المجموع : 5
حقّ أن تعقد الكرام اِحتفالا
حقّ أن تعقد الكرام اِحتفالا / لفتىً قَد حَوى علا وكمالا
وَلِتعظيمهِ تمدّ يَميناً / وَلِتكريمهِ تمدّ شِمالا
هو ذو الفضلِ والمفاخر مَن قَد / نال عزّاً وللثريّا اِستطالا
كَرُمَت نفسهُ فأصبحَ فينا / يا لعمري للمَكرُمات مثالا
ذاك عبد الجبّار خير همامٍ / في سَماءِ المجدِ قد أضاء هِلالا
حلّ في الطفّ حاكماً فشدنا / منه حزماً وعفّة واِعتدالا
وطباعاً محمودة منه رقّت / وبتلكَ الأخلاق فاقَ الرِجالا
إن تراه ترى قديراً خبيراً / ومُديراً محنّكاً فعّالا
فيه تَحلو منصّة الحكم إمّا / يصدر الحكم يُرهب الأبطالا
وبيومِ الوَغى كليثٍ هصورٍ / ضيغم مقدم إذا ما صالا
وإذا ما سرّ ترى النصر حلفاً / لعُلاه والسعد والإقبالا
لكَ يا صاحب السعادةِ حبّ / ثابت في القلوب يأبى الزَوالا
فلَئِن ترتحل ففي كلّ نادٍ / لكَ ذكر مديحه يَتَوالا
أو تغادر هذي المدينة فاِعلَم / أنّها لا تحبّ عنك اِنفصِالا
جُد بِوَصل تحيي به لا بهجر / إنّنا معشرٌ نُحبّ الوِصالا
هذهِ حفلة تضمّ رِجالاً / مِن بني يعرب زَكَت أفعالا
بكَ حفّت فما أُحيلى اِجتماع / مع قومٍ أنوارهم تَتلالا
جَمَعتهم حديقة ذات أزها / ر كَساها وردُ الربيعِ جَمالا
ولقد زيّنت وطابَ شذَاها / بهمامٍ عمّ الورى أفضالا
حسن الخلق نجل خيرِ زعيمٍ / قد سَقانا مِن فيضهِ سلسالا
سادن الرَوضةِ الّذي من نداهُ / كلّ يومٍ نذوقُ عذباً زلالا
بنداهُ قد أخجَلَ الأبحُرَ السب / عَ ولَم يبق للسحابِ مَجالا
هذهِ حفلة الوداعِ وفيها / لإلهِ السماء نُبدي اِبتِهالا
بدوامِ الشرع القويم رسول ال / حقّ مَن للبلاد يُرجى مِثالا
خلّدَ اللّه مُلكهُ وحماهُ / وَوقاهُ الأرزاءَ والأهوالا
أيّها السادةُ الكرام الأفاضل
أيّها السادةُ الكرام الأفاضل / فيكمُ لا تزالُ تَزهو المحافل
وبأنوارِكم تضيءُ ربوعٌ / هي للعلمِ معهدٌ ومنازل
إنّما العلمُ للأديبِ حياة / وحماة للجاهلِ المُتكاسل
ولقد أدرَكَت من العزّ وفراً / أمّة سعيُها لنيل الفضائل
وتَجلّت كلّيّة العلم لمّا / وَرَدت للعلوم أصفى المناهل
يرفع اللّه قدرَ كلّ أديبٍ / عالم للعلوم أصبح حاصل
وإذا ما اِرتدى منَ العلم برداً / فهو في نعمةٍ من اللّه رافل
فازَ قومٌ إلى التقدّم ساروا / ولهُ قدّموا جميع الوسائل
وعلى هامةِ المفاخرِ داسوا / وَمَشَوا للعلوم مشية عاجل
واِجتنَوا مِن ثمارِها وأصابوا / كلّ ما فيه بلغة للآمل
يا لقومي هيّا إلى العلمِ هيّا / كَي تُعيدوا بالعلم مجدَ الأوائل
واِنهَضوا بنهضة بها الشرق تُحيي / لتؤدّوا له أجلّ الرسائل
مثل ما جاءنا الحُسين رَسولاً / ناهضاً داعياً جميع القبائل
وَبنوه الصيدُ الكرام لديهِ / نَهَضوا نهضة الأسودِ البواسل
لم يَكُن يَرتجي سوى وحدة العر / بِ وغير العلا لهم لم تحاول
فمَضى طاهرَ النقيبة زاكٍ / خالد الذكر وهو بالعزر آجل
لم يمُت مَن له مآثر جلّت / وعلينا له أيادٍ فواضل
حيث ما زال خالداً رغمَ أحدا / ثٍ جسام وللعلى خير كافل
ولنيلِ العلاء قد شدّ أزراً / وعنِ الشعب قد أزاح المشاكل
كَم لهُ مِن مواقفٍ وجهاد / قامَ فيه عن البلاد يُناضل
سادة هاشميّة ذات شأن / أسرة في بيوتها الوحيُ نازل
فليَعِش ولتَعِش بلاد عليها / كلّ شهمٍ بالأمر والحكم عادل
أيّها الزائرون ندوتنا اليو / مَ إِلَيكم منّي الثنا المُتواصل
وإلى صاحب السعادةِ أُهدي / خالص الشكر إذ بهِ الشعب حافل
دُم بحفظِ الإله حفظي فإنّي / عنكَ لا زال أطيب الذكر حامل
أمدير المعارف الشهم إنّي / لمساعيك بالثناءِ أُقابِل
ولنَعِش أمّة إلى العلمِ تسعى / فلَها اللّه بالسعادةِ كافل
بالهَنا والسرورِ والإقبالِ
بالهَنا والسرورِ والإقبالِ / شمس حسنٍ زفّت لبدر كمالِ
شخَصت نحوَها النواظر لمّا / أن بَدى نور وجهها كالهلالِ
وَعَليها منَ العفافِ برود / نَسَجتها يد العلى والجلالِ
بَرَزت للورى بأبهى جمالٍ / مبدعٍ ليس مثله من جمالِ
هيَ شمس قد قابَلَت بدرَ تمّ / ما لهُ في جماله من مثالِ
اِبنة الفضلِ قارنت خير شهمٍ / مِن بَني أحمد وأكرم آلِ
هو شبلُ المهدي وصالح أكرم / بفتىً فاضل حليف المعالي
قد حَوى الفخرَ من ذويه وقدماً / قد رَقا هامة العلى بالنِعالِ
حسنُ الخلقِ باسمُ الثغرِ يلقى / قاصديهِ بالبشر يوم النوالِ
وإذا رامَ قصدَ أمرٍ عظيم / نالهُ فهو بالعَنا لا يُبالي
وَبيومِ الوغى نراهُ هِزَبراً / فارساً عند ملتقى الأبطالِ
آل بحر العلوم تفخرُ فيهِ / فهوَ ما بينها العزيز الغالي
وترى العزَّ والفخار لديه / سائر عن يمينه والشمالِ
خصّهُ السيّد المطاع بلطفٍ / وَحباهُ منه بحسن الفعالِ
وقدِ اِختارهُ له خير صهرٍ / مظهر للآداب والإفضالِ
مقتدى المسلمين والحجّة الفذ / ذ ومَن طالَ بالعلا كلّ عالي
هو عبد الحسين شبل عليّ / وعليّ اِبنه الحميد الخصالِ
معشر مِن طباطبا كلّ شهم / عادَ فيه دست الإمامة عالي
فأُهنّيهِ والعشيرة جمعاً / وإذا ما مدحتُ لستُ أغالي
لستُ أدري ماذا أقول وإنّي / قاصر عن مديحهم في مقالِ
آل بحر العلومِ خصّهم اللَ / هُ بمدحٍ في سورة الأنفالِ
لا بَرِحتم بعزّة وسرورٍ / وَعلاكم يدومُ طول الليالي
لكَ عبد المجيد آيات فضلٍ
لكَ عبد المجيد آيات فضلٍ / عادَ عن وَصفِها لِساني كليلا
لكَ يا صاحب المَعالي أقدّم / خالصَ الشكر والثناء الجزيلا
كلّ عيدٍ أُهدي إليكَ التهاني / وأزفّ التكريم والتبجيلا
عيدنا أن نرى بكَ الدستَ يزهو / واضعاً فوقَ رأسكَ الإكليلا
حولك الزائرون يبدون بشراً / وتَلوا فيك مدحَهم ترتيلا
حيث قد شاهدوكَ فيها كريماً / قائِماً باللِوا مقاماً جليلا
ومنَ الحسنِ شيمة وشعار / مظهراً للأنامِ خلقاً جميلا
قاصر عَن عُلاك مدحي وإنّي / أحسبُ المدح فيك نزراً قليلا
صانكَ اللّه مِن صروفِ الليالي / وحَباكَ الإله عُمراً طويلا
تحتَ ظلّ الدين الحنيف أكرِم / بمنارٍ يهدي الأنام السبيلا
هو داعٍ لسيّد الرسلِ طهَ / وبنيه الأطهار أَضحى سليلا
مَن لدُنيا الفخارِ شرعاً قويماً / خصّه اللّه للبلادِ كفيلا
عاشَ للشعب والعروبة ذخراً / وحمىً مانعاً وظلّا ظليلا
لفلسطين راحَ يقتاد جيشاً / حاملاً للحروبِ عبئاً ثقيلا
فلهُ النصرُ والنجاح حليفٌ / والمعادي يَبقى مُهاناً ذليلا
وَنَرى جيشَنا يعودُ إلينا / باِنتصارٍ وخصمنا مَخذولا
ربّنا اِجعل للعرب عزّا ونصراً / وفَخاراً ليُدركَ المأمولا
نهضَ الشعبُ يطلب اِستقلالا
نهضَ الشعبُ يطلب اِستقلالا / فاِستفزّ الضراغمَ الأبطالا
وَدَعا هاتفاً بكلّ كميّ / لا يهابُ الخطوبَ والأهوالا
مِن بني يعرب أبرّ رجالٍ / يتهادون للوغى أرسالا
نَشروا للعلى لواءً وسلّوا / دون أوطانهم سيوفاً صقالا
وقفوا وقفة بها الناسُ أضحت / أبدَ الدهرِ تضربُ الأمثالا
نَهَضوا نهضةَ الأسود الضواري / ولهُم همّة تُزيلُ الجبالا
نهضة قدّست بها العرب فازت / واِستقلّت بها ونالَت مَنالا
كانَ فيها الشريف خير إمام / قد حَوى عزّة وحازَ جلالا
قامَ للعزّ في بنيهِ الزواكي / حيث فيهم قد وطّدَ الآمالا
نهضة في الحِجازِ كانت فأضحى / لبني الرافدين فيها اِتّصالا
فتردّى بالحزمِ والبأس يخو / ض الوَغى يميناً شمالا
فسَلِ الشام والفُراتين عنه / مَن لها كان في الزَمانِ شمالا
هاشميّ له إباءٌ وحزم / وتجاريب سادَ فيها الرجالا
أنسه كانَ للعراقِ حياة / ولهُ الشعبُ يشكر الأفعالا
وتلاهُ اِبنه وقامَ بأمرٍ / لَم يَدَع للعُصاةِ فيه مجالا
ولَئِن غابَ فالبلاد عليها / أُمناء أنوارُهم تَتلالا
فالحفيدُ المأمول خير أمين / صارَ للعزّ والإباءِ مثالا
فالحفيد المحبوب إذ فيه نرجو / أن تنال السعودَ والإقبالا
سيّد نورُ وجههِ إن تبدّى / يَتجلّى للناظرين هلالا
هذه ندوة الشبابِ وفيها / كلّ شهمٍ حرّ تردّى الكمالا
يا شبابَ العرب الأكارم نهضا / ولكسبِ العلاءِ قوموا عجالا
فاِطلُبوا العلم كي تنالوا رقيّا / وبأعلى الجَوزاءِ حطّوا الرِحالا
أمّة العربِ أمّة ذات مجدٍ / طَهُرت عنصراً وطابت فعالا
صفَحاتُ التاريخ تشهدُ عَنهم / وَلكم دونه لهم أعمالا
فَعلى منهجِ الأوائلِ سيروا / وعَنِ المجدِ لا تكونوا كُسالى
فَلَكم سؤدد ومجدٌ قديم / وَلَكم في الزمانِ شأنٌ تعالى