عِش مُهناً بِكُلِّ خَيرٍ مُمَلّا
عِش مُهناً بِكُلِّ خَيرٍ مُمَلّا / وَابقَ أَعلى مِنَ السِماكِ مَحَلّا
حَسَدَت نَعلَكَ الوُجُوهُ فَلَو أَر / ضاكَ وَجهي حَذَوتُهُ لَكَ نَعلا
وَوَطِئتَ الثَرى فَلَو قِيسَ بِالعَن / بَرِ ما دُستَ كانَ ما دُستَ أَغلى
قَد سَمِعنا عَنِ الأَوائِلِ قَولاً / وَرَأَينا مِنكَ الَّذي قِيلَ فِعلا
طُلتَ حَتّى أَصبَحتَ لِلفَلَكِ الدا / ئِرِ عُلواً وَأَصبَحَ العُلوُ سُفلا
وَفَضَحتَ الغَمامَ بِالجُودِ حَتّى / صارَ جُودُ الغَمامِ لُؤماً وَبُخلا
وَقَهَرتَ العِدى بِسَيفِكَ حَتّى / قَد غَدا مِنهُمُ الأَعَزُّ الأَذَلّا
كُلَّما حاوَلُوا انحِطاطَ مَبانِي / كَ بَناها لَكَ الإِلهُ وَأَعلى
قَد رَأَينا المُلوكَ في كُلِّ أَرضٍ / وَرَأينا الأَعَزَّ أَنتَ الأَجَلّا
قُمتَ بِالنائِباتِ عَنهُم فَقَد أَص / بَحَ كُلٌّ عَلى الحُمَيدِيِّ كَلّا
لَو عَدَدنا قَطرَ الغَمامِ الَّذي صا / بَ وَمَعرُوفَهُ لَزادَ وَقَلّا
ناهِضٌ بِالخُطوبِ لَو حَمَلَ الشُم / مَ الذُّرى لاستَقَلَّها وَاستَقَلّا
كُلَّما جَلَّ جَلَّ عَن شِيَمِ الكِب / رِ وَمَن جانَبَ التَكَبُّر جَلّا
مُدرِكيُّ النِجارِ أَصبَحَ أَعلى الن / ناسِ قَدراً وَأَرجَحَ الناسِ عَقلا
ساعَدَتهُ نَوائِبُ الدَهرِ حَتّى / طَلَبَ الدَهرُ عِندَ شانيهِ تَبلا
كُلَّما سارَ مُزمِعاً أَزمَعَ المَج / دُ مَسِيراً وَكُلَّما حَلَّ حَلّا
مِثلُ صَوبِ الغَمامِ لا تَشتَكي الأَر / ضُ إِذا ما مَشى عَلى الأَرضِ مَحلا
حَطَّمَ السَمهَرِيَّ طَعناً وَأَفنى السْ / سَيفَ ضَرباً وَأَنفَدَ المالَ بَذلا
عَذَلُوهُ عَلى السَماحِ وَما يَق / بَلُ دَرُّ الغَمامِ لَوماً وَعَذلا
عاشِقٌ لِلنَدى إِذا نالَ حُسنَ الذ / ذكرِ بَينَ المَلا فَقَد نالَ وَصلا
مُرغِبٌ مُرهِبٌ فَقَد مَلَأَ الآ / فاقَ أَمناً وَطَبَّقَ الأَرضَ عَدلا
وَرِكابٍ كَلَّت وَمَلَّت وَكَلَّ الر / ر كبُ مِن طُولِ ما يَسيرُ وَمَلّا
دَلَّهُم في الظَلامِ وَجهُ أَبي العُل / وانِ لَمّا حارَ الدَليلُ وَضَلّا
كُلَّما هَبَّتِ الصَبا شَمَّ رَيّا ال / مِسكِ مِن نَحوِ أَرضِهِ فاستَدَلّا
كَسَبَ الفَخرَ قَومَهُ وَكَسى العُر / يَ ثِياباً مِنَ العُلى لَيسَ تَبلى
وَغَدا النَجمُ وَالشِهابُ يَحُفّا / نِ هِلالاً مِن أُفقِهِ قَد تَجَلّى
خَمسَةٌ كَالأَصابِعِ الخَمسِ وَالوُس / طى فَتىً طالَهُم جَلالاً وَنُبلا
إِن عَلا قَدرُ ما أَنالَ مِنَ الفَض / لِ فَإِنّي مُحِلُّهُ اليَومَ أَعلى
فَردَةٌ أَعلَمَت بِأَنَّكَ فَردٌ / وَسِجلٌّ قُلِّدتَهُ لِيُحَلّى
وَلِواءٌ حَكى الهَدِيَّ عَلَيها ال / وَشيُ قَد أَقبَلَت إِلى البَعلِ تُجلى
ذاتُ فَرعٍ تَلُفُّ أَطرافَهُ الرِي / حُ وَلَكِن بِعاصِفِ الرِيحِ تُعلى
وَمَشَت تَحتَكِ الصَبا تَحمِلُ التِب / رَ وَتَشكُو مِن حَملِها لَكَ ثِقلا
عَجَباً كَيفَ تَستَقِلُّ بِكَ الخَي / لُ إِذا كُنتَ تُثقِلُ الأَرضَ حَملا
وَتَقَلَّدتَ بِالحُسامِ فَقُلنا / هَل رَأَيتُم نَصلاً تَقَلَّدَ نَصلا
وَتَنَطَّقتَ بِالنُجومِ وَسُربِل / تَ بِثَوبٍ يَحكي الغَزالَةَ غَزلا
إِن عَدا مُهجَةَ الإِمامِ فَقَد أَف / ضى إِلى مُهجَةٍ تُحاطُ وَتُكلا
إِنَّما أَنفَذَ الغِلالَةَ لَمّا / لَم يَجِد في فُؤادِهِ لَكَ غِلّا
شَرَفاً زائِداً وَعِزَّاً مِن اللِ / هِ وَفَضلاً مِنَ الخَليفَةِ جَزلا
لَو مَلَكتَ العِبادَ شَرقاً وَغَرباً / وَحَوَيتَ البِلادَ حَزناً وَسَهلا
كُنتَ أَولى بِها وَكُنت لما تَم / لِكُ مِن أَهلِ دُنياكَ أَهلا
خَبَطَ الناسُ حَولَكَ الأَرضَ حَتّى / مَلَؤُوها طُرقاً إِلَيكَ وَسُبلا
مَن بَغى الخَيرَ مِن سِواكَ فَما فا / زَ وَمَن لَم يَلُذ بِغَيرِكَ ذَلّا
لَم تَهبَني حَوادِثُ الدَهرِ إِلّا / مُذ تَعَلَّقتُ مِن حِبالِكَ حَبلا
كُلَّما صُغتُ فيكَ بِكراً مِنَ القَو / لِ أَبَت أَن تُرِيدَ غَيرَكَ بَعلا
يَسمَعُ الدَهرُ ما أَقولُ فَيَروي / هِ وَعَنّي رَوى وَمِنّي استَملى
وَلَقَد طُلتَ عَن مَديحي فَما أَد / رِي أَيُرضِيكَ ما أُحَبِّرُ أَم لا
يا بنَ أَعلى المُلوكِ قَدراً وَيا أَك / رَمَ مَن أَوطَأَ السِماكَينِ رِجلا
إِنَّما أَنتَ نِعمَةٌ يَشكُرُ اللَ / هَ عَلَيها مَن صامَ مِنّا وَصَلّى
لا أَلمَّت بِكَ الخُطُوبُ وَلا ذا / قَت لَكَ المَكرُماتُ في الدَهرِ ثَكلا