إِنَّ للنَفس في الكَرى أَمجالا
إِنَّ للنَفس في الكَرى أَمجالا / نَشأةُ القادِرِ الحَكيمِ تَعالى
هِي نَفسٌ إِظلامُها مستمرُّ / وَهيَ روحٌ أَنوارُهُ تَتَلالا
فَهُما واحِدٌ هما اِثنانِ بِالوَص / فِ نساءٌ في هَيكَلٍ وَرِجالا
أَودَعَ اللَهُ قُوَّةَ العَقلِ فيها / فَهيَ في النَومِ تُبصِرُ الأَشكالا
بَينَما المَرءُ نائِماً في مقر / جابَت الأَرض سَهلَها وَالجِبالا
بَينَ رُؤيا تَجيءُ مثلَ سَنا الصُبحِ / وَرُؤيا أُخرى تَجيء خَيالا
فَهيَ تَسري ما بينَ عُلوٍ وَسفلٍ / وَهيَ في الدَنِّ لا تَرومُ اِنتِقالا
واصَلَت دَنَّها زَماناً فلَما / فارَقَتهُ كُرهاً أَبَت اِتِصالا
وَهيَ أَضحت إِلى البَقاءِ تسامَت / وَهوَ أَمسَى إِلى الترابِ اِستحالا
سيعيدُ الإِلهُ نَفساً لجسمٍ / عاجِلاً بين ذا وَتلكَ اِتِصالا
وَادّعى الفَيلَسوفُ وَهوَ كَذوبٌ / أَنَّ عَودَ الجُسومِ صارَ مُحالا
وَسَواءٌ إِعادَةٌ وَابتداء / عِندَ رَبّي وَالعَودُ أَهون حالا
كُلُّ ما شاءهُ إلَهُ البَرايا / كَونَهُ فَهوَ كائِنٌ لا مَحالا
وَاختِلافُ الأَنامِ في النَفسِ جَهلٌ / لا يَزيدُ البحّاث إِلا ضَلالا
هِيَ خَلقٌ وَلَيسَ يَعلمُ خَلقٌ / كُنهَها إِنَّها عَجيبٌ فَعالا
وَادّعى علمَه بِها فَلسفيٌّ / بِكَلامٍ قَد أَوهَمَ الجُهّالا
وَادّعى أَنَّها قَديمةُ ذاتٍ / قِدَمَ الرَبِّ جَلَّ رَبي جَلالا