المجموع : 11
كلّ يوم سعادة مستهله
كلّ يوم سعادة مستهله / جملة للوزير في إثر جملة
كلما شدَّت الوزارة إزراً / حمل الجيش في المعاند حمله
ودعا الخاص ثلث مرقاه والثل / ث كثيرٌ على الذي كانَ قبله
وأضيفت لذا وذا جمل الأنع / ام يتلو جزيلها الحرّ جزله
من تفاصيلها القماش رياضٌ / مزهراتٌ على الغيوث أدله
فصلَّت قبلها له خلعٌ من / زخرف الطَّرز كلّ يوم مظَله
عوّذتها كما ترى سُوَرُ القر / آن فضلاً يلائم الشكل شكله
هكذا هكذا تكون تفاصي / ل عطايا يعوذها الملك بالله
سايرتها خيل العطا مسرجات / في حلاها ومسرجات الأهله
كنسيم الصبا جنائب خطوٍ / كلّ طرفٍ يقبِّل البرق نعله
وبغال مثل البروج تحمل / ن سعوداً بعينها مستقله
لا كبغل مصر إذ قلت قدماً / فيه أو في بغال صحبي الأذله
ليَ بغل لا يعرف الأكل عندِي / غير أنَّ المياه للشربِ سهله
ليسَ في بطنه سوى الماء صرفاً / إنَّ بغلي على الحقيقة قله
خلّ هذا واذْكر منازلَ قصرٍ / قاسميّ قد قسم السعد نزله
بوزيرٍ فخرُ اسمه وعلاه / مثلما كانَ أهلها كنَّ أهله
خير دار حلَّت بها خير دارٍ / يا سعيد الدارين يا ركن مله
واهتمام قد شاعَ ذكراً وشكراً / ما روت مثله التواريخ قبله
كلّ مربع سماطه كربيع / صاح يا مربع الخصيب ووبْله
ليت عيني كشاجمٍ عاينته / فتولى فرض الصفات ونفله
وأغان ومادحون سوى العب / د فلا نسبةٌ ولا بعض أكله
يا وزيراً أقلامنا ركَّعٌ في / مدح تجتلي محياه قبله
يا مشيراً أشارَ خير السلاط / ين إلى فضله فضاع فضله
حبَّذا الملك والوزير دعاه / فخره فاقْتقى تقاه وعدله
يا ابن شكر وزير مصر كشكر / لجوادٍ حفَّت له الناس بغله
لا ولا الفائزي فإن بعليا / ك ولو فسح التمكّن سبله
لا ولا خصبة ابن حنا كأفرا / حك بل نصله له بعد نصله
فابقَ وافي الهناء متّصل السع / د عليّ الحمى سنيّ الأكلَّه
وتهنى إقبال سيدة الوق / ت وأزكى حمى وأيمن حله
بالرفا والبنين في خدر بدر / عن قريب يجلو عليك الأهله
وأحبُّ لي الآن مدحة بنت يوم / من طروس في حلةٍ بعد حله
قيل لي ما اسمها الذي يلسع الض / دّ وتجني حلاوة قلت نحله
كلّ حيٍّ قاضٍ عليه زواله
كلّ حيٍّ قاضٍ عليه زواله / وإلى هذه السبيل مآله
يا جلالاً عن الزمان تقضَّى / عزّ ربٌّ قضى وجلَّ جلاله
ما اقتضى حظّنا بقاءك فينا / واحداً تشمل الأنام ظلاله
هادياً للندى وللعلم ترجى / كلّ يومٍ أقواله وفعاله
أين ذاك الغمام يدنو إلى النا / سِ ندى كفّه ويعلو مناله
أين أحكامه وأين علاه / أين أقواله وأين نواله
قف بقبر الإمام يا نادب الفض / ل وخلّ البكاء تهمي سجاله
وانْثر الدمعَ حول مثواه نثراً / مثل ما ينثر الكلام ارْتجاله
ودع الشعر كانَ للشعر وقتٌ / بنداه وقد تغيَّر حاله
وسلا الصبّ واسْتراح المعنى / لا صباباته ولا عذَّاله
أقفرت ساحة العلى فبيوت الش / عر من بعدِ بُعده أطلاله
آه للطالبين علماً ورفداً / بعد ما غاضَ عزمه واحْتفاله
طالب العلم فيه للنحو نوْحٌ / لا تسل عنه كيفَ أصبح حاله
طالب الجود مات من كانَ في الج / ود تباري يمنى يديه شماله
طالب العلم مطلقاً خلّ عنه / قيد العلم حزنه واتّكاله
عجباً من سريره يوم أوْدى / كيفما أوْرَقت ورقّت ظلاله
عجباً من زمانه حين ولَّى / كيفما سيرت ودكَّت جباله
صعدت روحه لأمثالها الزه / ر وفي الأرضِ أين أين أمثاله
فتهاوت كواكب الأفق تسعى / وانْحنى يبدأ السلام هلاله
وعدمنا نحن الندى ولقينا / يتقاضى وفد الرجاء جلاله
يا له من مصاب دينٍ ودنيا / طالَ فينا اشْتغاله واشْتعاله
شابَ كالشيخ طفله وبكى الأش / ياخ فيه كأنهم أطفاله
ونعت مصر والشآم إماماً / طرزت مجد وذا وذاك خلاله
كم مقام كما سمعت ملوكي / ولديهِ تصرَّفت أفعاله
كم بيمناه قصة قد أجيبت / وسؤولٌ بها أجيب سؤاله
كم قريب دعا به وبعيد / وهو هامٍ يد الندى هطَّاله
كم أتتني مع الركاب لهاهُ / ووفت لي مع الزمن خصاله
لو بقدرِ الأسى بكيت لسالت / مهجة كم وفت لها أفضاله
في سبيل العلى غمامٌ تولى / بعد ما أخصب الورَى إقباله
هكذا عادة الزمان بنوه / بسط ظل كما ترى وزواله
ودفين على بقايا دفين / مثل ما قال من سرت أمثاله
كم إلى كم هذا التغافل منَّا / عن يقين الردى وهذا التباله
جاد يا قاضي القضاة ضريحاً / كنت فيهِ غيثٌ يسرُّ انْهماله
وجزى الله جود كفّك عنَّا / وتولاَّك جوده ونواله
لك منَّا نشر النسيم ثناءً / ولنا بالأسى عليك اعْتلاله
بلّغا القاصدين أنَّ الليالي
بلّغا القاصدين أنَّ الليالي / قبضت جملة العلى بالكمال
وقفا في مدارسِ النقلِ والعق / ل ونوحا معي على الأطلال
سائلاها عسى يجيب صدَاها / أين ولَّى مجيب أهل السؤال
أين ولَّى بحر العلوم وأبقى / بين أجفاننا الدُّموع لآلي
أينَ ذاك الذهن الذي قد ورثنا / عنه ما في الحشا من الإشعال
أينَ ذاك البحث الذي يحرس الحف / ل على غير أهبةٍ واحْتفال
أينَ ملك الأقلام يوم انْتصارٍ / كعوالي الرماح يوم نزال
ينقل الناس عن حديث هداها / طرق العلم عن متون العوالي
وتفيد الجنى من اللفظ حلواً / حين كانت نوعاً من العسَّال
أينَ تلك الأوصاف تنفح طيباً / رخصت عنده فنون الغوالي
يا لها من رزيةٍ في حشا الإس / لام من وقعها كحدّ النصال
يا لها وقعة على الرمل أبقت / للبرايا لواعجاً كالجبال
نقصت بهجة الحياة فلا ين / كر تأثير للنقصِ بعد الكمال
وانْطوى مبسم العلوم وأغضت / مقلة البحث دونها والجدال
وكحَّلنا الجفون بالسهدِ حتَّى / باتَ منها الكرى على أميال
أيُّها الراحل الذي عطَّلت من / بعده القاصدون شدّ الرحال
كنت غوث الجود حقًّا ولكن / ليس في الناسِ عنك من إبدال
كنت دون الأنام عوناً على خف / ض حياةٍ لنا بتمييز حال
فليمت من يشا ويذهب من شا / ء فإنَّا بعدها لا نبالي
كم ليمناك عندنا من أيادٍ / ليس فيها لواصفٍ من شمال
كم لها من فتوَّةٍ وفتاوٍ / قاضيات مآرب السوَّال
هي مثل الأطواق عند عفاةٍ / وهي للملحدين كالأغلال
غاب علم التفسير عنَّا وهمت / كتب الفقه فيك بالأعوال
ودموع الحديث سلسلها الحز / ن وأنكى في القلبِ جرح النصال
وأرى النحو واجماً ليس منه / قلب زيد وقلب عمرٍو بخال
قصرت في الكلام مرتبة الأس / ماء واعتل سائر الأفعال
ليت شعري لمن أعزّي على الخط / ب وحال الأنام طرًّا كحالي
أترى هل علمت يا ابن عليّ / أن دمعي من الأسى متوالي
أنت في جنة النعيم مقيم / وفؤادي عليك بالنار صالي
أنت جارٌ للشافعيّ وقلبي / مالكيّ الأهواء والأهوال
يا ضلالي من بعد ذاك المحيّا / وافتقاري من بعد ذاك النوال
قرّبا مربط الكآبة مني / نفحت حرب لوعتي من جمال
لو نسيت الفضائل ما كن / ت بناسٍ صنائع الأفضال
كيف أنسى ذاك الندى وهو عندي / مستجدّ أمام عيني وبالي
كيف أنشي من المقال بديعاً / زال من كانَ عارفاً بمقالي
زال عني ذاك الثنا فقضى قل / بي فرض الأحزان عند الزوال
واعتزلت الورَى وليس عجيباً / بعد ما مات قامع الاعتزال
أيّ قلبٍ لم يرمَ بعد سراهُ / بفنون الأوجاع والأوجال
أي دنيا يصفو لها أمل المر / ءِ وهذي مصارع الآمال
أي خلق من المنية يحمى / وهي تسري إليه مسرى الخيال
أي تاجٍ وللأهلة في الأف / ق قسيّ ترمي الورَى بنبال
جاد مثواك يا محمد غيث / باسم البرق مستهل الغزال
وسلام على الفضائل في لح / دك والفضل والندى والمعالي
مرحباً بالحيا لكلِّ جديبٍ
مرحباً بالحيا لكلِّ جديبٍ / لا عدمنا نواله وظلاله
ملك الجود والثنا والمعالي / والسجيَّات كلها والأصاله
رقمت حلة الرياض فخلنا / أن روضاً قد استعار خلاله
وابْتغى الأفق للعلى فحسبنا / أنه يفعل الجواد هلاله
هو أزكى الأنام لا شكَّ فيه / يوم فخر وخيرهم لا محاله
جاءَ من صيده السعيد كبدرٍ / ما رأى الطرف في السناء مثاله
كم غزال رمى فلو أمكن الشم / س من الخوف ما تسمَّمت غزاله
ولعمري لو اسْتجار به الوح / ش ثنى بعد ما اسْتقلت نباله
أيد الله ملكهُ ووقاه / وحمى سربه وصان جلاله
بأبي نافراً كثير الدلال
بأبي نافراً كثير الدلال / إنَّ هذا النفار شأن الغزال
حبَّذا منه مقلة لست أدرِي / أبهدب تصول أم بنبال
صنَّفت شجوناً بغزّال جفن / فقرأنا مصنّفاً للغزال
وهوينا حلو القوام فنادى / لا عجيب حلاوة العسَّال
ما رأى الناس قبله قيد رمحٍ / أطلع الشمس في ظلام الليالي
تلك منه ذوائب لستُ أنف / كُّ بآفاق جنحها في ضلال
عشقته مثلي وخافته خوفي / فاسْتجارت لديه بالأذيال
من معيني على الهوى زادَ حتَّى / أهملته نصائح العذَّال
في جمال الحبيب متُّ شجوناً / وبروحِي أفدِي تراب الجمال
يا إماماً صفاته
يا إماماً صفاته / ذات فضل مكمل
دم جمالاً لمخبرٍ / وحياةً لمجتلي
يرجم الفقر من ندا / ك برفد معجّل
حجرٌ من دراهمٍ / حطّه السيل من عل
يا إماماً قال المقلد والعا
يا إماماً قال المقلد والعا / لم فيه بواجبِ التفضيل
ما على عاشقٍ يقول على حك / مِ التداوي بالضمّ والتقبيل
لا كمن تنتحي بمعشوقِهِ النح / و فمن فاعلٍ ومن مفعول
لا تخف عيلة ولا تخشَ فقراً
لا تخف عيلة ولا تخشَ فقراً / يا كثير المحاسن المختاله
لكَ عين وقامة كل يوم / تلك غزَّالة وذي فتَّاله
بقّلت وجنة المليح وقد ولّ
بقّلت وجنة المليح وقد ولّ / ى زمان الضنا الذي كنت أملك
يا عذار المليح دعني فإني / لست في ذا الزمان من خل بقلك
أحمد الله كم أجود في الخل
أحمد الله كم أجود في الخل / قِ مقالاً وما يفيد المقال
كلمي في الأنامِ سحر ولكن / أنا والسحر باطل بطَّال
سلَّ أسياف لحظه
سلَّ أسياف لحظه / فالْتقتها مقاتلي
باخل لا يرقّ من / دمع عيني لسائل
أنا مجنون حبّه / ودموعي سلاسلي
يا هلالاً يحلُّ من / كبدِي في منازل
ذكر الله بالنع / يم ليالي التَّواصل
وسقى عهدها وإن / عهدت بالشقا لي