كلما عن رثائك الفكر كلاَّ
كلما عن رثائك الفكر كلاَّ / أسعد الدمع مقولي فاستهلا
لا أقول الديار بعدك أقوت / أَوَهل قد ألفت غير المصلى
لا ولا بعدك العباد بثكلٍ / إنما بعدك العبادة ثكلى
جار حكمُ القضا بفقدك يا من / وسع الناس منه قسطاً وعدلا
كنت للمهتدي برشدك شمساً / كنت للملتجي بعدلك ظلاَّ
كنت للعلم والرشاد معزّاً / كنت للغيِّ والعناد مُذِلاَّ
كنت ذا راحة من الغيث أندى / كنت ذا همةٍ من الشهب أعلى
كنت ذا شدة أمرَّ من الصب / رِ وذا رقة من الشهد أحلى
ولسبع الأفلاك قد كنت قطباً / ولعشر العقول قد كنت عقلا
كنت بعض الورى تُعَدُّ ولكن / كنت بالفضل تعدل الناس كُلاَّ
مثرياً كنت من صلاح وفضلٍ / ومن المال حيث يفنى مُقلاَّ
يا لخطب دهى الرشاد فجلاَّ / رحل الزهد والتقى حين حلاَّ
أيّ عقد بدونه نوب الدهر / وفيه جيد الحمام تحلَّى
أي طود أشمَّ صدَّعه الخط / بُ وعرش أركانَه الحتفُ ثلاَّ
أي نجم من الهداية أهوى / صعقاً مذله الإِله تجلّى
يوم أضحى الحسينُ جارَ عليٍّ / ولطه أبقى شجوناً وثكلا