سلَمي لي سَلمى وحسبي بقاكِ
سلَمي لي سَلمى وحسبي بقاكِ / إنَّ فيه بقاءَ من يَهواكِ
يستجدُّ الحياةَ للمرء مرآك / ويُحي ذكرى الشباب غِناك
جذبتني عيناكِ حتى إذا ما / الهبَتْني تحرَّكَت شفتاك
ولقد هانت الصبابةُ لو أنّى / أتتْني تَعِلةً من لُماك
وأرتْني يداكِ يبتدران الرَّقصَ / أضعافَ ما أرتْ قدَماك
تلتوي هذه كما التَبسَ الخَيْطُ / وتلتَفُّ تلكَ كالشُبّاك
تعتريني خواطرٌ فيكِ أحياناً / فأرتدُّ باديَ الإِرتباك
تتحّرى كفّاي تقليدَ كفيَّكِ / وتحكي خُطايَ وقعَ خُطاك
فانا في انقِباضةٍ وانبساطٍ / تارةً وانفراجةٍ واصطكِاك
وانتقاضٍ طَوراً كما انتقض الطائرُ / من وَقفةٍ على الأسلاك
ويراني من ليس يدري كأني / بِيَ مسٌ وقد أكونُ كذالك
أنا أهواكِ لا أريدُ جزاءً / غيرَ علمٍ بأنني أهواك
اطلُبيني بين الجموعِ على حينِ / احتشادٍ ما بينهم واشتباك
تعرفيني من دونهم بسِماتي / والتفاني وحيرتي وانهماكي
رُبَّ يومٍ فيه تصيَّدني الهمُّ / كما صيِد طائرٌ بشِراك
وكأني أرى الحياةَ بمسودِّ / زُجاج فكلُّ شيءٍ باكي
ملءَ نفسي وغرفتي يتراءى / شَبَحُ الهمَّ لي وملءَ السِكاك
لم تكن سلوةً لقلبي عمّا / أنا فيه إلا بأنّي أراك
قد شكوناكِ لا لذمٍّ ولكن / ليس يخلو الغرامُ إلا لشاكي
لي قلبٌ لو جاز نسيانهُ صدريَ / يوماً لجازَ أنْ ينساك
يتنزَّى طولَ الليالي ولا مِثلَ / تَنزيِّه إن جَرَت ذكراك
ويَرَى تارة من اليأس من لُقياكِ / مستسلماً بغَير حرَاك
أنتِ سلمى – وُليِّتِ مُلكاً فسوسيه / برفقٍ بحَق من وَلاّك
وهبَيه عهدَ اقتطاعٍ وكانتِ / لك في الحكم أُسوةٌ بسِواك
فارعَيِ القلبَ حرمةً مثلما / تَرعَيْن مُلكا – يُجْنى من الأملاك
افتحي لي بابَ السرور فقد سُدَّ / وبابُ السرور لي شفتاك
واطرُدي هذه الهمومَ وسَلِّي / حُزن وجهي بوجهك الضحّاك
في يَديك الجميلتَينِ إذا شئتِ / ارتهاني ومن يَديَك فَكاكي
إن رأيتِ الحديثَ يمتازُ بالرقةِ / والُلطف فيكِ عمَّن عَداك
والقوافي يَلَذُّها السَمْعُ من دونِ / قوافٍ تشدو بحسن سواك
فلأني أُجِلُّ حبَّك عن أنْ / يُتَلقَّى الا بقَلبٍ ذاكي
ولأن الشعورَ يُوريهِ ابداعُكِ / وَرْيَ الزِنادِ بالإحتِكاك
ان هذا الجمالَ سَلمى غذاءُ الروُح / لولاهُ آذَنَتْ بهَلاك
وأرى مَن يلومُ فيه كمن يرشِدُ / ذا بُلغةٍ الى الإِمساك
أو كساعٍ يَسعى لتجفيف ماءِ / النَهر إشفاقةً على الأسماك
الرَعاعُ الرَعاعُ والجَدَل الفارغُ / اني من شَرّهم في حمِاك
ضايقتْني حتى بادراكيِ الحسنَ / نفوسٌ ضعيفةٌ الادراك
تقتضي الناس أنْ يكونوا صدى الأهواءِ / منها كما تكونُ الحواكي
قال لي صاحبي يزهِّدُني فيكِ / بهذي المُغالَطاتِ الرِكاك
لكَ فيها مُزاحِمون وما خيرُ / غَرامٍ يكونُ بالاشتراك
قُلت: اخطأتَ لا أبالي وهَبْها / وردةً في منابِتِ الأشواك
اتُراني أعافُها ثم هَبْني / أنني في عواطِفي – إشتِراكي
أنا هذا أنا – وما كنتُ يوماً / في شُعوري ونَزعتي بمَلاك
ثم إني أجَلُّ من ان أُماشي / في مذاقي جماعةً وأُحاكي
أنا أهوى ما اشتّهيه ومن لا / يرتَضيني قامَتْ عليه البَواكي
انا مذ كنتُ كنتُ ما بين نفسي / والسخافاتِ هذِه في عِراك