القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 25
لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه
لاح شيبي فرحتُ أمرحُ فيه / مرحَ الطِّرفِ في العِذارِ المحلَّى
وتولَّى الشبابُ فازدَدْتُ ركضاً / في ميادينِ باطِلي إذ تولّى
إنْ مَنْ ساءه الزمان بشيءٍ / لأَحَقُّ امرئٍ بأن يتسلَّى
أترى أن أسوءَ نفسيَ لمّا / ساءني الدهر لا لعمريَ كلا
ردّني صالحٌ وقال اعتلالاً
ردّني صالحٌ وقال اعتلالاً / أنا أخشى ضراوةَ السُّؤَّالِ
خاف فتحِي بابَ السؤال عليه / أغلق اللَّه عنه باب السؤالِ
يا ابن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً
يا ابن يحيى غُدِرتَ غدراً مُبيناً / ورماك الزمانُ بالإقلالِ
أتراني قنعتُ منكَ بعذرٍ / لم تجدهُ إلا بلطفِ احتيالِ
طالما عِشتَ خافضاً فتجهَّز / لركوب العوارمِ الأمثالِ
أو فأعتبْ فليس يجتمع الده / رَ وفورُ الأعراض والأموالِ
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا
من عذيري مِنَ الخلائفِ ضلّوا / في سليمانَ عن سواءِ السبيلِ
وضعوا الرّفدَ والكرامَةَ منه / في مقام العقابِ والتَّنكيلِ
نفلوهُ على الهزائمِ بغدا / دَ كأنْ قد أتى بفتحٍ جليلِ
ما أراهُمْ بذلك الفعلِ إلا / زهَّدوا الناسَ في البلاءِ الجميلِ
منْ يخوضُ الردى إذا كان من فَرْ / رَ أثابوهُ بالثوابِ الجزيلِ
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا
قُلْ لمنْ ألبسَ الجمالَ جمالا / بالمعاني وهيبةً وجلالا
أيُّها البدرُ لا تزل في كمالِ ال / أمرِ بدراً وفي النَّماءِ هِلالا
كيف كانتْ عُقْبى اقتصادكِ كانت / صحَّةً مستفادةً واندِمالا
واعتدالاً مِنَ المزاجِ كما أُو / تيتَ في الخُلْقِ والخلاق اعتدالا
فعلَ اللَّهُ ذاك أنك ما زل / تَ المرضَّى ما ارتضى فعَّالا
يا عليّ المكانِ لا يتعالى / كوضيعٍ مكانُهُ يتعالى
شكرَ اللَّهُ بَذْلَكَ القُربَ للنا / سِ وإغناءَ فضلكَ السؤَّالا
ما تزالُ القريبَ من كلّ عافٍ / يشتكي خلةً ويشكو هزالا
ولعمري لئنْ قربْتَ لقاءً / ونوالاً لقد بعُدتَ منالا
ولقد أوجبتْ عليك يدٌ لل / لَهِ حقٌّ أنْ تُحسنَ الأعمالا
شُكرَ أنْ فضَّلتْك مرأىً ورأياً / ومحلاًّ حتى فضلتَ الرجالا
جعل اللَّهُ طينَة الناسِ صلصا / لاً وأجراكَ سائحاً سلسالا
وبحقّي أقولُ فيك بأني / لم أجدْ موعدَ المُنى فيك آلا
لمْ تزلْ مانحي سؤالاً وطوراً / مانحي عِشرةً أراها نوالا
عِشرةً تملأُ القلوبَ نسيماً / ونعيماً ونخوة واختيالا
ونوالاً يُنيلُني كلَّ سؤلٍ / ويقيني الخضوعَ والتسآلا
فمتى ما أردتُ كنتَ جنوباً / ومتى ما أردتُ كنتَ شمالا
وتمامُ اليد استماعُكَ فضلاً / من كلامي لا يُعجبُ العُذَّالا
إنما الحسنُ نسخةٌ فيكَ خُطَّتْ / بيدِ اللَّهِ فامتثلها امتثالا
وامتثالُ الجميلِ ما في حُلاه / نسخُهُ من جمالهِ الإجمالا
لك نفسٌ وطينةٌ لا تُذمَّا / نِ فشبِّه بجوهرَيْكَ الفعالا
شاكراً إنْ غدوتَ مُعطىً قَبُولاً / واقتبالاً مقابِلاً إقبالا
ولما قلتُ هذه مستزيداً / صلةً مستجدةً بل وِصالا
واعتذاري من امتياحِيكَ ذنبٌ / فأقِل عثرتي عمرتَ مُقالا
قد لعمري أتَيْتُ جرماً عظيماً / باعتذاري وقد أسأت المقالا
واعتذاري من اعتذاري بوجهٍ / أنت أعديتَهُ الحياءَ الزُّلالا
فغدا يكثرُ امتياحكَ في اليو / مِ وأمسى يبُلُّني إخضالا
عهدُ كفّي بفضل كفيكَ عهدٌ / يمنعُ السائل الملحَّ السؤالا
غيرَ أني أرى الجوائزَ وبْلاً / وأرى الرزقَ ديمةً وظلالا
فاترٌ دائمٌ وجَمٌّ مُخلٌّ / وأخو الحزمِ يكرهُ الإخلالا
واجتماعُ الرّفدينَ فهْو محالٌ / عند قومٍ ولن تراهُ محالا
وقليلٌ يدومُ أرْجى وأحجى / بمقلٍّ ينفِّلُ الأنفالا
أنا عبدٌ عدوتُ طوري وأصبح / تُ كأني لا أعرفُ الإقلالا
وأدلَّتْ خليقتي وبناني / حين صادفتْ حاملاً إدلالا
كلّما جُدتَ لي تبعتُك في الجو / دِ فبذَّرتُ يمنةً وشمالا
ليس إلا لأنّ نفسي تُريني / كلَّ شيءٍ بجود كفيْك مالا
وكذا أنتم لكم كلَّ يوم / مستنيلٌ إذا أُنيلَ أنالا
تمنحونَ اللُّهَى وتَغْذُوننا الجو / دَ فينثالُ بالعطايا انثيالا
فارتَهنْ خِدمتي بإجراءِ جارٍ / أرتضيهِ كفايةً واتصالا
والذي أرتضيه جزءٌ صغيرٌ / ولك السؤددُ العظيمُ احتمالا
فأزِح عِلَّتي فإن كفافي / يمنعُ العذرَ مَنْ أرادَ اعتلالا
إن مقدارهُ متى تزِنُوهُ / تجدوه من ألفِكُمْ مثقالا
قلَّ مقدارُ ما سألتُ من الرز / قِ وإنْ هَوَّلَ احتكامي وهالا
ومتى شِئْتَ أنْ تزيدَ فماذا / يمنعُ الغيثَ أن يَسُحَّ السّجالا
أو يردُّ الفراتَ أو يردعُ السَّي / لَ إذا وافقَ المسيلَ فسالا
ليس في وسع قُوَّتي منعي المف / ضالَ في دولةِ الغِنى الإفضالا
يا حياً سحَّ مُزنُه الوابلُ الهط / طالُ أَرْدِفْهُ دِيمةً مِهطالا
يا غياثي إذا استرثتُ غِياثي / وثمالي إذا فقدتُ الثمالا
إن ذاك الكمالَ فيك غريمٌ / يتقاضاك في الأيادي الكمالا
والعطايا مجدِّداتٌ لكفي / كَ فجدّدْ لغرسِ كفَّيكَ حالا
آلَ وهبٍ هنِّيتُمُ هبة اللَّ / هِ فما زلتُمُ لها أشكالا
لكمُ هيبةٌ تشرّدُ بالأسْ / دِ وعدلٌ يستنزلُ الأوعالا
قلتُ إذ رُدَّتِ الأمورُ إليكُم / نزل الملكُ دارَهُ المحلالا
كانتِ الأرضُ ظُلمةً وحروراً / أوسعا الناس فتنةً وضلالا
فاخترعتم من الذكاءِ شُموساً / وابتدعتُم من السماح ظلالا
قد نظرنا بأعينٍ صافياتٍ / صادقاتٍ إذا مُخيلٌ أخالا
فوجدنا فُضولكم صفواتٍ / ووجدْنا فضول قومٍ فضالا
كم رجاءٍ فيكم أثار جمالاً / وعطاءٍ منكم أناخَ جِمالا
لا برحتُم مؤمَّلينَ مُنيلي / ن نَوالاً يحقّقُ الآمالا
يرتجي فضلكمْ مرجٍّ ويتلو / علُّكُم بالفواضِلِ الإنهالا
فتشدُّونَ لابنِ بؤسَى رِحالاً / وتحطُّونَ لابن نُعمَى رحالا
إنْ تكونوا علوْتُمُ وعلا النا / سُ فلستم وغيركمْ أمثالا
سادةُ الناسِ كالجبالِ وأنتُمْ / كالنجوم التي تفوقُ الجِبالا
يمَّمتْ ربْعكم حُداةٌ خِفافٌ / من رياحٍ تُزْجي سحاباً ثِقالا
مَنْ يخَفْ من زوالِ نُعمى عليه / آل وهبٍ فلن تخافوا زوالا
عشقتْ نعمةُ الإله أخاكُم / وفتاهُ فما تريدُ الزَّيالا
في أبي القاسم المحبَّب والقا / سم ما يمنعُ المَلُولَ الملالا
لم نجد عاشقاً إذا عَدَل المع / شوقُ في حُكمِهِ يريدُ انتقالا
إنْ رأت نِعمةٌ نظيرَ أخيكم / وابنَه فلْتبدّلِ الأبدالا
لستُ ألحَى أليَّةً حاسديكُمْ / غيرَ أني أقولُ طِلقاً حلالا
جُعِلتْ تلكم الخدودُ نعالاً / لكُمُ الدهر إن صلُحنَ نِعالا
ليَ منكم مواليَ اللَّه مولىً / مثلُهُ إن حكاه مثلٌ يُوالى
ما وجدناهُ للرَّغائبِ مُحتا / لا وإن كان للعُلا محتالا
قاسمٌ قاسمُ العطايا الصفايا / زادهُ اللَّه بالعلا استقلالا
سائلي عن أبي الحسين بدا الصب / حُ فأغنى أن تستضيء الذُّبالا
ذاكَ شخصٌ مهيَّأٌ لاختيالٍ / وهْو يختالُ أن يُرى مختالا
ذو عقودٍ أبَيْنَ إلا انعقاداً / وحقودٍ أبيْنَ إلا انحلالا
فترى عِرضَهُ عليه مصُوناً / وترى ماله عليه مُذالا
ولما المرءُ صائناً بكريمٍ / أو يُرى المرء صائناً بدَّالا
تمَّ ذاك الجمالُ والحسنُ فيه / بخلالٍ لم تشكُ منها اختلالا
عيبُ تلك الخِلالِ أن لم يملَّحْ / نَ بعيبٍ يكون فيهنَّ خالا
مالها عُوذَةٌ سوايَ فإنّي / أردعُ العينَ أنْ تُصيبَ الجمالا
هاكَها والهاً إليك عروباً / تتثنَّى رشاقةً ودلالا
لم أقُلْ هاكها لشيءٍ سوى العا / دة والشّعْرُ يركبُ الأهوالا
منطقٌ يطرحُ الكُنى ويسَمّي / منْ يُكنَّى ولا يُبالي مُبالا
جاهليٌّ كما علمتَ ولكِنْ / لا تراه يعاملُ الجُهَّالا
واعتدادي عليك بالمدح شيءٌ / جعلَ العقل دونَهُ لي عِقالا
ليس للمدحِ في معانيكَ إلا / أنه زادَ نُورَهُنَّ اشتعالا
أنت كالسيفِ ماؤُهُ منه والشع / رُ يدا صيقل تُجيدُ الصّقالا
والذي يكتسى بك الشعرُ أسْنى / مِن سناهُ عليك لا إشكالا
وابْسُط العُذرَ في اختصارِ وليٍّ / لم يخف من إطالةٍ إملالا
لا ولا خال أنَّ حقك يقضى / بيسير وذاك ما لنْ يخالا
حاشى لله أن إخالك تستث / قلُ مما يزينك الأثقالا
بل متى لم تكن تحبُّ وتهوى / من أماديح مادحيكَ الطوالا
أم متى لم أرَ الكثيرَ قليلاً / لك بالحقّ نيةً وانتحالا
غيرَ أنّي إذا بلغتُ مُرادي / لم أزِدْ فيه بعد ذاكَ قِبالا
فأردتُ اقتصاص حالي فلمْ أُلْ / قِ إلى غيرهِ من القول بالا
لو قصدتُ المديحَ في هذه الخط / بةِ ماطلْتُكَ الجراءَ مطالا
قائلاً كلَّما فعلتَ وأفعا / لُك لا شكّ تغمُرُ الأقوالا
غيرَ أني أقولُ حتى يرى اللّ / هُ مضاهاةَ قوليَ الأفعالا
ثم إني أقولُ من بعدِ هذا / إنك الواحدُ العزيزُ مِثالا
ومقالي بطول قدْري ولو قُلْ / تُ مقالي بطول قدْرِك طالا
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا
غضبتْ لي السماءُ والأرضُ والنا / سُ على ابن اللَّبُونِ إسماعيلِ
ولما أسْخَطَ السماءَ مع الأر / ضِ مع الناسِ غيرُ سُخْطِ الجليل
أنكر اللَّهُ أن يُرى مثلُ مدحي / في أبي الفقْرِ وهْو غيرُ مُنيل
فرماهُ بكوكبٍ هاشميٍّ / كان أدْهى له من السِّجِّيل
ولقد كادَ ما استطاعَ ولكنْ / جُعل الكيدُ منهُ في تضليل
سال ذاك النجيعُ من ذلك العب / د ودمْعُ الباكيهِ كلَّ مسيل
ولْيُطِلْ مُعْوِلٌ عليه عَوِيلاً / إنه في لظًى طويل العويل
لا سقى اللَّهُ جسمَهُ من حيا المُز / نِ ولا رُوحَه من السلسبيل
أقبلتْ دولةٌ هي الإقبالُ
أقبلتْ دولةٌ هي الإقبالُ / فأقامتْ وزال عنها الزوالُ
دولةٌ ليس يُعدَمُ الدهر فيها / باطلٌ مزهقٌ وحقٌّ مُدالُ
طالعتْ للعيون فيها مصابي / حٌ أضاءتْ لضوئها الآمالُ
شمسُ دَجْنٍ ومشتَرٍ غيرِ منحو / سٍ وبدرٌ متمَّمٌ وهلالُ
ملك وابنُهُ ومِدرَه مُلْكٌ / وابنُه هكذا يكون الكمالُ
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا
ذُكِر الأخفشُ القديمُ فقُلنا / إن للأخفش الحديثِ لفضلا
وإذا ما حكمْتُ والرومُ قومي / في كلام مُعرَّب كنت عدلا
أنا بين الخصومِ فيه غريبٌ / لا أرى الزورَ للمحاباة أهلا
ومتى قلتُ باطلاً لم أُلقَّب / فيلسوفاً ولم أسوّم هِرَقْلا
بدأ النحوُ ناشئاً فغذاه / أحدثُ الأخفشين فانصاتَ كهلا
وتعاصَى فقاده بيديه / أحدثُ الأخْفشَين فانقاد رَسْلا
أيُّهذا المُسائلي بعليٍّ / زادك اللَّهُ بالمعالم جهلا
أنت كالمستثير شمساً بنارٍ / ولعمري لَلشمسُ للعينِ أجلى
لا تسائلْ به سواه من النا / س تجده بحضرةِ الحفلِ حَفْلا
قائلاً بالصوابِ يقرع فصّاً / بجواباته وينطق فصْلا
كلّما شذَّتِ الفروعُ عن الأص / لِ ثناها فألحقَ الفرعَ أصلا
وتراهُ تَدينُه كلُّ عوْصا / ءَ كما دانَتْ الحليلةُ بَعْلا
يا ظِماءً إلى الصواب رِدُوه / يَسْقِكم بالصواب عَلّاً ونهلا
هو بحرٌ مِنَ البحورِ فراتٌ / ليس ملحاً وليس حاشاه ضحلا
قلْ له يا مقوّمي وسمِيّي / وكنِيِّي ومَن غدا ليَ شَكْلا
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالتْ / ليَ غاياتُك البعيدة مهلا
ورأيتُ اليسيرَ يكفي من الحَلْ / يِ إذا النصلُ كان مثلكَ نصلا
لك من نفسك الحُلِيُّ اللواتي / أنفت أن يكون حلْيُكَ نَحْلا
ولعمري ما أنت كالسيف صقلاً / حين نَنْضُوك بل مضاء وصقلا
منظريٌّ لناظرٍ مَخْبَريُّ / لمُريغٍ لديك نقضاً وفتلا
ذو أفاعٍ لمن يُعاديك صُمٍّ / كائنات لمن يواليك نحْلا
تقلسُ الأرْيَ والسّمامَ وناهي / كَ بهذا وذا شفاءً وخبلا
فدعِ الشكرَ لي فلم أكسُك المد / حَ سليباً ولم أُحَلِّك عُطْلا
أنت مَنْ لم يزلْ يُحلَّى ويُكْسَى / كلَّ مدحٍ فلستَ تُوسم غُفْلا
وحرامٌ عليّ عِرضُك بَسْلٌ / أبداً ما رأيتَ عِرضيَ بَسْلا
فالزمِ الصّدْق إنه للفريقَي / نِ نجاةٌ والخَتْلُ يجزيك خَتلا
وخفِيُّ الحديثِ يَنْمِي فيُحيِي / بعدما ماتت الضغائن ذحلا
قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ
قُلْ لأيوبَ والكلامُ سجالُ / والجوابات ذاتَ يومٍ تُدالُ
اسكتوا بعدَها فلا تذكروا الشؤ / م حياً فأنتُمُ الآجالُ
أنا شؤمي فيما تقولون عزَّا / لٌ ولكنَّ شؤمَكم قتَّالُ
بالذي أدْرَكَ المؤيّدَ منكم / وابنَ سعدانَ تضربُ الأمثالُ
زُرتموه والصالحاتُ عليه / مقبلاتٌ فأدبر الإقبالُ
حين درَّتْ له أفاويقُ دنيا / هُ دلفتُم له فكان الفِصالُ
إن شؤماً حُلَّتْ به عقدةُ العَه / دِ لشؤمٌ تزول منه الجبالُ
ليس بدْعاً من الحوادثِ أن يُع / زَلَ والٍ وأن تموتَ الرّجالُ
إنما البدعُ أن تزولَ أُمورٌ / لم يكن يهتدي إليها الزوالُ
كالذي حاقَ بالمؤيَّدِ منكُمْ / بعدما نُوِّطَتْ به الآمالُ
ذلك الشؤمُ يا بني أمّ شيخٍ / يُمكنُ القائلين فيه المقالُ
ذاكَ شؤمٌ فيهِ سِمام الأفاعي / ناجزُ النقد ليس فيه مِطالُ
ذاك شؤمٌ كالسيل عفَّى على القط / رِ جُلالٌ كما يكون الجلالُ
ذاك شؤمٌ لو جاور البحرَ يومي / نِ لأمسى وليس فيه بلالُ
ذاك شؤمٌ لو كان في جنة الخل / د لحالت بأهلها الأحوالُ
ذاك شؤمُ لا يثلم الدهر حدّي / ه وما لم يَزُل فليس يُزالُ
ذاك شؤمٌ شؤمُ البسوسِ وغبرا / ء وشؤم الورى عليه عِيالُ
كالذي أدركَ المؤيدَ منكم / وهْو في رأسِ نجوةٍ لا يُنالُ
قصُرَتْ شنطفٌ وقلَّتْ وذلَّتْ
قصُرَتْ شنطفٌ وقلَّتْ وذلَّتْ / غيرَ بظر تجرُّه كالطِّحالِ
ضُيِّقتْ عينُها ووُسِّع فُوها / ومشقُّ استِها وثَقبُ المبال
فهي شيءٌ كأنّما صاغهُ اللَّ / هُ لصفع القفا وقفدِ القذال
وهي تختالُ بين بُرقعِ قبحٍ / وقميصٍ من الضَّنى والهزالِ
وإذا ما تنادرتْ رخُصَ الثل / جُ وأضحى فحمُ الغضا وهْو غالِ
قردةٌ نردةٌ نواةٌ حصاةٌ / بومةٌ ثومةٌ عظامٌ بوالي
لو غدا طولُ بظرِها لقناةِ ال / ظهرِ منها لألحقتْ بالطوالِ
بنتُ سبعين بل ثمانين بل تس / عينَ بل ضعفُها من الأحوالِ
ضامرٌ وجهُ طيزها غيرَ تركي / يٍ ولكن ينموزجيُّ السُّؤال
صاح بي عُمرُها وقد غازلتني / لا تُعرِّجْ بدارسِ الأطلال
طالبتني بأن أنيك وما القِر / دُ ولو حلّ نيكهُ بحلالِ
قلتُ ميلي إلى القرودِ بصُغْرٍ / ليس لفْقُ النِّكالِ غيرَ النكالِ
قالت الخَلقُ كلُّهم قد قَلَوْنِي / قلتُ أعييتِ حيلةَ المحتالِ
قد بلى اللَّه يونسَ بن بُغاءٍ
قد بلى اللَّه يونسَ بن بُغاءٍ / ببلاءِ النبيّ يونسَ قَبْلَهْ
يبلعُ الحوتُ بعضه كلَّ يوم / ليْتَه يبلعُ المسكينَ جُمْله
لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا
لاح شيبٌ فنهنَه الحلمَ جهلا / ومشى جائرٌ على القصدِ رَسْلا
إنَّ في الحلم للسّفاهِ وفي عي / سى بن شيخٍ لكلّ عاتٍ لنِكلا
دانَتِ الأرضُ سيفَ عيسى بن شيخٍ / مثلما دانتِ الحليلةُ بعْلا
قام للَّه والإمام بحقٍّ / قد أطالت به الصناديدُ مَطْلا
فتحَ المُغلقاتِ من سُبُل الأر / ضِ وسدَّ الثغورَ خَيْلاً ورَجْلا
قالتِ الحربُ إذ تخمَّط عيسى / يا ابن شيخٍ لقد تخمَّطت فحلا
صالَ بالمشرفيِّ صولاتِ صِدْقٍ / لم تدعْ فيهم لذي الذَّحل ذحلا
وأخاف المُخيف ذا العيْث حتَّى / أمِن الخائفُ المشتَّتُ شمْلا
قلتُ للسائلي بعيسى بن شيخٍ / زادكَ اللَّهُ بالمعالم جَهْلا
أنت كالمستضيء شمساً بنارٍ / ولعمري للشَّمسُ للعين أجْلى
كلُّ مجدٍ تراه في الناس حيّاً / هو أحياهُ بعدما مات هزلا
كان عيسى في نشره ميِّتَ الجو / دِ كعيسى مكلّم الناس طِفلا
جبلٌ عاصم ووادٍ خصيبٌ / لا ترى الدهرَ في جنابيه مَحلا
ذو أفاعٍ لمن يُعاديه صُمٍّ / كائناتٍ لمن يُواليه نَحْلا
تَقلِسُ الأرْيَ والسّمامَ وناهي / كَ بهذا وذا شفاءً وخَبْلا
أوسعَ الراغبين فضلاً كما أو / سع أهلَ العنادِ نفْياً وَقَتْلا
واحدُ الجودِ لا تمجُّ سؤالاً / أُذناهُ ولا تُليقانِ عَذْلا
أيها الوافدُ المُيمّمُ عيسى / اغترفْ لي من ذلك البحرِ سَجْلا
ولك اللَّهُ إنْ عرضْتَ عليه / حاجتي أن تقول أهلاً وسهلا
ذاك ظني بسيّد الناسِ طرّاً / وابن منْ سادَهم غُلاماً وكهلا
قُلْ له عن مؤمّلٍ من بعيدٍ / ديمةً من نَدى يديه وَوَبْلا
إنَّ جوْراً عمومُك الناسَ بالفض / لِ سوى واحدٍ مُحقّ فعدْلا
لا تكُنْ حسرةً عليَّ فقدْ أو / سعتَ هذا الأنام غيريَ فضلا
وشفيعي إليك حاملُ شعرِي / وهْو من لا تراهُ للرد أهلا
مع أني إذا شفعْتُ بأخلا / قِك كانت شفاعةُ الناس فضلا
قد أردْتُ الإطنابَ فيك فقالت / ليَ غاياتُك البعيدةُ مَهْلا
ورأيتُ القليلَ يكفي من المد / حِ إذا المرءُ طاب فرعاً وأصْلا
حسْبُ ذي الهزّ باليسير من الهزْ / زِ إذا النَّصْلُ كان مثلكَ نصْلا
قد تُثيبُ القليلَ مدحاً من القو / مِ كثيراً من المثوبةِ جَزلا
أبْلِها خُلَّةً برغمِ عدوٍّ / جعلَ اللَّهُ خدَّهُ لك نعلا
ورمَيْتَ الذين ترمي فكانت / لك آجالهُم قِسِيّاً ونَبلا
لستُ أخشى صروف دهري إذا ما / عقدَ اللَّهُ لي بحبلك حَبْلا
سُئلَ الأيرُ ما تريدُ إلى الكعْ
سُئلَ الأيرُ ما تريدُ إلى الكعْ / ثبِ قال الدخولُ قيل ألا ادْخُلْ
قال أبغي الخروجَ قيل ألا فاخ / رُجْ فقال الخروج ما ليس يَسْهُلْ
إنّما شأني التردُّدُ فيه / داخلاً خارجاً أغيب وأَنْصُلْ
شهوةُ القلب لبْثُه بين أيدٍ / وشفائي ترددي بين أرْجُلْ
هَمُّ ذاك العِناقُ والنيكُ هَمّي / وكلانا في شأنه ليس يَغفُلْ
وليَ الدهرَ طعنةٌ ذاتُ غَوْرٍ / غير أن لستُ حينَ أطعنُ أَقْتُلْ
وتَرى لي كريمةُ القومِ حقّاً / وذِماماً وحُرْمةً حين أمْثُلْ
وعليها يخفُّ لي لا لغيري / كلُّ شيء من التكاليف يَثْقُلْ
ولهذا تُجيبني حين أدعو / غيرَ معتاصةٍ فأعلو وتَسْفُلْ
كلُّ حبّ تَعمُّلٌ وهَوى الحس / ناء إياي من خلاف التعمُّلْ
ومتى طاوعتْ فذاك طِباعٌ / ومتى مانَعَتْ فذاك تدلُّلْ
وعليها تجمّلٌ فإذا ما / عاينتْني فما عليها تَجَمُّلْ
ولديها تبتُّلٌ فإذا ما / غاب في الخاقِ باقِ زال التبَتُّلْ
وليَ العطرُ والملابسُ / كلُّه والتقتُّلْ
وإذا خَسَّ في المعاشر قدْري / فلديها يجلُّ قدْري وينبُلْ
وبها ترعوي حياتي إذا مِتْ / تُ وتشتدُّ قوّتي حين أذبلْ
عَدّ عنك المَنازلا
عَدّ عنك المَنازلا / والطلولَ المواثلا
إن للشعر في سُلَي / مانَ عنهُنَّ شاغلا
مَلِكٌ لا يرى اللُّهى / تستحقُّ الوسائلا
حسبُ راجيهِ عندَهُ / أنه جاء سائلا
لا يرى المنَّ قائلاً / ويرى المنَّ فاعلا
سيبهُ عُقرُ مالهِ / وهْو يُدْعَى فواضلا
ويراهُ فرائضاً / ويُسَمَّى نوافلا
فتيمَّمْهُ واثقاً / لا تيمَّمهُ آملا
وإذا كادت الأعا / لي تُلاقي الأسافلا
وَطِئَ الأرضَ وطأةً / فأقرَّ الزلازلا
يا عليّ العلا ابن قاسمٍ القا
يا عليّ العلا ابن قاسمٍ القا / سم في طالبي النوال نوالَهْ
وابن مارمَّة الذي يَضرِبُ المج / دُ به أو بمثلِه أمثالَهْ
والذي أضحتِ المروءةُ والخي / رُ حليفيْهِ والحقوقُ عيالَهْ
والذي بذلُه بغيرِ ابتذالٍ / والذي طَوْلُه بغير استطالهْ
والذ لم يرثْ كريم المساعي / والعلا وابتناءها عن كَلالهْ
والذي يأمن المِطَال مرجِّي / ه ولا يأمنُ المجاري مطالهْ
والذي لا يزالُ كلُّ حكيمٍ / راشدِ الأمرِ يستعين مثالهْ
ما ترى في اصطناع حرٍّ شكور / قد أراه الرجاءُ مالَكَ مالَهْ
ساقهُ نحوك الزمانُ وقادت / ه أفاعيلُ كفّك الفعَّالهْ
وعلى ظهره من الدَّيْن ثِقْلٌ / يرتجى أن تحطَّهُ لا محالَهْ
واعتقادُ الرجاءِ يوجبُ حقاً / عند من هذّب الإلهُ خصالهْ
ومعي ذاك والمودةُ والشك / رُ ضميراً مجمجماً ومقالهْ
وشهدي على رجائك أنْ لم / أتوسل وأنْ تركتُ الإطالهْ
وإذا المستقِي دنا مستقاه / فحقيقٌ أن لا يطيلَ حبالهْ
وكفاني من الوسائل أخلا / قُك يا أيّها القريبُ المنالهْ
فأدِلني على الزمانِ فما زل / تَ على صرِفه كريمَ الإدالهْ
وأجِرني من أن يقولَ حسودٌ / خابَ أو أن يقولَ لي أولى لهْ
فلأَنت الذي إذا أمَّه الآ / ملُ عُدَّتْ آمالُه أموالَهْ
والذي يشتري الثناء فَيُغْلي / حين لا يسأل النجار الإقالهْ
لك مني جمَّ البديهة بالشك / رِ على الحادثات باقي العُلالهْ
وقليلُ الخلافِ يصلح إن شئ / تَ جليساً ويرتضَى للوكالهْ
إن تجالسْهُ فالدماثة منه / أو توكِّله تَبْلُ منه جزالهْ
مستقلٌّ متى عبأْتَ عليه / عبءَ دهرٍ لم تذممِ استقلالهْ
فيه أشياءُ لا يدعنَ ملولاً / يتجنّى عليه ذنبَ الملالهْ
فاختبرْه في الحالتين جميعاً / تجدِ الجدَّ عنده والبطالهْ
واعتقلْه فإنه أيها السيْ / يِدُ إن بُرْتَه أطلْتَ اعتقالهْ
وعزيزٌ عليَّ مَدْحِيَ نفسي / غير أني جُشِّمتُه للدلالهْ
وهْو عيبٌ يكادُ يسقط فيه / كلُّ حرٍّ يريدُ إظهارَ آلَهْ
واعتسافي العيوبَ حرصاً على قر / بك حقٌّ إنْ لم ترد إبطالهْ
يا محبَّ الجمالِ ليس جميلاً / بجميلٍ ألّا يريك جمالهْ
وإذا المرء لم يلوح بما في / ه تخطاه رائدٌ بجهالهْ
يا لقومٍ لأحمد بن بُنانٍ
يا لقومٍ لأحمد بن بُنانٍ / ولما قال من عجيب المقالِ
قال لمَّا اشترى غلاماً كفاهُ / كثرةَ الغُرم واكتراءَ الرجالِ
صنتُ مالي عن الفسادِ بمالي / حان لي أن أصونَ مالي بمالي
كان يستدخلُ الأيور حراماً / فاستعفَّ الفتى بأيرٍ حلالِ
يا بني طاهرٍ طهُرتم وطبتم
يا بني طاهرٍ طهُرتم وطبتم / وزكوتم فروعُكم والأصولُ
جارُكم مَحْرٌم وأعراضُكم بَسْ / لٌ ولكنَّ مالَكمُ مبذولُ
كاد يُكدِي بطونَ أيديكمُ البَذْ / لُ ويُحفِي ظهورَها التقبيلُ
قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ
قطعَ اللَّهُ عذرَ مَنْ أبواهُ / هاشميّانِ أن يكونَ بخيلا
خرجا سالمينِ من كلّ ذمٍّ / وأحالا عليه ذمّاً ثقيلا
أحمل الوزرَ والأمانةَ والدي
أحمل الوزرَ والأمانةَ والدي / نَ جميعاً وكلّ ثقلٍ ثقيلِ
غيركم يا بني ثوابةَ يا مَنْ / ليس شيء لبغضهم بعديلِ
لو تُسمَّونَ بالذي تستحقُّو / ن خُصصتم بأحرف التثقيلِ
شهدَ اللَّهُ أنكم كلُّ شيء / باردٍ جامدٍ ثقيلٍ وبيلِ
أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ
أيّها السيدُ الذي اختاره السيْ / يِدُ إلفاً وموضعاً للخِلالِ
لم يوفقْكَ للموفّق إلا / صدقُ ذاك التوفيق والإقبالِ
جمعَ اللَّهُ فيك للناصرِ الدي / نَ خصالاً حميدةً في الخصالِ
فيك للناظرين والقلبِ حظَّا / ن على رغم حاسدٍ مغتالِ
منظرٌ معجِبٌ من الحسنِ حالٍ / تحته مخبرٌ من الفضلِ حالي
وإذا ما الجليسُ حُلّيَ هاتي / ن أبى أن يُباعَ بالأبدالِ
أنت مرأىً ومسمعٌ كلٌّ ما في / ك مُسلٍّ لهمّ ذي الهَمِّ جالي
فيك جدٌّ لمنْ أجدَّ وهزلٌ / لا كهزلِ المُهازلِ البطَّالِ
شهدَ اللَّهُ والأميرُ جميعاً / والوزيرُ الخبيرُ بالأحوالِ
أنك الصاحبُ الخفيفُ على القل / بِ وإن كنت راجحَ المثقالِ
لستَ في ناظرٍ قذاهُ ولا أن / تَ على خاطرٍ من الأثقالِ
يصطفيك الأميرُ للأنسِ والعَوْ / نِ على الحادث العياءِ العُضالِ
وحقيقٌ كلاكما بأخيه / شكلُ أهلِ الكمالِ أهلُ الكمالِ
فليالي أميرِنا بكَ في الطِّي / بِ كأسحارِها ذواتِ الظلالِ
ولأيّامِ دهره بك روحٌ / مثلُ روح الغدوِّ والآصالِ
ليسَ فيهن وقدةٌ تلفح الأو / جُهَ بل كلهن من أظلالِ
لم يعبهنَّ عند ذي الجهلِ إلّا / أنَّ ساعاتِهنَّ غيرُ طوالِ
إن أراد الحديثَ منك تنكَّب / تَ سبيلَ الإخباثِ والإقلالِ
وتحدّثتَ مُكثِراً ومُطِيباً / بأحاديثَ جمّةِ الأشكالِ
من طرازِ الملوكِ فيها الفكاها / تُ وفيها سوائر الأمثالِ
يجتلبنَ النشاطَ من أبعدِ البُع / دِ ويدفعنَ في نحورِ الملالِ
كنسيمِ الرياضِ في غلسِ اللي / لِ إذا ساقه نسيمُ الشمالِ
ثم تأتيهِ بالحديثِ فتأتي / برحاه على سواءِ الثّفالِ
ذا مقالٍ موافقٍ لمقامٍ / ومقامٍ موافقٍ لمقالِ
عن لسانٍ أرقَّ حدّاً من السي / فِ دليلٍ على طباع زُلالِ
حاملٍ نغمةً يشبِّهُها السم / عُ هديلَ الحمام فوق الهَدالِ
رافدتْها إشارةٌ ألبستْها / كلَّ نُور وكل رقراقِ آلِ
ببنانٍ كأنهنّ مدارٍ / وأساريعُ في دِماث الرمالِ
فلذاك الحديثِ حسنُ الملاهي / وله دونهنّ فضلُ الجلالِ
فهْو شيءٌ تَلذُّهُ أُذُنُ السّا / مِعِ من ذي هدىً ومن ذي ضلالِ
كالسّماعِ الذي يحرِّك للهُيْ / يَاب إطرابَهُم وللبخَّالِ
فيهشّون عند ذلك للجو / دِ على القانعينِ والسُّؤَّالِ
ويُراحون للقتالِ لدى الحر / بِ ويغشونَ هائلَ الأهوالِ
ذاك أغرى بك الأميرَ فأصبح / تَ بيمنَى يديهِ دونَ الشمالِ
وله فيك آلتانِ لحربٍ / ولكيدٍ كهمةِ المؤتالِ
قُفلُ سرٍّ أخوه مفتاحُ رأيٍ / والمفاتيحُ إخوةُ الأقفالِ
لك إطراقةٌ إذا ناب خطبٌ / هي أدهى من سورة الأبطالِ
يستثيرُ المكايدَ الصُّمعَ منها / أيُّ صِلٍّ هناك في العِرْزالِ
أبصرَ الفرصةَ الأميرُ لعمري / فيك وهْو المسدَّدُ الأفعالِ
وتجلّى بعين صقرٍ أبو الصق / رِ على رأس مَرْقبٍ متعالي
فرأى فيك ما رأى مجتبيهِ / فاجتبى منك حظَّه غيرَ آلِ
فالتقى فيك حسنُ رأي أميرٍ / ووزيرٍ كلاهُما خيرُ والي
فإذا ما ذُكرتَ بالغيبِ قالا / ذاك حقّاً يتيمةُ اللئَّالِ
يا ثمالَ المؤمِّلينَ أبا إس / حاقَ عندَ انقطاع كلِّ ثمالِ
أنتَ ذاك الذي عهدتك قِدْماً / لا يغاليك في المعالي مُعالي
لو تُجاريك في مكارمك الري / حُ لخِيلت معقولةً بعقالِ
ربّ ذي حاجةٍ أرقْتَ لها لَي / لاً طويلاً وباتَ ناعمَ بالِ
نامَ عمّا عناهُ منها وما نم / تَ ولو نمتَ باتَ في بلبالِ
فلأكن بعضَ منْ غرستَه بين / فضلِ شُكريكَ يا أخا الإفضالِ
سيرَى كلُّ شاكرٍ لك عُرفاً / أنني سابقٌ له وهْو تالِ
لم أكلفكَ أن تكونَ شفيعاً / ليَ إلّا إلى امرئٍ مفضالِ
أبلجِ الوجهِ كالهلالِ بلِ البد / رِ بل الشمس بل فقيدِ المثالِ
لا يضاهيه في المحاسن إلا / ما تسدّيه كفّهُ من فعالِ
أريحيٌّ يعطي العطية في العط / لة أضعافَ أختها وهْو والِ
محسنٌ مجملٌ وليس ببِدعٍ / ذاك مِنْ مثلهِ ولا بمحالِ
ذانِكَ الحسنُ والجمالُ حقيقا / نِ بكُنه الإحسان والإجمالِ
أحسنَ اللَّه خلقه فبداه / في انتساخٍ لحسنِه وامتثالِ
يستملّانِ فعله من كتابٍ / خُطَّ في وجههِ بلا استملالِ
ليسَ ممّنْ إذا ألحّ شفيعٌ / أخلقَ الوجه عنده بابتذالِ
مِن رجالٍ توقَّلوا في المعالي / بالمساعي توقُّلَ الأوعالِ
بل ترقَّى إلى العلا طالبوها / وتدلَّى على العلا من معالي
يتبارى إليهِ وفدانِ شتّى / وفدُ شكرٍ يحثُّ وفدَ سؤالِ
بل عطاياه لا تزال تبارى / وافداتٍ إلى ذوي الآمالِ
بالغاتٍ إلى المقصّر عنها / نائلاتٍ بعيدَ كلّ منالِ
يرقدُ الطالبون وهْي إليهم / أرِقاتُ الوجيفِ والإرقالِ
رحلتْ نحو مَنْ تثاقلَ عنها / وكفتْهُ مؤونةَ الترحالِ
لا تزُل عنه نعمةٌ لو أُزيلت / لم تجدْ عنه وِجهةً للزوالِ
فالْقَ في حاجتي أخاك أبا الصق / رِ مُجدّاً مشمِّرَ الأذيالِ
فهْو مستعذِبٌ لقاءك إيَّا / هُ يراه كالبارد السلسالِ
متصدٍّ لحاجةٍ لك قد أش / فَى جداه على شفاً مُنهالِ
ومتى ما لقيتَه كان غيثاً / أمرَتْه الجنوبُ بالتهطالِ
ليسَ منْ كنتَ ريحَه ببعيدٍ / من سماءٍ تبلُّه ببلالِ
وامرؤٌ يستقي بجاهك أهلٌ / بسجالٍ رويَّةٍ وسجالِ
لك وجهٌ مشفَّعٌ مَنْ رآه / زاحَ عنه هناك كلُّ اعتلالِ
يُنزل القطرَ من ذُرى المُزن في المح / لِ على كلِّ جَرْدةٍ ممحالِ
ليس ينفكُّ للشفاعةِ مبذو / لاً وما إنْ يزاد غيرَ صقالِ
وكذاك الكريمُ سئَّالُ حاجا / تِ سواه وليس بالسئّالِ
صنتُ نفساً أذلتَ في العُرف منها / لا عدِمناك من مصونٍ مُذالِ
كم منيعِ الجدا شفعتَ إليه / لخليلٍ رأيتَه ذا اختلالِ
جاد إذ صافحتْ يداك يديه / ورأى وجهك العظيمَ الجلالِ
ففككت البخيلَ من غُلّ بُخلٍ / وفككتَ الخليل من سوءِ حالِ
فإذا أنت قد فككت أسيرَي / نِ وقِدماً فككت من أغلالِ
ومنحْتَ الذميمَ منحةَ حمدٍ / ومنحت العديمَ منحةَ مالِ
فإذا أنت قد أنَلْتَ نوالَي / نِ وقِدماً أنلت كُلَّ نوالِ
قائلُ المدحِ فيك بدءاً وعوداً / غيرُ مستكرهٍ ولا محتالِ
بل إذا قالهُ أتَتْه المعاني / والقوافي تنثال أيَّ انثيالِ
فابقَ ما بُقّيتْ مآثرُك الغُرْ / رُ فقد خُلّدتْ خلودَ الجبالِ
أنا من أتبع الولاءَ الموالا / ةَ فلا تنسَ حقَّ مولىً مُوالي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025