القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 7
رَضِيَ المُسلِمونَ وَالإِسلامُ
رَضِيَ المُسلِمونَ وَالإِسلامُ / فَرعَ عُثمانَ دُم فِداكَ الدَوامُ
كَيفَ نَحصي عَلى عُلاكَ ثَناءُ / لَكَ مِنكَ الثَناءُ وَالإِكرامُ
هَل كَلامُ العِبادِ في الشَمسِ إِلّا / أَنَّها الشَمسُ لَيسَ فيها كَلامُ
وَمَكانُ الإِمامِ أَعلى وَلَكِن / بِأَحاديثِهِ يَتيهُ الأَنامُ
إيهِ عَبدَ الحَميدِ جَلَّ زَمانٌ / أَنتَ فيهِ خَليفَةٌ وَإِمامُ
ما رَأَت مِثلَ ذا الَّذي تَبتَني ال / أَقوامُ مَجداً وَلَن يَرى الأَقوامُ
دَولَةٌ شادَ رُكنَها أَلفُ عامٍ / وَمِئاتٌ تُعيدُها أَعوامُ
وَأَساسٌ مِن عَهدِ عُثمانَ يُبنى / في ثَمانٍ وَمِثلُهُنَّ يُقامُ
حِكمَةٌ حالَ كُلُّ هَذا التَجَلّي / دونَها أَن تَنالَها الأَفهامُ
يَسأَلُ الناسُ عِندَها الناسَ هَل في الن / ناسِ ذو المُقلَةِ الَّتي لا تَنامُ
أَم مِنَ الناسِ بَعدُ مَن قَولُهُ وَح / يٌ كَريمٌ وَفِعلُهُ إِلهامُ
صَدَقَ الخَلقُ أَنتَ هَذا وَهَذا / يا عَظيماً ما جازَهُ إِعظامُ
شَرَفٌ باذِخٌ وَمُلكٌ كَبيرٌ / وَيَمينٌ بُسطٌ وَأَمرٌ جِسامُ
عُمَرٌ أَنتَ بَيدَ أَنَّكَ ظِلٌّ / لِلبَرايا وَعِصمَةٌ وَسَلامُ
ما تَتَوَّجتَ بِالخِلافَةِ حَتّى / تُوِّجَ البائِسونَ وَالأَيتامُ
وَسَرى الخِصبُ وَالنَماءُ وَوافى ال / بِشرُ وَالظِلُّ وَالجَنى وَالغَمامُ
وَتَلَقّى الهِلالَ مِنكَ جَبينٌ / فيهِ حُسنٌ وَبِالعُفاةِ غَرامُ
فَسَلامٌ عَلَيهُمُ وَعَلَيهِ / يَومَ حَيَّتهُمُ بِهِ الأَيّامُ
وَبَدا المُلكُ مُلكُ عُثمانَ مِن عَل / ياكَ في الذِروَةِ الَّتي لا تُرامُ
يَهرَعُ العَرشُ وَالمُلوكُ إِلَيهِ / وَبَنو العَصرِ وَالوُلاةُ الفِخامُ
هَكَذا الدَهرُ حالَةٌ ثُمَّ ضِدٌّ / ما لِحالٍ مَعَ الزَمانِ دَوامُ
وَلَأَنتَ الَّذي رَعَّيتُهُ الأُس / دُ وَمَسرى ظِلالِها الآجامُ
أُمَّةُ التُركِ وَالعِراقُ وَأَهلو / هُ وَلُبنانُ وَالرُبى وَالخِيامُ
عالَمٌ لَم يَكُن لِيُنظَم لَولا / أَنَّكَ السِلمُ وَسطَهُ وَالوِئامُ
هَذَّبَتهُ السُيوفُ في الدَهرِ وَاليَو / مَ أَتَمَّت تَهذيبَهُ الأَقلامُ
أَيَقولونَ سَكرَةٌ لَن تَجَلّى / وَقُعودٌ مَعَ الهَوى وَقِيامُ
لَيَذوقُنَّ لِلمُهَلهِلِ صَحواً / تَشرُفُ الكَأسُ عِندَهُ وَالمُدامُ
وَضَعَ الشَرقُ في يَدَيكَ يَدَيهِ / وَأَتَت مِن حُماتِهِ الأَقسامُ
بِالوَلاءِ الَّذي تُريدُ الأَيادي / وَالوَلاءِ الَّذي يُريدُ المُقامُ
غَيرَ غاوٍ أَو خائِنٍ أَو حَسودٍ / بَرِئَت مِن أولَئِكَ الأَحلامُ
كَيفَ تُهدى لِما تُشيدُ عُيونٌ / في الثَرى مِلؤُها حَصىً وَرُغامُ
مُقَلٌ عانَتِ الظَلامَ طَويلاً / فَعَماها في أَن يَزولَ الظَلامُ
قَد تَعيشُ النُفوسُ في الضَيمِ حَتّى / لَتُري الضَيمَ أَنَّها لا تُضامُ
أَيُّها النافِرونَ عودوا إِلَينا / وَلِجوا البابَ إِنَّهُ الإِسلامُ
غَرَضٌ أَنتُمُ وَفي الدَهرِ سَهمٌ / يَومَ لا تَدفَعُ السِهامَ السِهامُ
نِمتُمُ ثُمَّ تَطلُبونَ المَعالي / وَالمَعالي عَلى النِيامِ حَرامُ
شَرُّ عَيشِ الرِجالِ ما كانَ حُلماً / قَد تُسيغُ المَنِيَّةَ الأَحلامُ
وَيَبيتُ الزَمانُ أَندَلُسِيّاً / ثُمَّ يُضحي وَناسُهُ أَعجامُ
عالِيَ البابِ هَزَّ بابُكَ مِنّا / فَسَعَينا وَفي النُفوسِ مَرامُ
وَتَجَلَّيتَ فَاِستَلَمنا كَما لِلنا / سِ بِالرُكنِ ذي الجَلالِ اِستِلامُ
نَستَميحُ الإِمامَ نَصراً لِمِصرٍ / مِثلَما يَنصُرُ الحُسامَ الحُسامُ
فَلِمِصرٍ وَأَنتَ بِالحُبِّ أَدرى / بِكَ ياحامِيَ الحِمى اِستِعصامُ
يَشهَدُ اللَهُ لِلنُفوسِ بِهَذا / وَكَفانا أَن يَشهَدَ العَلّامُ
وَإِلى السَيِّدِ الخَليفَةِ نَشكو / جَورَ دَهرٍ أَحرارُهُ ظُلّامُ
وَعَدوها لَنا وُعوداً كِباراً / هَل رَأَيتَ القُرى عَلاها الجَهامُ
فَمَلَلنا وَلَم يَكُ الداءُ يَحمي / أَن تَمَلَّ الأَرواحُ وَالأَجسامُ
يَمنَعُ القَيدُ أَن تَقومَ فَهَل تا / جٌ فَبِالتاجِ لِلبِلادِ قِيامُ
فَاِرفَعِ الصَوتَ إِنَّها هِيَ مِصرٌ / وَاِرفَعِ الصَوتَ إِنَّها الأَهرامُ
وَاِرعَ مِصراً وَلَم تَزَل خَيرَ راعٍ / فَلَها بِالَّذي أَرَتكَ زِمامُ
إِنَّ جُهدَ الوَفاءِ ما أَنتَ آتٍ / فَليَقُم في وَقائِكَ الخُدّامُ
وَليَصولوا بِمَن لَهُ الدَهرُ عَبدٌ / وَلَهُ السَعدُ تابِعٌ وَغُلامُ
فَاللِواءُ الَّذي تَلَقَّوا رَفيعٌ / وَالأُمورُ الَّتي تَوَلَّوا عِظامُ
مَن يُرِد حَقَّهُ فَلِلحَقِّ أَنصا / رٌ كَثيرٌ وَفي الزَمانِ كِرامُ
لا تَروقَنَّ نَومَةُ الحَقِّ لِلبا / غي فَلِلحَقِّ هَبَّةٌ وَاِنتِقامُ
إِنَّ لِلوَحشِ وَالعِظامُ مُناها / لَمَنايا أَسبابُهُنَّ العِظامُ
رافِعَ الضادِ لِلسُها هَل قَبولٌ / فَيُباهي النُجومَ هَذا النِظامُ
قامَتِ الضادُ في فَمي لَكَ حُبّاً / فَهيَ فيهِ تَحِيَّةٌ وَاِبتِسامُ
إِنَّ في يَلدِزِ الهَوى لَخِلالا / أَنا صَبٌّ بِلُطفِها مُستَهامُ
قَد تَجَلَّت لِخَيرِ بَدرٍ أَقَلَّت / في كَمالٍ بَدَت لَهُ أَعلامُ
فَاِلزَمِ التَمَّ أَيُّها البَدرُ دَوماً / وَاِلزَمِ البَدرَ أَيُّهَذا التَمامُ
قِف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه
قِف بِطوكِيو وَطُف عَلى يوكاهامَه / وَسَلِ القَريَتَينِ كَيفَ القِيامَه
دَنَتِ الساعَةُ الَّتي أُنذِرَ النا / سُ وَحَلَّت أَشراطُها وَالعَلامَه
قِف تَأَمَّل مَصارِعَ القَومِ وَاِنظُر / هَل تَرى دِيارَ عادٍ دِعامَه
خُسِفَت بِالمَساكِنِ الأَرضُ خَسفاً / وَطَوى أَهلُها بِساطَ الإِقامَه
طَوَّفَت بِالمَدينَتَينِ المَنايا / وَأَدارَ الرَدى عَلى القَومِ جامَه
لا تَرى العَينُ مِنهُما أَينَ جالَت / غَيرَ نِقضٍ أَو رِمَّةٍ أَو حُطامَه
حازَهُم مِن مَراجِلِ الأَرضِ قَبرٌ / في مَدى الظَنِّ عُمقُهُ أَلفُ قامَه
تَحسَبُ المَيتَ في نَواحيهِ يُعي / نَفخَةَ الصورِ أَن تَلُمَّ عِظامَه
أَصبَحوا في ذَرا الحَياةِ وَأَمسَوا / ذَهَبَت ريحُهُم وَشالوا نَعامَه
ثِق بِما شِئتَ مِن زَمانِكَ إِلّا / صُحبَةَ العَيشِ أَو جِوارَ السَلامَه
دَولَةُ الشَرقِ وَهيَ في ذِروَةِ العِزِّ / تَحارُ العُيونُ فيها فَخامَه
خانَها الجَيشُ وَهوَ في البَرِّ دِرعٌ / وَالأَساطيلُ وَهيَ في البَحرِ لامَه
لَو تَأَمَّلتَها عَشِيَّةَ جاشَت / خِلتَها في يَدِ القَضاءِ حَمامَه
رَجَّها رَجَّةً أَكَبَّت عَلى قَر / تَيهِ بوذا وَزَلزَلَت أَقدامَه
اِستَعَذنا بِاللَهِ مِن ذَلِكَ السَي / لِ الَّذي يَكسَحُ البِلادَ أَمامَه
مَن رَأى جَلمَداً يَهُبُّ هُبوباً / وَحَميماً يَسُحَّ سَحَّ الغَمامَه
وَدُخاناً يَلُفُّ جُنحاً بِجُنحٍ / لا تَرى فيهِ مِعصَمَيها اليَمامَه
وَهَزيماً كَما عَوى الذِئبُ في كُل / لِ مَكانٍ وَزَمجَرَ الضِرغامَه
أَتَتِ الأَرضُ وَالسَماءُ بِطوفا / نٍ يُنَسّي طوفانَ نوحٍ وَعامَه
فَتَرى البَحرَ جُنَّ حَتّى أَجازَ ال / بَرَّ وَاِحتَلَّ مَوجُهُ أَعلامَه
مُزبِداً ثائِرَ اللُجاجِ كَجَيشٍ / قَوَّضَ العاصِفُ الهَبوبُ خِيامَه
فُلكُ نوحٍ تَعوذُ مِنهُ بِنوحٍ / لَو رَأَتهُ وَتَستَجيرُ زِمامَه
قَد تَخَيَّلتُهُم مَتابيلَ سِحرٍ / مِن قِراعِ القَضاءِ صَرعى مُدامَه
وَتَخَيَّلتُ مَن تَخَلَّفَ مِنهُمُ / ظَنَّ لَيلَ القِيامِ ذاكَ فَنامَه
أَبَراكينُ تِلكَ أَم نَزَواتٌ / مِن جِراحٍ قَديمَةٍ مُلتامَه
تَجِدُ الأَرضَ راحَةً حَيثُ سالَت / راحَةُ الجِسمِ مِن وَراءِ الحَجامَه
ما لَها لا تَضِجُّ مِمّا أَقَلَّت / مِن فَسادٍ وَحُمِّلَت مِن ظُلامَه
كُلَّما لُبِّسَت بِأَهلِ زَمانٍ / شَهِدَت مِن زَمانِهِم آثامَه
اِستَوَوا بِالأَذى ضِرِيّاً وَبِالشَر / رِ وُلوعاً وَبِالدِماءِ نَهامَه
لَبَّسَت هَذِهِ الحَياةُ عَلَينا / عالَمَ الشَرِّ وَحشَهُ وَأَنامَه
أَنا مِن خَمسَةٍ وَعِشرينَ عاما
أَنا مِن خَمسَةٍ وَعِشرينَ عاما / لَم أُرِح في رِضاكُمُ الأَقداما
أَركَبُ البَحرَ تارَةً وَأَجوبُ ال / بَرَّ طَوراً وَأَقطَعُ الأَيّاما
وَيُوافي النُفوسَ مِنّي رَسولٌ / لَم يَكُن خائِناً وَلا نَمّاما
يَحمِلُ الغِشَّ وَالنَصيحَةَ وَالبَغضا / ءَ وَالحُبَّ وَالرِضى وَالمَلاما
وَيَعي ما تُسِرُّهُ مِن كَلامٍ / وَيُؤَدّي كَما وَعاهُ الكَلاما
وَلَقَد أُضحِكُ العَبوسَ بِيَومٍ / فيهِ أُبكي المُنَعَّمَ البَسّاما
وَأُهَنّي عَلى النَوى وَأُعَزّي / وَأُفيدُ الحِرمانَ وَالإِنعاما
وَجَزائِيَ عَن خِدمَتي وَوَفائي / ثَمَنٌ لا يُكَلِّفُ الأَقواما
رُبَّ عَبدٍ قَدِ اِشتَراني بِمالٍ / وَغُلامٍ قَد ساقَ مِنّي غُلاما
عَرَفَ القَومُ في جِنيفا مَحَلّي / وَجَزَوني عَن خِدمَتي إِكراما
جامَلوني إِذ تَمَّ لي رُبعُ قَرنٍ / مِثلَما جامَلوا المُلوكَ العِظاما
وَيوبيلُ المُلوكِ يَلبَثُ يَوماً / وَيوبيلي يَدومُ في الناسِ عاما
هالَةٌ لِلهِلالِ فيها اِعتِصامُ
هالَةٌ لِلهِلالِ فيها اِعتِصامُ / كَيفَ حامَت حِيالَها الأَيّامُ
دَخَلَتها عَلَيكَ عُثمانُ في السِل / مِ وَقَد كُنتَ في الوَغى لا تُرامُ
وَإِذا الداءُ كانَ داءَ المَنايا / صَعَّبَتهُ لِأَهلِها الأَحلامُ
فَبُرَغمِ المُشيرِ أَن يَتَوَلّى / وَالخُطوبُ المُرَوِّعاتُ جِسامُ
وَيَدُ المُلكِ تَستَجيرُ يَدَيهِ / وَالسَرايا تَدعوهُ وَالأَعلامُ
وَبَنوهُ يَرجونَهُ وَهُمُ الجُن / دُ وَهُم قادَةُ الجُنودِ العِظامُ
مَثَّلَتهُم صِفاتُهُ لِلبَرايا / رُبَّ فَردٍ سادَت بِهِ أَقوامُ
بَطَلَ الشَرقِ قَد بَكَتكَ المَعالي / وَرَثاكَ الوَلِيُّ وَالأَخصامُ
خَذَلَ المُلكَ زِندُهُ يَومَ أَودَي / تَ وَأَهوى مِن راحَتَيهِ الحُسامُ
وَدَهى الدينَ وَالخِلافَةَ أَمرٌ / فادِحٌ رائِعٌ جَليلٌ جُسامُ
عَلَمُ العَصرِ وَالمَمالِكِ وَلّى / وَقَليلٌ أَمثالُهُ الأَعلامُ
سَل بِلَفنا أَكُنتَ تُدرَكُ فيها / وَلَوَ أَنَّ المُحاصِرينَ الأَنامُ
خَيَّمَ الروسُ حَولَ حِصنِكَ لَكِن / أَينَ مِن هامَةِ السِماكِ الخِيامُ
وَأَحاطَت بِعَزمِكَ الجُندُ لَكِن / عَزمُكَ الشُهبُ وَالجُنودُ الظِلامُ
كُلَّما جَرَّدَ المُحاصِرُ سَيفاً / قَطَعَ السَيفَ رَأيُكَ الصَمصامُ
وَإِذا كانَتِ العُقولُ كِباراً / سَلِمَت في المَضايِقِ الأَجسامُ
وَعَجيبٌ لا يَأخُذُ السَيفُ مِنكُم / وَيَنالُ الطَوى وَيُعطى الأُوامُ
فَخَرَجتُم إِلى العِدا لَم تُبالوا / ما لِأُسدٍ عَلى سُغوبٍ مُقامُ
تَخرِقونَ الجُيوشَ جَيشاً فَجَيشاً / مِثلَما يَخرِقُ الخَواءَ الغَمامُ
وَالمَنايا مُحيطَةٌ وَحُصونُ الرو / سِ تَحمي الطَريقَ وَالأَلغامُ
وَلِنارِ العَدُوِّ فيكُم قُعودٌ / وَلِسَيفِ العَدُوِّ فيكُم قِيامُ
جُرِحَ اللَيثُ يَومَ ذاكَ فَخانَ ال / جَيشَ قَلبٌ وَزُلزِلَت أَقدامُ
ما دَفَعتَ الحُسامَ عَجزاً وَلَكِن / عَجَّزتَ ضَيغَمَ الحُروبِ الكِلامُ
فَأَعادوهُ خَيرَ شَيءٍ أَعادوا / وَكَذا يَعرِفُ الكِرامَ الكِرامُ
فَتَقَلَّدتَهُ وَكُنتَ خَليقاً / سَلَبَتنا كِلَيكُما الأَيّامُ
ما لَها عَودَةٌ وَلا لَكَ رَدٌّ / نِمتَ عَنها وَمَن تَرَكتَ نِيامُ
إِنَّما المُلكُ صارِمٌ وَيَراعٌ / فَإِذا فارَقاهُ سادَ الطَغامُ
وَنِظامُ الأُمورِ عَقلٌ وَعَدلٌ / فَإِذا وَلَّيا تَوَلّى النِظامُ
وَعَجيبٌ خُلِقتَ لِلحَربِ لَبثاً / وَسَجاياكَ كُلُّهُنَّ سَلامُ
فَهيَ في رَأيِكَ القَويمِ حَلالٌ / وَهيَ في قَلبِكَ الرَحيمِ حَرامُ
لَكَ سَيفٌ إِلى اليَتامى بَغيضٌ / وَحَنانٌ يُحِبُّهِ الأَيتامُ
مُستَبِدٌّ عَلى قَوِيٍّ حَليمٌ / عَن ضَعيفٍ وَهَكَذا الإِسلامُ
لَكَ في الأَرضِ وَالسَماءِ مَآتِم
لَكَ في الأَرضِ وَالسَماءِ مَآتِم / قامَ فيها أَبو المَلائِكِ هاشِم
قَعدَ الآلُ لِلعَزاءِ وَقامَت / باكِياتٍ عَلى الحُسَينِ الفَواطِم
يا أَبا العِليَةِ البَهاليلِ سَل آ / باءَكَ الزُهرَ هَل مِنَ المَوتِ عاصِم
المَنايا نَوازِلُ الشَعَرِ الأَب / يَضِ جاراتُ كُلِّ أَسوَدَ فاحِم
ما اللَيالي إِلّا قِصارٌ وَلا الدُن / يا سِوى ما رَأَيتَ أَحلامَ نائِم
اِنحِسارُ الشِفاهِ عَن سِنِّ جَذلا / نَ وَراءَ الكَرى إِلى سِنِّ نادِم
سَنَةٌ أَفرَحَت وَأُخرى أَساءَت / لَم يَدُم في النَعيمِ وَالكَربِ حالِم
المَناحاتُ في مَمالِكِ أَبنا / ئِكَ بَدرِيَّةُ العَزاءِ قَوائِم
تِلكَ بَغدادُ في الدُموعِ وَعَمّا / نُ وَراءَ السَوادِ وَالشامُ واجِم
وَالحِجازُ النَبيلُ رَبعٌ مُصَلٍّ / مِن رُبوعِ الهُدى وَآخَرُ صائِم
وَاِشتَرَكنا فَمِصرُ عَبرى وَلُبنا / نُ سَكوبُ العُيونِ باكي الحَمائِم
قُم تَأَمَّل بَنيكَ في الشَرقِ زَينُ ال / تاجِ مِلءُ السَريرِ نورُ العَواصِم
الزَكِيّونَ عُنصُراً مِثلَ إِبرا / هيمَ وَالطَيِّبونَ مِثلَ القاسِم
وَعَلَيهِم إِذا العُيونُ رَمَتهُم / عُوَذٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتَمائِم
قَد بَنى اللَهُ بَيتَهُم فَهوَ باقٍ / ما بَنى اللَهُ ما لَهُ مِن هادِم
دَبَّروا المُلكَ في العِراقِ وَفي الشا / مِ فَسَنّوا الهُدى وَرَدّوا المَظالِم
أَمِنَ الناسُ في ذَراهُم وَطابَت / عَرَبُ الأَرضِ تَحتَهُم وَالأَعاجِم
وَبَنوا دَولَةً وَراءَ فِلَسطي / نَ كَعابَ الهُدى فَتاةَ العَزائِم
ساسَها بِالأَناةِ أَروَعُ كَالدا / خِلِ ماضي الجِنانِ يَقظانُ حازِم
قُبرُصٌ كانَتِ الحَديدَ وَقَد تَن / زِلُ قُضبانَهُ اللُيوثُ الضَراغِم
كَرِهَ الدَهرُ أَن يَقومَ لِواءٌ / تُحشَرُ البيدُ تَحتَهُ وَالعَمائِم
قُم تَحَدَّث أَبا عَلِيٍّ إِلَينا / كَيفَ غامَرتَ في جِوارِ الأَراقِم
لَم تُبالِ النُيوبَ في الهامِ خُشناً / وَتَعَلَّقَت بِالحَواشي النَواعِم
هاتِ حَدِّث عَنِ العَوانِ وَصِفها / لا تُرَع في التُرابِ ما أَنا لائِم
كُلُّنا وارِدُ السَرابِ وَكُلٌّ / حَمَلٌ في وَليمَةِ الذِئبِ طاعِم
قَد رَجَونا مِنَ المَغانِمِ حَظّاً / وَوَرَدنا الوَغى فَكُنّا الغَنائِم
قَد بَعَثتَ القَضِيَّةَ اليَومَ مَيتاً / رُبَّ عَظمٍ أَتى الأُمورَ العَظائِم
أَنتَ كَالحَقِّ أَلَّفَ الناسَ يَقظا / نَ وَزادَ اِئتِلافَهُم وَهوَ نائِم
إِنَّما الهِمَّةُ البَعيدَةُ غَرسٌ / مُتَأَنّي الجَنى بَطيءُ الكَمائِم
رُبَّما غابَ عَن يَدٍ غَرَسَتهُ / وَحَوَتهُ عَلى المَدى يَدُ قادِم
حَبَّذا مَوقِفٌ غُلِبتَ عَلَيهِ / لَم يَقِفهُ لِلعُربِ قَبلَكَ خادِم
ذائِداً عَن مَمالِكٍ وَشُعوبٍ / نُقِلَت في الأكُفِّ نَقلَ الدَراهِم
كُلُّ ماءٍ لَهُم وَكُلُّ سَماءٍ / مَوطِئُ الخَيلِ أَو مَطارُ القَشاعِم
لِمَ لَم تَدعُهُم إِلى الهِمَّةِ الشَم / ماءِ وَالعِلمِ وَالطِماحِ المُزاحِم
وَرُكوبِ اللِجاجِ وَهيَ طَواغٍ / وَالسَمَواتِ وَهيَ هوجُ الشَكائِم
وَإِلى القُطبِ وَالجَليدُ عَلَيهِ / وَالصَحاري وَما بِها مِن حَمائِم
اِغسُلوهُ بِطَيِّبٍ مِن وَضوءِ ال / رُسلِ كَالوَردِ في رُباهُ البَواسِم
وَخُذوا مِن وِسادِهِم في المُصَلّى / رُقعَةً كَفِّنوا بِها فَرعَ هاشِم
وَاِستَعيروا لِنَعشِهِ مِن ذُرى المِن / بَرِ عوداً وَمِن شَريفِ القَوائِم
وَاِحمُلوهُ عَلى البُراقِ إِنِ اِسطَع / تُم فَقَد جَلَّ عَن ظُهورِ الرَواسِم
وَأَديروا إِلى العَتيقِ حُسَيناً / يَبتَهِل رُكنُهُ وَتَدعو الدَعائِم
وَاِذكُروا لِلأَميرِ مَكَّةَ وَالقَص / رَ وَعَهدَ الصَفا وَطيبَ المَواسِم
ظَمِئَ الحُرُّ لِلدِيارِ وَإِن كا / نَ عَلى مَنهَلٍ مِنَ الخُلدِ دائِم
نَقِّلوا النَعشَ ساعَةً في رُبا الفَت / حِ وَطوفوا بِرَبِّهِ في المَعالِم
وَقِفوا ساعَةً بِهِ في ثَرى الأَق / مارِ مِن قَومِهِ وَتُربَ الغَمائِم
وَاِدفُنوهُ في القُدسِ بَينَ سُلَيما / نَ وَداوُدَ وَالمُلوكِ الأَكارِم
إِنَّما القُدسُ مَنزِلُ الوَحيِ مَغنى / كُلِّ حَبرٍ مِنَ الأَوائِلِ عالِم
كُنِّفَت بِالغُيوبِ فَالأَرضُ أَسرا / رٌ مَدى الدَهرِ وَالسَماءُ طَلاسِم
وَتَحَلَّت مِنَ البُراقِ بِطُغَرا / ءَ وَمِن حافِرِ البُراقِ بِخاتِم
من يرد حقه فللحق أنصا
من يرد حقه فللحق أنصا / ر كثير وفي الزمان كرام
لا تروقنّ نومة الحق للبا / غي فللحق هزة وأنتقام
حظوة اللورد قُسمت
حظوة اللورد قُسمت / بين فتحي وبيرم
فاحمد الله أنها / لم تدم للمقطم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025