كل من رام في الوجودِ اتصالا
كل من رام في الوجودِ اتصالا / بوجودي قد رام أمراً مُحالا
قد قطعنا لرؤيةِ السرِّ شوقا / واشتياقا فيافياً ورِمالا
ثم إني لما وصلتُ إليه / لم أجد غيرنا فزدت نكالا
قلت ربي فقال لبيك عبدي / لم أجد غير حيرةٍ لي ضلالا
قال لي هكذا هو الأمر فاعلم / لم يزد طالبوه إلا خبالا
كلُّ قلبٍ يبغي الوصول إليه / معلم بالفراقِ منه تعالى
وكذا من يقول ربي بقلبي / جدٌّ والجدُّ لم ينله فنالا
حيرةٌ مثله فقال شخيصٌ / غاطسٌ في السرابِ ماءً زلالا
ثم لما أتاه لم يلفَ إلا / عُدماً حاصلا وقد كان آلا
يثبتُ الجهلَ ههنا ثم أيضا / ههنا والجهولُ نال الوبالا
وجد الله عنده فكفاه / صاحبُ الآلِ كان أحسن آلا
إخوتي هل رأيتهمُ أو سمعتم / أن شخصاً أتى إليه فمالا
عنه عن غير حاصل مستلذ / لا وحقَّ الإله جلَّ جلالا
ما رأيناه في سوى الحق عينا / وقصاراه أنْ يكون خيالا
وهو شرع مقرَّر مستفادٌ / جاء بالكاف نوره يتلالا
لقلوبٍ دنت إليه اشتياقا / فكساها مهابةً وجمالا
لا وحقِّ الهوى ومتبعيه / ما رأينا في الهجر إلا الوصالا
لم ينل كلُّ طالبٍ مستفيدٍ / عينَ كونِ الحبيبِ إلا كَلالا
فاطلب الأمر بالوجودِ تجدّه / عند حبلِ الوريد يشكو المطالا
قلت مذ أنت ههنا قال دهري / إنَّ ربي أتيت عنه مثالا
وأنا ما أريد غلا إلهي / حبه الدهر لا أريد اتصالا
بسوى الله قال عينُ وجودي / حققِ الأمر يا فتى استقلالا
يدري قطعاً من أبصر البدر فينا / إنه كان في العيان هلالا
ثم لما تزايد الأمر فينا / عاد في نقصه يريد الكمالا
كلُّ نقصٍ تراه فهو كمال / للذي جاء فيه أنَّ المثالا
يستر الشيء خلفه وهو كشفٌ / عند من يعرفُ الحلال حلالا
حكم العلمُ أنَّ ما كان رجماً / إنه كان في الهواء اشتعالا
وهو نجم كما تراه ولكن / جعلَ الجوّ للرجوم مجالا
هو نار وفي الحقيقةِ نورٌ / فيه شغلٌ لمن يريد اشتغالا
وأتى الربُّ للحرارةِ فيها / رحمة للورى فمدّ الظلالا
فنعمنا بها فعشنا ملوكا / ليس نبغي ضدّاً فنبغي قتالا
في نعيم به وظل ظليل / مستريحين لا نقط ذبالا
إن ترد أنْ تكون فيه مكانا / أكثر الصوم ههنا والوصالا
كلُّ من مال عنك فيما تراه / لا تقل عنه إنه عنك مالا
فتغيظ العدوّ قولا وفعلا / وتسرّ الوليّ فعلا وحالا
سمى المال في العموم لميل / فيك والعبدُ مال عنه ممالا