَ كلُّ العلوالمِ العلويّه / أَينَ كلّ العوالمِ السفليّه
أَينَ كلّ الوَرى بكلِّ مزيّه / إنّما فوقهُ العليُّ العظيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أوّل الخلقِ نورهُ كانَ قدماً / منهُ عرشُ الرحمنِ ثمّ وثمّا
وَهو للأنبياءِ قد جاء ختما / فهوَ الكلُّ خاتمٌ مختومُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
عنهُ نابوا في قومِهم فرسول / لكثيرٍ وقومُ بعضٍ قليلُ
وَهوَ كلُّ الورى إليه تؤولُ / وَلهُ مِن إلههِ التعميمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
حلَّ نورٌ لهُ بظهر أبيهِ / آدمٍ ثمّ في كرام بنيهِ
كلُّ مولىً أَوصى به من يليهِ / فهوَ الكنزُ حفظه محتومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
حلّ في الطاهرينَ والطاهراتِ / وَتَجلّى تجلّيَ النيّراتِ
بِبروجِ الساداتِ والسيّداتِ / فهوَ الشمس سائراً لا يقيمُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
قَد تَحرّى أماثلَ الأنجابِ / وَأجلَّ البطونِ والأصلابِ
وَأَبرّ الأحسابِ والأنسابِ / عَن شَبيهٍ له الزمان عقيمُ
فَعَليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
جاءَ وَالكونُ مدلهمُّ الذواتِ / غارقٌ في حوالك الظلماتُ
فَاِستَنارت به جميع الجهاتِ / إِذ تجلّت شموسه والنجومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أمّهُ خيرُ حرّةٍ ذات بعل / وَأبوهُ في الناس أكرم فحلُ
لَيسَ بدعاً أن كان أنجبَ حمل / وَرضيعٍ وسادَ وهو فطيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
أَرضَعته حَليمةٌ فتجلّى / عندَها الخصبُ بعدَ أَن كانَ مَحلا
وَبدرٍّ شياهُها صرنَ حُفلا / حينَما أرضعته وهو يتيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
شقَّ منهُ الأملاكُ أَفديه صدرا / غَسلوهُ وأَخرجوا منهُ أَمرا
وَحشَوهُ الإيمانَ سرّاً وجهرا / وَأعادوهُ وهو صدرٌ سليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ بعدَ الّتي وبعد اللّتيّا / جاءَ كلّ الوَرى رسولاً نبيّا
سالِكاً في الهُدى صراطاً سويّا / فَاِستَشاطَت حسّادهُ والخصومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
جاءَ بِالمُعجزاتِ والقرآنِ / عاجِزاً عن أقلّه الثقلانِ
وَلهُ البدرُ شقَّ فهو اِثنانِ / فرأوه وليس ثمّ غيومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَأصرّوا على الضلالِ وَداموا / غيرَ قومٍ لهم عتيقٌ إمامُ
وَشَكا منهمُ الأذى الإسلامُ / وَجَفاه خصوصهُم والعمومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَهوَ ما زالَ راغِباً في هداهُم / صابِراً غير نافرٍ من أذاهُم
كلّما كذّبوهُ جاءَ حِماهم / وَدَعاهم وهوَ الرؤوفُ الرحيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
حبّذا حينَ صدّق الصدّيقُ / ثمَّ مِن بعدُ آمنَ الفاروقُ
قبلهُ حمزةُ الشجاعُ الحقيقُ / أسدُ اللَّه للرسولِ حميمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَابنُ عفّانَ وَهو ذو النورينِ / وعليُّ المَولى أبو الحسنينِ
وَالحواريُّ صاحب الرمحينُ / والّذي قد علاه وهو كليمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَالأميرُ الأمينُ سعدٌ سعيدُ / واِبن عوفٍ والكلُّ ليثٌ شديدُ
وَسِواهم حتّى فَشا التوحيدُ / وَعليهِ أَذى العدى مستديمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَصَفوهُ بكاهنٍ وبسحرِ / وَبكذبٍ يوماً ويوماً بشعرِ
وَأَرادوا كيداً وهمّوا بنكر / فَحَماه منهم عليٌّ عليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمّ كانَت سَعادةُ الأنصارِ / وَحَماهم بهجرة المختارِ
وَتذكّر رفيقهُ في الغارِ / شيخَ تيمٍ صديقه المعلومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
نَسَجَ العنكبوتُ أحصنَ درع / حينَ باضَت حمامةٌ ذات سجع
قومهُ جَمعوا له شرّ جمع / وَأتاهُ من الحَمام حميمُ
فَعليهِ الصلاةُ والتسليمُ /
وَقَفاهُم سراقةُ المفتونُ / وَهوَ لو نالَ جعلهُ مغبونُ
فَدَعاه إِلى الغنى قارونُ / واِحتوتهُ الغبراء لولا الحليمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ جاءَت بشاتها أمُّ معبَد / وَهي جَهدى وَالناسُ بالمحلِ أجهَد
فَمَرى ضرعَها فسالَ وأزبَد / وَسقاهُم الدرّ غيثٌ سجومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَأَتى طيبة فَصادفَ أهلا / مَرحباً مرحباً وأهلاً وسهلا
وَسُيوفاً بيضاً وسمراً ونبلا / وأُسوداً كما يشا ويرومُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَثَوى بينهُم على خير نزل / وَنِزالٍ في يوم سلمٍ وقتلِ
وَفَدَوه بكلّ نفسٍ وأهلِ / حينَ يَغدو محارباً أو يقيمُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَلديهِ مِن قومه كلُّ قرم / قرشيِّ الجدّين خالٍ وعمِّ
هَجَروا قومَهم لكفرٍ وظلم / وَأطاعوهُ والمنايا تحومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَسِواهم مِن كلّ ليث قتال / عَربٌ بعضهم وبعضٌ موالي
أيّدوا الدينَ بالظُبا والعوالي / عندَهم للرسول حبٌّ صميمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
كلُّ فردٍ منهم جليلٌ فضيل / ليسَ فيهم بينَ الورى مفضولُ
قُل لِقومٍ ضلّت لديهم عقول / كلُّ أصحابهِ هداةٌ قرومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
قادَ مِنهم إِلى الوغا أبطالا / لا يَملّون غارةً وقتالا
سَلّموهُ الأرواحَ والأموالا / في رِضا اللَّه وهو طبٌّ حكيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
وَرَمتهم قبائلُ الجاهليّه / باِتّفاقٍ عَن قوسِ حربٍ قويّه
وَأشدُّ الأعداءِ طرّاً حميّه / قَومهُ الصيدُ حين ضلّت حلومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
حيِّ بَدراً ما كانَ أحسنَ بدرا / طَلَعت في سَما الفتوحات بدرا
هيَ بكرُ الإسلامِ عزّاً ونصرا / بعد وعدٍ له حباها الكريمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
كانَ جيشُ الكفّار جيشاً متينا / بِعديدٍ وعدّةٍ مَشحونا
كانَ أضعاف ثلّةِ المُسلمينا / وَلهُ منه مقعدٌ ومقيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَدعا فاِستُجيبَ بالأملاكِ / جِبرئيل وجيشه الفتّاكِ
وَرَماهم بالتربِ فالكلُّ شاكي / وَبهِ جمعُ كُفرهِم مهزومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
قَد تَوالَت عليهمُ المُهلكاتُ / وَتَولّت أحلامُهم والحياةُ
وَالطغاةُ العتاةُ ماتوا وفاتوا / طبقَ ما كان أخبر المعصومُ
فَعليهِ الصلاة والتسليمُ /
قَد نَفى البيت منهم مُجرمينا / وَصَلوا في قليبِهم سجّينا
وَأَبو الجهلِ حازَ علماً يقينا / أنّه في خلافه مذمومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمّ عادَ النبيُّ والأصحابُ / وَالأسارى والفيء والأسلابُ
ونَحا طيبةً فَطاروا وطابوا / رزقهُ تحت رُمحهِ مقسومُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمّ داموا على الجهادِ سِنينا / أُحداً خَندقاً وفتحاً حُنينا
وَأَذاق اليهودَ والعربَ هونا / وَتَبوكاً إذ أغضبتهُ الرومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَبِكلٍّ أوله مولاهُ فتحا / إِن يكُن عنوةً وإلّا فَصُلحا
عالجَ الدينَ بالجهادِ فصحّا / وَبهِ الكفرُ عادَ وهو سقيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَأتاهُ مِن كلّ قومٍ وفودُ / حين عمّ القبائل التوحيدُ
فَهداهُم وبالمرادِ أعيدوا / وحَباهُم وهو الجواد الكريمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
أَرسلَ الرسلَ داعياً للملوكِ / وَأبانَ اليقينَ ماحي الشكوكِ
وَهَدى كلَّ واحدٍ بألوك / قال خلّوا الجحيم هذا النعيمُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
فَسَرى دينهُ بكلِّ البلادِ / وَدَروا أنّه نبيّ الجهادِ
وَلهُ كتبهُم منَ الأشهادِ / حسَدوهُ واللؤمُ داءٌ قديمُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
رَهِبوهُ فَصانَعوا بالهدايا / كي يُنحّي عنهم جيوشَ المنايا
إِذ يعمُّ الإسلام كلّ البرايا / وهوَ جبّارُهم فأين الفهيمُ
فعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ مِن بعدُ حجَّ حجَّ الوداعِ / معَ كلِّ الأصحاب والأتباعِ
أَكملَ اللَّه دينهُ وهو داعي / قالَ بلّغتُ فاِشهدوا واِستَقيموا
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
ثمَّ أَوصى بالأهلِ والقرآنِ / قالَ هذان فيكمُ ثقلانِ
لَن تضلّوا يا عصبةَ الإيمانِ / ما مَسكتُم وهو الصدوق العليمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
وَأَتى طيبةً فطابَت وطابا / ثمّ مِن بعدِ ودّع الأحبابا
وَدعاهُ إلههُ فَأَجابا / وَهوَ جَذلانُ والمحيّا بسيمُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
زلزلَ الخطبُ عندَها الأرواحا / جُنَّ بعضُ الأصحابِ والبعضُ ناحا
وَالفراديسُ نالتِ الأفراحا / منهُ إِذ عمّتِ الأنام الغمومُ
فعليهِ الصلاة والتسليمُ /
هوَ في القبرِ كاملُ العرفانِ / وهوَ حَيٌّ وجسمهُ غير فاني
وَلهُ القبرُ روضةٌ من جنانِ / دامَ فيها له نعيمٌ مقيمُ
فعَليه الصلاة والتسليمُ /
نَظرةً يا أبا البتولِ إليّا / وَبِهذا الخطاب خاطبتُ حيّا
فَتلطّف باللَّه واِعطف عليّا / كلُّ عبءٍ به الشفيع يقومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /
هوَ شمسُ الهدى وبحر السخاءِ / دائمُ النورِ مُستمرّ العطاءِ
هوَ مِسكٌ لسائر الأنبياءِ / خاتمٌ طيبهم به مختومُ
فَعليه الصلاة والتسليمُ /