يا نَسيمَ الصَّبا عَلَى الأوْراقِ
يا نَسيمَ الصَّبا عَلَى الأوْراقِ / لُدِغَتْ مُهْجَتي فهَلْ منْ رَاقِي
فُرْقةُ اللّيْلِ جدّدَتْ ليَ عهْداً / كُنْتُ نُسِّيتُهُ بيَوْم الفِراقِ
آنَ يوْمُ الفِراقِ لكِنْ سَطَا / الخَلْقُ جَوْراً علَى النّفوسِ الرِّقاقِ
قدْ تقضّتْ عشْرٌ الى عُشْرِ عَشْرٍ / وتولّتْ رِكابُها فِي اسْتِباقِ
أيُّ عيْشٍ فيهِ قطَعْنا وأُنْسٍ / ساقَ شمْلَ السّرورِ أيَّ مَساقِ
شاهِدُ الحَقِّ حاضِرٌ ليْسَ يَخْفَى / وجْهُهُ والحَديثُ عذْبُ المَساقِ
قدْ خلَعْنا نِعالَنا وافْتَرَشْنا / حضْرَةَ الجمْعِ والحَبيبُ السّاقي
سِرْتَ يا لَيْلُ كيْفَ سارَ شَبابِي / فاحِمَ الجُنْحِ مُسْتَطِرَّ الرِّواقِ
ثمّ جاءَ المَشيبُ كالصُّبْحِ إذْ جا / ءَكَ هَذا وذَا نَذيرُ افْتِراقِ
صحِبَ اللهُ حيْثُ سِرْتَ رِكاباً / قدْ سَرَى الطّيبُ منْهُ في الآفاقِ
وتَرَى يا مودِّعَ الصّحْبِ عنْ غَبْ / طٍ وشُكْرٍ مَتى يكون التّلاقِي
وبسَعْدِ الإمامِ تدْنُو الأماني / ويُزَمُّ السّرورُ بعْدَ ائْتِباقِ
جمَعَ اللهُ شمْلَهُ بعْدَ طولِ العُمْ / رِ في عدْنٍ بالنّعيمِ الباقِي
مَنْ رأى أنّ للوُجودِ دَواماً / فهْوَ في الخَلْقِ ما لهُ منْ خَلاقِ