إنَّ خُلْقَ الشُّهودِ وًَالعُمَّالِ
إنَّ خُلْقَ الشُّهودِ وًَالعُمَّالِ / مِثْلَ خُلْقِ العُشَّاقِ والعُذَّالِ
كلُّ عَدْلٍ مُضايِقِ في وُصولٍ / كَعَذُولٍ مُضايِقِ في وِصالِ
لَسْتُ أَدْرِي معنَى التَّباغُّضِ / ما بَيْنَ الفَرِيْقَيْنِ غيرَ حُبِّ المالِ
فإذا زالتِ المطامِعُ منهمُ / أَذَّنَ الخُلْفُ بينهمْ بالزوالِ
سالَمتْنِي المُسْتَدَمُونَ وكانُوا / قدْ أَعَدُّوا سِلاَحَهُمْ لِقِتالِي
وَرَثى بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَقَدْ با / نَ لَكَ الآنَ شِدَّةُ الأهوالِ
وَرَأى ابنُ الأشَلِّ قد كانَ يبقى / كاتِباً مِثْلَ جَدِّهِ بالشِّمالِ
فالتَجا لِلْعَفَافِ مَنْ كانَ يَوْماً / لا له يَخْطُرُ العَفافُ ببالِ
وَلهُمْ أَعْيُنٌ تَغُضُّ عَنْ / العَيْنِ وَأيْدٍ تُمَدُّ عِنْدَ الغِلالِ
بأبي حَزْمُكَ الذي طَرَّق / الأَنْذَالَ منهم طَرائِقَ الأَبْدَالِ
لا تُوَطِّنْ قلوبَهُمْ بِهِجَاءٍ / إنها منْ سُطاكَ في بَلْبالِ
ما استوَى السِّيْفُ واللِّسَانُ مَضَاءً / أَتُساوَى حَقِيقةٌ بِمُحالِ
إنَّ قَوْلِي هَزْلاً وَفِعْلَكَ جَدَّاً / مِثْلُ نَبْلِ الحَصَى وَرَشْقِ النِّبَالِ
وَلَلَهْفِي وَلِعْتَ بالضَّرْبِ في / الرَّمْلِ لأَحْظَى بأسْعَدِ الأَشْكالِ
فحَمِدْتُ الطَّرِيقَ إذا أِشْهَدَتْ لِي / حينَ عايَنْتُها بِحُسْنِ مآلِ
وَغَدا الاجتماعُ يَضْمَنُ لِي / عَنْكَ بُلوغَ الرَّجاءِ وَالآمالِ
أنْبَتَ العِزُّ منكَ في بَيْتِ نَفْسِي / وَالغِنَى مِنْ يَدَيْكَ في بيتِ مالِي
وإذا كنتَ نُصرَةً لِيَ فِيما / أَرْتَجِيهِ فَذَاكَ عَيْنُ سُؤَالِي