أملي أن أميل عند شفاكا
أملي أن أميل عند شفاكا / للهنا فانحنيت عند رثاكا
ولكم قد سددت اذني حتى / لا تعي نطق مخبر بضناكا
كنت شهد المذاق حتى اذا ما / مرَّ ذوق الردى اتى فاجتناكا
فتَّحتك الآمال ورداً ولكن / مذجنى ذنبه الحمام جناكا
يا عداك الردى وقولي عداكا / غير مجدٍ من بعد يوم رداكا
مانعاك الناعي المصوّت الاّ / ونعى الصبر والكرى مذنعاكا
لي قلبٌ يا آسِرَ الصبر مني / لا يرى من يد الهموم فكاكا
قد غشتني بك الخطوب حديثا / ليت شعري حديثها هل اتاكا
انت ريحانتي فاين شذاكا / اطواها نشر الردى مذطواكا
وهلالي ولست لولا المنايا / اختشي ان يُحطَّ برج سماكا
يا كرى مقلة المشوق ابن لي / كيف اغفت على الردى مقلتاكا
وقصير الانساب فرعا واصلا / كيف مُدت لا للعلآء يداكا
ولسان التبيان صدقا وعدلاً / كيف جار الردى فاطبق فاكا
اين مآء الشباب وهو مريع / شربته لا عن ظماً وجنتاكا
اين يا كوكب الهدى تتجلَّى / بعد عشواء افقدتنا سناكا
اين ذاك القوام يورق لطفاً / بعد ماكان وِرده من حياكا
اين تلك الآرآء وهي نصول / كجلاء الظبا جلاها ذكاكا
من طوى جِدَّه الصفا وعلاكا / ولوى عاتق الوفا وإِباكا
لفّ منك الحمام نشر كمال / فمن العدل ان نسوف ثراكا
لكَ يا ساكن الثرى حرَّكتنا / لوعة لا نطيق منها حراكا
اذكرتنا عهد الصبا فبكينا / للغريبين صبرنا وصباكا
كنت تستتخشن الدمقس رداءً / ونسيج الاكفان صار رداكا
وترى الضيق بالحمى وفضاه / فغدا ضيَّق الضريح حماكا
حملت نعشك الرقاب اللواتي / طوَّقتها طوقَ الحمام يداكا
ان رزأً به خصصت لرزءٌ / عمَّ حتى صار المصاب اشتراكا
قابل الحتف منك اقطع منه / يا حساماً يردي القبيل شباكا
لم يجد حيلة لنفسك الاَّ / انه باسمك الجواد دعاكا
فمنحت النفس النفيسة منه / مستميحالك انتحى فاجتداكا
قرة العين ما هناها رقاد / بعد بين به الرقاد هناكا
اتراها ترى الرقاد حلالاً / لا وعينيك لم يكن او تراكا
كنت رسماً للأنس تلقاء عيني / فاتى طارق الردى ومحاكا
قال لي الجفن كيف عهدك فيه / قلت طيف مضى بطيب كراكا
ايها الراقد انتبه لعويلي / وترفق بناظرٍ قد بكاكا
عدت مثل السواك ضعفا وطرفي / غضّ كيلا يرى شقيقا سواكا
ما عرفت السّلو عنك وانَّى / لو سلا المرء نفسه ماسلاكا
لا تلمني إذا قصرت ثوائي / حول رمسٍ به اطلت ثواكا
لا أحب الثرى ولكنَّ نفسي / نفَّست كربها بلثم ثراكا
لست مستسقيا لقبرك غيثا / انما الغيث رشحة من نداكا
غير أني اقول ندّاك عفو / و الله يا مضجع العلى وسقاكا