حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا
حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا / وخَيالٌ يزورُ وَهْناً خَيالا
عَذَلوني وليس يُرضِي التَّصابي / عاشقٌ ليسَ يُسخِطُ العُذَّالا
لا عَدِمتُ الهَوى الجديدَ وإنْ جَدْ / دَدَ في القَلبِ لَوعةً وخَبَالا
شغَلَتني الدموعُ فيه فما أَع / رفُ إلا بفَيضِهنَّ اشتِغَالا
بقضيبٍ يَهُزُّ قلبي إذا اهتزْ / زَ وطَوراً يُميلُه كيفَ مَالا
وهِلالٍ دَعَته داعيةُ البَي / ن فأضحى من البُعادِ هِلالا
أَحْسَنَتْ غُربةُ النَّوى وأَساءَت / منْظَراً يومَ بَينِهم وفِعالا
كِللٌ لا تُحَطُّ عن أَظهُر العِي / س وعيسٌ لا يشتكينَ الكَلالا
ونَوىً يَترُكُ الغَليلَ مُقيماً / بِمَهاً تَبعَثُ الدموعَ عِجالا
لستُ أرعَى الهوى المَصونَ إذا لم / يكُ دمعي ما عشتُ فيه مُذَالا
كلَّ يومٍ نَشِيمُ بالشامِ غَيثاً / مُقبِلاً نرتَجي به الإِقبالا
فإذا اختالَ للرِّكاب وللرُّك / بانِ ساروا إلى نَداه اختيالا
ذكَروا مَعقِلَ السَّماحِ فحلُّوا / عُقُلَ العِيسِ ثُمّ شَدُّوا الرِّحالا
وصَلُوا السَّيرَ بُكرةً وأَصِيلاً / رَمَلاً يقطعُون فيه الرِّمالا
عُلَّ مِن نائلِ الأميرِ عليٍّ / مَن غَدا منهمُ يَرومُ النَّوالا
مَلِكٌ حازَ قِمّةَ الفَخرِ لمّا / عُدَّ للفَخرِ مِن عديٍّ رِجالا
أصبحُوا في النَّدى غُيوثاً وفي الرَّو / عِ لُيوثاً وفي الحُلومِ جِبالا
لَحَظَ الشرقَ عادلٌ منه يَهدي / لقناةِ الإسلامِ فيه اعتِدالا
وهُمامٌ يُرضِي السيوفَ إذا هَمْ / مَ بأمرٍ ويُسخِطُ الأموَالا
سارَ يُهدي مع الشَّمالِ إليه / أَرَجاً طيَّبَ الصِّبا والشَّمالا
مَلِكٌ طاعَه الحُتوفُ فلو شا / ءَ لبَثَّ الحُتوفَ والآجَالا
وَثَنى خيلَه إلى الغَربِ سَعياً / لا بساتٍ من العَجاجِ جِلاَلا
فأحَلَّ الصُّدورَ منها لصَدرِ الرْ / محِ بأساً وحَرَّرَ الأكفَالا
يا مُجِيبَ الإسلامِ حينَ دعَاه / ومُقِيلَ الإسلامِ حينَ استقَالا
وعَدَ الرومَ سيفُ بأسِك وَعْداً / عَدِموا الخُلفَ بعدَه والمِطالا
نَزَلوا مَنزِلاً من الحَيْنِ ضَنكاً / فجعلتَ الرَّدى لهم أَنزالا
وَتبوَّأتَ بالشآم مَحَلاًّ / كلَّ يومٍ يزدادُ منك جَمالا
وطَنٌ مُشرِقُ الفَضاءِ ورَوضٌ / مُستظِلٌ من الغُصونِ ظِلالا
نِلتَه إذ غدَت رماحُك سُوراً / حولَ سُورٍ له أبَى أن يُنالا
دائرٍ لا يَخافُ دائرةَ السُّو / ء إذا اغتالَه العَدوُّ اغتِيالا
بِبُروجٍ وُصِلنَ بالماءِ في الأر / ضِ وأُلحِقنَ بالسماءِ اتِصالا
فَهْيَ مثلُ السَّحاب عانَقتِ الأُفْ / قَ وجَرَّت على الثَّرى أذيالا
وقِلاعٍ مثلِ الهوادجِ حُسناً / جاعلاتٍ مَطِيَّها الأَجيَالا
وإذا اختالتِ السَّحابُ عليها / خِلتَه كِلَّةً لها وحِجالا
كلُّ ملمومةٍ متى ظنَّ طاغٍ / أنها مَعقِلٌ رآها عِقالا
مُشرِفاتٌ على البُحورِ تَرَاهُنْ / نَ يميناً من دُونِها وشَمالا
لامعاتٌ كأنَّها الشمسُ أجرَت / ذَهباً ذائباً عليها فَسَالا
وكأنَّ العيونَ تَلحَظُ مِنْهُنْ / نَ عذارَى تبرَّجَت أشكَالا
حُرُمٌ لامرئِ حَماه وإن كا / نَ دمُ الناكِثينَ فيه حَلالا
قَصَدَتني على البُعادِ يداه / بأيادٍ تُفيدُ جَاهاً ومَالا
فَبِها عُدتُ أنضَرَ الناسِ عُوداً / وبِها صِرتُ أحسنَ الناسِ حَالا
أطلَقَت بالثَّناء فيه لِساني / فارتَجلتُ الثناءَ فيه ارتِجالا