المجموع : 5
بَنقَا الرِّمْثِ مِن شَرافِ غزالٌ
بَنقَا الرِّمْثِ مِن شَرافِ غزالٌ / ضلّ عنّي وليس منه الضّلالُ
لم تزل بِي الأيّامُ حتّى لَوَتْه / عن لقائي الوشاةُ والعُذّالُ
ليس يَبري ما تصنع الهندُ ما تب / رِي جهاراً وتجرحُ الأقوالُ
نحن بالغَوْر من تِهامةَ والحب / بِ بنجدٍ عالِي الرُّبَا لا يُنالُ
والعُذَيْبَ العُذَيْبَ يا ركبُ فالقلْ / بُ له بالعُذيْبِ داءٌ عُضالُ
كلّما قلتُ قد مضى عاد منه / وله ما يَغِبّنا وخَبالُ
من أناسٍ للوعدِ بينهُمُ خُلْ / فٌ مقيمٌ وللدّيونِ مِطالُ
إِنْ تناءَوْا فليس منهمْ تدانٍ / أو تدانَوْا فليس منهمْ وِصالُ
لا تلمْ ساكنَ الحجازِ بقلبٍ / فيه من أهلِ بابلٍ بَلْبالُ
كِدتُ أقضي يومَ الفراق لُبانا / تِيَ لولا أنّ المطايا عِجالُ
قلْ لمن ليلُهُ قصيرٌ ألا إن / نَ لياليَّ مُذْ نأيتُمْ طِوالُ
حبّذا النّومُ لا لشىءٍ أرى في / هِ سوى أنْ يزور منكمْ خيالُ
ليس يُجدي يا صاحبيَّ وقوفٌ / بطُلولٍ ولا يُرَدُّ سؤالُ
إِنّما الرَّبْعُ بالمقيمين فيه / وهو خِلْوٌ من ساكنيه مِثالُ
يا اِبنَ حَمْدٍ ماذا صنعتَ بقلبِي / حين سِيقتْ برَحْلك الأجمالُ
فُرقةٌ صعبةٌ كما اِنصدع القَعْ / بُ بكفِّ الصَّدي وفيه الزُّلالُ
فحرامٌ على الجفونِ وقد غِبْ / تَ كراهاً والدّمع طَلْقٌ حَلالُ
وبعيدٌ شَعْبُ اِنصداعِ فؤادٍ / رحتَ عنه مودَّعاً أو مُحالُ
إنّ للدّهر يومَ فارقتَ بغدا / دَ عليها جريرةً لا تُقالُ
اِمّحى نورُها فما هي إِلّا / ليلةٌ غاب عن دُجاها الهلالُ
أنتَ فيها في القُرِّ شمسٌ وفي القَيْ / ظِ وحرِّ الهجيرِ أنتَ الظِّلالُ
يا لَحا اللَّهُ مَن أراك على النّأْ / يِ طريقاً للسَّوءِ فيه مجالُ
حِدْتَ عنه قبلَ التورّطِ فيه / قلَّما يَنفع الوروطَ اِحتِيالُ
خبرٌ ضرّم القلوبَ وإنْ كا / نتْ رسولاً به إلينا الشّمالُ
جاء من لامع الخِلالِ كما يل / معُ في جانبِ البسيطةِ آلُ
قد غُررنا به وكم غرّتِ النّا / سَ قديماً محاسنٌ وجمالُ
قَد بَلَوْناك يا اِبن حَمْدٍ على الخَطْ / ب تناهى واِزورّ عنه الرّجالُ
وخبرناك حاملاً فأَصَبْنا / كاهلاً لا تَؤودُهُ الأثقالُ
وعرفناك لا تسائلُ يوماً / عن كلامِ الفحشاء كيف يُقالُ
واِعتَرفنا طَوْعاً بأنّك فينا / إنْ بطشنا يمينُنَا والشّمالُ
ليس يَثنِي الزّمانُ يا قومُ عمّا / ساءَني في الّذي أُحِبُّ مَقالُ
كلَّ يومٍ يروعني من نواحي / ه على الأمن فرقةٌ أو زوالُ
هالنِي فيك بالفراقِ وقد كُنْ / تُ بما في صُروفهِ لا أُهالُ
وأراني وليته ما أراني / كيف حالتْ من قبلِيَ الأحوالُ
وتبيّنتُ أنّه ليس للدُّن / يا صفاءٌ ولا لأمرٍ كمالُ
وبقينا فيمن يُمَلُّ ولكنْ / ليس يُغني عن الأسير الملالُ
لا مقالٌ منهم يُرَجّى ومَن لي / س مقالٌ منه فليسِ فعالُ
وإذا أعوَزَ التَّجَمُّلُ فالإعْ / وازُ منه الإحسانُ والإجمالُ
عدِّ يا اِبن الحسين عن كلِّ مَن لي / س له في الكِرامِ عمٌّ وَخالُ
ليس مِن داءِ حِقْدِهِ ما دَجَى اللّي / لُ وما أشرق الدُّجَى إبْلالُ
ويُريكَ أنّه يُرامِي مرامي / كَ ولَيست إلّا إليك النِّبالُ
معشرٌ خُوّلوا الكثيرَ وفيما / يُنفقون الإنزارُ والإقلالُ
لا يَخِفّون في الجميل ولا تُس / حبُ في الخير منهمُ أذيالُ
وتراهم يُرضيهمُ أنْ يقلّوا / في الأعادي وتكثُرُ الأموالُ
وكأنّ الآمالَ فيهمْ رسومٌ / دارساتٌ تَسْفِي عليها الرّمالُ
أنتَ ما بينهمْ غريبٌ وأَهلٌ / لك في حبّهمْ كثيرٌ ومالُ
فاِنجُ عنهمْ فما يُقيمُ على الخَس / فِ وإنْ قيّدوه عَوْدٌ حَلالُ
نَوِّلِينا منكِ الغداةَ قليلا
نَوِّلِينا منكِ الغداةَ قليلا / وصِلِينا فقد هجرتِ طويلا
ودعينا من المَلالِ فما نَعْ / رفُ مولىً في الحبّ إلّا ملولا
وأطيعي فينا العذولَ فما زِلْ / تِ تطيعين في المحبّ العذولا
وعِدِينا فربّما علّل ال / وعد في الماطلين قلباً عليلا
قد مررنا على الدّيار تبدّلْ / ن دثوراً بِجِدّةٍ وخمولا
نَكِرتْها منّا العيونُ فما تعر / رفُ إلّا رسومَها والطّلولا
وبوادي البَشامِ مَن لو رشفنا / ه شفينا من الفؤاد غليلا
جمع الحسنَ وجهُه فتولّى / يحسبَ العارَ كلَّه أن يُنيلا
قلْ لمُغْرٍ بالصّبر وهو خليٌّ / وجميلُ العذول ليس جميلا
ما جهلنا أنّ السُّلوّ مريحٌ / لو وجدنا إلى السّلوِّ سبيلا
جزعت للمشيب جانيةُ الشّي / بِ وقالت بئس النّزيلُ نزيلا
ورأتْ لِمّةً كأنّ عليها / صارماً من مشيبها مسلولا
راعها لونُه ولم تَرَ لولا / عَنَتُ الغانياتِ منه مهولا
عاينتْ منه والحوادثُ يُنكِرْ / ن طلوعاً لم ترجُ منه أُفولا
لا تذمّيه فالمشيبُ على طو / ل بقاءِ الفتى يكون دليلا
إنّ لون الشّباب حال لو اِمتد / دَ زمانٌ أنّى لها أن تحولا
لو تخيّرتُ والسّوادُ ردائي / ما أردتُ البياض منه بديلا
وحسامُ الشبابِ غير صقيلٍ / هو أشهى إِليَّ منه صقيلا
قد طلبنا فما وجدنا عن الشّي / بِ محيصاً يُجيرنا أو مُميلا
إنّ فخر الملوك والدّين والدّو / لةِ ألقى عليَّ مَنّاً ثقيلا
نلتُ منه فوق المُنى وعُدمنا / قبله مَن يبلّغِ المأمولا
فمتى ما مَثَلْتُ بين يديه / مدّ ضَبْعِي حتّى شأَوْتُ المُثولا
وقراني والشّاهدون كثيرٌ / منه ذاك التّرحيبَ والتأهيلا
ثمّ أدنى إلى المحلّ الّذي ين / ظر نحوي فيه المساقون حُولا
كلّ يومٍ له صنيعٌ كريمٌ / كان للدّهر غُرّةً وحجولا
وأيادٍ جاءتْ وما بعث العا / في إليها من الطِّلاب رسولا
مُشرقاتٍ كما نظرتَ الثُّريّا / أَرِجاتٍ كما نشقتَ الشَّمولا
وولوعٍ بالجود يُجزِلُ إن أع / طى نفيساً وإنْ أجاب سؤولا
ترك العذرَ للبخيل وكم نح / حى اِعتذاراً من الملام بخيلا
سلْ به إنْ جهلتَ أيّامه الغر / رَ اللّواتي علّمن فيه الجهولا
مَن سطا باِبن واصلٍ بعد أنْ كا / ن لملك الملوك خطباً جَليلا
لَزَّه في قَرارةٍ تخذ اللُّج / جةَ منها كهفاً له ومَقيلا
في سفينٍ ما كنّ بالأمسِ في أَرْ / بَقَ إلّا نَجائباً وخيولا
وأَلالاً مَذْروبة ودروعاً / ورماحاً خطّارةً ونُصولا
مستجيراً بغمرةِ الماء لا ين / وي مقاماً ولا يريد رحيلا
كره الموتَ في النّزالِ عزيزاً / فاِنثنى هارباً فمات ذليلا
والجبال اللّاتي اِعتَصَمْن على كل / لِ مُريغٍ جعلتهنّ سهولا
لَم تَنلها ختلاً وشرٌّ من الخَيْ / بةِ في الأمر أن تكون خَتولا
وأبيها تلك القِلالُ لقد ما / طَلْن من بأسك الشّديد مُطولا
لم يؤاتين طيّعاتٍ ولكنْ / زُلْن لمّا أعيَيْتها أن تزولا
وهلالٌ أرادها غِرَّةً من / ك فولّى وَما أَصاب فتيلا
زار وَهْناً كما تزور ذئاب ال / قاع ليلاً فسالةً ونكولا
وَرأى نفسه تهاب من الحر / بِ جَهاراً فاِختان حرباً غَلولا
فتلقّيتَه كمنتظرٍ من / هُ طلوعاً وكان يرجو الغُفولا
في رجال شمٍّ إِذا رئموا الضَّي / مَ أسالوا من الدّماءِ سيولا
ألِفوا الطّعنَ في التّرائب واللَّب / باتِ شِيباً وصبْيَةً وكهولا
فثوى بعد أن مَنَنْتَ عليه / في إسارٍ لولاه كان قتيلا
لابساً رِبْقَةَ الحياةِ وقد كا / ن قطوعاً عِقْدَ الحياةِ حَلولا
يا أعزّ الورى نِجاراً وخِيماً / وَمحلّا وجانباً وقبيلا
والّذي عاد كلُّ صعبٍ من السُّؤْ / دُدِ والمجد في يديه ذَلولا
شكر اللَّه منك أنّك سَهّل / ت إلى بيته العتيق الوصولا
ورفاق الحجيج لولاك ما كا / نوا على المشعر الحرامِ نزولا
لا ولا عقّروا بخَيْفِ مِنىً نِي / باً وجرّوا على المقام ذيولا
أنتَ شاطرتهمْ مقيماً بأوطا / نك ذاك التّكبير والتّهليلا
إنّ عيد النّحرِ المبارك قد جا / ء سريعاً بما تحبّ عجولا
فاِغشَه ناعمَ الجوانح جَذْلا / نَ شروداً في الطيّباتِ دَخولا
لا جفاك السّعودُ من كلّ يومٍ / وتلقّاك بكرةً وأصيلا
وَقَضى اللَّه في بقائك في عز / زٍ عزيزٍ مَرامُه أن يطولا
ثمّ أعطاك في الأعزّ وفي الأش / رفِ ذاك الرّجاءَ والتّأميلا
فلئن أنجبا وطابا فروعاً / فبما طبتَ إذ نجبت أصولا
وعلى مثل ما عهدنا ليوثُ ال / غاب تمضي قِدْماً عهدنا الشُّبولا
دعْ رجالاً ينازعون على الما
دعْ رجالاً ينازعون على الما / ل ولا تحفِلَنْ بجمع المالِ
خيرُ مالَيْكَ ما سددتَ به الحا / جةَ أو ما بذلتَه لنَوالِ
والغنيُّ الّذي له المِنَنُ الغر / رُ جُثوماً على رقابِ الرّجالِ
واللّيالي يعلمن أنّي فيهن / نَ كصبحٍ محا سوادَ اللّيالي
صاد قلبي عشيّةَ النّفْرِ ظبْيٌ
صاد قلبي عشيّةَ النّفْرِ ظبْيٌ / وظِباءُ الفلاة صيدُ الرّجالِ
ذو دلالٍ وإنّما يسكن القل / بَ كَما شاء واِشتهى ذو دَلالِ
بتُّ أشكو إلى وَلوعٍ بهجري / نافرٍ عن زيارتي ووصالي
راجياً وعدَه وإنْ أخلف الوع / دَ وأنساك طِيبَه بالمطالِ
أيّها الشّيخُ إنّ مَن ثَوَّرَ الصَّي
أيّها الشّيخُ إنّ مَن ثَوَّرَ الصَّي / دَ كمن صاده بحُكمِ العقولِ
هِجتَ مِنِّي على القوافي جَناناً / لم يكن عن بديعها بكليلِ
فطمى بحرُ خاطري فترامى / فيه قولي من غير معنىً مقولِ
ذلك الفضل إذ دللتَ على الفض / لِ ولابدّ في السُّرى من دليلِ