أيها السائر المجد إلى الشا
أيها السائر المجد إلى الشا / م تبارى ركابه والخيول
خذ على بلدة بها دار مجد / الدين لاريع ريعها المأمول
وتعرف أخباره واقرأه منا / سلاماً فيه العتاب يجول
قل له أنت نعم ذخراً لصديق / اليوم لكنك الصديق الملول
ما ظننا بأن حالك في القرب / ولا البعد بالملال تحول
لا كتاب ولا جواب ولا قول / به لليقين منا حصول
غير أنا نواصل الكتب إذ قصر / منك البر الكريم الوصل
ذاكرين الفتح الذي فتح اللّه / علينا فالصنع منه جميل
لم يزل فعلنا له خالصاً / وهو لما شاء في الأنام فصول
جاءنا بعدما ذكرناه في كتب / أتاكم بهن منا الرسول
أن بعض الاسطول نال من / الافرنج ما لا يناله التأميل
سار في قلة وما زال باللّه / وصدق النيات ينمي القليل
وبلقا الاسطول ليس له / بعد إلى ساحل الشآم وصول
فحوى من عكا وانطرطوس / عدة لم يحط بها التحصيل
جمع ديوية بهم كانت الافرنج / تسطو على الورى وتصول
قيد في وسطهم مقدمهم / يهدي الينا وجيده مغلول
بعد مثوى جماعة هلكت / بالسيف منها الغريق والمقتول
هذه نعمة الاله وتعديد / أيادي الاله شيء يطول
فأبلغن قولنا إلى الملك العادل / فهو المرجو والمأمول
قل له كم تماطل الدين في الكفار / فأحذر أن يغصب الممطول
سِر إلى القدس واحتسب ذاك / في اللّه فبالسير منك يشفي الغليل
وإذا ما أبطأ مسيرك فاللّه إذاً / حسبنا ونِعم الوكيل