القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 8
كل شيء لنا على التحقيقِ
كل شيء لنا على التحقيقِ / من عدو مخالف وصديقِ
ومضر ونافع وهو إما / خادم حال وسعة أو ضيق
حكم كلها جميع أموري / وأمور الورى بحكم دقيق
يا ابن ودي هي الشئون تجلت / فتحلت بها صفات رفيقي
تقتضي دورة الشقاء لقوم / ولقوم سعادة التوفيق
طبق ما يعلم الإله قديماً / نفسه في نفوس كل فريق
حيرة بل هداية أنتجتها / صبغة الغيب عند أهل الطريق
فاعلمونا أو فاجهلونا هنا لا / جهل والكل علم حق حقيقي
هو جمع وإن تفرق قومي / فأنا لا أقول بالتفريق
يا لأمر مقدس غاب عنا / يقذف الخلق من مكان سحيق
نتفانى به فنفنى فنبقى / منه نشتمُّ طيب مسكٍ فتيق
قيدتنا التوجهات علينا / منه كيف اقتضت بحكم طليق
وهدانا إليه برق التجلي / في دياجي إمكاننا بالبريق
فشربنا هواه ممن وجدنا / عنده بالدنان والإبريق
وأقمنا على المحبة نلقى ال / غير عنها بحفظ عهد وثيق
كيف يا قوم يوصف المخلوقُ
كيف يا قوم يوصف المخلوقُ / بوجود وأصله ممحوقُ
عدم كله وقد قدَّرته / أزلاً قدرةٌ عليه تحوق
فهو شأن مقدر من قديم / لم يكن للوجود فيه طريق
ولقد جاءت النصوص بهذا / في كتاب وسنة ذا مسوق
وإذا كان هكذا الأمر قل لي / كيف وصف الوجود فيه يليق
والذي بالوجود يوصف ماذا / أين يا عقل أنت والتحقيق
فإذا الخلق قيل نفس وجود / لا بوصف الوجود ذا مرموق
قلت إن الوجود في كل شيء / واحد كلهم به مطروق
طبق ما قيل أنه هو جنس / وهو للإشتراك فيه يسوق
وَلْيَكُ الفرق ظاهراً بذوات / وشخوص سوى الوجود تروق
وإذا كانت الذوات وجوداً / وكذاك الشخوص زالت فروق
وغدا الكل واحداً ومحال / ذاك في العقل ليس فيه وثوق
فافهموا يا عقول ذا القول وادروا / وادركوا ما ترونه واستفيقوا
أهملوني من جهلهم بي وهذا
أهملوني من جهلهم بي وهذا / وصف قومي ما بينهم متناسق
وهو إهمال ربهم لهمو فل / يستعيذوا بالله من شرِّ غاسق
وأنا ناظر لهم فكأني / مصحف قد أقيم في بيت فاسق
كل قول على العقول يشقُّ
كل قول على العقول يشقُّ / ليس جمعاً وإنما هو فرقُ
والذي من ورا العقول فجمعٌ / هو بالقلب ليس يبديه نطق
وحدة أطلقت عليه تعالى / في ثلاث من الكلام تدق
هو حق وباطل ما سواه / من جميع الأكوان غرب وشرق
ووجود وغيره عدم لا / يقتضي غير ذا ولا يستحق
وهو نور بدت به ظلمات / هن سحقٌ جميعهنَّ ومحق
هكذا عنه في الكتاب يكنَّى / وبهذا لعارف الله سبق
إن يشأ عنه قال وحدة حق / أو يشأ وحدة الوجود تحق
أو يشأ قال وحدة النور عنه / كلمات ما هن للدين خرق
وحدة الحق حققت كل شيء / فجميع الأشياء بالحق حَقُّ
وكذا وحدة الوجود بها قد / وُجِدَ الكلُّ فهي للكل حُقُّ
وسعت قال رحمتي كل شيء / فتأمل ماذا يقول المحق
وحدة النور للجميع أنارت / فجميع الأشياء بالنور صدق
هذه هذه الثلاثة أمر / واحد وهو بالتقادير برق
قدراً قل مقدراً أمره كا / ن كما قال والعوالم رق
كل أمر ترجوه من مخلوق
كل أمر ترجوه من مخلوق / يعتريه نوع من التعويق
وأنا قائل وأستغفر الل / ه مقال المجاز لا التحقيق
لست أرضى من فعل إبليس شيئاً / غير ترك السجود للمخلوق
لم يكن بالسجود يأمر ربي / أنهم يسجدون للمخلوق
وهو الله قد تجلى بفعل / صادر عنه ظاهر بالحقوق
فاعل ما يشاء بالشخص منه / وهو فانٍ مثل الخيال الطروق
حاش لله أمر ربي بكفر / وسجود لغير رب الشروق
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ / بالدعاوى فزندقته الحقيقَهْ
ثم لما طغى فقال لقوم / إنني ربكم يضل فريقه
ولكم ما علمت غيري إلهاً / ونسِيْ سالف العهود الوثيقه
فأطاعوه في المقال بجهل / ورأى كلُّ جمعِهم تصديقه
أرسل الله بالشريعة موسى / وأخاه هارون معه شقيقه
ينكران الضلال منه بجمع / لم يضف مع حضوره تفريقه
قال قولاً له على القرب مكراً / منه حتى في البحر ذاق غريقه
قال آمنت طامعاً في حياة / مثل موسى فلم يجد تعويقه
ولقد كان عارفاً بالتجلي / فيه لكن دهاه قطع الرقيقه
حيث أضحى ينفي السوى منه للعي / ن على غرة بنفس رشيقه
ثم لما تدارك الأمر كشفاً / وجد الحق باعثاً توفيقه
وهو من قبل ذائق ليس يخفى / عنه في جانب الإله دقيقه
غير حكم السوى به فرأى المو / ت الطبيعي يقتضي ترقيقه
فأحسّت بقطعها النفس منه / عن إله تعوَّدت تعليقه
آية الإنشقاق قد نبَّهته / فأصاب الهدى بنفس مفيقه
ورأى وسع رحمة الله حتى / جاءها مسلماً فلم ير ضيقه
ولقد صار آية لأناسٍ / بعده في شريعة وحقيقه
جاء موسى إليه بالشرع يدعو / منكراً للحقيقة الزنديقه
وأراد الإله إطلاع موسى / أن في الباطن العلوم الأنيقه
وابتلاء فلم يطق صحبة الخض / رِ وقد كان في المسير رفيقه
فغدا منكراً عليه إلى أن / نال تغريبه وذا تشريقه
ومشى الناس في شريعة موسى / ليس يدرون غيرها في الخليقه
وعليها قد جاءت الرسل حتى / كان عيسى وأمُّه الصدِّيقه
فأراهم حقائقاً جهلوها / وعليه الحمار أبدى نهيقه
ثم همّوا بقتله فوقاه ال / لَهُ بالرفع مشهداً لن يطيقه
ثم إن الإله أرسل بالجم / ع وبالفرق نفسَ حرٍّ شفيقه
فدعا الناس ظاهراً ودعاهم / باطناً فهو مسجدٌ وحديقه
سيد المرسلين قد ود موسى / لو رأى منه طيب تلك السليقه
وسيدعو لشرعه الناسَ عيسى / ثم في قبره يكون لصيقه
هكذا الأمر جاء صلى عليهم / ربنا ما نفى الجديدُ عتيقه
إنما رزقك الذي حزته في
إنما رزقك الذي حزته في / يدك اقنع به بنفس مفيقه
وتأمل في رزق غيرك تلقا / ه خيالاً لديك ليس حقيقه
لا تكن فيه طامعاً مثل كلبٍ / ممسكٍ عظمةً بفيه رقيقه
فرأى ظلها بماء فألقا / ها لأخذ التي رأى في الطريقه
لذة العيش تجعل المر حلوا
لذة العيش تجعل المر حلوا / حيث فيه انقلاب عين الحقائقْ
فترى العاشق الذي هو فاني / في هوى من يحب نافي العلائقْ
نفسه عين نفس من هوى يهوي / ويرى ما يراه من كل لائق
فإذا ما رأى المحب عذاباً / كان حلواً عند المحبين رائق
يستلذون بالعذاب وهذا / ليس يدريه غير أهل الرقائق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025