المجموع : 8
كل شيء لنا على التحقيقِ
كل شيء لنا على التحقيقِ / من عدو مخالف وصديقِ
ومضر ونافع وهو إما / خادم حال وسعة أو ضيق
حكم كلها جميع أموري / وأمور الورى بحكم دقيق
يا ابن ودي هي الشئون تجلت / فتحلت بها صفات رفيقي
تقتضي دورة الشقاء لقوم / ولقوم سعادة التوفيق
طبق ما يعلم الإله قديماً / نفسه في نفوس كل فريق
حيرة بل هداية أنتجتها / صبغة الغيب عند أهل الطريق
فاعلمونا أو فاجهلونا هنا لا / جهل والكل علم حق حقيقي
هو جمع وإن تفرق قومي / فأنا لا أقول بالتفريق
يا لأمر مقدس غاب عنا / يقذف الخلق من مكان سحيق
نتفانى به فنفنى فنبقى / منه نشتمُّ طيب مسكٍ فتيق
قيدتنا التوجهات علينا / منه كيف اقتضت بحكم طليق
وهدانا إليه برق التجلي / في دياجي إمكاننا بالبريق
فشربنا هواه ممن وجدنا / عنده بالدنان والإبريق
وأقمنا على المحبة نلقى ال / غير عنها بحفظ عهد وثيق
كيف يا قوم يوصف المخلوقُ
كيف يا قوم يوصف المخلوقُ / بوجود وأصله ممحوقُ
عدم كله وقد قدَّرته / أزلاً قدرةٌ عليه تحوق
فهو شأن مقدر من قديم / لم يكن للوجود فيه طريق
ولقد جاءت النصوص بهذا / في كتاب وسنة ذا مسوق
وإذا كان هكذا الأمر قل لي / كيف وصف الوجود فيه يليق
والذي بالوجود يوصف ماذا / أين يا عقل أنت والتحقيق
فإذا الخلق قيل نفس وجود / لا بوصف الوجود ذا مرموق
قلت إن الوجود في كل شيء / واحد كلهم به مطروق
طبق ما قيل أنه هو جنس / وهو للإشتراك فيه يسوق
وَلْيَكُ الفرق ظاهراً بذوات / وشخوص سوى الوجود تروق
وإذا كانت الذوات وجوداً / وكذاك الشخوص زالت فروق
وغدا الكل واحداً ومحال / ذاك في العقل ليس فيه وثوق
فافهموا يا عقول ذا القول وادروا / وادركوا ما ترونه واستفيقوا
أهملوني من جهلهم بي وهذا
أهملوني من جهلهم بي وهذا / وصف قومي ما بينهم متناسق
وهو إهمال ربهم لهمو فل / يستعيذوا بالله من شرِّ غاسق
وأنا ناظر لهم فكأني / مصحف قد أقيم في بيت فاسق
كل قول على العقول يشقُّ
كل قول على العقول يشقُّ / ليس جمعاً وإنما هو فرقُ
والذي من ورا العقول فجمعٌ / هو بالقلب ليس يبديه نطق
وحدة أطلقت عليه تعالى / في ثلاث من الكلام تدق
هو حق وباطل ما سواه / من جميع الأكوان غرب وشرق
ووجود وغيره عدم لا / يقتضي غير ذا ولا يستحق
وهو نور بدت به ظلمات / هن سحقٌ جميعهنَّ ومحق
هكذا عنه في الكتاب يكنَّى / وبهذا لعارف الله سبق
إن يشأ عنه قال وحدة حق / أو يشأ وحدة الوجود تحق
أو يشأ قال وحدة النور عنه / كلمات ما هن للدين خرق
وحدة الحق حققت كل شيء / فجميع الأشياء بالحق حَقُّ
وكذا وحدة الوجود بها قد / وُجِدَ الكلُّ فهي للكل حُقُّ
وسعت قال رحمتي كل شيء / فتأمل ماذا يقول المحق
وحدة النور للجميع أنارت / فجميع الأشياء بالنور صدق
هذه هذه الثلاثة أمر / واحد وهو بالتقادير برق
قدراً قل مقدراً أمره كا / ن كما قال والعوالم رق
كل أمر ترجوه من مخلوق
كل أمر ترجوه من مخلوق / يعتريه نوع من التعويق
وأنا قائل وأستغفر الل / ه مقال المجاز لا التحقيق
لست أرضى من فعل إبليس شيئاً / غير ترك السجود للمخلوق
لم يكن بالسجود يأمر ربي / أنهم يسجدون للمخلوق
وهو الله قد تجلى بفعل / صادر عنه ظاهر بالحقوق
فاعل ما يشاء بالشخص منه / وهو فانٍ مثل الخيال الطروق
حاش لله أمر ربي بكفر / وسجود لغير رب الشروق
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ
كان فرعون قاصداً تحقيقَهْ / بالدعاوى فزندقته الحقيقَهْ
ثم لما طغى فقال لقوم / إنني ربكم يضل فريقه
ولكم ما علمت غيري إلهاً / ونسِيْ سالف العهود الوثيقه
فأطاعوه في المقال بجهل / ورأى كلُّ جمعِهم تصديقه
أرسل الله بالشريعة موسى / وأخاه هارون معه شقيقه
ينكران الضلال منه بجمع / لم يضف مع حضوره تفريقه
قال قولاً له على القرب مكراً / منه حتى في البحر ذاق غريقه
قال آمنت طامعاً في حياة / مثل موسى فلم يجد تعويقه
ولقد كان عارفاً بالتجلي / فيه لكن دهاه قطع الرقيقه
حيث أضحى ينفي السوى منه للعي / ن على غرة بنفس رشيقه
ثم لما تدارك الأمر كشفاً / وجد الحق باعثاً توفيقه
وهو من قبل ذائق ليس يخفى / عنه في جانب الإله دقيقه
غير حكم السوى به فرأى المو / ت الطبيعي يقتضي ترقيقه
فأحسّت بقطعها النفس منه / عن إله تعوَّدت تعليقه
آية الإنشقاق قد نبَّهته / فأصاب الهدى بنفس مفيقه
ورأى وسع رحمة الله حتى / جاءها مسلماً فلم ير ضيقه
ولقد صار آية لأناسٍ / بعده في شريعة وحقيقه
جاء موسى إليه بالشرع يدعو / منكراً للحقيقة الزنديقه
وأراد الإله إطلاع موسى / أن في الباطن العلوم الأنيقه
وابتلاء فلم يطق صحبة الخض / رِ وقد كان في المسير رفيقه
فغدا منكراً عليه إلى أن / نال تغريبه وذا تشريقه
ومشى الناس في شريعة موسى / ليس يدرون غيرها في الخليقه
وعليها قد جاءت الرسل حتى / كان عيسى وأمُّه الصدِّيقه
فأراهم حقائقاً جهلوها / وعليه الحمار أبدى نهيقه
ثم همّوا بقتله فوقاه ال / لَهُ بالرفع مشهداً لن يطيقه
ثم إن الإله أرسل بالجم / ع وبالفرق نفسَ حرٍّ شفيقه
فدعا الناس ظاهراً ودعاهم / باطناً فهو مسجدٌ وحديقه
سيد المرسلين قد ود موسى / لو رأى منه طيب تلك السليقه
وسيدعو لشرعه الناسَ عيسى / ثم في قبره يكون لصيقه
هكذا الأمر جاء صلى عليهم / ربنا ما نفى الجديدُ عتيقه
إنما رزقك الذي حزته في
إنما رزقك الذي حزته في / يدك اقنع به بنفس مفيقه
وتأمل في رزق غيرك تلقا / ه خيالاً لديك ليس حقيقه
لا تكن فيه طامعاً مثل كلبٍ / ممسكٍ عظمةً بفيه رقيقه
فرأى ظلها بماء فألقا / ها لأخذ التي رأى في الطريقه
لذة العيش تجعل المر حلوا
لذة العيش تجعل المر حلوا / حيث فيه انقلاب عين الحقائقْ
فترى العاشق الذي هو فاني / في هوى من يحب نافي العلائقْ
نفسه عين نفس من هوى يهوي / ويرى ما يراه من كل لائق
فإذا ما رأى المحب عذاباً / كان حلواً عند المحبين رائق
يستلذون بالعذاب وهذا / ليس يدريه غير أهل الرقائق