بَذلُ وَجهي إلا لمثلك بِذلَه
بَذلُ وَجهي إلا لمثلك بِذلَه / واعتزازي بغير جاهِكَ ذلَّه
يا جواداً سحابُ كَفَّيهِ بالجو / د على كل قاصد مُستَهِلَّه
والذي لو رآهُ في دَستهِ الفض / لُ بن يحيى لجاء يَطلُبُ فَضلَهُ
لك نَيلٌ قد أخجل النِّيلَ جوداً / وغدا دونه الفُراتُ ودجلَه
سيدي صَدرَ الدين دعوةَ عَبدٍ / لم تَزَل طرقُهُ لمدحك سَهلَه
بالذي قد أعطاك جاها وقد م / دَّ على الخافقين بالأمن ظلَّه
لا تكلني إلى سواك فإنِّي / جئتُ أشكو إليك كَثرَةَ قلَّه
حاشَ لله أن أحيدَ بوجهي / عنك يا مالكي وبابُك قَبلَه
ضاقَ صدري مما أَطالبُ دهري / ببلوغ المُنَى ويُظهِرُ مَطلَه
وإلى كم كذا أذمُّ زماني / ضَجَرٌ لا يفيد والأمر لله
ولعبدِ الرحمن أَشكُو زماناً / قتلتني صُروفُه ألف قِتلَه
ضاقَ صدري هماً ولو لم أُهَدِّد / بك دهري ما كان ينجَرُّ خَبلَه
تارةً أغتدى بدمياط أرجو ال / رِّزقَ منها وتارةً بالمحلَّة
بين قومٍ قد صَيروا المنع والم / نَّ لهم في الزمان دَأباً وملَّه
فاغننى عن سؤال كل لئيمٍ / قد علا قدره وإن كان سِفلَه
معشرٌ ما ظفرتُ منهم عَقيب ال / قصِد عند السؤال إلا بخَجلَه
ومتى غبت عنهمُ عَتَبُوني / ومتى جئتهم رأوا ذاك ثقلَه
أنا فيهم عارِ وماشِ وغيري / وهو دوني له ثيابٌ وبَغلَه
لي نصفيَّةٌ تَعُدُّ من العُم / ر سنينا غَسَلتُها ألفَ غَسلَه
لا تسلني عن مشتراها ففيها / منذ فَصَّلتُها نِشَاءً بجُملَه
نَشَّف الريحُ صَدرَها والأرَازِيبُ / فباتَت تشكو هَواءً ونَزلَه
ظَلَمَتها الأيَّامُ حكماً فأضحَت / في العذاب الأليم من غير زَلَّه
كلَّ يَومٍ يحوطها العَصرُ والدَّقُّ / مراراً وما تُقرُّ بجُملَه
فَهي تَعتَلُّ كلما غَسَّلُوها / ويُزيلُ النَّشاءُ تلك الغِسلَه
أين عيشي بها القديمُ وذاك الت / يَّهُ فيها وخطَرَتي والشَّملَه
حيثُ لافى أجنابها رُقعَةٌ / قَطُّ ولا في أكمامِها قَطُّ وَصلَه
قال لي الناس حين أطنبتُ فيها / بَسِّ أكثرت خَلَهَّا فَهيَ بَقلَه