ما رأى الناسُ مثلَ مُلككَ مُلْكا
ما رأى الناسُ مثلَ مُلككَ مُلْكا / مَلأَ الخافقينِ للحربِ تُركا
وَجُيوشاً لو صادَمَتْ جَبَلَ الشّرْ / كِ لدكتهُ بالسّنابك دكّا
عَزْمةٌ أرعَدَتْ فَرائصَ أرغو / ن فأمسى للخوفِ لا بتلكّا
شامَ برقاً بالشّامِ بيضُكَ لمّا / ضَحكَتْ منهُ بالسّواحل ضحْكا
أي برقٍ غيوثُهُ النبْلُ يُصمي / كُلَّ قَلْبٍ ناواكَ شقاً وسَكاً
فقضى خيفَةً وقتلُ أعادي / ك بأوهامهم أشد وأنكا
أيُّها الأشرفُ الذي شرّف الدن / يا وقد أصبحت له الأرضُ مُلكا
أنتَ أذكى الملوكِ نَشراً وإن حا / ولتَ أمراً فأنتَ في الرأي أذكى
وثبات في البأس عزماً وحزماً / وثبات في الناس حلماً وَنُسْكا
قد رأينا ونت أنت صلاح الدّ / ين ما كانَ عَن سَميكَ يُحكى
صدتَ صيدا قنصاً وصورَ وعثلي / تَ وَبَيْروتَ بعدَ فتحكَ عَكا
حجر بَهرَجُ الملوك قديماً / في التماسٍ حتى رأوه مَحَكّا
وَنَظَمتَ الرؤوسَ بالطّعن حتى / ظنَّ قوم تلكَ الذَّوابلَ سلكا
راعَ بابَ الثورين أَسدُ عَرين / ضارياتٍ تَدحي الفريسةَ دعكا
شُرُفات بَدَتْ كأسنمة العي / س وباتَتْ على المفاوز بُركا
قبّلَتْ هَيْبَةً لمقْدمَكَ الأر / ضَ ومادَتْ بِشدَّة الخوف منكا
لو رأى الباب يوم صلّى صلاة / الموت والقومُ في ذُرى الباب هُلكا
لرأى أَنَّ رأيهُ كان رأياً / فاسداً كأتخاذه الدين إفكا
ولكم قد أَظَلّهم ذلك الشي / خُ وأضحى على العصا يتوكّا
ساقَهم كالأنعام براً وبحراً / فَقطين بعض وَبَعض مُذكى
كُل علجٍ أَعطى قفاهُ وولّى / في انهزامٍ فَحَقُّهُ أَنْ يُسَكَا