ما لمن يسكن القبورَ صديقُ
ما لمن يسكن القبورَ صديقُ / وحياةُ الفتى اليها طَريقُ
ليس تنجو من المنون عَقَنْبَا / ةٌ من الفتخ رَكضُها التَّصفيقُ
من وراء السماكِ يتبعها الفك / كَةُ والقُشْعُمَانُ والعَيُّوقُ
لا ولا قادرٌ من العُصْمِ في رأ / سِ صَفاةٍ ترَّكَ عنها الأَنُوقُ
حاجبُ الشمسِ ما يُغيبُ عنه / فسواءٌ غروبُها والشرُوقُ
أَسلَمته وما حَمَته وهل يَح / مى من الحَينِ هضبةٌ ازليقُ
أَو سبوحٌ من تحته صدفُ الدرْ / رِ وموجٌ من فوقهِ مأَلُوقُ
تَتَمنى الخلودَ في هذه الدَّا / رِ وماذا الى الخلودِ يَشُوقُ
سلوةٌ قبلها غرامٌ وشجوٌ / واجتماعٌ من بعدهِ تَفريقُ
فاركٌ يسامُ الوصالَ فلا كا / نتْ ولا كان وصلُها المَومُوقُ
مستعارُ العمرِ القصيرِ بها طي / فٌ يُغنَّى مزارهُ وَيَروقُ
ولقد أَنذرتْ لو أنَّ الذي يُن / ذر من سكره الرجاءَ يفيقُ
ما رمينا به اللذةِ الرَّذْ / لةِ لو أَنَّ تائقاً لا يتُوقُ
فكفاه العَفافُ أَنْ يجرعَ الثك / لَ وأَنْ يَجترى عليه العُقُوقُ
ولَعَمرى ما حادثُ الدهرِ بالذمْ / مِ ولا بالملامِ منا حقيقُ
وهو المنصِفُ الذي يتساوى / في ذُراه المحرومُ والمدؤؤْقُ
أَين ربُّ الملوكِ خُرَّةَ فيرو / زَ وأين اصطِباحُه والغَبوقُ
وله من سُرادقِ العزِّ ظلٌ / ورداءٌ من النعيمِ رَقيقُ
رامَ أَن يغلِبَ الخطوبَ ولا يغ / لِب أَوطارَ خالقٍ مخلُوقُ
أَين عن يومهِ الطبيبُ الذي كا / ن يُداوى حِمامَه فَيَمُوقُ
أَينَ أَنصارُه الكماةُ وأَينَ ال / بِيضُ من دونه وأَينَ الرُّوق
والجيوشُ التي يَشُجُ بها البي / دَ فتعيا بحملها وتَضيقُ
لم يزل يقطعُ الحبائلَ حتّى / عَلِقَتْه أُمُ اللَهيمِ العَلُوقُ
سَرقَتْهُ من حَافظيهِ جِهاراً / نَظَرَ العينِ انَّها لَسَرُوقُ
انْ تكنْ صولةُ الردى غلبتْه / فبما يغلِبُ الفَنِيقَ الفَنِيْقَ
لم يُنَهْنِهْهُ صبرُه في الملما / تِ ولا كيدُه العنيفُ الرقيقُ
ركبوه مطيةَ الرفعِ والوض / عِ فللهِ سائقٌ ما يسُوقُ
كاظمٌ يملِكُ الزفيرَ فيخفي / هِ وواشٍ بدمعِهِ مَخنُوقُ
وسقاهُ ولا جَفاهُ حَبيٌّ / سَبَلَ المعصراتِ فيه خَرِيقُ
زائرٌ لا يزور غيرَ صَدَاهُ / فهو صَبٌّ الى ثَراه مَشُوقُ
وَسَديُّ الاعصارِ ماتَتْ سَوافي / ه وعاشتْ رعودُه والبُرُوقُ
خبرونى بأَن عشيَّةَ فَخرِ ال / ملكِ من بعد فقدِهِ تَرميقُ
قد جفاه الكَرى فليس تزورُ ال / عينُ الاَّ غِرَارَهُ المَمْذُوقُ
كَمدٌ يَحفِزُ الضلوعَ ووجدٌ / ليس يصحو منه ولا يَسْتَفِيقُ
وعزيزٌ عليَّ أَنْ يُنقلَ الهض / بُ فيُضحِى يُطيقُ ما لا يُطيقُ
قد قضيتَ الذي عليكَ وأَبلي / تَ بلاءً به تُودَّى الحُقوقُ
فصلِ الغَمضَ والوِسادَ وراجعْ / نُغَبَاتٍ بها يَسوغُ الرِّيقُ
واحرسِ الدولةَ التي أَنتَ مولى / حَدِبٌ من ورائها وشَفِيقُ
فبمن يُستعاضُ منكَ اذا ما / سَنَحَتْ وهي بارحٌ خَنْفَقِيقُ
واستُريثَ الركضُ الخبيثُ وواكل / نَ اهتزازاً به يُساقُ الوَسيقُ
نشرُهُ سُؤْدَدٌ ونَجواهُ مَجْدٌ / وعَطَاياهُ للمكارمِ سُوقُ
ماسَ في حَلْبةِ الرِّهَانِ مُدِلاً / وبه كلُّ سابقٍ مَسْبُوقُ
وحماهُ من أَن ينالَ مدَاهُ / نَسَبٌ في المطهماتِ عَرِيقُ
ووقارٌ لا يأخذُ الزِبرَ والمِث / لث فيه ولا يحيقُ الرحيقُ
أَروقَ العود في صيعدكَ فاعتزْ / زَ وطالت فروعُه والعُرُوقُ
واذا غبتَ فالخصيبُ من الار / ضِ حديثٌ والرحب منها مَضيقُ
مُرْ كما مَرَّ في الرميةِ سَهْمٌ / مارقاً فيه نَصْلُه والفُوقُ
طاعناً في البلادِ يُهدى لك النص / رُ ويُطْوَى لكَ البعيدُ السحيقُ
لكَ في كلِّ تَرحَةٍ وسُرورٍ / كَلِمٌ لا يلوكُهُ المِنْطِيقُ