رُبَّ لَيلٍ هَصَرتُ فيه بِغُصْنٍ
رُبَّ لَيلٍ هَصَرتُ فيه بِغُصْنٍ / لابسٍ نضرةَ النّعيم وريقِ
فيه رمّانةٌ تُطاعِنُ صَدْري / فهي أمضى من السّنان الذليقِ
أَسألُ الوردَ مِنهُ عَن أُقحوانٍ / مجتنى الشهد منه في طلّ ريقِ
فشققتُ الشقيقَ من شفَتَيه / عن حبابٍ محدِّثٍ عن رحيقِ
واكتَسَتْ زُرقَةُ السَّماءِ سَحاباً / مُسمِعاً رعدُهُ هديرَ الفنيقِ
وحمَىَ من وشاتنا كلُّ وبلٍ / بأفاعي السيول كلَّ طريقِ
وكأنّ الظلامَ يحرقُ قاراً / منه في الخافقين نفطُ البروقِ
رَقَّ صَبري وصَبرُها بِنَسيمٍ / واصفٍ صُبْحَهُ بمعنى رقيقِ
وشَوادٍ شَدَت فَلَولا اشتِهاري / نُحْتُ من شدوها بِكُلِّ شَهيقِ
أضحَكَ اللَّهُ مَنْ بكى بجمانٍ / رحمةً للّذي بكى بعقيقِ