المجموع : 8
يا وزيراً قد أسبغَ الله ظِلّه
يا وزيراً قد أسبغَ الله ظِلّه / حينَ علّى على السِّماكِ مَحلّه
لكَ وجهٌ فاقَ الهلالَ وكف / يخجلُ الغَيْثَ بالنّدى مستهلّه
راحةٌ لم تزلْ إذا القَحْطُ أَودى / راحةً وهي للمُقَبِّلِ قُبْلَه
كانَ قد أُبهمَ التفضُّلُ في النا / سِ فأوضَحْتَ بالمكارِمِ سبلَه
فَذَكرنا من حاتم بكَ معنىً / ونسينا أَيامَ كسرى وَعَدْلَه
وسأنهي إليكَ أمراً عجيباً / فاستَمِعْ قِصتي سألتُك بالله
إنني قد تأخّرَ القمح عنّي / عاشِقٌ كُلَّ مخزنٍ فيه غَلّه
إن سمعتُ الكيّالَ يشدو بذكرى / غَلّةٍ هاجَ في فؤادي غُلّه
وَمنايَ إذا أثارَ غباراً / أَغبراً لو كُحِلتُ منه بِكُحْلَه
ذابَ قلبُ الطاحونِ شوقاً وللقف / ةِ دمعٌ لها بذي أَلفُ غِسله
ورأيتُ الأطفالَ مِن عدمِ الخب / زِ تَلَظّى ولو على قرصِ جَلّه
تلك تشكو وتيكَ تدعو وهذي / تتجنى عليَّ وَهْيَ مُدلّه
فَتراني مُلقى وَعِرسي تُنادي / قُم وعجّلْ فليس في الصَوتِ مهله
وأَنتَ زوجُ الفراشِ لا عِشْتَ أَم أَن / تَ حكيمٌ كما يُقالُ بِوصلَه
ما تُرينا قُرصاً سوى قرصِ شمس ال / أفقِ تبدو وَخُشكنانِ الأهِلَه
عَنْتَرُ الحربِ لو يُطالَبُ مِثلي / بدِقيقٍ لَفَرّ مِن فَرْدِ حَمْلَه
أزمَعَ الصّومُ مُؤذِناً بارتِحالِ
أزمَعَ الصّومُ مُؤذِناً بارتِحالِ / بَعدَما رَدني بأسوأ حال
وَحَلَى لي فيهِ التنسُّكُ حتى / صِرْتُ فيهِ للسُّقمِ مثلَ الخلالِ
ما أظنِّي أرى الهلال إلى أنْ / تَنظروني منَ الضّنى كالهلال
يا نَديميَّ في العبادَةِ مَهْلاً / ما بقي فيهِ غيرُ هذي الليّالي
يُؤجرُ المرءُ مِثلَما قيلَ كُرهاً / فأمرِ النّفسَ فيهِ بالاحتمالِ
هَذهِ هذِهِ اللياليْ التي لو / دَفَعَتني وَقَعْتُ في شَوَّال
إنْ تناسَيْتُما الحبيب لِبُعْدٍ / فاذكروا اليومَ قُربَ طيبِ الوصال
فَسَيغدو السّحورُ بَعْدُ صبوحاً / وَتُدارُ الشّمولُ بالأرطال
نَظّفَتْ كلُّ غادةِ طرقَ ال / فَلا تَقْلَقوا ل الحلالِ
وكأنّ وَقَدْ دُفِعنا إلى الحا / ن بَرِهطٍ في اللّهْوِ من أشكالي
ذا يُغَنْي وذا يُبَشْلِقُ بالكفِّ / وهذا في بابةٍ وَخيالِ
فإذا ما سطت عَلَيْهمْ يدُ القه / وةِ ثارَ الجميعُ للأختِلالِ
فترى ذا في وجه هذا / لثَ وهذا يَصيحُ ستّي تعالي
آخِ أختِ مَنْ يقيسُك بالْظب / يِ وذا ال في أمِّ الغزال
بوهُ أحّاهُ ياسويدي تَرَفّقْ / قد من
وَينادي هذا وَحَقِّ عَليَّ / العلقُ في البزالِ
طاقُ طرطاقُ الحقوه أمسكوهُ / أحملونا جميعنا للوالي
اتركوا عنكُمُ الخصامَ وَطيبوا / هلْ جُمعْتُم للقَصْفِ أو للقتالِ
أيش هَذي الفعالُ لا كانَ ذا العَيْ / شُ وأُفّ لعِشْرَةِ الأنذالِ
يا مديرَ الكؤوسِ حثَّ الأباري / قَ علينا مَلأَى من الجريال
أوْ تَرانا من سُكرِنا لم نُفَرِّقْ / بينَ طُرْقِ الهدى وَطُرق الضلالِ
يا نَديميِّ لا تخافا إذا أكثر / تُما شُربَها منَ الإعلالِ
أتخافانِ عشرةً في زمان / فيه شمسُ الضحى وبدرُ الليالي
واصلِ العَبْدَ بالنّضوحِ الحلالِ
واصلِ العَبْدَ بالنّضوحِ الحلالِ / عِوضاً عنْ سُلافِكَ الجريالِ
وتصدِّق بهِ على النّاسكِ التّا / ئبِ واغنِمْ دُعاءةَ الدّانِيالي
رَشَأٌ لَحظُهُ الصّحيحُ العليلُ
رَشَأٌ لَحظُهُ الصّحيحُ العليلُ / كُلُّ صَبٍّ بِسَيفهِ مقتولُ
لَكَ رِدفٌ غادَرْتُه رَهْنَ غُصنٍ / وَهْوَ رَهْنٌ كما علمتُ ثقيلُ
صاحِ لولا عَناءُ قَبضِ الغِلالِ
صاحِ لولا عَناءُ قَبضِ الغِلالِ / ما قُبِضنا في هذهِ الأَغلالِ
لا ولا كُنْتُ قائماً في هَجير / ذا ضِلالٍ عن جَلْسَةٍ في الظّلالِ
كلُّ يومٍ لي سفرةٌ وَرَحيلٌ / للقُرى مثلَ رِحْلَةِ الرُّحّالِ
فوقَ جَحْشي الخَرجُ المشاقُّ كانّي / بائِعُ العِطرِ للنِّسا بالنِّخالِ
هو قبضٌ لكنّه قبضُ قَلْبٍ / وَهْو شُغْلٌ لكنّه شغلُ بالِ
في خمول لو حازَهُ أهلُ قارو / نَ لَكَدّوا جميعُهُم بِمُخالي
يا لها سفرةً بها سَوَدَ الرَّحْ / منُ عِرضي وصورتي وَقذالي
ساءَ فيها خَلْقي وخُلقي إلى أنْ / لو رآني العدوًّ يوماً رثى لي
ثمَّ من بَعْدِ ذا ذا جَعَلوني / شاهداً في ديوانِهم بالمُحالِ
عندَ مَنْ تَرعُدُ الفَرائصُ منهُ / وتسيرُ الرِّجالُ سيرَ الجبال
كيفَ لا أنكسرُ الشّهادة من قو / م أرادوا صَفْعي ونتفَ سَبالي
وَرَفيقي فيها الدِّلاصيُّ دَلوُ الدَّ / ين أنكو صَطْلٌ مِن الأصطال
لو أتَوهُ بِخَطِّ قفطِ بن نوحٍ / قالَ هذا خَطي وَهذا مَقالي
بينَ قومٍ لو قلتُ إني أبنُ سينا / ضَرَطوا في شَواربِ الغَزاليِ
مِنهمُ السّيِّدُ الكبيرُ كثيرُ / وَسُوَيد وزغبرُ ابنُ الخيالي
ذا يُنادي قالَ الأَميرُ أطلبوا الدَّي / وانَ واستَعجِلوا مَعَ الكيّالِ
فَنُوافي إليهِ وَهْوَ مِنَ العَجْ / بِ بأنفٍ على الوزارةِ عالي
فينادي حُجّابُه أقبضوا لا / تَقْبِضوا دونَ قَبضِ رسمِ الوالي
وأحذروا أنْ تُنَظِّفوا غلّةً قطُّ / بلوحٍ في الرِّيحِ أو كِربالِ
فأنُادي إنْ كانَ لا بُدَّ من ذا / فاقبِضوها بِطارةِ الزَّبّال
وَتَوَقّوا عَصْفَ الرياحِ لكيلا / تَجِدوها كَدارسِ الأَطلالِ
عملٌ لا أُحَصِّلُ القوتَ فيهِ / قطُّ إلاَّ بحيلةِ البطّالِ
وَبودَي أَنّي خَلَصْتُ كفافاً / منهُ يوماً ولا عَلَيَّ ولا لي
أيُّها الناظِرُ الذي لم يزل بال / عينِ منهُ يُغني يدَ الكحّالِ
كُلُّ صَفْعِ يكونُ عقباهُ نفعٌ / فالقفا لو سَلَحْتُه ما أُبالي
ما ليِّ شفّةُ الوَرَى محصولُ
ما ليِّ شفّةُ الوَرَى محصولُ / وعلى جَهْلهِ يقومُ الدَّليلُ
إنْ يَكُنْ سائرُ البَريّة جُلها / لا فلا شَكَّ أنت أيضاً جَهولُ
إنْ تَمَيّزتَ عَنْهُمُ فَبجَهْلٍ / لا بفَضلٍ إذْ فَنّكَ التّعطيل
وَذَمَمْتَ النُّجومَ والفقْة والطِّبَّ / وخالفتَ مَن لهُ المعقولُ
وَلَكَ المدخَلُ الذي كُلّما شئ / تَ بهِ من صناعَةٍ مَدْ خولُ
طالما قد رَشَقْتَ شاقولَ شَمْسٍ / في ارتفاعٍ إذْ شاقَكَ الشّاقولُ
وأَخَذْتَ الجذورَ بألضّرْبِ والقسْ / مةِ لمّا زَكَتْ لَدَيْكَ الأُصولُ
وَعُلومُ الفقهِ الشّريفِ فَلَوْلا / ها لأُدي التّحريمُ والتّحليلُ
وأبقراطُ في العلاجِ وجالي / نوس سلوهُ والفصولُ فُصول
كم تَمَلْمَلْتَ في الدُّجى طالباً / وريحُ القلولنج فيكَ تَجول
ثمَّ ناديتَ بي فَلطتكَ أو غا / دَرْتَ منك بلَيْلٍ يسيلُ
والمعاني ميزانُها المَنْطقُ الوا / ضحُ فيهِ لكُلِّ معنى دَليلُ
إنْ تُجادِلْ فأنتَ لا شَكَّ موضو / عٌ وبطني لظَهْرِكَ المحمولُ
وكذا النّحوُ للكلامِ مُفيدٌ / فاعلٌ منهُ أَنتَ والمفعولُ
عَدِّ عَنْ ذا وَعُدْ إلى صَنْعَة الشْع / رِ التي أنتَ في حماها دَخيلُ
ثُمَّ سَلْني عَنْ لَحْنكَ الفاضح الفا / حشِ بحرِ الخفيفِ وهو ثَقيلُ
وَتَخَطِّيكَ في مُتابعةِ الوَزْ / نِ مراراً وأَنت عنهُ غفولُ
فاعلاتُنْ مُسْتَفعلُنْ فاعلاتُنْ / فاعلاتُنْ مُسْتَفْعلُنْ مَفْعولُ
ما الذي عَلَكَ الأخيرَ من الاج / زاءِ قُلْ لي يا أيُّها المعلولُ
واقعُدَنْ منهُ فوقَ ما شئتَ من ودِّ / مديدٍ والقُرنُ منك طويلُ
لستَ تَدري بحراً سوى بحرِ دميا / طَ الذي في عَرابهِ الأُسطولُ
أنتَ لا شَكَّ في الحقيقةِ كَلْبٌ / أو كَتَيْسٍ لم تَدْرِ ماذا تقولُ
قبل هذا الملامِ يا عُذَّالي
قبل هذا الملامِ يا عُذَّالي / كُنْتُ طوعاً إذ كانَ قلبي سالي
كانَ قلبي لو لم يُتَيمهُ ذو الخا / ل مطيعَ النّصوح لو كانَ خالي
قد أُصيبت حشاشَتي منه بالْعَيْ / نِ وهذا تأثيرُ عينِ الكمالِ
انظروني يا سادتي كيفَ حالي
انظروني يا سادتي كيفَ حالي / في مُداراةِ ضَيْغَمٍ قَتّالِ
مَلِكٌ جائِرٌ أرومُ رِضاهُ / كُلَّ يوم بِذُلَةٍ واحتِيال
ليسَ يُبقي عَلَيَّ إلا لاَنّي / سائسٌ مُطعِمٌ بِلا إخلالِ
وأنا في يَديهِ قِطعةُ لَحمٍ / فأنقِذوني مِن أبقة الأَكّال