ما رأَتْنِي عيناكَ يومَ الفراقِ
ما رأَتْنِي عيناكَ يومَ الفراقِ / أخدع القلبَ باِدّكار التّلاقي
وأُطفّي بالدّمعِ نارَ غرامٍ / كان عوناً لها على الإحراقِ
مائلاً بين نهضةٍ ومَقامٍ / حاكماً بين سلوةٍ واِشتياقِ
أُذكِرُ الشّوقَ بالصُّدود ليخفى / وأُداري اللّحاظَ بالإطراقِ
كلّ شيءٍ أدنى إليَّ منَ الصّب / رِ وصبرُ المشوق عينُ النّفاقِ
يا خليليَّ من ذؤابةِ قَيْسٍ / في التّصابي رياضةُ الأخلاقِ
غَنّيانِي بِذِكرِهم تُطْرِباني / واِسقياني دَمعي بكأسٍ دِهاقِ
وخُذا النّومَ من جفوني فإنّي / قد خلعتُ الكرى على العُشّاقِ
واِسأَلا لِي الشّمالَ عن نَشْرِ أَرضٍ / كنتُ أَحْيي بطيبه أرماقي
إنّها إنْ مشتْ بوادي الخُزامى / صَنعتْ فيه صنعةَ السُّرّاقِ
لِي زمانٌ ظامٍ إِلى ماءِ وجهي / يَمْتَرِيهِ بكلِّ ما إملاقِ
يتمنّى بَسْطِي يميني لِيَسْتَمْ / طر فيها عَزالِيَ الأرزاقِ
دون ما رامه جِماحُ أبِيٍّ / شمّرِيِّ الجنانِ مُرِّ المَذاقِ
تَتناهى عنه الخطوبُ إذا ما / عانَقتْ كفّه نحورَ العِتاقِ
قد تمرّستُ باللّيالي فحسبي / ما أرى لِي في ودّها من خَلاقِ
لغناها أقوى ذَريعةِ عُسْرٍ / وبلوغُ المُرادِ بالإخفاقِ
كَم مقامٍ مَلأتُ فيه فمَ الصُّبْ / حِ بجيشٍ عَرَمْرَمٍ غَيْداقِ
سَتَرَ الجوَّ بالعَجاج فعينُ الش / شَمسِ مَطْرُوفةٌ عن الإشراقِ
في رجالٍ يسابقون ظُباهمْ / عند وَثباتها إلى الأعناقِ
كلُّ غَضٍّ يرى المنايا حياةً / والعوالِي إلى المعالِي مَراقِ
أنتَضِيهِمْ على صُروفِ ليالي / يَ فأُغنى عن المواضي الرِّقاقِ
قد سحبتُ القنا بكلّ طريقٍ / سَئِم السَّيْرَ فيه صبرُ النّياقِ
أنا تِرْبُ الظَّبا رفيقُ العَوالِي / حربُ هذي الطُّلى عدوُّ التَّراقي
فاِلقياني الرّدى فإنّي رَداهُ / واِزجُرا بِي النُّجومَ في الآفاقِ
وَإلى أحمدَ الّذي ظلّ عودُ ال / مَجدِ لمّا اِستهلَّ في إيراقِ
جذبتنِي وسائلٌ للعُلا في / هِ غَرامي لأَسرها في وَثاقِ
لَبِستْ منه حَلْيَها فاِستَهامتْ / بِالتَحَلِّي بهِ عن الأحداقِ
ذاك مُوهِي عِقْدِ الخطابِ إذا ما اِعْ / تَلَجَ القولُ في لَها المِسْلاقِ
رابطُ الجَأشِ في جليلِ الرّزايا / شاردُ الفِكْرِ في المعاني الدِّقاقِ
لَستُ أَرضى بِأَنْ أَقول هو البّدْ / رُ ومُذْ تَمّ لم تُصَبْ بمحاقِ
فُتّ بالبِرّ بالمعالي بَنيها / فاِنظرنْ هل ترى لهمْ من لِحاقِ
كنتُ أقضي على الورى بخلاف ال / مجدِ حتّى قيّدتَ مِن إطلاقي
كيف لا أجتنِي له ثَمَر المَد / حِ وتلك الأعراقُ مِن أعراقي
واقفٌ عنده جوادُ سباقي / وإلى هذه المعالي سِباقي
لستُ أسخو لكلّ شخصٍ بلحظي / ولو اِنّ القَتادَ في آماقي
ولَباعي غالٍ على كلّ جِيدٍ / لَيس إلّا لقدر رمحي عِناقي
جاءَك العيدُ ضامناً رِيَّ آما / لك من مَنْهَلٍ له رَقْراقِ
فاِلقَه بالمُنى وناشده شعري / تَجدَنه إِليه بالأشواقِ
وَاِشفِقَنْ عَن ضميره تُلْفِ حبّي / رافلاً بين خِلْبِهِ والصِّفاقِ
لا اِطمأنَّ الرّدى إِليك ولا زِلْ / ت تَلَقَّى جماعةً بفراقِ
وأطاع الزّمان فيك المعالي / فاللّيالي معروفةٌ بالشّقاقِ