المجموع : 5
لمعاليك جئت أعرض حالي
لمعاليك جئت أعرض حالي / يا رسول المهيمن المتعالي
يا إمام الرضى وأعظم راع / لصلاح الأقوال والأفعال
يا ملاذ الأكوان يا حجة اللَ / ه على الخلق يا كثير النوال
يا دليل الوجود يا مظهر الإيما / ن يا صاحب المقام العالي
يا هزبر الغيوب في غامض العل / م الإلهي وتاج هام الرجال
وإمام الرسل الأعاظم في جا / مع طور التقديس والإجلال
أنت ضئضيئ كل أصل وعليا / باب نعماك غاية الآمال
ولا عتابك الرفيعة دار ال / فيض في السير منتهى الترحال
بك يرجى حصول كل مراد / ويدوم الرضى على كل حال
ويرد القضا ويفتح باب ال / خير بالاحترام والإقبال
أنت روح الأشياء والبرزخ الفا / روق بين الآلا ومولى الموالي
أنت عين مع العمى قام مصبا / ح ضياها بكشف ليل الضلال
أنت سرور الكائنات شؤون / بك دارت أيامها والليالي
أنت باب من غيره قطع ال / أمر طريق الدنو من ذي الجلال
أنت شكل قامت به نقطة الخل / ق وحلت سلاسل الأشكال
وله صفت المواكب في ال / غيب بطرز التعظيم والاحتفال
وإليه امتدت من الفلك ال / أطلس كف افتقاره للسؤال
عظم اللَه مجد قدرك إذ أن / ت مدار الغدو والآصال
وصراط الشهود معنى ومعرا / ج سماوات حضرة الأفضال
وغياث للعاجزين وذخر / ومعين عند انتها الآجال
وحسام من القضا جردته / قدرة اللَه للعدو القالي
أسد ثار من حمى غابة الغي / ب بعزم يدك شم الجبال
ونما فضله فعم البرايا / بأيادي ندا يديه الطوال
وبه لاذ زمرة الرسل قدما / وترقوا بجاهه للمعالي
وعلى اللَه كلهم دخلوا من / باب رقياه حطة الإيصال
وبه الفوز للجميع بنيل ال / قصد من ربنا وحل العقال
كيف لا وهو روح جسم أصول ال / كون في طرز هيئة الأشكال
وإمام الهدى وانجح هاد / لا جل النيات والأعمال
وسراج للعالمين منير / ومثيب الجواب عند السؤال
ناده للأمور تلقاه عواناً / في مبادي شئونها والمآل
وهو إكسير نقطة السر معنى / وهو ترياق كل داء عضال
وهو ميزاب رحمة اللَه والفي / ض الإلهي المنشور للأبطال
وهو باب الغنى لكل فقير / والملاذ الحامي من الأهوال
ليس لي في الورى سواه وإني / التجى فيه وهو أعظم كالي
وبعليا رحابه أتخافى / عن زماني النائبات الثقال
وأراه النصير والعون والغو / ث وكشاف طارقات النكال
وبأعتابه الشريفة أحمى / من شئون جاءت بضيق المجال
وعليه الصلوة في كل آن / وسلام عار عن الانفصال
ولأصحابه النجوم وأهل البي / ت ساداتنا عيون الآل
كل قصد بفضل أشرف هاد
كل قصد بفضل أشرف هاد / جاء بالخير من طريق القبول
وجميع الامال تنجح بالسر / عة إن قدمت لباب الرسول
فلهذا رفعت قلباً بحسن الظ / ظن أمري للسيد المقبول
أثقلت ظهري الخطايا ومالي
أثقلت ظهري الخطايا ومالي / حجة في القيام تصلح حالي
غير مدح الرسول خير البرايا / وانتسابي له بحب الآل
آه من فتك طرفها القتال
آه من فتك طرفها القتال / واهتزازات خصرها الميال
وخدود كالبدر أشرق ليلاً / وجبين مبرج كالهلال
وقوام كالسمهري إذا ما / س ولفت يحكيه لفت الغزال
وعيون كالنرجس الغض غضت / فكوت بالغضا فؤادي البالي
وانعقاد النونين من حاجبيها / ولمى شهد ثغرها السلسال
وحبال من القضا سلسلتها / فوق كشح واها لها من حبال
ومعان من سحر منطقها العذ / ب دعت مهجتي كلون الخال
وانعطاف لكن لعمرك عني / وتلو كالبارق المتلالي
ووعيد أضنى جلادة عزمي / وغدا منه هيكلي كالخيال
ووعود طالت وطال مداها / وتمادت وأشغلت لي بالي
وهيام لها وحر غرام / في ضميري كما رج في اشتعال
ودموع كالسيل فاضت كمرجا / ن بخدي تقص خافي حالي
ورقيت ما زال يبحث عنها / ونصوح فيها من العذال
ويد في الهوى قيصرة باع / وهموم من الزمان طوال
ورفاق قد أوتروا لفراقي / خدرها عدوة رفيع النبال
واقتراب ما البعد أصعب منه / واتصال أدهى من الإنفصال
وسكون ولهفةٌ وولوع / واضطراب وسكرة وخبال
وقيام مع الهوى وقعود / وحروب مع النوى وجدال
وهي في عزها وسلطان عليا / عجبها في دلالها والتعالي
تتغالى على سرير جمال / حرسته عساكر الآمال
وترى قتلة المتيم ظلماً / في سبيل الهوى أحل الحلال
حالها الفتك بالمحب غروراً / إن هذا من أعجب الأحوال
محيت قدرتي ولا أستطيع الصب / ر عنها فالصب شيمة خالي
أنا صبري لها وحاشاي أن أش / غل عنها حتى ألف بخالي
هكذا عادة المحب إذا ما / مال قلباً ما مال للإنفتال
ويرى في طريقه الصبر فرضاً / واجباً حكمه على كل حال
لذتي ذلتي لها وخضوعي / وذهولي عن غيرها واشتغالي
ما أحيلي الأيام تقضي لديها / وبأعتابها تمر الليالي
هي روح وروح من صار مثلي / في هواها حزباً من الأمثال
وتخلي لها عن الغير حتى / غبا عن آل عمه والخال
حاربتني بحسنها فرمتني / حين ماست وقطعت أوصالي
وغزتني بمقلة تبعتها / في طريق الوغا جيوش الجمال
ليس لي عدة لحفظ فؤادي / غير حبي للمصطفى والآل
قطعوا من فؤادي الأوصالا
قطعوا من فؤادي الأوصالا / وجفوني وكنت أرجو الوصالا
وسقوا مهجتي كؤس جفاهم / وأرادوا تقصير وجدي فطالا
وقضوا أنني أموت غراماً / في هواهم والصبر مني استحالا
علموا لوعتي ولهفة قلبي / وأنيني وأبعدوا الآمالا
قربوني وأبعدوني عنهم / وكسوا فكرتي العنا والخبالا
وراوا أنني أسير هواهم / فرموني وأثقلوا الأغلالا
فرقوني أجزاء سقم كما قد / حولوا من جميعي الأحوالا
أتحفوني بالوعد لكن أعدوا / وعدهم لي بلية وملالا
سرقوا العقل والمدارك مني / وعتوا على شدوا العقالا
وأحاطوا من كل وجهٍ بكلى / فبهم قد كلفت حالاً وقالا
جرحوني ظلماً بسيف التعالي / حسبي اللَه ذو الجلال تعالى
أنا والليل في هواهم كلانا / قطع الوقت خفيةً وانسلالا
ولقلبي والنار شأن عظيم / كل آنٍ لظاهما يتعالى
ولدمعي والغيث برزخ بحر / من كنوز العمى تجارى وسالا
ولهمي والدهر راهص كرب / ثقلاً باسه يزيل الجبالا
وأنا فيهم الغريب المعنى / والعنا طال بي لهم واستطالا
أي يومٍ به السعادة تأتي / برضاهم عني وأكفى الوبالا
ليت شعري ما لذة العمر إلا / طيب لقياهم فخل الخيالا
مدة العمر والحياة لعمري / مدة لا توازن الأفعالا
طيف طرف غفا ووارد فكر / في ضمير المسكين لج وجلا
من يكن عمره كذاك فماذا ال / ألم المحض والليالي حبالى
يا ظباء الرياض باللَه عطفاً / لمحب أورثتموه انذهالا
بعيون لكم سحرتم بها النا / س ومعنى منها بعثتم نبالا
وبتلك الذوائب السود إذ تل / وون أطرافها فتلوى الرجالا
كم لها من ذوائب في ثبات / حينما للقضاء مدت حبالا
وبلطف فيكم تكون جسماً / فتجسمتم من اللطف حالا
أنعموا لي فضلاً بنعمة وصل / تشف قلباً من لوعة الهجر زالا
إنني والغرام فيكم عليل / ولكم سادتي أبث السؤالا
لا تضيعوا عهد المحبة إني / ضعت وجداً فيكم وآهى طالا
والهوى قد هوى علي ببأس / صارع قد رأيت فيه خبالا
قسماً بالوداد أني محب / لهم قط ما أردت انفتالا
حال بعدى وحال قربي منهم / مخلص القلب ما تركت الحلالا
كلما قلت يا عريب أغيثوا / بوصال قالوا مع العجب لالا
فتكوا في الفؤاد فتكة عضب / جر في ساحة الضمير نصالا
كلما أقبلوا بقلبي ساروا / وإذا أعرضوا سقوه النكالا
وإذا ما خطوا على كل أرض / سحبوا في ضميري الأذيالا
نيتي في طريقهم باعتقادي / هي لا بد تصلح الأحوالا
فعليهم مني السلام وإن هم / قطعوا من فؤادي الأوصالا