بَيْنَ سُمْرِ القَنَا وبَيضِ النّصَالِ
بَيْنَ سُمْرِ القَنَا وبَيضِ النّصَالِ / طُرَقُ المُهْتَدينَ والضُلاَّلِ
فَإلى الأمنِ والمانةِ أو في / غَمَراتِ الأَوْجَالِ والآجَالِ
وَمَعَ السّعْدِ والسَّعَادَةِ أوْ بَيْ / نَ حَنَايا السُّيُوفِ والأَغْلاَل
أصبحَ الملكُ في ضمانِ عليٍّ / آمنَ السّربِ ضافيَ السّربال
في ظلال القنا وقد زالت الهض / ب بما فوقها زوال الظلال
وسيوفُ الأبطالِ تُرْعِدُ مما / فعَلَتْ في جماجمِ الإبطال
كلُّ ماضي الشَّبَا يعوِّدكَ القَتْ / لَ وإن لم تُعِدَّه للقتال
مُحْرِمٌ يستحلُّ كلَّ دمٍ بَسْ / لٍ بِبَسْلٍ منْ حكمه وَحَلال
يَتْرُكُ المعلمينَ في الحربِ كالبُدْ / نِ وما أُعْلِمُوا به كالنّعال
يَخْلَعُ الغِمْدَ والحمائلَ مُعْتَا / ضَاً بلبسِ الأَشْلاَءِ والأَوْصَال
صَدِئَتْ صفحتاهُ من مُهَجِ القَتْ / لَى على قُرْبِ عَهْدِهِ بالصّقَال
عُلّقَتْ فوق مَتْنِه أكْرُعُ النّمْلِ / وفي حَدِّهِ قُلَوبُ الرِّجَالِ
شَاحِبٌ ليس من هُزَالٍ ولكنْ / بالعدا منهُ فَوْقَ كلِّ هُزَال
مُشْكيلُ الفعلِ بين ماءٍ ونارٍ / بدعةٌ في الأَضدادِ والأَشْكَال
مثله أذْهَبَ المجيبَ عن الدا / عي وأرْضَى الدَّنِيْ من المتعالي
هَزَّهُ كلُّ مُعْجِزِ الأَخْذِ والتَّرْ / كِ مُشِيْحِ الأدْبارِ والإقبالِ
بيمينٍ إذا تَظَلَّمَ منها السيفُ / عَمْداً أجاره بشمال
بينما السيفُ كالمجرَّةِ في قَبْضَةِ / يمناه عادَ مثلَ الهلال
والعوالي شواجرٌ تَصِفُ المو / تَ بأيمانِ فتيةٍ كالعوالي
أقيلوها وجأجأ الخيل حتى / شَرِقَتْ بالنجيع أو بالرُّؤَال
أنْجُمٌ يَهْتَدِي بها الموتُ / أوْ تَهْدِي على بُعْدِ شَأوِهَا بالضَّلال
في دُجَى ليلةٍ من النَّفْعِ ليلا / ءَ أَجَرَّتْ على ثلاثِ ليال
ظلماتٌ تَنَاكَرُ الخيلُ فيها / غير ما يستبينُ بالتّصْهَال
كما تخَيَّرْتِ في قذاليَ منها / لم يُرَوِّعْكِ مَفْرِقي وَقَذالي
ما يَريبُ الحسناءَ من لونِ شعرٍ / شَيَّبَتْهُ بين القِلى والتَّفَالي
اثبتيهِ فيما تغمدته ثم اشهَ / دِي لي به على العُذَّل
وَهَبيه وَبيضَ تلك الثنايا / إن أَجَازَتْ عيناكِ عَدْوَى الجمال
ذاك برقٌ لو امتَرى المُزْنَ خِلْنَا / قَطْرَهُ صَوْبَ مُنْفِسَاتِ اللآلي
أَشبهتْهُ السيوفُ في النَّقْع فاختا / لتْ وإن لم تكنْ بحين اختيال
لكَ ما أحْرَزَتْهُ من باهرِ / الفَضْلِ وَبَثَّتْ منْ غامرِ الإفضال
لكَ مُدْكُ الملوكِ في البرِّ والبحرِ / وَأَثناءَ الحلِّ والتّرْحَال
أنت قُدْتَ الجيادَ مثلَ بَنَاتِ / العُصْمِ أو مثل أُمَّهات الرِّئال
ضُمَّراً كَالقِسِيِّ مُطَّرِدَاتٍ / كالقنا مُسْتَشِقَّةً كالنبال
من منايا الأَوَابِدِ المسْتَفَزَّا / ت وأقواتِ الضُيّعِ الأَغفال
تَرْتَمِي بالنزالِ في حَوْمَةِ المو / تِ إذا ما دَعَوْا نَزَالِ نَزَالِ
كلُّ رَحْبِ الذِّراعِ في مُلْتَقَى / الضَيقِ وَرَحْبِ الجَنَانِ رَحْبِ المجال
يملأ الدرعَ نجدةً والحُبَى حلماً / وصدرَ النديِّ بَذْلَ نوال
كعليٍّ وما الحيا كعليٍّ / غير أنْ لا مردَّ للأمثال
وَاهبُ العسكرِ العرمرمِ يلتَفُّ / على ذي الرياسةِ المختال
طبَّقَ الأرض كلما حلّ فيها / صار فيها جَنْبٌ منَ الزلزال
تَسْجُدُ الهُضْبُ نَحْوَهُ ولو / استَعْصَتْ عليه لآدَنَتْ بالزَّوَال
ثلَّ عرشَ العدوِّ منْ دونِهِ حَدُّ / المُضَاهِي وَحيلةُ المحتالِ
مُوغِلاً في البلادِ مُحتكماً في / حُرُمَاتِ الدماءِ والأَمْوال
لا يَمَلَّ النَّدَى وقد تُخْلِف / الأَنْواءُ حتّى تكونَ مثلَ الآل
ذاكَ يُعْطي قبلَ السؤالِ / ولا فَخْرَ فماذا يُعيدُ للسّؤَّال
ضاقَ ذَرْعُ المُحْصِي وَوُسْعُ المُسَامِي / ويدُ المجندي وبيتُ المال
قد جَنَبْتَ العِدَا ذَلولاً وَصَعْباً / واشتريت العُلا رخيصاً وغالي
وبلغتَ المدى وزدتَ عليهِ / لا تُبالي وَقَلَّ مَنْ لا يبالي
إمرةُ المسلمينَ أَيْسَرُ شأنْيْكَ / إذا خُطّةٌ ثَنَتْ عطف والي
وَمَحَلُّ السّماكِ أدْنَى مكانَيْكَ / وإن كانَ عالياً كلَّ عالي
وَمَحَلُّ السّماكِ أدْنَى مكانَيْكَ / وإن كانَ عالياً كلَّ عالي
وجهادُ العدوِّ أوْلى زَمَانَيْكَ / بطيبِ الغُدُوِّ والآصال
أوْجَسُوا منكَ خِيْفةً وَتُهابُ / النَّبْلُ قَبْلَ استِدَادِها بالنّصال
لهجوا منْ علاءِ شانكَ باسمٍ / سوف يَجْري لهم بأَبْرَحِ فال
يَوْمَ يَغْشَى ديارَهُمْ قَبْلَكَ / الرُّعْبُ على نَخْوَةٍ بها وَاختيال
تُقْبلُ الوهدُ فيه بالخفراتِ البيضِ / والهُضْبُ بالعتاقِ المنَالي
ووراءَ الحُصونِ فَلٌّ من القو / مِ عيال على بَقَايا العِيَال
نافَسُوا في الحياةِ واستشعروا الذلَّ / ولم يَحْفَلُوا بِهُجْرِ المقال
يحسبونَ العتاقَ من ثائرِ النَّقْع / ولو كانَ من بُرُودِ الجلال
وَيَرَوْنَ الفِرارَ أوْقَى من القتل / وَأوْفَى لِرُتْبَةِ الإقْبَال
وَيُفَدُّونَ سابحاتِ المذاكي / بكرامِ الأعْمَامِ والأَخوال
يحسبونَ الحياةَ منها وَيَنْسَوْ / نَ امتدادَ الأعمارِ والآجال
وَقَفوا حينَ فُتَّ أقصى خُطَاهُمْ / وِقْفَةَ العاشقينَ في الإطلال
فَقُدِ الخيلَ مُشْرفَاتِ الهوادي / لاحقاتِ الأَقرابِ والآطالِ
تتبارى بكل طيارَ كالأَيْمِ / وَإنْ هجتَهُ فكالرئبال
باهرٌ في اللئام والطّرفُ لا يَبْهَرُ / حتى يجولَ مُلْقَى الجلال
يا عليَّ العَلاءِ في كل يومٍ / والمُغَالَى به على كل حال
يا ربيعَ البلادِ يا غيمةَ العا / لَم من بين مُؤْتَلٍ وَمُوال
يا قريعَ الأيامِ عنْ كلِّ مجدٍ / يا سليلَ الأذواءِ والإقبال
لك من تاشفينَ أو منْ أبي يع / قوبَ ذكرى مكارمٍ وفعال
نَسَبٌ زادَ رفعةً وجلالاً / في مدى كلّ رفعةٍ وجلال
واضحٌ كالصباحِ مُتَّسِقٌ كالنجمِ / مُمْرٍ كالعارضِ الهطَّال
إنْ تُسَائِلْ به يحَدِّثْكَ عَنْهُ / المجْدُ ثَبْتَ الإسنادِ والأرسال
أنا مِمَّنْ أهلَّ منْ جودِ نَعما / كَ الغيث مستهل العرالي
أنا ممنْ أَفْضَى به فَرْحُ لقيا / كَ إلى فُرْجَةٍ كحلِّ العقال
أنا ممنْ أَهْدَى إليكَ القوافي / غَيْرَ وَحْشِيَّةٍ ولا أهْمَال
كنجومِ السماءِ يَطْلُعْنَ في الكُتْبِ / وَيَغْرُبْنَ في صُدُور الرجال
جادَهَا في بلادِها رائدُ الوَبْلِ / فأغنى عن نُجْعَةٍ وَارْتحال
وأقيمتْ لها الصلاة بذكرا / كَ فكانتْ صلاتها في الرحال